محمدعبدالعليم mohamedabdalalim

طالما توجد حياة.. تتولد المشكلات التى ينبغى علينا بذل الجهد فى محاولة حلها والتغلب عليها وتجاوزها ..لنصل الى مانصبو إليه من مجتمع خال من الإرث الطويل لعويل الضعفاء وانين المظلومين ..فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط محمدعبدالعليم

الأحد، أكتوبر 28، 2007

بدون هزار 172 سفسطة



بدون هزار 172 سفسطة
بدون هزار 172
=========
سفسطة
=========

بقلم : محمدعبدالعليم
mohamedabdalalim@hotmail.com

لا أحد ..لا يحن إلى ماضيه السعيد .أيا كانت تلك السعادة ..
ولا أحد أيضا لا يتطلع إلى المستقبل البعيد الذي لا يتيقن من اللحاق به

ولكن تختلف نوازعنا باختلاف واقعنا

ففي مراحل الهزات والانكسارات نتراجع ونتقوقع ونقلب في تراثنا وماضينا ..
كالتاجر الذي أفلس يبحث في دفاتره القديمة.
والبلاد المهزومة المنكسرة ..تتشبث بتاريخها وماضيها.فلا تبارحه أو تفارقه.. غناء وإشادة وبلادة أيضا .
وتتشرنق في حقبة زمنية لا تريد مغادرتها .
.فتتخلف زمنيا وحضاريا وتتقهقر إلى هوة الماضي المنسحق

والبلاد المنتصرة تبحث عن المزيد من الانتصارات وتعبر الماضي إلى المستقبل بسرعة الصاروخ
الأفراد أيضا كالدول.... فالثري يتعب ويشقى وينقب ويبحث عن المزيد من الكنوز خوفا من الفاقة..

والفقير لا يرى خطورة أو عيبا في الفقر ..رغم كل عيوبه...يتكيف معه ويعايشه

كلنا نحاول التكيف مع الواقع إلا إذا ارتفعت درجة حرارتنا ..
فنفكر..فقط نفكر في الثورة على الأوضاع ونقلب
موائدنا ..ربما وجدنا تحتها كنزا مدفونا ...فإذا أرهقنا البحث غلبنا النوم ..ربما وجدنا ما ضاع منا أو نبحث عنه في
الأحلام..ونصحو على أحزان أو
أفراح .. ونكرر الكرة يوميا
في أحزاننا نتراجع ونهدأ ونجلس نستلهم الماضي والذكريات الجميلة
وفي أفراحنا نقف ونرقص ونتقدم ونطير إلى المستقبل وننسى أو نتناسى ماضينا كله ..ونركله بالأقدام وندوس عليه فالبكاء على الأطلال لا يصلح ما فسد ولا يرمم المكسور ..والظلام غير النور

======
كلام هزار
======

قال لي : لماذا يؤكد البعض أن المصريين أذكى شعوب العالم ؟

قلت له : لأنهم جعلوا الحكومة تصدق أنهم صدقوها ..وأنها حكومة اليكترونية ..وذكية

الأربعاء، أكتوبر 24، 2007

بدون هزار 171 تلاكيك أهلى وزمالك 67



الثلاثاء, 23 اكتوبر, 2007


بدون هزار 171 تلاكيك أهلى وزمالك 67

بدون هزار 171 تلاكيك أهلى وزمالك 67
بدون هزار 171تلاكيك
=========
أهلي وزمالك 67
========

بقلم: محمد عبد العليم
mohamedabdalalim@hotmail.com
لا يحس ولا يشعر الإنسان بمشاعر وأحاسيس غيره ..بالحزن والسعادة ..والراحة والألم ..مهما تظاهر بغير ذلك ..سواء بكى أو ضحك
فالسعادة التي تفجرت في شرايين الشعب المصري في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر ..لا يمكن أن توصف بسهولة ..ولا يشعر بها إلا من كابد غم وهم الهزيمة ..هو من ذاق طعم فرحة عبور جيش مصر بالنصر لقناة السويس ودك الحصون ، وهدم خط بارليف المنيع..فيما يشبه المعجزة مستحيلة الحدوث.. فرحة بلا حدود ولا نهاية لها ..فرحة متجددة
انكسرت إسرائيل وهزمت ..وانتصر المصري الصامد الرافض للهزيمة فكفكف دمعه وجففه ..وانفجرت أساريره بالابتسام
إلا أن بعض المبصرين من عمي القلوب لا يرون النصر إلا إذا كان في كرة القدم ..فأفراحهم وأتراحهم معقودة بأقدام غيرهم من اللاعبين ..وهم فقط يتفرجون , وينفجرون كالقنابل مع كل ركلة للكرة نحو مرمى فريقهم
فرحة النصر حققها جيش مصر بالعلم والإيمان كما كان يقول السادات ..وصدق !
أما الهزيمة فأبوها وأمها الجهل والغباء والطائفية المجتمعية في المجتمع الواحد.. وإن نسبها البعض إلى كرة القدم و أغاني أم كلثوم والحشيش ..وعبد الحكيم عامر الزملكاوي ..فالأهلاوية لم يهزموا حتى في يونيو 1967
ومع ذلك فمازال الكل يعشق الأهلي والزمالك بالفعل والجهد والمال والصوت العالي في المقاهي والإستاد
والأغلبية يكافحون ويناضلون بالأغاني والمصريون أهم حيوية وعزم .. رغم أنفلونزا الطيور والبلهارسيا وفيروس سي
وكلنا سعداء بما نحن عليه ..فلا نعرف الوطنية ولا نشعر بها إلا مع الفريق الوطني لكرة القدم
ولذلك معظم تساؤلاتنا عمن يفوز ببطولة إفريقيا ..ومن يفوز في الدور الثاني من الدوري الأهلي أم الزمالك ؟
وهكذا يكون الاهتمام ..وكذلك تكون الوطنية عند عمي القلوب
============
كلام هزار
==========
قال لي : لماذا قيل إن عبد الحكيم عامر ..هو سبب هزيمة 1967؟
قلت له : لأنه زملكاوي

أضافها mohamedabdalalim @ 11:29 م

بدون هزار 171 تلاكيك أهلى وزمالك 67


الثلاثاء, 23 اكتوبر, 2007


بدون هزار 171 تلاكيك أهلى وزمالك 67

بدون هزار 171 تلاكيك أهلى وزمالك 67
بدون هزار 171تلاكيك
=========
أهلي وزمالك 67
========

بقلم: محمد عبد العليم
mohamedabdalalim@hotmail.com
لا يحس ولا يشعر الإنسان بمشاعر وأحاسيس غيره ..بالحزن والسعادة ..والراحة والألم ..مهما تظاهر بغير ذلك ..سواء بكى أو ضحك
فالسعادة التي تفجرت في شرايين الشعب المصري في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر ..لا يمكن أن توصف بسهولة ..ولا يشعر بها إلا من كابد غم وهم الهزيمة ..هو من ذاق طعم فرحة عبور جيش مصر بالنصر لقناة السويس ودك الحصون ، وهدم خط بارليف المنيع..فيما يشبه المعجزة مستحيلة الحدوث.. فرحة بلا حدود ولا نهاية لها ..فرحة متجددة
انكسرت إسرائيل وهزمت ..وانتصر المصري الصامد الرافض للهزيمة فكفكف دمعه وجففه ..وانفجرت أساريره بالابتسام
إلا أن بعض المبصرين من عمي القلوب لا يرون النصر إلا إذا كان في كرة القدم ..فأفراحهم وأتراحهم معقودة بأقدام غيرهم من اللاعبين ..وهم فقط يتفرجون , وينفجرون كالقنابل مع كل ركلة للكرة نحو مرمى فريقهم
فرحة النصر حققها جيش مصر بالعلم والإيمان كما كان يقول السادات ..وصدق !
أما الهزيمة فأبوها وأمها الجهل والغباء والطائفية المجتمعية في المجتمع الواحد.. وإن نسبها البعض إلى كرة القدم و أغاني أم كلثوم والحشيش ..وعبد الحكيم عامر الزملكاوي ..فالأهلاوية لم يهزموا حتى في يونيو 1967
ومع ذلك فمازال الكل يعشق الأهلي والزمالك بالفعل والجهد والمال والصوت العالي في المقاهي والإستاد
والأغلبية يكافحون ويناضلون بالأغاني والمصريون أهم حيوية وعزم .. رغم أنفلونزا الطيور والبلهارسيا وفيروس سي
وكلنا سعداء بما نحن عليه ..فلا نعرف الوطنية ولا نشعر بها إلا مع الفريق الوطني لكرة القدم
ولذلك معظم تساؤلاتنا عمن يفوز ببطولة إفريقيا ..ومن يفوز في الدور الثاني من الدوري الأهلي أم الزمالك ؟
وهكذا يكون الاهتمام ..وكذلك تكون الوطنية عند عمي القلوب
============
كلام هزار
==========
قال لي : لماذا قيل إن عبد الحكيم عامر ..هو سبب هزيمة 1967؟
قلت له : لأنه زملكاوي

أضافها mohamedabdalalim @ 11:29 م

بدون هزار 170 الملك فاروق


::
الثلاثاء, 23 اكتوبر, 2007


,
بدون هزار 170 الملك فاروق
========
الملك فاروق
=======

بقلم محمد عبد العليم
mohamedabdalalim@hotmail.com
أثار مسلسل الملك فاروق لغطا وجلبة انزعج لها البعض وتفاعلوا معها بتباين شديد أوضح وبين سطحية البعض إذ ظنوا المسلسل دعوة لعودة النظام الملكي إلى مصر والبعض الآخر رأى المسلسل دعوة واضحة لمباركة سيناريو التوريث الجمهوري
الصنف الأول يرى أن الأسرة العلوية أجنبية فكل الحكام من محمد علي إلى فاروق من الأجانب ويرفضون أي جدل حول الأمر
والسؤال لكل مصري .. أأنت لست أجنبيا يا أخ
.. فبشرتك توحي بأنك لست مصريا ..قح، وجمجمتك ليست فرعونية.. لكنك أصبحت مصريا لأن أبوك وجدك مصريان والله اعلم من أين أتي جدك الأول؟
أباظة أعظم وأكبر الأسر المصرية الشهيرة أصولها أجنبية وتمصرت.. وتولى منهم الوزارة ولم نشعر معهم بغربة
محمد على لم يكن مصريا المولد والناصر صلاح الدين والظاهر بيبرس وسيف الدين قطز وقنسوة الغوري كذلك
و أمير الشعراء احمد شوقي أصله كردى كعملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد وقاسم أمين
ومعظم أصحاب البشرة القمحية ليسوا مصريين الأصل
.. وأنور السادات ومحمد نجيب ليسا مصريان الأصل تماما فكلاهما أمه سودانية ولكن مصر والسودان حالة خاصة
.. و الإسكندراني جمال عبد الناصر المنتسب إلى قرية بني مر وهي تنسب كما قال لي اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية إلى قبيلة بني مرة اليمنية
. كل مواطن مولود بمصر لأب مصري فهو مصري فما بالك بمن جده وأبو جده مصري
الملك فاروق مصري الجنسية وجده الخديوي إسماعيل كان يتناول لحمة الرأس و الكرشة كأولاد البلد
و سب الملك فاروق والأسرة العلوية التي صنعت مصر الحديثة .. فهو سلوك الفراعنة الذين لا ننتسب إليهم إلا في
كسر رأس التمثال ووضع رأس الملك الجديد.. فعودة الملكية أحلام وأماني لبعض أهل بيزنطة لا طائل منها ولا جدوى من طرح المناقشات حولها إلا في حينه
الشركات الكبرى والمصانع ومترو مصر الجديدة والمدارس كانت أجنبية وتمصرت.. ونسينها أصلها الأجنبي
إلا عائلة واحدة نذكرها ولا نريد منحها الجنسية..حتى المزدوجة التي تحملها
ولكن ألم يحن الوقت لتكون مصر نظيفة على الأقل من الفساد التاريخي ؟
, و الفساد الصحفي أسوأ أنواع الفساد الذي يزور التاريخ ويغسل الأدمغة وينشر الشائعات
================================
كلام هزار
===============

قال لي : لماذا يدعي البعض أن الملك فاروق والأسرة العلوية ليسوا مصريين ونسينا الأسرة الأباظية
؟قلت له : نحن لا نحب الإرتفاع والعلو ..واعتقدنا ان العلوية تعنى الارتفاع وليست نسبة الى والدمحمدعلي فقذفناها بالطوب حتى تسقط وتصبح سفلية.. أما الاباظية فأعتقدنا انها تنتسب الى باظ وفسد مثلنا فلم نهاجمها

لقاء ممتع مع سمو الأميرة فريال فاروق الأول ملك مصر والسودان

الثلاثاء, 23 اكتوبر, 2007


لقاء ممتع مع سمو الأميرة فريال فاروق الأول ملك مصر والسودان
لقاء ممتع مع سمو الأميرة فريال فاروق الأولملك مصر والسودان
على هذا الرابط
http://www.freechristian.eu/fcv/farouk-6-9-2007-1.wmv

فتح المواقع المحجوبة

الثلاثاء, 23 اكتوبر, 2007


المواقع المحجوبة
فتح المواقع المحجوبة
============================================
تحجب الحكومات المتخلفة عقليا بعض المواقع الالكترونية
التى تخشى أن ينتشر بين الجماهير ما تنشره عن هذه الحكومات الديكتاتورية
اللصوصية فأكثر ما يرعبها كلمة حق تذاع او حقيقة تعرف
فليس من صالح الحاكم المستبد أن تتنور الرعية بنور العلم ولهذا فاضخم نسبة للأمية في العالم توجد في البلاد العربية
التى تسير بسرعة الضوء إلى الوراء حيث الفقر و الجهل والمرض
محمدعبدالعليم
===========================
واليكم بعض المواقع التى تكسر الحجب

==============================
اغلب هذه المواقع مجانية، وطريقة استخدامها متشابهة الى حد كبير، وتكون كما يلي:
- افتح احد هذه المواقع.
- ستجد مستطيل اكتب فيه اسم الموقع الذى تريد تصفحة - ثم اضغط على زر "انتر"
http://proxify.com
http://www.anonymizer.com/index.cgi
http://www.proxyone.com
http://www.proxyweb.net
http://www.snoopblocker.com
http://webwarper.net
http://www.metaspinner-media.de/mdsme/mdsme-docs/proxy.shtml
http://pxy01.pink-banana.com/cgi-bin/redirect.cgi
http://anonymouse.ws/anonwww.html
http://www.chronicpulse.net
http://osiris.978.org/%7Ebrianr/ians
http://www.guardster.com
http://www.guardster.com
1- http://anonymouse.ws/anonwww.html2- http://www.anonymization.net/3- http://www.pureprivacy.com/4- http://www.guardster.com/5- http://webwarper.net/6-
http://www.myshield.com/7- http://www.safeproxy.org/cgi-bin/nph-proxy.cgi8- http://www.subdimension.com/nettool...zit/index.shtml9- http://www.megaproxy.com/10- http://www.anonymizer.com/http://www.anonymizer.com/services/surf_for_free.htmlhttp://anon.free.anonymizer.com/http://www.google.com/11- http://www.anonymizer.ru/12- http://www.the-cloak.com/13- http://www.rewebber.com/14- http://www.idzap.com/services.php#freesurf15- http://www.surfola.com/16- https://proxy.autistici.org/17- https://proxy1.autistici.org/18- http://www.orangatango.com/19- http://www.sendfakemail.com/anonbrowser/20- http://v3.vl8.net/21- https://secure.fc2.com/smartipm/nph-proxy.cgi22- http://proxy.webshopcd.ru/23- http://proxy.martignier.net/cgi-bin/nph-proxy.cgi24-http://antiwebfilter.com25-http://topfreeproxy.comhttp://topfreeproxy.comThe Voice of Jihad Proxy!!http://tntproxy.comhttp://liteproxy.com

جبهة علماء الأزهر تتهم طنطاوي بتحريف الكلم عن مواضعه وتطالب باستتابته


الثلاثاء, 23 اكتوبر, 2007


جبهة علماء الأزهر
تتهم طنطاوي بتحريف الكلم عن مواضعه وتطالب باستتابته

(المصريون): : بتاريخ 17 - 10 - 2007
اتهمت "جبهة علماء الأزهر" شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بتحريف الكلم عن مواضعه من خلال فتواه الخاصة بجلد الصحفيين، مؤكدة "فساد" الأدلة التي ساقها لتبرير فتواه التي أثارت جدلاً واسعًا في أوساط الصحفيين، واعتبروها تأتي في سياق التحريض عليهم، في خضم الأزمة التي تفجرت على إثر صدور أحكام بالحبس والغرامة ضد عدد من رؤساء التحرير والصحفيين في قضايا نشر.وأضافت الجبهة في بيان أن الشيخ طنطاوي يعلم علم اليقين أن استدلاله الفقهي والشرعي فاسد باستدلاله بالآيات القرآنية التي ساقها لمحاولة إدانة من أراد إدانتهم بها، مشيرة إلى أنه هو الذي خط بيده من قبل كتابه المسمى بـ "التفسير الوسيط" الذي يتم تدريسه حاليًا على طلاب الصف الثاني الثانوي الأزهري. ولفتت إلى أنه في هذا الكتاب نقل طنطاوي عن الإمام الرازي في تفسيره قوله تعالي "والَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ولا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ" (الآية 40 من النور)، أن العلماء أجمعوا على أن المراد هنا في هذه الآية الرمي بالزنا.وكان شيخ الأزهر قال على هامش الاحتفال بليلة القدر الذي حضره الرئيس مبارك إنه يجب جلد مروجي الشائعات ومثيري الفتن 80 جلدة، وذلك بعد قوله في خطبة الجمعة بحضور رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف إن "الصحافة التي تلجأ لنشر الشائعات والأخبار غير الصادقة تستحق المقاطعة، وحرام شراء القراء لها". وقال بيان "جبهة علماء الأزهر" إن الوصف الوحيد لما فعله شيخ الأزهر هو أنه قام عمدًا بتحريف الكلم عن مواضعه وهو ما يوقعه في المعصية التي جعل الله سبحانه وتعالي عقوبتها أشد عقوبة نزلت بأمة من الأمم قبلنا؛ وهي: استحقاق اللعن، قساوة القلوب بعد فسادها، داوم العداوة والبغضاء في جموع الأمة الساكتة عليها، عداوة وبغضاء تدمر عليها بإذن ربها وتدمدم. وطالبت، الشيخ طنطاوي أن يسارع بمراجعة نفسه وإعلان توبته عما بدر منه فعسى الله سبحانه وتعالي أن يتوب عليه فهو القائل "وتُوبُوا إلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (سورة النور)، مؤكدة أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.كما ناشد البيان علماء الأزهر وشيوخه وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية أن يسارعوا بتحديد موقفهم رسميا من صنيع شيخ الأزهر وأن يأخذوا على يديه قبل أن يحل بالأمة من غضب الله ولعنه وعقابه ما لا قبل لأحد به، مشيرة إلى أن بالأزهر ما يكفيه من البلاء.وطالب البيان، العلماء بعدم الاكتفاء بالصمت وخاطبهم قائلاً: "أنتم الأعلون لأن شيخ الأزهر بكم وبدونكم لا يكون وأنتم به وبغيره كائنون"، وحذرهم من أنهم سيسألون أمام الله عن الأزهر إن فرطوا فيه.وناشدت "جبهة علماء الأزهر" علماء الأزهر بأن يلجئوا للإجراءات القانونية لمواجهة شيخ الأزهر من خلال عقد اجتماعات لمجالس الأقسام والكليات والهيئات التابعة لجامعة الأزهر، وأن يتم استدعاء الشيخ طنطاوي ومواجهته ومحاسبته والأخذ على يديه، وأن يستوثقوا لدينهم وأزهرهم بما يرونه من العهود والمواثيق ثم يخرجوا على الناس والأمة بما يصلوا إليه من قرارات لتطمئن الأمة على أزهرها قلعة دينهم ودينكم، كما جاء بالبيان.وخاطب البيان علماء ومشايخ الأزهر قائلاً: "لا خير فيكم إن لم تفعلوها ولا خير فيه إن لم يستجب لها"، وحثهم على أن يستحضروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم "بلا والله لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأطرنهم على الحق أطرًا، أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ويلعنكم كما لعنهم". كما استشهد البيان بقوله عليه الصلاة والسلام "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أو شك الله أن يعمهم بعذاب من عنده

بحث جديد يؤكد الأصل الإفريقي للبشر

بحث جديد يؤكد الأصل الإفريقي للبشر

البحث الجديد يدعم نظرية الأصل الإفريقي للإنسان
عزز بحث علمي جديد النظرية القائلة بأن جميع البشر الموجودين على الأرض حاليا قد قدموا من القارة الإفريقية، ملقيا بمزيد من الشكوك حول نظرية موازية تقول بنشوء مجموعات جغرافية في وقت واحد
وقد أجرى علماء من آسيا والولايات المتحدة وبريطانيا فحوصا على كروموسوم واي في أكثر من 1200 شخص آسيوي وتبين لهم عدم وجود أي آثار غير إفريقية في مركباتهم الجينية
وقال العلماء في البحث الذي نشرته مجلة جورنال ساينس إن هذه النتيجة تشير إلى أن البشر الحاليين الذين ينحدرون من أصل إفريقي قد حلوا محل السكان الذين كانوا يقطنون شرقي آسيا في وقت سابق
وكانت النظرية المنافسة لذلك تشير إلى أن البشر الحاليين قد تحدروا من مجموعات بشرية مختلفة نمت في أماكن مختلفة في وقت واحد ، وهي النظرية المعروفة بالتعدد الجغرافي للأصل البشري
الإنسان الراهن حفيد لأجداد أفارقة
وقال سبنسر ويلز أحد مؤلفي البحث في مقابلة مع بي بي سي أونلاين إن النتائج الجديدة تدق مسمارا في نعش نظرية التعدد الجغرافي، وأشار إلى أن قيمة البحث الجديد تكمن في اتساع نطاق مشروع البحث
كما أشار سبنسر إلى أن التحليل الذي يتضمنه البحث هو ما يعزز قوته، وأن العينات التي أجريت عليها الفحوص تشمل جميع الأنواع البشرية في آسيا
عينات جينية
وقد أمضى سبنسر وزملاؤه شهورا ضمن الفريق الذي قاده الباحث لي جن من جامعة شنغهاي، وهم يجمعون عينات من الحامض النووي تمثل 163 مجموعة بشرية في آسيا الوسطى وأمريكا والهند
وقد أخضع الباحثون العينات التي جمعوها إلى ثلاث مميزات رافقت التحول الذي طرأ على الكروموسوم واي في الإنسان الإفريقي قبل حوالي أربعة وأربعين ألف عام
وكانت قاعدة الاختبار تهدف إلى العثور على العينات التي لا تحتوي أي من هذه المميزات الأمر الذي قد يعني في حال حدوثه عدم وجود خصائص إفريقية في صاحبها
ومعروف أن الكرومسوم واي يوجد لدى الرجال فقط ما يعني أن البحث لم يشمل عينات من النساء
ويقترح الباحثون أن أجراء أبحاث على عمليات الانقسام الخليوي المباشر في الحامض النووي التي تحدث في الإناث قد تعزز هذه النتائج
واعتبر سبنسر النتائج التي توصل إليها البحث مهمة جدا مشيرا إلى أن الوقت قد أصبح قصيرا قبل التخلص نهائيا من فكرة التعدد الجغرافي للأصل البشري
*منقول عن
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_1324000/1324476.stm

إلغاء محاضرةلعالم ميّز بين البيض والسود بالذكاء


::
الثلاثاء, 23 اكتوبر, 2007

إلغاء محاضرةلعالم ميّز بين البيض والسود بالذكاء
إلغاء محاضرة
لعالم ميّز بين البيض والسود بالذكاء

الدكتور واطسون
إلغاء محاضرة
لعالم ميّز بين البيض والسود بالذكاء
===========================

بعد يوم واحد من
تصريحاته المثيرة للجدل، والتي قال فيها "إن السود أقل ذكاء من البيض"، ألغى متحف العلوم في لندن محاضرة كان من المقرر أن يلقيها الدكتور جيمس واتسون الحائز على جائزة نوبل لدوره في اكتشاف بنية المورثات، DNA، عام 1962.
وفي معرض تبريرها لقرارها بإلغاء اللقاء الذي كان من المقرر أن يتحدث خلاله عالم الوراثة الشهير يوم الجمعة، قالت إدارة المتحف إن "وجهات نظر الدكتور واتسون تتخطًّى حدود النقاش والجدل المقبول." حزن واتسون
وفي مقابلة مع صحيفة الصنداي تايمز قبيل وصوله إلى بريطانيا للترويج لكتابه الجديد، قال العالم، البالغ من العمر 79 عاما، إنه "يشعر بأن التشاؤم والحزن يلازمانه بشأن مستقبل أفريقيا" لأن " "كل سياساتنا الاجتماعية مبنية على حقيقة أن ذكائهم (الأفارقة) مثل ذكائنا، بينما تقول كل التجارب إن الأمر ليس في الحقيقة كذلك."
ومضى واطسون بالقول إنه كان يأمل بأن يكون الجميع متساوين، ولكن "الأشخاص الذين يتعاملون مع الموظفين السود يجدون أن مثل هذا الأمر غير صحيح."
موجة غضب
يُذكر أن تصريحات واتسون سببت رد فعل واسع، إذ خصًّصت صحيفة الإندبندنت البريطانية في عددها الصادر يوم الأربعاء كامل صفحتها الأولى وجزءا كبيرا من صفحاتها الداخلية للحديث عن تصريحات واتسون التي قال فيها إن "الأفارقة السود أقل ذكاء من الغربيين"، ورصدت أيضا موجة الغضب التي سببتها تلك التصريحات.
كما أرفقت الصحيفة التصريحات بعرض موجز لأبرز التعليقات والنظريات العنصرية الأخرى المتعلقة بـ "الجدل حول الذكاء" بدءا من تبريرات العبودية، مرورا بسياسات ألمانيا النازية العرقية، وانتهاء بالدراسات الحديثة المثيرة للجدل حول العرق والذكاء.
امًّا المتحدث باسم متحف العلوم البريطاني فقد قال: "نعلم أن العلماء البارزين يمكنهم في بعض الأحيان أن يتفوهوا بأشياء تسبب جدلا، والمتحف العلمي لا ينأى بنفسه عن مناقشة المواضيع المثيرة للجدل."
وأضاف: "على كل حال، إن الدكتور واتسون قد تجاوز النقطة التي يكون فيها الجدل والنقاش مقبولا، ونحن نتيجة لذلك نلغي حديثه (محاضرته في المتحف)."
يُذكر أن واتسون سبق أن أثار جدلا في الماضي عندما قال إنه يجب أن إعطاء المرأة حق إجهاض جنينها في حال استطاعت التجارب أن تثبت أن مثل ذلك الجنين قد يكون مثلي الجنس في المستقبل.
DH-OL
موضوع من BBCArabic.comhttp://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7050000/7050270.stmمنشور 2007/10/18
08:07:23 GMT

الثلاثاء، أكتوبر 23، 2007

جوهر العقيدة النصرانية



الخميس,تشرين الأول 18, 2007

جوهر العقيدة النصرانية
بسم الله الرحمن الرحيم

‏لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا وَ لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * ‏و َإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
صدق الله العظيم
====================================================================
من موقع
http://arabic.islamicweb.com/christianity
مقدمة
ليس الهدف من هذه الصفحة مهاجمة أصدقائنا المسيحيين، بل المقصود مناقشة الديانة المسيحية و الكتاب المقدس من منظور عصري. و كذلك الرد على ادعاءات المبشرين الذين يطعنون في الدين الإسلامي الحنيف.
جوهر العقيدة النصرانية


سنوضح في هذه السطور القادمة مفهوم الألوهية في العقيدة النصرانية التي تمثل الركن الركين في عقيدتهم وأصل الإيمان عندهم سنناقش ذلك مراعين إتخاذ كل طرق البحث العلمي حتى يتسنى لنا إظهار هذه العقيدة للناس جميعا ولإقامة الحجة عليهم ولدحض شبهاتهم التي بها يدافعون عن عقيدتهم ويذبون عن أنفسهم براثن الكفر والالحاد وينفونه عنهم بالرغم من أنهم وحلوا في الكفر وغرقوا في براثن الوثنية اللادينية واستقوا من عقائد الوثنيين من البوذية وغيرها والفلسفة الإغريقية الوثنية ماجعلوا منه دينا وثنيا الله سبحانه وتعالى شأنه منه برئ وعيسى منه برئ.
جوهر العقيدة النصرانية
إن أصول العقيدة النصرانية تتخلص فيما يسمونه بالأمانة الكبيرة وهذا نصها: { نؤمن بالله الواحد الأب ضابط الكل مالك كل شئ مانع مايرى وما لايرى وبالرب الواحد يسوع بن الله الواحد بكر الخلائق كلها الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلها وليس بمصنوع اله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي بيده أتقنت وصار إنسانا وحبل به وولد من مريم البتول وصلب أيام ( بيلاطس الملك ) ودفن وقام في اليوم الثالث ( من هذا المنطلق لهذه العقيدة عندهم عيد يسمى بعيد القيامة أي قيام المسيح بعد صلبه وللأسف الشديد أصبح المسلمين يوالون أعداء الله وعقيدتهم تفرض عليهم معاداتهم فالمولاة والمعاداة والحب في الله والبغض في الله هو الركن الركين في العقيدة الاسلامية ومن هدى المسلم أن يخالفهم ولا يعيد عليهم ولا يهنئهم ولا يشاركهم عيدهم بأي حال من الأحوال ) كما هو مكتوب وصعد إلى السماء وجلس عـن يمين أبيه مستعد للمجئ تارة أخرى للقضاء بين الأحياء والأموات . ونؤمن بروح القدس المحيي المنبثق من أبيه الذي بموقع الأب والابن يسجد له ويمجد الناطق بالأنبياء وبكنيسة واحدة مقدسة رسولية وبمعبودية واحدة لمغفرة الخطايا وتترجى قيامة الموتى والحياة والدهر العتيد آمين } .
- لقد قرر هذه العقيدة {318} أسقفا اجتمعوا بمدينة يذقية في عهد قسطنطين عام 325م وفي عام 381م زادوا فيها مايلي: { والأب والابن وروح القدس هي ثلاثة أقانيم وثلاثة وجوه وثلاثة خواص توحيد في تثليث في توحيد كيان واحد بثلاثة أقانيم إله واحد جوهر واحد طبيعة واحدة } .
ويجب أخي القارئ معرفة أن هذه المجامع التي انشئت بعد ثلاثمائة سنة من حياة المسيح ماهي إلا مصنعا لإنتاج الآلهة وتحريف الدين ليرضى أهل الغنى والضلال من الملوك الوثنيين الذين فرضوا الوثنية على الديانة المسيحية ووصمها بهذه الوثنية الالحادية الكافرة ويجب معرفة أن المسيحية الحقة لم تستمر إلا ثلاثمائة سنة بعد رفع نبيهم على عقيدة التوحيد الخالص والحنفية السمحة ثم بعد هذه الفترة عقدوا المجمع الأول وألهوا المسيح عليه السلام وفي المجمع الثاني ألهوا مريم عليها السلام وفي المجمع الثاني عشر منحوا الكنيسة حق الغفران ( حق الغفران يذكرنا بصكوك الغفران في القرون الوسطى التي ظهرت في عهد مارتن لوثر أثناء عصور الظلام والفساد والطغيان الذي كان يصدر عن الكنيسة مما أدى إلى تكوين مناخ جيد لميلاد العلمانية اللادينية وإنفصال الدولة عن الكنيسة ) والحرمان ولها أن تمنح ذلك لمن تشاء من رجال الكهنوت والقساوسة وفي المجمع العشرون قرروا عصمة البابا . . . . . . . . . . الخ.
حول الامانة الكبرى وقفة مع العقل
لقد جاء في الامانة الكبرى التي هي الركن الركين في العقيدة النصرانية : ان الاب يعني الله صانع الكل لما يرى وما لا يرى وجاء فيها ان الابن يعني عيسى خالق كل شيئ فاذا كان الله صانع كل شيئ فما الذي خلقه عيسى ؟ واذا كان عيسى خالق كل شيئ فما الذي خلقه الله ؟ انه التناقض العجيب الذي تذهل منه العقول وكيف يكون عيسى قديم لا اولية لوجوده مع انه عندهم هو ابن الله والابن لابد من ان يكون ابوه اقدم منه ؟ وهل يوجد الابن مع الاب وكيف ؟!! واذا كان المسيح هو الله بعينه فكيف يكون ابن وفي نفس الوقت هو اب ؟ واذا كان المسيح غير الله فلماذا يحتمل خطيئة لم يفعلها هو ؟ الا يعتبر هذا ظلم من الخالق ؟ ثم الم يكن من العدل ان يحيي الله ادم ثم يجعله يصلب ليتحمل عقوبة خطيئته ؟
ثم اما كان الله قادرا على مغفرة ذنب ادم دون الحاجة الى تلك الخرافات المضحكة , ثم ما ذنب البشرية الذين دخلوا في سجن ابليس قبل صلب المسيح في شيئ لم يفعلوه ؟ ثم اذا كان الذي صلب ( الله ) صلب عن طيب خاطر كما يقولون فلماذا كان يصيح ويستغيث ؟ وهل يكون الها من يصيح ويستغيث ولا يستطيع تخليص نفسه من اعدائه ومخالفيه ؟.
ثم لماذا يستحق الصليب هذا التعظيم والعبادة ولا يستحق الاهانة لانه كان الاداة في صلب الهكم كما تزعمون ( علما ان السيد المسيح عند رجوعه قبل قيام الساعة كما اخبر القران والحديث اول ما يفعله هو تكسير الصليب والدعوة الى الاسلام ) فان قلتم لانه لامس جسد المسيح , قلنا لكم صليب واحد لمس جسد المسيح ؟ وهل ملايين الصلبان الحديدية التي تصنعونها اليوم لمست جسد المسيح ؟ واذا كانت الامانة التي هي جوهر عقيدتكم تنص على ان الاله مات ثلاثة ايام فمن الذي احياه بعد ذلك ؟ واذا كان المسيح بيده ارزاق العالم فمن تولى شؤون العالم خلال مدة موته ؟ انه يوجد لدينا العديد من الاسئلة لا يجاب عنها الا بالفرار منها والغاء العقل نهائيا ولنا سؤال اخير هل اليهود صلبوا الرب برضاه ام بغير رضاه ؟ فان كان برضاه فيجب ان تشكروهم لانهم فعلوا ما يرضي الرب , وان كان صلبوه بغير رضاه فاعبدوهم لانهم غلبوا الرب وصاروا اقوى منه لان القوي احق بالعبادة من الضعيف , كما قال الشاعر :
عجبا لليهود والنصارى والى الله ولدا نسبوه اسلموه لليهود و قالوا انهم من بعد قتله صلبوه فلئن كان ما يقولون حقا فسلوهم اين كان ابوه فاذا كان راضيا باذاهم فاشكروهم لاجل ما صنعوه واذا كان ساخطا غير راضي فاعبدوهم لانهم غلبوه
فهل بعد الحق الا الضلال , فهل يعقل لنا ان ننادي كما ينادون اليوم يوحدة الاديان وان كل الاديان على حق وان يتخير الانسان فيما بينها ؟ وقد وضح الله طريق المؤمنين ومنهاج السالكين فقال : (( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) . وقال عليه الصلاة والسلام بعد ان خط خطا مستقيما وعلى جنبيه خطوط عن يساره ويمينه وقال ان هذا الخط المستقيم هو طريق الحق والسبل التي على جنبيه هي سبل الباطل وعلى راس كل طريق منها شيطان يدعوا المسلم ليحرفه عن طريقه المستقيم او كما قال . فعليك اخي المسلم ان تعرف طريق الحق وتترك السبل التي تفرق بك عن سبيل الله الى طريق الباطل والغي , بعد ان عرفت ان دينك هو الدين الحق وان ما سواه هو الباطل .
عقيدة الخلاص ولماذا يؤمنون ويقنعون بها
إن القاعدة التي تنطلق في الكنيسة لعامة الناس أنه لا تسأل فتطرد أو تعترض فتهلك فهم عليهم أن يطبقوا ما يلقنهم به قساوستهم وإن خالف العقل حتى أن بعض القساوسة يرددون دون فهم فكيف يستطيع إقناع النصراني بهذه العقيدة وهو نفسه لم يستطع إقناع نفسه وهذا نص عقيدة الخلاص التي يسلموا بها فعليك أن تناقشها بعقلك وروحك هل هذه عقيدة؟!!! .
أن من يؤمن بهذه العقيدة يتخلص من الآثام التي ارتكبها وأن من لا يؤمن بها فهو هالك لا محالة .
ويقولون أن آدم بعد أن أكل من الشجرة صار كل من يموت من ذريته يذهب إلى سجن إبليس في الجحيم وذلك حتى عهد موسى ثم إن الله عز وجل لما أراد رحمة البشرية وتخلصها من العذاب إحتال على إبليس فنزل عن كرسي عظمته والتحم ببطن مريم ثم ولدته مريم حتى كبر وصار رجلا يقصد (عيسى) فمكن اعداءه اليهود من نفسه حتى صلبوه وتوجوا رأسه بالشوك وسمرو يديه ورجليه على الصليب وهو يتألم ويستغيث إلى أن مات ثلاثة أيام ثم قام من قبره وارتفع إلى السماء وبهذا يكون قد تحمل خطيئة آدم إلا من أنكر حادثة الصلب أو شك فيها .
فهل يعقل لأحد أن يصدق هذه الخرافات فإنهم الضالين كما وصفهم القرآن الكريم في محكم آياته .
لماذا قررت المجامع ألوهية عيسى؟
إن المجامع النصرانية التي ظهرت بعد ثلاثمائة سنة من رفع المسيح ماكانت إلا هيئة ومصنع لإصدار الأوامر وإفساد المسيحية وتأليه عيسى وأمه وعصمة البابا ورجال الكنيسة كما تقدم ولقد وضعوا أسبابا بها يبررون ألوهية عيسى وسنرد عليها إن شاء الله في حينه وهي:1- ورود نصوص في أناجيلهم المحرفة التي نقلها بولس اليهودي .2- إحياءه الموتى .3- ولادته من غير أب .
ويجب ملاحظة أن إنجيل يوحنا لم يكتب إلا بعد حوالي ستين عاما من رفع المسيح فمثل هذا كيف يحفظ ما قاله المسيح مع العلم بأنهم قد أخذوا أغلب مافي إنجيل يوحنا من رسائل بولس اليهودي فكيف تقبل رسائل مثل هذا الرجل الذي كفره البابا ( إنجيل برنابا أصدر البابا أمرا بعدم تداوله (قبل ظهور الاسلام) بين النصارى لاحتوائه على التوحيد والكثير من الأشياء التي تتفق مع الاسلام والبشارة الحقيقة بمحمد عليه السلام وقد إكتشف هذا الإنجيل وطبع وهو أقرب الأناجيل للحقيقة ) في مقدمة إنجيله ولقد جاء في دائرة المعارف الفرنسية التي كتبها غير مسلمين أن إنجيل يوحنا ومرقص من وضع بولس اليهودي وجاء في دائرة المعارف الكبرى التي اشترك في تأليفها أكثر من 500 باحث من غير المسلمين أنهم أكدوا وقوع التحريف والتزوير في الأناجيل واعتبروا قصة الصلب ومافيها من تعارض وتناقض أكبر دليل على ذلك كما أكدوا أن كاتبي هذه الأناجيل قد تأثروا بعقائد البوذية والوثنية القديمة (كما سيأتي تفصيله فيما بعد) .
ولقد كانت الأدلة الواهية التي بها ألهوا عيسى ناتجة عن قصور إدراكهم والفهم الخاطئ في تأويل النصوص .
فلقد اخطأوا في فهم فقرات من الكتاب المقدس مثل ماجاء في سفر إرمياء النبي وهو يتحدث عن ولادة المسيح ( في ذلك الزمان يقوم لداود ابن هو ضوء النور . . . إلى قوله ويسمى الاله ) .فانهم يفهمون من ذلك ان هذا النبي اقر بالوهية المسيح ومثل هذا النص ان صح عن نبي من الانبياء انما يقصد بذلك ان يحكي عن شيئ سوف يقع في المستقبل ( من الغيبيات ) ولا يقصد انه يقر ذلك , ومعنى النص انه سيقوم ولد من نسل داود يدعو الناس الى الدين ويؤيده الله بالمعجزات ( كاحياء الموتى وابراء الاعمى والابرص باذن الله ) فيطلق عليه اسم الاله !!. فهذا مجرد تنبؤ بشيئ سيحدث في المستقبل , ولقد حدث فعلا فارسل الله هذا الولد من نسل داود وايده بالمعجزات ولقد سمي بالاله بعد ذلك مما يدل على تحقق النبوة , وليس دليلا على الوهيته , ومما يؤيد ذلك ما جاء في مزمور داود ان الله عز وجل قال لداود عليه السلام انه ( سيولد لك ولد ادعى له اب ويدعى لي ابن , اللهم ابعث جاعل السنة ( اي محمد صلى الله عليه وسلم ) كي يعلم الناس انه بشر ) . فانهم يستدلون بذلك على ان الكتب المقدسة اشارت الى ان المسيح ابن الله , وانما المراد منها الاخبار عما سيقع في المستقبل , وفعلا بعث الله هذا الولد من نسل داود وادعى الناس انه ابن الله ثم ارسل الله صاحب السنة وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي بين لهم انه بشر واقام الحجة عليهم وبهذا تحققت النبوة بضلال هؤلاء الناس الذين الهوا المسيح وجعلوه ابنا لله بغيا وعدوانا وبعد ذلك كله ارسل الله خاتم النبيين الذي وضح لهم ان الباطل ما كانوا يفعلون وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه .
نموذج لجهل أصحاب المجامع
مما يدل على جهلهم ما نقله سعيد بن البطريق عما حدث في المجمع الثالث حيث اجتمع الوزراء والقواد الى الملك وقالوا : ان ما قاله الناس قد فسد وغلب عليهم ( آريوس ) و ( اقدانيس ) فكتب الملك الى جميع الاساقفة والبطارقة فاجتمعوا في القسطنطينية فوجدوا كتبهم تنص على ان الروح القدس مخلوق وليس باله فقال بطريق الاسكندرية : ليس روح القدس عندنا غير روح الله , وليس روح الله غير حياته فاذا قلنا ان روح الله مخلوقة فقد قلنا ان حياته مخلوقة واذا قلنا حياته مخلوقة فقد جعلناه غير حي وذلك كفر . فاستحسنوا جميعا هذا الراي ولعنوا ( آريون ) ومن قال بقولته هذه , واثبتوا ان ( روح القدس اله حق من اله حق ثلاثة اقانيم بثلاثة خواص) !!.
ولقد قال البوصيري : جعلوا الثلاثة واحدا ولو اهتدوا لم يجعلوا العدد الكبير قليلا
يقول الاستاذ عثمان القطعاني تعليقا على هذا الجهل الشنيع ما نصه : لقد ورد بالقران والسنة النبوية ان المسيح روح الله وذلك كقوله تعالى عن جبريل (( فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا )) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه دخل الجنة ) .وقد قام علماء المسلمين بتوضيح هذه النصوص لازالة ما يلبس من الخطأ في الفهم , فقالوا : ان الله عز وجل منزه عن الامتزاج باي مخلوق .والامتزاج هو الحلول والاتحاد , الذي يمثل اساس النصرتنية , حيث قالوا بحلول الله في جسد عيسى عليه السلام وهو ما بنى الصوفية عليه اعتقادهم حيث يجعلون الله يحل في كل شيئ , وان الاقطاب تصير الهة على الارض ويعتبر من كمال التوحيد عند الصوفية اعتقاد ان الله يحل في كل شيئ .(( تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا )) .وتضاف كلمة روح القدس وروح منه الى الله ليس لاتحادها به , وانما نسبة تشريف فهي اضافة تشريف وليست تبعيض ( اي جزء منه ) كما يقال ناقة الله وبيت الله . . . الخ . فمن المعلوم انه ليس المراد من ناقة الله : الناقة التي يركبها الله , وبيت الله ليس بمعنى البيت الذي يسكنه الله . فروح الله اي روح من الارواح التي خلقها الله , واضيفت اليه بقصد التشريف كقوله تعالى : (( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى )) يقصد به اضافة تشريف
حــول حــادثــة الــصــلب
لقد عرفت اخي القارئ مما تقدم ان دائرة المعارف الكبرى التي قام بتاليفها علماء غير مسلمين اكدت على وجود التزوير والتلفيق في الاناجيل , وتزويد وتلفيق حادثة الصلب وما جاء فيها من متناقضات , وسنلقي الضوء في هذه السطور على بعض الجوانب لاظهار هذا التناقض . فقد جاء في الانجيل ان عيسى عندما وثب اليهود عليه ليقتلوه قال : ( قد جزعت نفسي الان فماذا اقول يا ابتاه سلمني من هذا الوقت ) كما جاء انه عندما رفع على خشبة الصلب صاح صياحا عظيما وقال : ( يا إلهي لما سلمتني ) ؟.
يقول عثمان القطعاني : إن هذه النصوص تلزم النصارى بخيارين لا ثالث لهما : اما ان يكون حادث الصلب غير صحيح وبالتالي تكون الاناجيل ليس كل ما فيها صحيح ويترتب على ذلك ابطال خرافة الفداء . وهي الاصل لدين النصارى . واما ان تكون حادثة الصلب صحيحة فيكون المسيح ليس باله لانه جعل يصيح صياحا عظيما ويقول : يا إلهي . ويستغيث منهم فكيف يكون اله ويستغيث باله اخر ؟ وكيف يكون خالق ويغلبه مخلوق ؟ واذا كان اله فمن هو الاله الاخر الذي يدعوه ؟ , واذا قالوا ان الذي قتل هو الجزء البشري " الناسوت " فكيف يعيش الاله بجزء واحد فقط فاصبح الاله غير كامل , قد قال الشاعر : أعباد عيسى لنا عندكم سؤال عجيب فهل من جواب ؟إذا كان عيسى على زعمكم الها قديرا عزيزا يهاب فكيف اعتقدتم بأن اليهود أذاقوه بالصلب مر العذاب وكيف اعتقدتم بأن الاله يموت ويدفن تحت التراب ؟!
بالله عليك ايها القارئ الكريم المنصف هل يحتار من كان له عقل بأن هذا كذب ؟ وهل تريد كفرا اكثر من الذين جعلوا المخلوق يقتل الخالق ؟! .
ولقد اعترف النصارى ضمنا بتكذيب حادثة الصلب في الاناجيل عندما عقدوا مجمعا في سنة 1950 م قرروا فيه تبرئة اليهود من دم المسيح ؟ مع ان الاناجيل تذكر انهم وثبوا على المسيح كما تقدم ! فهل تريد تناقضا بعد كون المسيح قادرا على كل شيئ وكونه عاجزا عن حماية نفسه ؟.
مع القرآن الكريم وموقفه من هذه العقيدة
إن القران الكريم اثبت بطلان ما عليه النصارى من عقيدة التثليث وتأليه المسيح وقولهم انه ابن الله وغير ذلك الكثير كما تقدم .فقال تعالى : (( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )) . وقال عن الحلول والتحاد الذي اخذه النصارى من الوثنية القديمة فكان اساس دينهم وبداية التخبط في الغي والضلال : (( لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح عيسى ابن مريم . وقال تعالى في نسب عيسى الى الله وجعله ابنا لله : (( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا * تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي ان يتخذ الرحمن ولدا * إن كل من في السموات والارض إلا أتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا .
وقال تعالى : (( ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى امرا فإنما يقول له كن فيكون )) .ورد القرآن على اعتقادهم ان خلق عيسى من ام بلا اب دليل على الوهيته فقال القران ان عيسى مثل ادم قد خلقه الله من تراب بدون اب ولا ام كما خلق حواء من ادم بدون ام , فالله اذا اراد ان يخلق شيئا انما يقول له كن فيكون : (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )) .كما رد القرآن الكريم على ألوهية عيسى وأمه واثبت انه لا دخل لعيسى وامه فيما يدعونه عليهما فقال تعالى : (( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما امرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيئ شهيد )) .فعيسى وامه لم يطلبا من النصارى عبادتهم وقد تبرأ منهم عيسى وامه كما تقدم . فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من رضي ان يعبد من دون الله دخل النار ) ولكن عيسى ابن مريم وامه لم يرضيا بعبادتهم من دون الله كما ذكرت الايات .
كما ان عيسى عليه السلام تبرأ من قومه ووكل امرهم بعد رفعه إلى الله فهو الشهيد عليهم (( فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون * ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين )) والشاهدين هم المسلمون اتباع خاتم الانبياء لكونهم اقاموا الحجة عليهم وبرءوا عيسى من هذه المفتريات ودعوا الى عبادة الله وحده وبغض ما سواه من الالهة الباطلة واتباع الحق .
كما ان الله سبحانه وتعالى اثبت بنفسه عدم الوهية عيسى بالاضافة الى ما سبق من الادلة وانه ناقص وبشر ولا يستحق ان يرتفع ويرقى الى مرتبة الالوهية فهذا انسان لم ما للانسان ويخضع لما يخضع له الانسان فهو يأكل ويشرب وبالتالي فعليه ان يلبي نداء الطبيعة ويتغوط وغير ذلك مما يلزم الانسان في معيشته .ومن كان حاله هذا فلا يرقى لان يكون اله لان الله لا ياكل (( وهو يطعم ولا يطعم )) .قال تعالى : (( ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا ياكلان الطعام )) .
واخيرا اسرد لكم هذه الاية الكريمة لتكون حسن الختام في هذا الشأن وليتضح الحق ويزهق الباطل .قال تعالى : (( لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلالثة وما من اله الا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم )) .
http://arabic.islamicweb.com/christianity/christian_creed.htm
=======من موقع منقولhttp://arabic.islamicweb.com/christianity
لمن اراد الزيادة والاطلاع على الاصل
http://arabic.islamicweb.com/christianity
http://arabic.islamicweb.com/christianity/christian_creed.htm
تعليق

التصنيف العالمي لحرية الصحافة للعام 2007


التصنيف العالمي لحرية الصحافة للعام 2007
عام — كتبه mohamedabdalalim @ 07:26
الأربعاء,تشرين الأول 17, 2007
التصنيف العالمي لحرية الصحافة للعام 2007
التصنيف العالمي لحرية الصحافة للعام 2007
إريتريا في المرتبة الأخيرة للمرة الأولى
وتقدّم بسيط لأعضاء مجموعة الثماني باستثناء روسيا
===================================خيبة أمل في دول يُضرَب المثل بها أحياناً ولا سيما
مصر والمغرب والأردن
======================================

هذا العام، حلّت إريتريا مكان كوريا الشمالية في المرتبة الأخيرة من التصنيف العالمي الذي تصدره مراسلون بلا حدود اليوم للمرة السادسة لقياس درجة حرية الصحافة في 169 دولة.
في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: "لا غرابة في الموضوع. حتى لو لم نكن مطّلعين على كل انتهاكات حرية الصحافة في كوريا الشمالية أو تركمانستان اللتين تليان إريتريا مباشرةً في التصنيف، إلا أن هذه الدولة تستحق مرتبتها الأخيرة. فقد قُضِيَ على الصحافة الخاصة كلياً في دولة المتسلّط إساياس أفوركي وبات الصحافيون النادرون الذين تجرؤوا على انتقاد النظام قابعين في المعتقل علماً بأن أربعة منهم لاقوا حتفهم فيه وما من سبب يردعنا عن الظن أن الآخرين هم اللاحقون".
باستثناء أوروبا - التي تنتمي إليها الدول الأربع عشرة الأولى من التصنيف -، لم تفلت أي منطقة في العالم من الرقابة أو العنف الممارَس ضد العاملين المحترفين في القطاع الإعلامي.
ومن بين الدول التي احتلّت أسوأ المراتب، نجد سبع دول آسيوية (باكستان، سريلانكا، لاوس، فييتنام، الصين، بورما، كوريا الشمالية)، وخمس دول أفريقية (أثيوبيا، غينيا الاستوائية، ليبيا، الصومال، إريتريا)، وأربع دول شرق أوسطية (سوريا، العراق، الأراضي الفلسطينية، إيران)، وثلاث دول من المجال السوفييتي السابق (روسيا البيضاء، أوزبكستان، تركمانستان)، ودولة أمريكية (كوبا).
وقد شرحت مراسلون بلا حدود الوضع على النحو التالي:
"لا نخفي قلقنا الشديد حيال الوضع السائد في بورما (المرتبة 164) التي لا يبشّر قمع المجلس العسكري الحاكم فيها للتظاهرات بأي خير على صعيد مستقبل الحريات الأساسية في البلاد. فلا يزال الصحافيون يعملون تحت نير رقابة شرسة لا يفلت منها أي خبر، حتى الإعلانات الصغيرة. كذلك، نأسف لقبوع الصين (المرتبة 163) في قعر هذا التصنيف. ففي أقل من سنة على دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها بكين في العام 2008، لم تعد وعود الإصلاح والإفراج عن الصحافيين إلا أوهاماً ما بعدها أوهام".
المدوّنون خاضعون للرقابة أبداً
بات الإنترنت يحتلّ مساحة واسعة من حسابات انتهاكات حرية
============================
التعبير. وهذا العام، تراجعت عدة دول في التصنيف بسبب
===============================
الانتهاكات الخطيرة والمتكررة
التي طالت التداول الحر للمعلومات عبر الشبكة.
=====================

في ماليزيا (المرتبة 124) على سبيل المثال،
ولكن أيضاً في تايلند (المرتبة 135)
وفييتنام (المرتبة 162)
ومصر المرتبة 146
وقع عدد من المدوّنين ضحية الاعتقال وتعرّضت عدة مواقع إخبارية للإقفال أو الحجب. وفي هذا السياق، أفادت مراسلون بلا حدود بما يلي: "نعبّر عن بالغ قلقنا إزاء تعدد حالات الرقابة المفروضة على الشبكة. فقد أدركت الحكومات الدور الأساسي الذي يؤديه الإنترنت في النضال في سبيل الديمقراطية وراحت تلجأ إلى وسائل جديدة لفرض الرقابة على الشبكة. فإذا بسلطات الدول القامعة للحريات تعتدي على المدوّنين والصحافيين الإلكترونيين من جهة، والموظفين العاملين في وسائل الإعلام التقليدية من جهة أخرى بالبطش نفسه".
لا يزال 64 فرداً معتقلين في العالم لمجرّد إقدامهم على التعبير عبر الشبكة. وتحتفظ الصين بالريادة في سباق القمع هذا مع زجّها 50 مخالفاً إلكترونياً في السجن فيما يقبع ثمانية آخرون وراء القضبان في فييتنام. أما في مصر، فقد حكم على متصفِّح الإنترنت الشاب كريم عامر بالسجن لمدة أربعة أعوام لانتقاده رئيس الدولة على مدوّنته وتنديده بسيطرة الإسلاميين على جامعات البلاد.
الحرب والسلم
لا شك في أن الحرب مسؤولة إلى حد بعيد عن المرتبة السيئة التي احتلتها بعض الدول. فقد صعّب تجدّد الاشتباكات في الصومال (المرتبة 159) وسريلانكا (المرتبة 156) ظروف العمل على الصحافيين. وقد لاقى عدد كبير منهم مصرعه وتشددت الرقابة عندما باتت المواجهات يومية لا سيما أن المحاربين لا يعترفون بأي حق للعاملين المحترفين في القطاع الإعلامي الذين يتهمونهم بدعم هذا الفريق أو ذاك.
في الأراضي الفلسطينية (المرتبة 158)، تشكل المواجهات بين حركتي حماس وفتح السبب الرئيس وراء تراكم الانتهاكات الخطيرة لحرية التعبير. فبين عمليات الاختطاف، والاعتقالات، والاعتداءات، وأعمال التخريب، باتت وسائل الإعلام الفلسطينية والموفدون الخاصون الأجانب النادرون مهددين من الجهات كافة.
الجمود في إيران، والعنف في العراق
في إيران (المرتبة 166)، يتوجّب على الصحافيين مواجهةَ الموقف العدائي للسلطات التي لا تسمح بالتعبير عن أي انتقاد أو مطالبة سياسية أو اجتماعية. وكما في كل عام، تبقى هذه الدولة أكبر سجون الشرق الأوسط للعاملين المحترفين في القطاع الإعلامي. فلا يزال تسعة منهم وراء القضبان حالياً. وقد اضطر عدد كبير منهم لمواجهة تهم لا أساس لها من الصحة مع أنها خطرة وقد تؤدي بهم إلى السجن لمجرّد تنديدهم بالرجم والفساد أو عملهم لحساب وسيلة إعلام أجنبية.
في العراق (المرتبة 157)، يخشى الصحافيون بالدرجة الأولى الجماعات المسلّحة التي تستهدفهم فيما لم تجد السلطات أي سبيل لوضع حد للازمة الموت هذه. ومنذ بداية النزاع في آذار/مارس 2003، لاقى أكثر من 200 عامل محترف في القطاع الإعلامي حتفهم.
خيبة الأمل في المغرب
عرفت حصيلة دول شمال أفريقيا الاعتدال النسبي بتقدّم بسيط
للجزائر (المرتبة 123) وتونس (المرتبة 145)
مقابل تراجع مقلق لكل من المغرب (المرتبة 106)
ومصر (المرتبة 146)
نظراً إلى رفع عدة دعاوى قضائية ضد الصحافة المستقلة فيهما. فإن التحقيقات المنشورة حول تجاوز الشرطة لسلطاتها، واللجوء إلى التعذيب في خلال عمليات الاستجواب، وافتقاد القضاء إلى الاستقلالية، أثارت جميعها غضب السلطات المصرية التي ضيّقت الخناق حول الصحافيين المستقلين. وعلى رغم كل الضغوطات التي تعرّض هؤلاء لها، إلا أنهم لم يخفوا معارضتهم للخلافة المحتملة لجمال مبارك، نجل الرئيس الحالي.
إن كان الصحافيون المغربيون أكثر حظاً من زملائهم المصريين في فترة من الفترات، إلا أنهم تعرّضوا في خلال العام المنصرم لاعتداءات متكررة لم يكونوا مستعدين لها. فلا بدّ لمصادرات الصحف وتعليقها، واستدعاءات الصحافيين واحتجازهم، والأحكام القاسية الصادرة بحقهم من أن تترك آثاراً فادحة في الجسم الصحافي الذي تعلّم أخذ الحيطة والحذر من وعود السلطة بالإصلاحات.
استراحة المحارب لصحافيي الخليج
سجّلت بعض دول الخليج تقدّماً ملحوظاً: الكويت (المرتبة 63)، الإمارات العربية المتحدة (المرتبة 65)، قطر (المرتبة 79). فقد أبدت السلطات قدراً أكبر من الانفتاح واتخذت، في بعض الأحيان، مبادرات حميدة لتعديل الإطار القانوني في اتجاه الليبرالية. إلا أن الرقابة الذاتية لا تزال حاضرةً في صحافة هذه الدول.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية (المرتبة 148) غادرت المراتب العشرين الأخيرة من التصنيف للمرة الأولى. فقد استفاد الصحافيون السعوديون من بعض الركود المؤقت في خلال العام المنصرم، مع أن سيطرة لجنة الرقابة على وسائل الإعلام في وزارة الإعلام لا تزال تحول دون ارتقاء المملكة الوهابية مراتب أعلى في التصنيف.
تحسّن بسيط لأعضاء مجموعة الثماني باستثناء روسيا
استعادت الدول الأعضاء في مجموعة الثماني بعض المراتب بعد أن شهدت تراجعاً مستمراً في التصنيف في خلال الأعوام الثلاثة الماضية. فإذا بفرنسا (المرتبة 31) مثلاً تكسب ست مراتب نسبةً إلى العام الماضي بإعفاء الصحافيين من أعمال العنف التي طالتهم في أواخر العام 2005 بسبب النزاع النقابي في جزيرة كورسيكا والتظاهرات في الضواحي. غير أن القلق لا يزال مخيّماً على البلاد نظراً إلى حالات الرقابة المستمرة، والتفتيش في المؤسسات الإعلامية، والنقص في الضمانات حيال حماية سرية المصادر.
في الولايات المتحدة الأمريكية (المرتبة 48)، تراجع عدد انتهاكات حرية الصحافة قليلاً وأفرجت السلطات عن المدوِّن جوش وولف بعد مرور 224 يوماً على اعتقاله. أما احتجاز المصوّر السوداني العامل في قناة الجزيرة سامي الحاج منذ 13 حزيران/يونيو 2002 في قاعدة غونتانامو العسكرية واغتيال تشونسي بايلي في أوكلاند في آب/أغسطس 2007 فتحرمان الدولة من أن تكون في عداد المُجَلِّين.
وقد أشارت مراسلون بلا حدود إلى أن "هذه التقدّمات تبشّر بالخير. فيبدو أن الدعوات المنادية بتصرّف هذه الديمقراطيات بأسلوب نموذجي بدأت تحمل ثمارها. إلا أنه لا بدّ من المحافظة على الحذر والتيقّظ. فلم تُحسَم الأمور بعد ونأمل أن يبقى هذا الميل قائماً وأن يزداد في العام المقبل. وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نأسف لتمكّن دولتين وحسب من مجموعة الثماني - هما كندا (المرتبة 18) وألمانيا (المرتبة 20) - من الارتقاء في المراتب العشرين الأولى".
أما روسيا (المرتبة 144) فلم تشهد أي تقدّم. ولا يزال اغتيال آنا بوليتكوفسكايا في تشرين الأول/أكتوبر 2006 وإفلات قاتليها من العقاب وغياب التعددية الإعلامية ولا سيما في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تثقل كاهل حرية التعبير في البلاد.
لإعداد هذا التصنيف، طلبت منظمة مراسلون بلا حدود من المنظمات الشريكة لها (15 جمعية للدفاع عن حرية التعبير تنتشر في القارات الخمس)، ومن شبكة مراسليها المؤلفة من 130 فرداً، ومن صحافيين، وباحثين، وقانونيين، وناشطين في مجال حقوق الإنسان، الإجابة على 50 سؤالاً تسمح بتقييم وضع حرية الصحافة في مختلف الدول. وقد شمل التصنيف 169 دولة وحسب لغياب المعلومات عن الدول الأخرى.

مقالات واخبار جديدة

الثلاثاء، أكتوبر 16، 2007

محمدعلى مؤسس مصر الحديثة كردى

الأحد,تشرين الأول 14, 2007
محمدعلى مؤسس مصر الحديثة كردى

محمد علي باشا
باني مصر الحديثة
كـردى
=============

كانت مفاجأة لي
أن اجد مؤسس مصر محمدعلى باشا ليس البانيا الاصل كما نعتقد ولكنه كردي وفقما ذكر البحث أو المقال الذى كتبه الدكتور احمدخليل
فهل ما ذكره حقيقة أم محاولة من الكرد لتاكيد دورهم المحورى فى تاريخ المنطقة
عموما لا يقلل من محمد على باشا ان يكون كرديا ولا يزيد الاكراد ان ينسبوه اليهم
فقط اتمنى ان نصل معا الى المعلومة التاريخية الصحيحة
فمعظم التاريخ العربى الحديث مزور مثل الانتخابات
محمد عبد العليم
واليكم ما تصفحته
================================
مشاهير الكرد في التاريخ ( الحلقة الحادية والأربعون )
محمد علي باشا
باني مصر الحديثة ( توفي سنة 1849 م )
د. أحمد خليل السبت 01/09/2007 كشّافات البحث البحث عن أعلام الكرد ومشاهيرهم عبر التاريخ، والكتابة عنهم بما يوضّح الصورة ويشفي الغليل، ليس سهلاً، وهذا أمر يعلمه بدقة من ندب نفسه له، وإذا قلت: (مَن كابده) فلست بالمبالغ، وأسباب المكابدة عديدة، ولعل أبرزها أن الباحث لا يجد بين يديه مؤلفات ومصنّفات تأخذ بيده مباشرة إلى هذا العَلَم الكردي أو ذاك، وإنما عليه العودة إلى المكتبة الشرق أوسطية منذ أربعة آلاف عام، ويستعين أحياناً بما جاء عن تاريخ الشرق الأوسط في المكتبة العالمية، ويراجع مجلّدات كثيرة من كتب التراجم والتاريخ والجغرافيا والعلوم والأدب واللغة والدين والسياسة، ليظفر من كل مجلد ببعض مشاهير الكرد، وأحياناً كثيرة تكون الحصيلة لا شيء. ثم لا يكفي أن تنفق الوقت في صحبة المجلدات وتقليب الصفحات، وترهق العين بالتدقيق في العناوين والعبارات، وإنما لا بد أن يكون لك منهج صارم تلتزمه في رحلة البحث المضنية، وأن تكون ثمة علامات وإشارات تسترشد بها، ولا بد أن يكون المنهج علمياً، وأن تكون العلامات والإشارات موضوعية، أو فيها نسبة كبيرة من الموضوعية على أقل تقدير، وإلا نكون من أولئك الذين يغزون تواريخ الشعوب، فيسطون عليها، وينهبون منها ما يطيب لهم، وينسبونه إلى أمتهم دون وازع ولا رادع، وهذا من أشنع أنواع اللصوصية في تقديري. وقد دأبت على أن أسترشد إلى مشاهير الكرد بالكشّافات الأربعة الآتية: • أولها الجغرافيا الكردية (أسماء المناطق، والمدن، والقرى). • وثانيها أسماء القبائل والعشائر والبطون والأسر الكردية. • وثالثها أن يوجد في ترجمة العلم ما ينصّ على كردية النسبة؛ كأن تُذكر نسبة (الكردي)، أو يُنَصّ على أن العلم من أصل كردي. • ورابعها أن يكون اسم العَلم نفسه كردياً صرفاً، أو يكون في سلسلة نسبه اسم كردي صرف؛ مع الأخذ في الحسبان وجود كثير من التشابه بين بعض الأسماء عند الكرد والفرس والدَّيْلَم. وماذا عند افتقاد الكشّافات الأربعة؟! عندئذ أستعين بأن أستحضر ما تشكّل لديّ، بعد قراءات كثيرة للتاريخ الكردي، ولتراجم أعلام الكرد، ما يمكن أن أسمّيه (السَّمت العام للشخصية الكردية)، وصحيح أن ما قد استشرفه من ذلك السمت في ترجمة عَلَمٍ ما لا يمكن أن يُعدّ دليلاً علمياً مقنعاً، لكنه يثير في ذهني علامة استفهام، ويشجّعني على إبقاء ذلك العَلم في دائرة البحث والتنقيب؛ وقد وصلت بفضل هذا المنهج إلى اكتشاف الأصل الكردي لأعلام ما كنت أظن أبداً أنهم يمتّون إلى الشعب الكردي بصلة. ومن هؤلاء محمد علي باشا وأسرته. فلا شيء من الكشّافات الأربعة كان يتوافر في نسب محمد علي وأسرته، وهذه حقيقة مؤكدة إلى الآن على أقل تقدير، فمنذ أيام الدارسة الإعدادية والثانوية تعلمنا أنه معروف بلقب (الأرناؤوطي)، وأنه من أبناء قرية (قُوله) الألبانية، فكان لقبه (القُولي)، وأنه قدم إلى مصر مع فرقة عسكرية ألبانية تابعة للقوات العثمانية. وصحيح أن الاسم المركّب (محمد علي)، شائع في المجتمع الكردي، رغبة من الآباء في الجمع بين اسمي أشهر شخصيتين إسلاميتين (النبي محمد، والإمام علي)، وصحيح أن كلمة (خُدَيوِي) كانت مألوفة عندي، وصحيح أيضاً أن اسم طُوسُون – وهو ابن محمد علي- كان يذكّرني باسم رجل يدعى (تُوسُون)، من قرية (بَيْنَهْ) Bainai (أُبّين) كان يزور أقارب له في قريتنا، لكن من أين كان لي حينذاك أن أربط بين هذه المؤشرات وبين الأصل الكردي لأسرة محمد علي؛ ولا سيما أنني ما كنت حينذاك مهتماً بهذا المجال جملة وتفصيلا؟! ومع أني أصبحت أكبر سناً وأوسع ثقافة، وأصبحت مهتماً بالتاريخ الكردي وبتراجم أعلام الكرد، ومتسلّحاً بالكشّافات الأربعة السابق ذكرها؛ أقول: مع ذلك ما امتلكت الجرأة العلمية لأن أصنّف محمد علي باشا وأسرته الملكية ضمن الكرد؛ إذ أين (قُوله) البلقانية من جغرافية كردستان ومدنها وقراها؟! وأين (القُولي) من (الفارَقي)، أو (الآمِدي)، أو (الشَّهْرَزُوري)، أو (الإربلي) مثلاً؟! وأين (الأرناؤوطي) من (الهَذْباني)، أو (الرَّوادي)، أو (الزَّرْزاري)، أو (الزَّنْدي)؟! أمور استوقفتني! أجل، ما كانت ثمة إشارة ولو ضئيلة تدل على أسرة محمد علي باشا كردية الأصل، لكن بعد أن انهمكت- كما قلت سابقاً- في قراءة التاريخ الكردي، والتنقيب عن تراجم أعلام الكرد قديماً وحديثاً، استوقفتني أمور أربعة: • أولها: علمت أن محمد كاشف- ولقبه (تَيْمُور)، وهو جد الأسرة التيمورية الكردية في مصر- كان من كبار مساعدي محمد علي في مصر؛ إذ ساعده في حملته للقضاء على المماليك، وترقّى في سلّم المناصب الرفيعة، حتى صار والياً على بلاد الحجاز. • وثانيها: لاحظت لجوء بعض زعماء الكرد ومثقفيهم إلى مصر في عهد محمد علي باشا وأسرته، وأذكر على سبيل المثال: أسرة أحمد شوقي، وأسرة قاسم أمين، وأسرة والي البدرخانية، وأسرة عَوني. • وثالثها: أن أول صحيفة كردية، ظهرت في العصر الحديث، إنما صدرت في القاهرة، وكانت بعنوان (كردستان)، وصدر العدد الأول منها في 22 نيسان سنة (1898 م)، وكان القائم عليها الأمير مقداد مدحت باشا بدرخان. • ورابعها: هذا اللقب الغريب (خُدَيْوي)! فلا علاقة لهذا اللقب باللغة العربية، ولا أحسب أن له معنى في اللغة التركية، وإنما له معنى واضح ودقيق وعريق في اللغة الكردية، إذ يعني (المالك، صاحب المملكة) أو يعني (الربّاني، التقي، رجل الله)، وكثيراً ما سمعت الكرد ينطقون هذا اللقب، في سياقات حياتية عديدة، بجميع هذه الدلالات. وكان من الطبيعي، وقد اجتمعت هذه المثيرات والمحفّزات جميعها، أن أضع أسرة محمد علي في دائرة الاهتمام، ضمن مشروع التنقيب عن أعلام الكرد في الماضي والحاضر، ثم قرأت في هامش كتاب منشور عن الكرد، في الربع الأخير من القرن العشرين، ولا يحضرني اسمه الآن، أن أسرة محمد علي باشا كردية الأصل، لكن المؤلف لم يشر إلى المصدر الذي استقى منه هذه المعلومة؛ ومع ذلك صرت أكثر حرصاً على متابعة حقيقة هذه الأسرة. الحقيقة! ثم إذا بموقع سما كرد SemakUrdالإلكتروني ينشر، في 1/12/2006، مقالاً للدكتور محمد علي الصُّوَيركي، بعنوان (محمد علي باشا الكبير)، أكد فيه بما لا يدع مجالاً للشك أن الأسرة العلوية (أسرة محمد علي باشا) كردية الأصل، وتعود بجذورها إلى مدينة ديار بكر (آمد). والدكتور محمد علي الصُّوِيركي كردي أردني، يعود بأصوله إلى منطقة (سُوَيرَك) الكردية في شمالي كردستان، وهو باحث جادّ، ومهتم بالبحث والتنقيب عن أعلام الكرد، وله أكثر من كتاب منشور بالعربية في هذا المجال، وقد نشر صورة للصفحة (56) من مجلة المصور المصرية الشهرية، العدد المنشور في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني، (1949 م)، تتضمن جزءاً من حوار أجراه الكاتب المصري الكبير محمود عباس العقّاد مع ولي عهد مصر حينذاك الأمير محمد علي، بعنوان (وليّ العهد حدّثني عن وليّ النِّعَم)، وإليكم بعض ما جاء في ذلك الحوار بقلم عبّاس محمود العقاد: " ... وقال سموّه في أمانة العالم المحقّق: لا أعلم، ولا أبيح لنفسي الظن فيما لا أعلم، ولكني أحدّثكم بشيء قد يستغربه الكثيرون عن نشأة الأسرة العلوية (المنسوبة لمحمد علي)، فإن الشائع أنها نشأت على مقربة من قولة في بلاد الأرناؤوط (ألبانيا)، ولكن الذي اطّلعت عليه في كتاب ألفه قاضي مصر على عهد محمد علي أن أصل الأسرة من ديار بكر في بلاد الكرد، ومنه انتقل والد محمد علي وإخوانه إلى قولة، وقد عزّز هذه الرواية ما سمعناه منقولاً عن الأمير حليم (أحد أحفاد محمد علي) أنه كان يرجع بنشأة الأسرة إلى ديار بكر في بلاد الكرد ". ثم أضاف عباس محمود العقاد قائلاً: " حسب بلاد الكرد شرفاً أنها أخرجت للعالم الإسلامي بطلين خالدين: صلاح الدين الأيوبي، ومحمد علي الكبير، وقد تلاقيا في النشأة الأولى، وفي النهضة بمصر، وفي نسب القلعة اليوسفية إليهما (قلعة القاهرة اليوم)، ... ونحن نعرف بأن الناس أمناء على أنسابهم وأصولهم، وأن الكثير من القادة العسكريين الذين خدموا مع محمد علي باشا وأحفاده كان أغلبيتهم من الكرد، أمثال إسماعيل باشا الكاشف تيمور، جد الأسرة التيمورية بمصر ". ثم انتقل عباس محمود العقاد إلى الحديث عن حياة محمد علي، وسائر أفراد الأسرة العلوية، وجدير بالذكر أن العقاد نشر مع المقال الحواري صورة شخصية له وللأمير ولي العهد في مكتب هذا الأخير، وقد تتبّعت الأمر فوجدت أن (موسوعة تاريخ أقباط مصر) الإلكترونية Coptic History نشرت مقالاً للسيد عزت أندراوس، بعنوان (محمد علي الكبير)، ذكر فيه الأصل الكردي للأسرة العلوية، معتمداً على ما جاء في مجلة المصوّر المصرية أيضاً، وما أدلى به كل من الأميرين محمد علي وحلمي؛ وهكذا وجدت نفسي أمام الحقيقة واضحة وضوح الشمس، وسقطت الشكوك التي كانت تخامرني بخصوص نسبة أسرة محمد علي الكردية، فها هما اثنان من أمراء الأسرة، أحدهما وليّ للعهد، يصرّحان بأن الأسرة العلوية كردية الأصل، وأنها ترجع بجذورها إلى مدينة ديار بكر (آمِد). ولو كان الكرد أصحاب إمبراطورية كالعثمانيين والإنكليز مثلاً، أو لو كانوا على الأقل أصحاب دولة متحضرة، يشار إليها بالبنان مثل سويسرا، أو لو كانوا يحظون بما تحظى به الأسرة الهاشمية من تعظيم وتبجيل بين المسلمين عامة، لقلنا: إن الناس يرغبون في الانتساب إلى ما هو عظيم سياسياً، وإلى ما هو بارز حضارياً، وإلى ما هو مبجّل دينياً، ولعل الأميرين العلويين أفصحا عن الأصل الكردي لأسرتهما بدافع من إحدى هذه الدوافع الثلاث. لكن كان الكرد في منتصف القرن العشرين- وما زالوا- شعباً بلا دولة تجمعهم، وبلا هوية قومية وسياسية ترفع من شأنهم بين الشعوب، كما أنهم كانوا في المخيّلة الشعبية الشرق متوسطية- وما زالوا- أبعد الناس عن التبجيل والتعظيم الديني، حتى إني قرأت في (موسوعة حلب)، للباحث الحلبي الألباني الأصل خير الدين الأَسَدي، مثلاً شعبياً حلبياً يقول: فلان " خلّى النبي كردي، والملائكة أعجام! "؛ والمراد أن فلاناً تحدّث بما هو محال، وخرج عن حدود المعقول. أما على الصعيد الحضاري فكانت ديار الكرد غير معروفة أصلاً، وكان أغلب الشعب الكردي ريفياً ورعوياً، وكانت نسبة المتعلمين في المجتمع الكردي متدنية، شأنه في ذلك شأن معظم أرياف شرقي المتوسط، ولا ننس أيضاً التشويه الذي نال من صورة الكردي في بعض مصادر التراث العربي الإسلامي، فالكرد في تلك المصادر شعب بلا هوية، أو هم من أبناء الجن، أو هم نتاج تزاوج غير شرعي بين جنّ النبي سليمان وبعض الفتيات الأوربيات الإماء، وكان سليمان قد استقدمهن لضمّهن إلى الحريم في قصره الملكي، والكرد- حسبما روّج ياقوت الحموي في مواضع من كتابه (معجم البلدان)- أناس همج، شأنهم التمرد على الحكّام وقطع الطرق. ولا ننس أيضاً مقولة (هل تَسْتَكْردني؟!) المنتشرة في مجتمعات بلاد الشام ومصر، وهي تعبّر عن أن الكردي يجمع بين الحماقة والسذاجة، وأنه مضرب المثل في ذلك، لا بل إن بعض الحانقين على الكرد بدوافع عنصرية ذهبوا في هذا الميدان شوطاً أبعد، فراحوا يقولون عن الكرد بأنهم غجر؛ فبالله عليكم ما الذي يحمل أميرين رفيعَي المقام ومثقفَين، من الأسرة العلوية المالكة، على الطمع في نسبة أصل الأسرة إلى الكرد؟! أهو الطمع في الانتساب إلى الجن؟! أم هو الطمع في أن يكونوا من أبناء الإماء؟! أم هي الرغبة في الانتساب إلى الهمج والمتمردين وقطّاع الطرق؟ أم هي الرغبة في الانتساب إلى الجهل والتخلف؟! أم هي الرغبة في الانتماء إلى الحماقة والسذاجة؟! أم هي الرغبة في الانتماء إلى الغجر؟! ثم من الذي ينقل الخبر؟! إنه عبّاس محمود العقّاد، الباحث المحقق المدقق، صاحب كتب (العبقريات)، وصاحب الصولات والجولات الشهيرة في مجالات الأدب شعراً ونقداً، وفي مجالات الفكر والصحافة، في النصف الأول من القرن العشرين؛ فهل من المعقول أن ينشر خبراً مصوَّراً في مجلّة شهيرة لولا أن الخبر صحيح مئة في المئة؟! وهل من المعقول أن يختلق معلومة على لسان أميرين من الأسرة الملكية الحاكمة، وينشرها في الصحافة، إلا وهو واثق من صحة تلك المعلومة ودقتها؟! وبعد أن شهد شاهدان، هما الأمير محمد علي، والأمير حلمي. وبعد أن نقل هذه الشهادة مفكر شهير وباحث قدير هو العقّاد. وبعد أن نشرت تلك الشهادة في مجلة عريقة هي المصوّر. هل يبقى شك في نسبة الأسرة العلوية إلى الكرد؟! وألا يحق لنا البحث في سيرة مؤسسها محمد علي باشا؟! في مهبّ الريح! الرُّوملي أو بلاد الروم، اسم أطلقه العثمانيون على الإقليم الذي يشمل تراقيا، ومكدونيا، وغيرهما من البلاد الواقعة بين البلقان والبحر الأسود، وبحري مرمرة وإيجه، وسلسلة جبال اليونان. وفي منطقة الروملي هذه، وعلى مسافة (320) كم غربي الآستانة (إستانبول)، كانت تقع قرية (قوله) المكدونية، وحوالي منتصف القرن الثامن عشر كان يسكن قرية (قوله) رجل يدعى إبراهيم آغا، وكان يتولّى خفارة الطرق (وظيفة الجمارك)، ويساعده في تلك المهمة أخوه تُوسون (طوسون)، وقد مر أن الأخوين كانا في الأصل من مدينة ديار بكر في شمالي كردستان. حسناً، ها هنا بعض التساؤلات التي تمسك المرء من خناقه: متى انتقل الأخوان إبراهيم آغا وتوسون آغا من ديار بكر الكردستانية إلى قوله الروملية؟ وهل تم الانتقال من ديار بكر إلى الروملي، وإلى قوله تحديداً، بشكل مباشر، أم أن الأسرة ظلت تنتقل من بلد إلى آخر، واستقر بها المقام أخيراً في قوله؟ والحقيقة أننا لا نجد إجابات عن هذه الأسئلة وغيرها، وهي أمور ما كان يعرفها أحد غير محمد علي، ويبدو أنه كان حريصاً على ألا يعلنها؛ فالمشاهير من الحكام خاصة يؤثرون ألا يفتحوا صفحات ماضيهم إذا كان ذلك الماضي عادياً غير مبجّل، بل من الحكام من كان يصنع لأسرته ماضياً مجيداً برّاقاً، ويضعه بين أيدي آلته الإعلامية، لتسبّح بعراقته ليل نهار، وهذا ما لم يفعله محمد علي، وكل ما فعله الرجل أنه ترك ماضيه في طيّات النسيان. ولنعد إلى قرية قوله، وإلى موظف الجمارك إبراهيم آغا، فقد رُزق الرجل سبعة عشر ولداً، لم يعش منهم إلا محمد علي، وفي سنة (1773 م) توفي إبراهيم آغا، وتوفيت زوجته أيضاً، وكان محمد علي حينذاك في الرابعة من عمره، باعتبار أنه ولد سنة (1769 م). وبقي الصبي محمد علي يتيم الأبوين، وكان من الطبيعي أن يكفله عمه توسون آغا (هكذا الصيغة الكردية)، وينتقل به إلى بيته، لكن حدث أن السلطة العثمانية غضبت على توسون آغا، فقُتل بأمر السلطان العثماني، وبقي محمد علي من غير أهل يرعونه، ومن غير بيت يضمه. على أن صديقاً لوالد محمد علي يدعى خربجي براوسطه أشفق على الصبي، فضمّه إلى أولاده، ويبدو أن شفقة خربجي براوسطه لم تنقذ محمد علي من الشعور بمرارة اليتم والذل، ويروى أنه، بعد أن ارتقى ذروة المجد، واعتلى منصب الحكم في مصر، كان يذكر لخاصته ما قاساه في أيام اليتم. وبرعاية خربجي براوسطه تعلم محمد علي ما كان يتعلّمه أبناء تلك البلاد من فنون القتال والفروسية، ولعل الفتى محمد علي كان يدرك أنه لا سبيل له إلى حياة كريمة إلا بالاعتماد على الذات، وامتلاك أسباب القوة، شأنه في ذلك شأن جميع الطموحين في كل العصور. ويبدو أن محمد علي كان قد برع في القتال، فضمه مربيه خربجي براوسطه إلى من كان يعمل بإمرته في جباية الضرائب، فأظهر محمد علي مهارة وبسالة عجيبتين، وحصل على رتبة بلوك باشي، وزوّجه براوسطه امرأة مطلّقة من ذوي قرابته كانت ذات مال وعقارات. ولم يستمر محمد علي في وظيفة جباية الضرائب طويلاً، ويبدو أن طموحه كان أكبر من أن تتسع له تلك الوظيفة المتواضعة، فانتقل إلى التجارة، وخاصة تجارة التبغ، وكانت أكثر التجارات رواجاً في تلك البلاد، وبرع محمد علي في مهنته الجديدة، واكتسب شهرة واسعة في الوسط التجاري، وكان موضع ثقة عند عملائه، وظل ينشط في الحقل التجاري إلى سنة (1801 م). مصر من يد إلى يد وقبل الخوض في أحداث سنة (1801 م) لا بد من وقفة مع مصر. فالمعروف أن المماليك الترك قضوا على سيدتهم الدولة الأيوبية في مصر سنة (648 هـ/1250 م)، وأقاموا الدولة المملوكية، وكان المعزّ أَيْبَك التركماني أول سلاطينهم، وفي سنة (784 هـ/ 1382 م) أنهى المملوك الشركسي بَرْقُوق حكم سيدته الدولة المملوكية التركية، وورث أملاكها في مصر وشمالي السودان والحجاز وبلاد الشام. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى كان العثمانيون قد ظهروا في آسيا الصغرى (غربي تركيا) منذ أوائل القرن الثامن الهجري (أوائل القرن الرابع عشر الميلادي)، وراح شأنهم يزداد قوة، ودولتهم تزداد اتساعاً باتجاه الغرب، وفي سنة (1453 م) احتل السلطان العثماني محمد الثاني (الفاتح) مدينة القسطنطينية، وقضى على الدولة البيزنطية، وشرع هو وخلفاؤه بالتوسع في أوربا. وكان يهمّ كل فاتح وغاز قادم من الشرق أو من الغرب أن يسيطر على شرقي المتوسط، للوصول إلى الموانئ الشامية والمصرية المطلة على جنوبي أوربا، وما كان ذلك كافياً، بل كان من الضروري أن يسيطر الفاتح والغازي أيضاً على كردستان شرقاً؛ ليستطيع الاندفاع من بعدُ إلى بلاد فارس، ومن ثَم إلى وسط آسيا وشرقيها. وحينما تسلّم السلطان سليم الأول عرش السلطنة العثمانية سنة (1512 م) كانت هناك ثلاث قوى إقليمية كبرى تتنافس في غربي آسيا: الدولة العثمانية وعاصمتها الأستانة (القسطنطينية سابقاً وإستانبول لاحقاً)، والدولة الصفوية وعاصمتها تبريز، والدولة المملوكية الشركسية وعاصمتها القاهرة. وكان يهمّ الدولة الصفوية أن تتقدم غرباً نحو سواحل المتوسط، عبر كردستان طبعاً، وكان يهمّ الدولة المملوكية أن تتقدم شرقاً عبر كردستان أيضاً، وكان يهمّ الدولة العثمانية أن تتقدم شرقاً عبر كردستان، وجنوباً نحو بلاد الشام ومصر، وكان من الطبيعي أن تتصادم مصالح هذه الدول ذات الطابع الفتوحاتي التوسعي، وأن تتصادم نتيجة لذلك سياسياً وعسكرياً. وقد حقق السلطان العثماني سليم الأول النصر على الشاه إسماعيل الصفوي في معركة چَلْديران (في شمالي كردستان) سنة (1514 م)، ورأى أن خير وسيلة يوقف بها تقدم الصفويين غرباً هي كسب ولاء الكرد، وأفلح في ذلك؛ إذ استعان سنة (1515 م) بالزعيم الديني الكردي الشيخ إدريس بدليسي، وكسب ولاء ثلاثة وعشرين أميراً كردياً للسلطان العثماني، وكان أولئك الأمراء زعماء لمناطق ديار بكر وماردين والموصل وسنجار وحصن كيفا والعمادية وجزيرة ابن عمر، ووافقوا على ضمّ مناطقهم إلى الدولة العثمانية بما يشبه الاتحاد الفيدرالي في عصرنا هذا. ثم اندفع السلطان سليم جنوباً إلى بلاد الشام، حيث ممتلكات الدولة المملوكية، وانتصر على السلطان المملوكي قانْصُوه الغُوري في معركة مرج دابق في شمالي سوريا سنة (1516)، وانتهت المعركة بمقتل الغوري، وكان من الطبيعي أن يستمر السلطان سليم في الاندفاع جنوباً نحو مصر، وفي سنة (1517 م) حقق النصر على السلطان المملوكي الجديد طُومان باي في معركة الرّيدانية، وشنقه على باب زويلة في القاهرة، وكانت تلك أول مرة يُشنق فيها سلطان بمصر، وبإعدام طومان باي انتهى حكم الدولة المملوكية في شرقي المتوسط، ليبدأ الحكم العثماني؛ على أن غيبة المماليك عن السلطة لم تدم طويلاً، إذ سرعان ما عادوا إليها ثانية، لكن هذه المرة عملوا ولاة تابعين للدولة العثمانية، يشاركهم في ذلك ولاة عثمانيون آخرون. ومع نهاية القرن الثامن عشر كان الصراع الاستعماري بين فرنسا وإنكلترا قد وصل إلى الأوج، وفي سنة (1798 م) أرسلت فرنسا حملة إلى مصر بقيادة نابليون بونابرت، وأفلح نابليون في احتلال مصر، وحاول التقدم شمالاً في بلاد الشام، فعجز عن ذلك، ثم غادر نابليون مصر سراً راجعاً إلى فرنسا، بعد أن ولّى على الجيش الفرنسي مكانه الجنرال كليبر، وسرعان ما لقي كليبر مصرعه على يد الشاب الكردي العفْريني سليمان محمد أمين (سليمان الحلبي)، بتدبير من ولاة العثمانيين في بلاد الشام، ثم اضطر الفرنسيون إلى الانسحاب من مصر سنة (1801م)؛ نتيجة التحالف الإنكليزي العثماني من جانب، وبسبب المشكلات الداخلية في فرنسا من جانب آخر. مقدمات الانقلاب وفي سنة (1801 م) حدث الانقلاب الأول في مسيرة محمد علي، وبدأ الانقلاب على أرض مصر، وإنه لحدث يذكّرنا بحدث مماثل وقع لشاب كردي عبقري آخر قبل حوالي ستة قرون، وعلى أرض مصر أيضاً، إنه الانقلاب الذي حدث في حياة الشاب يوسف؛ المعروف بعدئذ باسم السلطان صلاح الدين. بلى، في هذه السنة (1801 م) وصلت إلى مصر قوة بحرية عثمانية مؤلفة من ثلاثمئة جندي ألباني (كان العثمانيون يطلقون على الألبان اسم أرناؤوط/أرناؤود)، وكان يقود تلك القوة علي آغا بن خربجي براوسطه مربي محمد علي، وكان محمد علي قد انتظم في تلك القوة باعتباره معاوناً لعلي آغا. وشاركت تلك القوة الألبانية في بعض المعارك البحرية ضد الجيش الفرنسي، وخلال تلك الفترة عاد علي آغا إلى قوله، تاركاً قيادة جنوده لمعاونه الشاب محمد علي، وكان محمد علي حينذاك قد ارتقى إلى رتبة بكباشي، وهذا يعني أنه كان ناجحاً في عمله، جاداً في مباشرته. وبُعيد خروج الفرنسيين برزت في مصر أربع قوى رئيسة: • المماليك: وكان هؤلاء يلمسون الضعف الذي أصاب الحكم العثماني في مصر وغيرها، وتجلّى ذلك الضعف بوضوح خلال الحملة الفرنسة على مصر، فطمحوا- أقصد المماليك- إلى استرداد نفوذهم في مصر، والقبض على زمام إدارة البلاد. • العثمانيون: كان هؤلاء يطمحون من جانبهم إلى طرد المماليك من مصر، لا بل استئصال جذورهم، إذ ثبت لديهم أن المماليك عنصر شغب وتخريب، ولا يمكن أن تستقيم الأمور للعثمانيين في مصر ما دام المماليك موجودين على الساحة، فأوعز الباب العالي إلى القبطان حسين باشا سراً بإبادة المماليك واستئصالهم، وبدأ حسين باشا بتنفيذ الخطة، لكن الإنكليز تدخّلوا في اللحظة الأخيرة، وأنقذوا رؤوس المماليك. • الإنكليز: كان ما يهمّ الإنكليز هو أن يجدوا موضع قدم لهم في مصر، وأن يكون لهم نفوذ فيها وفي الدولة العثمانية بشكل عام، وهذا لا يكون إلا بدولة عثمانية ضعيفة، تتفهّم المصالح الإنكليزية، وبحكام في مصر يلبّون رغبات الإنكليز، لذلك كان الإنكليز ينسّقون مع العثمانيين من جانب، ويبنون علاقة صداقة مع المماليك من جانب. • القوى الوطنية: كانت الحملة الفرنسية، رغم فشلها، قد أحدثت قلقلة شديدة في المجتمع المصري، فمن ناحية أنزلت ضربات قاضية بالمماليك، وكشفت عن عجزهم، وأظهرتهم على أنهم قوة دخيلة، تعمل لاستغلال المصريين دون وجه حق. ومن ناحية أخرى أوجدت الحملة الفرنسية مناخاً مناسباً لظهور إرادة شعبية في مقاومة الاحتلال، وتجسّدت تلك الإرادة في بعض علماء الأزهر، وفي زعماء شعبيين آخرين. وكان الشاب الفطن محمد علي يراقب التجاذبات والصراعات بين هذه القوى بدقة، ويتابع تفاصيلها، ويقرأها بعمق، وكان يعرف أن العصر عصر المغالبة، فالمماليك بالمغالبة حكموا مصر، وبالمغالبة أزاحهم العثمانيون عنها، وبالمغالبة يفرض الإنكليز شروطهم على الطرفين، وفطن القادة الشعبيون بدورهم إلى أهمية المغالبة، فعملوا لالتفاف الجماهير حولهم. فما الذي يمنع محمد علي أيضاً من أن يخوض اللعبة ذاتها؟! ولماذا لا يدلي بدلوه في بثر المغالبة كما يفعل الجميع؟! وإذا كان الغرباء، مماليك وعثمانيين وإنكليزاً، يمنحون أنفسهم حق السيطرة على شؤون البلاد المصرية فلماذا يقف هو مكتوف اليدين؟ بلى، أحسب أن محمد علي فكر بهذه الطريقة، والدليل على ذلك هو المسار الذي اختاره بعدئذ، وأوصله إلى حكم مصر. ولن نقف عند محطات ذلك المسار وتفاصيله، فهي كثيرة جداً ومعقّدة، وحسبنا الإشارة إلى أنه فطن إلى هواجس كل فريق، وأدرك ما يرغب فيه كل منهم. وبدأ محمد علي بالتعامل مع الفرقاء جميعاً على أنه الرجل التوفيقي، وليس الرجل المنافس، بل استطاع في النهاية أن يبدو لهم على أنه الرجل المنقذ، وكانت رتبته تعلو حيناً بعد حين، فارتقى من رتبة (بكباشي) إلى رتبة (قبى بلوك)، فرتبة (سَرْجشمه)، وأصبح قائداً لأربعة آلاف مقاتل، وكان حريصاً على استمالة رجاله إليه، فأجمعت القلوب على محبته، ولهجت الألسن بشكره. خورشيد باشا وكان أول ولاة العثمانيين على مصر، بعد خروج الفرنسيين، هو خسرو باشا، مملوك القبطان حسين باشا عدو المماليك اللدود، وكان من الطبيعي أن يدخل الوالي الجديد في صراع مع المماليك، لكبح جماحهم، لكنه أخفق في ذلك، ولم ير بداً من الاستعانة بفرقة محمد علي، رغم كرهه له، وقبل وصول فرقة محمد علي إلى ميدان القتال حاقت الهزيمة بحملة الوالي، فنسب ذلك إلى تأخر محمد علي في الالتحاق بميدان القتال، وحاول معاقبته، لكن الجند ثاروا على خسرو باشا، وقاموا بعلميات السلب والنهب في القاهرة لتأخر دفع رواتبهم، وفرّ خسرو باشا إلى دمياط ناجياً بنفسه، وكان ذلك سنة (1803 م). وجاء طاهر باشا والياً على مصر بعد خسرو باشا، لكنه عجز عن دفع رواتب الجند المتأخرة، وبعد اثنين وعشرين يوماً اغتاله ضابطان، وبفرار خسرو باشا ومقتل طاهر باشا أصبح محمد علي قائد الجند العثمانيين؛ لأن رتبته كانت تلي رتبة طاهر باشا، على أن خسرو باشا استعمل نفوذه عند الباب الحالي، وسعى لتعيين وال عثماني جديد على مصر محل طاهر باشا، هو خورشيد باشا، أحد قواد الإنكشارية، وكان ذلك في سنة (1804 م). وكانت قوات المماليك هي الخطر الأكبر على نفوذ خورشيد باشا، ويأتي من بعدهم خطر الأرناؤوط، فاستقدم الدلاة من بلاد الشام، (مفرد الدلاة: ديلى Daile، وسمعت الشيوخ من الكرد يسمونهم: ديلي علي)، وهم فرسان خليط اشتهروا بالبطش والتهور، وكانوا يبيعون قدراتهم القتالية لمن يدفع لهم، أي أنهم كانوا فرقة من الفرسان المرتزقة، وكان أمل خورشيد باشا أن يستعين بالدلاة للقضاء على المماليك، ويكبح بهم جماح الأرناؤوط أيضاً، لكن المماليك ألحقوا الهزيمة بالدلاة، وخاب أمل الوالي فيهم. أما محمد علي فاستمر في توطيد علاقته بالشعب، وعبّر عن مواساته لهم من إجراءات خورشيد باشا التعسفية، وكانت إجراءات هدفها جمع المال بدعوى ضرورة دفع رواتب الجنود، واستطاع محمد علي أن يكسب قلوب الجماهير، وصارت له شعبية كبيرة بين الأهالي. وفي 11 سبتمبر/أيلول سنة (1804 م) أراد محمد علي أن يختبر مدى تعلّق جماهير القاهرة به، فقام بمناورة بارعة؛ إذ شرح لخورشيد باشا أن فوضى الجنود تعرقل قيام الحكومة بمهامّها، وهذا يعني أن الحكومة ستظل عاجزة عن جمع الأموال لدفع الرواتب، وبما أن الجميع أمام طريق مسدود فقد قرر العودة إلى بلاده، ووافق خورشيد باشا على رحيل محمد علي، ولماذا لا يوافق وهو الذي كان يتحرّق طويلاً إلى الخلاص من هذا المنافس الخطير؟ والحقيقة أن خورشيد باشا كان قد وقع في الفخ الذي نصبه له محمد علي، فما إن بدأ محمد علي في بيع أثاث منزله حتى انتشر الخبر في القاهرة، فكثر لغط الناس، وعمّ الاضطراب، وأغلقت المدينة أبوابها، وخرجت الجماهير إلى الشوارع والأسواق وهي تصخب، وعدّت رحيل محمد علي كارثة كبرى، وقلّ الربط والضبط في المدينة، وارتكب بعض الجنود كثيراً من المخالفات، وظهر جلياً عجز خورشيد باشا عن السيطرة على جنوده، ولجأت الجماهير إلى العلماء والمشايخ، ومن أبرزهم الشيخ الشرقاوي وعمر مكرم نقيب الأشراف، تطلب بقاء محمد علي في مصر. وفي اليوم التالي خرج محمد علي ماشياً في القاهرة على أقدامه، يحيط به عدد من الضباط والجنود الأرناؤوط، وراح يعمل لتهدئة الأهالي، وذكر لهم أنه لن يغادر القاهرة، ولن يتركهم للمحنة، وأمر بحبس جندي هنا وقتل جندي هناك، بسبب ما ارتكبوه من اعتداءات في اليوم السابق، وعاد الهدوء إلى القاهرة مرة أخرى، وظهر محمد علي أمام جماهير المصريين بأنه الشخص الذي يضحّي بمصالحه في سبيلهم وفي سبيل المصلحة العامة، فازدادت ثقة الجماهير به. ومن ناحية أخرى ازدادت الأمور العامة سوءاً، فقد عجز الوالي خورشيد باشا عن دفع رواتب الدلاة الذين استقدمهم، وكان هؤلاء يهبّون هبّات جنونية، فينزلون إلى شوارع القاهرة وأحيائها، يهاجمون البيوت، وينهبون ويسلبون، ويخطفون الأطفال والنساء، وذكر الجبرتي أنه لم ينج من أذاهم " إلا من تسلّق ونطّ على الحيطان ". وتكررت وعود خورشيد للعلماء والمشايخ بإخراج الدلاة، وتهدئة الأمور، لكن وعوده كانت تذهب أدراج الرياح؛ فالدلاة يطالبونه برواتب ثلاثة أشهر، والخزينة فارغة، وكان محمد علي خلال ذلك مستمراً في الالتقاء بالقيادات الشعبية، ويضم صوته إلى صوتهم، ويعرض عليهم وساطته، وكان قد نجح في الوقت نفسه في ردع قوات الأرناؤوط من القيام بما يثير الأهالي، وكان يوظّف ثروته خير توظيف، فمن جانب كان يشتري به رضا جنوده، ومن جانب آخر كان يرسل الهدايا الثمينة إلى بعض كبار رجال الدولة في الأستانة؛ حسبما أفاد بعض قناصل الدول الأجنبية. الكُرْك . . والقاووق! وفي الوقت الذي كان خورشيد باشا يرهق فيه كاهل الجماهير بالضرائب الثقيلة، ويعجز عن توفير الأمن لهم، كان محمد علي يتودّد إلى القادة الشعبيين، وعلى رأسهم الشيخ الشرقاوي وعمر مكرم نقيب الأشراف، وعلم خورشيد باشا أنه لن يستطيع حكم مصر ما دام محمد علي وجنوده موجودين فيها، فسعى لدى الباب العالي لاستصدار فرمان (قرار) يقضي بنقل محمد علي إلى ولاية أخرى، ونجح في ذلك؛ إذ وصل فرمان من الباب العالي يقضي بتعيين محمد علي حاكماً لمدينة جدّة في الحجاز، بغرض التصدي للحركة الوهابية. غير أن محمد علي كان يعرف كيف يحوّل نجاحات أعدائه إلى إخفاقات؛ وهذه عبقرية بحد ذاتها، فها هو ذا قد أُلبس الكُرْك (بالكردية: عباءة مبطّنة بالفرو) والقاوُوق (غطاء للرأس)، وكانا حينذاك من شارات الولاية، وها هو ذا قد أصبح والياً شأنه شأن خورشيد باشا، وأصبح له المقام نفسه، وعند عودته إلى داره في الأزبكية بالقاهرة نثر الذهب في طريقه على الأهالي، موحياً إليهم بأنه الوحيد القادر على إنقاذهم من الضائقة المالية التي يعانونها نتيجة سياسات خورشيد باشا الظالمة. وحينما طلب الجنود من محمد علي دفع رواتبهم المتأخرة أحالهم إلى خورشيد باشا المسؤول عنهم؛ إذ إنه- محمد علي- لم يعد مسؤولاً عما يحدث في مصر، فازداد خوف الجنود من ضياع رواتبهم، وازداد ضجيجهم، وطالبوا برأس خورشيد باشا. وراح محمد علي يلاطفهم، وكان الحل الذي لجأ إليه خورشيد باشا هو أكثر إثارة للمشكلات، فقد أعلن النية عن فرض إتاوة على الأهالي لدفع رواتب الجنود، فثارت ثائرة الشعب في القاهرة، وانتشر الهياج في كل مكان، وأعلن الأهالي أنهم لن يدفعوا أية ضرائب جديدة. وهكذا أُسقط في يد خورشيد باشا، ووجد نفسه بين نارين: نار الجنود من ناحية، ونار الأهالي من ناحية أخرى، وظلّت حوانيت القاهرة مقفلة، وظل الهياج قائماً، وزاد الطين بِلّة انتشار الأخبار بأن خورشيد باشا عجز عن إخراج الدلاة من البلاد، وأنهم قاموا بخطف بعض النساء والأولاد. وعلى الجملة أصبح الموقف العام عصيباً جداً، ولم ير العلماء والمشايخ بداً من التدخل لحسم الأمر، فأمروا بإغلاق الحوانيت، والتجمهر في الشوارع، وارتفعت صيحات الاستنكار من كل جانب، واتصل المشايخ بخورشيد باشا، طالبين منه إخراج الدلاة من القاهرة. وأصدر خورشيد الأوامر، لكن الجنود رفضوا التنفيذ. وفي صبيحة يوم 12 أيار/مايو سنة (1805 م) اتجه المشايخ والعلماء إلى دار المحكمة، وساروا في مظاهرة كبيرة ضمّت العامة والأطفال، وتجمهروا في فناء المحكمة، وراحوا يهتفون: " شرع الله بيننا وبين الباشا الظالم "، وكان بعضهم يهتف: " يا ربّ يا متجلّي، أهلك العثمنلّي "، ورفع المتظاهرون إلى خورشيد عريضة بمطالبهم، ودعا خورشيد باشا رؤساء الحركة إلى الحضور لديه، وكان غرضه التخلص منهم، لكنهم لم يجيبوه إلى ذلك، وأصر الزعيم الشعبي عمر مكرم وسائر الزعماء على ضرورة خلع خورشيد باشا، وتعيين محمد علي والياً على مصر بدلاً منه، وذكروا لمحمد علي أنهم لا يريدون غيره والياً، " وتكون والياً علينا بشروطنا، لما نتوسّمه فيك من العدالة والخير ". وتمنّع محمد علي أول الأمر، ثم رضي بما قرره قادة الشعب، وقام إليه كل من الشيخ الشرقاوي وعمر مكرم، وألبساه الكُرْك والقَفْطان (نوع من الثياب)، شارتا الولاية، ونادوا بذلك في الشوارع، وأبلغوا خورشيد باش بقرار عزله وتولية محمد علي مكانه، لكن خورشيد باشا رفض القرار ذاكراً أنه مولى السلطان، فلا يُعزل بأمر الفلاحين. وقرر المقاومة معتصماً بالقلعة. ووجد محمد علي نفسه في موقف صعب؛ فمن ناحية راسل خورشيد باشا الجنود الدلاة، وكانوا في قليوب (قرب القاهرة)، وطلب منهم العودة إلى القاهرة، لمساعدته في الحفاظ على السلطة، والقضاء على خطر الفلاحين. ومن ناحية أخرى كان المماليك يتربّصون به، وقد ينضمّون إلى صف خورشيد باشا، وهم قوة لها ثقلها في الصراعات، وعليه من ناحية ثالثة الفوز بموافقة الباب العالي. وتحرك محمد علي لحسم الأمور على محورين: • محور داخلي: تمثل بأن عهد إلى قادة الشعب أمر إقناع خورشيد باشا بترك العناد، وشجّعهم في الوقت نفسه على تطوير العصيان الشعبي، فقام عمر مكرم بتحريض الجماهير، وطوّق عدد كبير من أبناء القاهرة المسلحين القلعة، لمحاصرة خورشيد باشا ورجاله فيها، وانضمت إليهم قوات الأرناؤوط، وسرت روح الثورة في الأهالي، شيوخاً وأطفالاً، أغنياء وفقراء، " والكل بالأسلحة والعصيّ والنبابيت، ولازموا السهر بالليل في الشوارع والحارات "؛ إنها أجواء تذكّر إلى حدّ ما بالأجواء التي سادت في باريس أيام الثورة الفرنسية. • محور خارجي: تمثّل في أن العلماء والمشايخ أرسلوا كتاباً إلى الباب العالي، يبررون فيه الخطوة التي اتخذوها ضد الوالي خورشيد باشا، ويرجون الموافقة على تعيين محمد علي والياً لمصر. وأثمرت جهود محمد علي داخلياً وخارجياً. ففي الداخل بدأت المفاوضات بين كبار الضباط في القلعة وبين قادة الحركة الشعبية، وتبلور من خلالها مبدأ جديد لاستلام السلطة في مصر، هو مبدأ اختيار الشعب للحاكم، وعزل من لا يرضونه من الحكّام، وفي هذا المبدأ أيضاً ما يوحي بمبادئ الثورة الفرنسية؛ وكانت النتيجة أن موقف خورشيد باشا في القلعة أصبح أكثر حرجاً، وذهبت مناوراته المتتالية لاستعادة السلطة هباء. وفي الخارج وصل مندوب من الباب العالي إلى الإسكندرية، وكانت مهمّته إنهاء الانقسامات الداخلية، وأسرع محمد علي والعلماء والأعيان بإرسال وفد لاستقبال وحراسته على الطريق، ووصل المندوب إلى القاهرة يوم 9 تموز/يوليو سنة (1805 م)، وأعلن تعيين محمد علي باشا والياً على مصر؛ ابتداء من عشرين ربيع الأول (1220 هـ)، الموافق 18 أيار/مايو (1805 م)؛ وهكذا انتقل محمد علي خلال خمسة وثلاثين عاماً من صبي يتيم، لا حول له ولا قوة، إلى حاكم لدولة كبرى، تراكمت فيها أمجاد ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، تبدأ بالفراعنة وتنتهي بالعثمانيين. مزايا .. وبلايا والسلطة ليست نعمة فقط، وإنما هي نقمة أيضاً، وصحيح أنها تجلب للمرء كثيراً من المزايا وتضع بين يديه كثيراً من السلطات، لكنها تجر عليه، في الوقت نفسه، كثيراً من المتاعب، وتتفاقم بعضها فتغدو بلايا؛ وهذا ما حدث لمحمد علي، فالرجل قد استلم بلداً كبير المساحة وفير السكان، لكن بخزينة شبه فارغة، وله فيه منافسون خطيرون، كم أن مصر كانت تعج بآلاف الجنود المرتزقة الباحثين عن الرواتب قبل كل شيء، وفيها مغامرون لهم تاريخ عريق في حبك الدسائس وتدبير الاغتيالات، بغية الوصول إلى السلطة، وفي مقدمتهم المماليك، ثم إن مصر كانت بلداً زراعياً شبه بدائي، تسود فيها الأمية، وكان بينها وبين الحداثة بون شاسع. هذا عدا أن لمصر موقعها الجيوسياسي الهام منذ عهود الفراعنة، وما من غاز قادم من الشرق أو من الغرب إلا حدّثته نفسه بالسيطرة عليها، بل سيطر عليها بعضهم فعلاً، وكان الإنكليز والفرنسيون أبرز من حرص على ذلك في العصر الحديث، ثم إن مصر كانت تنضوي تحت لواء الدولة العثمانية، ومحمد علي هو حاكم عليها بموافقة الباب العالي، ولا بد أن تكون سياساته متّسقة مع سياسات الدولة العثمانية؛ وبما يتوافق مع تعقيدات (المسألة الشرقية). وكانت العقبة الأولى التي واجهها محمد علي هي محاولة عزله عن حكم مصر؛ ففي ربيع الآخر من سنة (1221 هـ/ 1806 م) وصلت عمارة عثمانية إلى ميناء الإسكندرية، تحمل أمير البحر التركي، ومعه موسى باشا والي سالونيك، يحمل فرماناً يقضي بتعيينه والياً على مصر بدلاً من محمد علي، وتعيين محمد علي والياً على سالونيك. وتظاهر محمد بطاعة أوامر الباب العالي، وبأنه يغادر مصر فوراً، لكنه لجأ إلى سلاحه الأقوى؛ أقصد قادة الشعب من العلماء والأعيان، فاجتمع بهم وأبلغهم الأمر، فكتبوا رسالة إلى السلطان، يلتمسون فيها بقاء محمد علي والياً على مصر، وكلّفوا إبراهيم بن محمد علي بنقل الرسالة إلى الباب العالي، وقدّم إبراهيم الرسالة إلى الجهات المختصة بمساعدة سفير فرنسا في الأستانة، وصدر فرمان جديد من الباب العالي بتثبيت محمد علي في منصب والي مصر. ومرت هذه الزوبعة بسلام. وجاءت العقبة الثانية من المماليك، إذ راح كل من عثمان البَرْدِيسي ومحمد الأَلْفي، وهما من كبار قادة المماليك، يناوشان محمد علي، ويناصبانه العداء، ويفسدان الأمور، فتوفي الألفي سنة (1807 م)، وقضى محمد علي على البَرْدِيسي سنة (1808 م)، فتفرق أتباعهما في البلاد بلا قيادة تجمعهم. ومرت الزوبعة الثانية بسلام. وجاءت العقبة الثالثة من الإنكليز، فقد رأى هؤلاء أن في بقاء محمد علي حاكماً لمصر مساساً بمصالحهم، ويبدو أن ميول محمد علي كانت مع فرنسا، ودليل ذلك أن قنصل فرنسا في الأستانة هو الذي ساعد إبراهيم بن محمد علي في إيصال رسالة العلماء والأعيان المصريين إلى الباب العالي. وجرّد الإنكليز حملة ضد محمد علي، لكن الجنود الأرناؤوط ألحقوا الهزيمة بتلك الحملة، ثم جرت مفاوضات بين محمد علي والجنرال فريزر، وعقدت إنكلترا معاهدة صلح مع مصر، تم بموجبها انسحاب الإنكليز عن مصر، وكان من نتائج فشل الحملة الإنكليزية أن الباب العالي رضي عن محمد علي، ومنحه السلطان مصطفى الرابع خلعة وسيف شرف. ومرت الزوبعة الثالثة بسلام. وفي سنة (1809 م) تولى السلطان محمود الثاني عرش السلطنة، فكسب محمد علي رضاه، وضمّ الإسكندرية إلى ولايته، ولم يكن الباب العالي يجود بالإنعام على محمد علي عبثاً، وإنما لأنه كان يجد فيه الوالي القوي القادر على ترسيخ سلطة العثمانيين في مصر وخارج مصر. حروب محمد علي وأول مهمة كُلّف بها محمد علي من قِبل السلطان العثماني هي قمع الحركة الوهّابية، وكانت نجد مركز الوهّابيين، ثم سيطروا على شبه الجزيرة العربية، ووصلت جيوشهم في الشمال إلى جنوبي سوريا، وفي الجنوب إلى بحر العرب، وفي الشرق إلى الخليج العربي (الفارسي)، وفي الغرب إلى البحر الأحمر. وصدع محمد علي بالأمر، وشكّل جيشاً من ثمانية آلاف مقاتل، يقودهم ابنه تُوسون باشا، ويبدو أن معلومات وصلته بأن المماليك ينتظرون توجّه الجيش إلى بلاد العرب، لينقضّوا عليه وعلى من تبقي من رجاله، وقرّر محمد علي اقتلاع الشوكة المملوكية من الجذور، والقضاء عليهم قضاء مبرماً، وكان (الباب العالي) يعمل في الاتجاه نفسه. ودعا محمد علي قادة المماليك في مصر إلى حضور الاحتفال بوداع ابنه توسون باشا، فجاءت وفودهم إلى القلعة، يتقدّمهم زعيمهم شاهين بك (شركسي الأصل)، وسار موكب المماليك محاطاً بالمشاة والفرسان، ولما وصل المماليك إلى باب القلعة أمر محمد علي بالأبواب فأُغلقت، ثم أشار إلى جماعة من أخصّائه الأرناؤوط، فهجموا على المماليك، وحكّموا السيوف في رقابهم، وأمطروهم بالرصاص، فقُتلوا جميعاً، وكان عددهم أربعمئة، ولم ينج منهم إلا أحمد بك وأمين بك، ثم أمر محمد علي بتتبّع المماليك في مصر، والقضاء عليهم، وكان ذلك سنة (1226 هـ/ 1811 م). وبالقضاء على المماليك تخلّص محمد علي من أكثر الخصوم شراسة ودهاء وعناداً، وسمّى المؤرخون هذه الحادثة باسم (مذبحة القلعة)، وكان جد الأسرة التيمورية الكردية من أكبر معاوني محمد علي في تدبير تلك المذبحة، وكأنما كان القائدان الكرديان ينتقمان من المماليك؛ لما أنزله أجدادهم بالمعظّم تَوْران شاه، آخر سلاطين الأيوبيين، من تنكيل وقتل. وبعد الفراغ من أمر المماليك توجّه توسون باشا بجيشه إلى بلاد العرب، وبدّد شمل الوهّابيين، لكن أعاد الوهابيون الكرّة على جيشه، وألحقوا به خسائر فادحة، فتوجّه محمد علي بنفسه إلى بلاد الحجاز بجيش يتألف من عشرة آلاف مقاتل، وطرد الوهابيين من المدينة المنوّرة ومكة وجدّة، وأرسل إلى السلطان محمود الثاني مفاتيح الكعبة في صينية من الذهب الخالص مرصّعة بالحجارة الكريمة مع ابنه الأمير إسماعيل في سنة (1813 م). وأعلن الوهابيون العصيان ثانية، فكلف محمد علي ابنه إبراهيم باشا بقيادة حملة جديدة على الوهابيين، وكان يبلغ من العمر سبعة وعشرين عاماً، فانطلق من القاهرة سنة (1816 م)، وانتصر على الوهابيين، وقبض على زعيمهم الأمير عبد الله، وأتى به إلى مصر سنة (1819 م). كما أن محمد علي قرر فتح السودان، وحاربت جيوشه في بلاد الجنوب (1820 – 1822 م)، وفي بلاد النوبة ودَنْقلة، وسيطر على البلاد الواقعة بين عطبرة والبحر الأحمر، واستتبّ له الأمر في السودان. واستنجد السلطان العثماني محمود الثاني بمحمد علي لقمع ثورات جزر بلاد اليونان، فأقلع الأسطول المصري من الإسكندرية سنة (1821 م)، واشتبك مع السفن اليونانية، فأغرق منها ستاً وأربعين سفينة، وأسر ثلاثين سفينة، وكانت خسارة الأسطول المصري خمس سفن، واحتل الجيش المصري جزيرة رودس، وفي سنة (1822 م) أخمد ثورة قبرص، وكان السلطان قد أصدر فرماناً بتعيين محمد علي حاكماً عليها إضافة إلى مصر، كما استنجد به لقمع ثورة جزيرة كريت، وأعاد محمد علي الأمن إلى الجزر الثلاث رودس وقبرص وكريت. وفي سنة (1824 م) أصدر السلطان محمود الثاني فرماناً بتعيين محمد علي والياً على بلاد المورة (اليونان)، بغرض القضاء على ثورات اليونانيين ضد الحكم العثماني، فجهز محمد علي حملة مؤلفة من ثمانية عشر ألف جندي، ومئة وخمسين مدفعاً، وذخائر كثيرة، تنقلهم مئة سفينة، وتحرسها ثلاث وستون سفينة حربية، وأتبعها سنة (1826 م) بنجدة مؤلفة من عشرة آلاف مقاتل، واثنتين وتسعين سفينة، منها إحدى وتسعون سفينة حربية. وأصدر السلطان فرماناً بتعيين إبراهيم باشا قائداً عاماً للأسطولين العثماني والمصري، وحقق إبراهيم باشا عدة انتصارات على اليونان، وحاصر أثينا سنة (1827 م)، فاستسلمت له، وسرعان ما تدخلت روسيا وإنكلترا وفرنسا ضد إبراهيم باشا، ودارت معركة حربية بحرية بين الجانبين في نافارين (نوفارين) وأغرق الأسطول المصري، واضطر إبراهيم باشا إلى الجلاء. كما توجّه محمد علي بفتوحاته شمالاً نحو بلاد الشام، وفي سنة (1832 م) سقطت عكا في يدي ابنه إبراهيم باشا، ثم خاض محمد علي الصراع ضد العثمانيين أنفسهم، وحقق ابنه إبراهيم باشا انتصاراً على الأتراك في معركة حمص سنة (1833 م)، ثم اتجه شمالاً نحو حماه فحلب لمطاردة القوات التركية، وانتصر على الجيش التركي في معركة بيلان سنة 1832 م، فتراجع الجيش التركي إلى قونية، فتقدم إبراهيم باشا بجيشه نحو قونية سنة (1832 م) وألحق الهزيمة بالجيش التركي هناك أيضاً وبعد معركة قونية وهزيمة الجيش التركي، عُقدت اتفاقية كوتاهية بين الطرفين في سنة (1833 م)، وتم بموجبها تولية محمد علي على مصر والحجاز وكريت، وتولّى ابنه إبراهيم باشا عكا ودمشق وطرابلس وحلب، وحاولت تركيا خلال ذلك تقوية جيشها، وقررت الحكومة المصرية الاستقلال عن الدولة العثمانية، وقرر الباب العالي إعداد جيش قوي بقيادة حافظ باشا لمحاربة محمد علي. وكان الجيش التركي مؤلفاً من ثمانين ألف مقاتل، وثلاثمئة مدفع، وكانت القوات المصرية مؤلفة من خمسين ألف مقاتل، و162 مدفعاً، وانضم إليه ثمانية آلاف مقاتل غير نظامي، و25 ألف من البدو، و16000 ماروني، وكان ذلك في أواخر سنة (1839 م)، ودارت المعركة قرب نصيبين (مقابل القامشلي في الجانب التركي من الحدود)، وبعد كر وفر ألحق الجيش المصري الهزيمة بالجيش العثماني، واستولى الجيش المصري على مقر القائد التركي حافظ باشا بكامل معداته، كما استولى على (140) مدفعاً تركياً بذخائرها، وعلى ألفي بندقية، وعلى خزينة حافظ باشا، والأوراق والخطط والأوسمة، وبلغت خسائر الجيش المصري (3000) فقط بين قتيل وجريح، وجدير بالذكر أن الزعيم الكردي الأمير بدرخان بك كان يتهيّأ للثورة ضد الحكم العثماني حينذاك، وكان ثمة تنسيق بينه وبين إبراهيم باشا في هذا الميدان. ومن نتائج تلك المعركة أن الطريق إلى إستانبول أصبحت مفتوحة أمام إبراهيم باشا، وقام أمير البحر التركي أحمد فوزي باشا بتسليم الأسطول العثماني إلى الحكومة المصرية، لكن سرعان ما تدخلت روسيا وبريطانيا وفرنسا لحماية السلطة العثمانية، فهدّدت محمد علي بالقضاء المبرم على سلطته في مصر ما لم يكفّ عن تهديده للدولة العثمانية، وجردته من ممتلكاته في بلاد الشـام، وألزمته بنسبة محددة وقليلة من القوات العسكرية، وجعلت له حكم مصر حكماً ذاتياً، على أن تكون من بعده لأكبر أولاده سناً. إنجازات حضارية لا شك أن محمد علي باشا هو باني مصر الحديثة، وصانع مجدها، وهو الحاكم الذي انتقل بها من العصور الوسطى إلى عصر الحداثة، وخرج بها من الفوضى والاضطراب، ووصل بها إلى مصاف الدول العظمى في ذلك الوقت، ويقول كلوت باشا، وقد عاصر محمد علي، وأشرف على إصلاحاته في مجال التعليم الطبي والصحة العامة: " لست أدعو أحداً إلى اعتبار والي مصر واحداً من رسل الحضارة والمدنية، بل أدعو إلى وجوب اعتباره من فحول الرجال والعبقريين، وإنه مع كونه لم يعلم شيئاً من شؤون الأمة التي ظهر بينها أمره، ولم يجد منها تشجيعاً ولا مؤازرة على العمل، قد سلك مسلكاً مبنياً على الحذق وحسن التدبير، رام به الاستيلاء على زمام الحكم أولاً، ثم الاحتفاظ به بعد ذلك ". وأدرك محمد علي بفكره الثاقب أن نهضة مصر لن تتحقق إلا بسواعد أبنائها، وان جيش مصر يجب أن يكون مصرياً، فعمد إلى تكوين جيش جديد يقوم على تجنيد المصريين، ويتّبع أحدث الأساليب الأوربية، ويتزوّد بأحدث الأسلحة، وهو ما عرف باسم (النظام الجديد)، فلم يتحمس رجال الدين لإصلاحاته، بل رفضوها، وسخروا منها، واتهموا (النظام الجديد) بأنه بدعة، مرددين الحديث النبوي: " كل مُحدَثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"، ونفر الأهالي من النظام العسكري الجديد، وأطلقوا على محمد علي لقب (باشا النصارى)؛ لاستخدامه معلمين أوربيين في تشكيلات الجيش المصري. لكن محمد علي لم يعبأ بالعوائق التي اعترضت طريق مشروعه التحديثي، وسار به أشواطاً إلى الأمام، مقتنعاً أنه لا بد من الاطلاع على التقدم العلمي في أوربا، والإفادة منه، يقول د. أنور عبد الملك: " بقي مع ذلك أن محمد علي هو أول حاكم أو رئيس دولة شرقي يواجه، بطريقة حازمة، متطلبات التحديث. إن عبد الرحمن الرافعي، وهو عدو معروف للأسرة المالكة السابقة، يرى هذا الرأي، ويتحدّث عنه واصفاً إياه بالعبقرية ". واهتم محمد علي بإرسال البعثات التعليمية إلى دول الغرب، وقد مر أنه استلم السلطة سنة (1805 م)، وفي سنة (1809 م) أرسل البعثة الأولى إلى إيطاليا، لدراسة العلوم العسكرية، وبناء السفن، ولتعلم الطباعة وفنون الهندسة، وبدءاً من سنة (1826 م) قام محمد علي بإرسال البعثات إلى فرنسا، وأشهرها البعثة التي شارك فيها الطالب الأزهري الشيخ رفاعة الطهطاوي، وكانت تضم (44) طالباً؛ درس ستة منهم القانون والإدارة وعلم السياسة، وتخصص الآخرون في علوم الحرب والهندسة. وبين عامي (1828 – 1836 م) أوفد محمد علي (108) من الطلبة إلى كل من بريطانيا والنمسا وفرنسا، ووزعهم على تخصصات الصناعة والبحرية والعلوم والطب. وجدير بالذكر أن محمد علي كان أمياً، ولم يتعلم القراءة والكتابة إلا بعد أن تجاوز الأربعين من العمر، وكان حريصاً على قراءة الأخبار والوثائق، واهتم في الوقت نفسه بتشجيع عملية الترجمة، و ذكر كلوت بك أن محمد علي كان يشدد على المترجمين بالعناية في نقل ما تكتبه الصحف إليه، وأنه كثيراً ما كان يقرأها بنفسه، وذكر كلوت بك أيضاً أن محمد علي أمر بترجمة عدد كبير من المؤلفات التي قامت (جمعية نشر الثقافة النافعة) بطباعتها. ولم تقتصر إنجازات محمد علي على هذه الميادين العلمية فقط، مع أنها بالغة الأهمية، وإنما بُني في عهده كثير من القلاع والحصون والأبراج، والقصور والعمائر الفخمة، والمساجد، والقناطر، وبنى دار الضرب (السكّ) لصناعة النقود، وتسمى (ضربخانه)، ودار المحفوظات (دفتر خانه)، وأقام مصانع الغزل والنسيج. وقبل عهد محمد علي كانت الصناعة في مصر مقتصرة على نسج الكتّان والصوف والنجارة والسبك وصناعة الحصر وغيرها، فلما تولّى حكم البلاد جمع أرباب الصنائع في القلعة سنة (1221 هـ/1806 م)، وجمع لهم ما في المخازن من الخشب والحديد، فشرعوا في صنع آلات الحرب وصبّ المدافع وما يلزمها من العجلات والعربات، واستعداداً لإنشاء المصانع الحديثة أوفد عدداً من الصنّاع والفنيين المهرة إلى أوربا؛ لإتقان الصناعات، كي يحلّوا محل العمال الأجانب، واستقدم العمال المهرة من فلورنسا بإيطاليا، وأنشأ محمد علي بعد عام (1827 م) في القسم الجنوبي من قلعة القاهرة، مقر السلطة، دار صناعة كبرى، تضم مصانع متنوعة، أهمها مصانع الأسلحة والذخيرة، وطرق النحاس، وصب المدافع، والسيوف والرماح والسروج واللُّجُم، وصناديق الذخيرة، وغيرها. أقوال.. وشهادات للشخصيات المشهورة في تاريخ الشعوب طابع إشكالي، وتختلف الآراء والأقوال فيهم بحسب زاوية النظر إلى إنجازاتهم وممارساتهم، ونعتقد أنه من غير الصواب إضفاء القدسية على غير المقدس، ومن غير الصواب أيضاً تناول الحدث التاريخي من منظور خرافي أسطوري؛ وهذا ما ينبغي أن ننتبه له في حديثنا عن شخصية محمد علي، فهو لاعب قدير في ميدان فن المغالبة، بل هو ابن عصر المغالبة بجدارة فائقة، فقد استطاع بفضل عبقريته وكفاءته أن يتحول من صبي يتيم مشرد؛ إلى مقارع لاثنتين من أكبر إمبراطوريات القرن التاسع عشر: الإمبراطورية العثمانية في الشرق والإمبراطورية الإنكليزية في الغرب، وهذا في حد ذاته أمر يثير الإعجاب. وما كان لمحمد علي أن يحقق ما حقق لولا تميّزه بقدر كبير من الدهاء والحنكة، ولولا مهارته في إحباط الدسائس، ونصب الفخاخ السياسية والحربية، وأيضاً لولا قدرته على اتخاذ القرارات الصارمة بالبطش والتنكيل حينما يقتضي الأمر ذلك، وهذا ما فعله مع المماليك أعدى أعدائه. ولكن عندما يلقي المرء نظرة عامة على سيرة هذا الرجل يجد أنه كان شخصية متميّزة حقاً، وكان متصفاً بخصال قيادية وإنسانية رفيعة، وإذا كان الشيخ عبد الرحمن الجبرتي- وهو أزهري معاصر لمحمد علي- قد نقم في كتابه (تاريخ عجائب الآثار) على محمد علي، لقيامه بتحديث المجتمع المصري، ولقضائه على المماليك، ويسميهم (المصريين)؛ فإن شيخاً أزهرياً آخر لم يبخس محمد علي حقه، وتفهّم أهمية إصلاحاته، وهو الشيخ خليل بن أحمد الرجبي، وكان معاصراً لمحمد علي أيضاً. ونستعرض فيما يأتي بعض شهادات الرجبي في خصال محمد علي. • " فمنها أنه مع عظيم جلالته، وكبير همته، وشدة قوته، لطيف الألفاظ، ... بحيث إنه لا يخاطب الكبير والصغير ولا الجليل ولا الحقير، إلا بألطف عبارة، وحسن انسجام، مع تنزّه خطابه عن الصعوبة على الدوام ". • " ومن أخلاقه العظيمة كثرة العفو عن المذنبين، وتجاوزه إساءة المسيئين، ولو أردت عدد الأشخاص ممن حصل له ذلك لأجهدت الأنفاس، وملأت القرطاس، ولا سيما من كانوا متصفين بعداوته، ومتوسمين بمخالفته، فإنهم لما التجأوا إليه سامحهم من زلاتهم، وستر عنهم عورات جناياتهم، وأعطاهم الأموال الجزيلة، وفرض لهم العلوفات [الرواتب] الجليلة، وملّكهم المنازل، ورتّب لكل شخص خرجاً يكفيه، حتى صاروا له من أعظم المحبين". • " ومن أخلاقه الجليلة فرضه للفقرا جميـعاً من العرب والأتراك وغيرهم من المساكين بمصر في كل جمعة وشهر دراهم ودنانير جزيلة يأخذها مشايخهم ونقبـاؤهم، ويفرقونها عليهم أجمعين، بحسب حالهم واختلاف مراتبهم في الضعف والمسكنة، فيأخذ كل شخص منهم قسمه ونصيبه، فينفقه على نفسه وأهله، وهذه حالة عظيمة وخلق شريف، ... ". • " ومن أخلاقه الجميلة ترتيبه في كل عام للأيتام الذي يقرؤون القرآن في المكاتب، وللأولاد الصغار من أولاد الفقراء وذراري الضعفاء الدراهم والدنانير، يفرقها عليهم جميعاً، فيحصل لهم الفرح الزايد، ويعمهم السرور المتزايد، وكذلك يفعل مع فقهائهم وعرفائهم ". • " ومن أخلاقه الغريبة الحسنة الجميلة العظيمة أنه- أبقاه الله- متى بلغه ووصل إلى علمه شيء فيه بعض أضرار على أحد من الرعية- كائناً من كان- لا بد له جزماً من إزالته والتأمل فيما يصلحه، ولا يرضى بإبقاء ذلك قولاً واحداً ". • " من أخلاقه الجليلة الجميلة التي تميّز بها عن كثير من الأمرا والملوك والوزرا عدم محبته لسفك الدماء، فإنه لا يرغب في ذلك أصلاً، بل يعفو ويصفح، ولا يقع منه ذلك إلا لمن كان مستحقاً لذلك المعنى". • " ومن أخلاقه الشريفة التي انفرد بها عدم تمكينه أحداً من الظلم للناس في مصر وسائر أقطارها، ولا يرضى لأحد من الحكام في مصر، ولا في أقاليمها وبلادها وقراها، أن يظلم أحداً من التجار، ولا من المزارعين، ولا من أحد من الفلاحين، بحيث إنه إذا بلغه أن أحداً وقع منه ذلك عزله حالاً، وعاقبه بما يراه لأمثاله...، وكان يرسل أشخاصاً لسؤال الناس عن رأيهم في سلوك الحكام من حيث الظلم والرشاوى، فامتنع الحكام عن ظلم الشعب، كما خصص لكل حاكم راتباً شهرياً كافياً، فكفوا عن أخذ أموال الناس ظلماً ". • " ومن أخلاقه اللطيفة أنه لا يولّي منصباً ولا حكماً لأحد في كل نوع من أنواع المصالح والخدم إلا بعد معرفة حاله وضبطه، وأنه يصلح لمثل هذا المنصب، ويسأل عنه وعن أحواله وكيفية صنيعه ". • " ومن أخلاقه الجليلة أنه في كل حين من الشهور يرسل للحكام، ويأمرهم بالحضور بين يديه، ويسألهم عن البلاد وأحوالها، وعن المزارعين، ويشير عليهم بما فيه النفع للعامة والخاصة، ويرجعون ممتثلين لأوامره ". وتوضيحاً للحقيقة نقول: إن الرجبي ألف كتابه هذا بطلب من شيخ الأزهر الشيخ محمد العروسي، وكانت علاقات العروسي بمحمد علي طيبة، ولنفرض أن نصف ما قاله الرجبي هو إطراء فارغ، فماذا نفعل بالنصف الآخر من الخصال التي أوردها الرجبي لمحمد علي؟! بل كيف لنا أن نفسر نجاح محمد علي في بناء دولة مصرية حديثة مستقرة ومزدهرة؛ لولا تميّزه ببعض هذه الخصال على أقل تقدير، ولا سيما على الصعيد القيادي والإداري؟! _ _ _ _ وظل محمد علي باشا يدير أمور الحكم في مصر بحكمة، ويعمل بإخلاص لتطويرها في مختلف الميادين، والانتقال بها إلى مصافّ الدول المتقدمة، ومن يقرأ تاريخ مصر في عهده يدرك أهمية ما أنجزه هذا الرجل، ليس للشعب المصري فقط، وإنما لشعوب شرقي المتوسط جميعاً، وجدير بالذكر أيضاً أن محمد علي لم يكن متعصّباً لدين، ولا متحيّزاً لمذهب، وقد وفّر للأقباط المسيحيين- سكان مصر الأصليين- فرصاً أكبر للحياة بأمن وكرامة، وأتاح لهم المساهمة في بناء مصر الحديثة، وكذلك كانت سياسات أبنائه وأحفاده من بعده، وتلك هي السمة الغالبة على سياسات القادة الكرد ورؤيتهم في السلطة بشكل عام. وأخيراً فعلت السنون فعلها، وتقدّم العمر بمحمد علي باشا، وأصيب بضعف في قواه العقلية، فتنازل عن الحكم لابنه إبراهيم باشا سنة (1847 م)، وعاش حياة هادئة إلى أن توفي سنة (1849 م)، بعد أن ترك لأبنائه وأحفاده دولة ذات شأن، وظل أحفاده يحكمون مصر إلى سنة (1952 م). المراجع 1. الجبرتي: تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، دار الجيل، بيروت، 1990م، الجزء 3. 2. دكتور جلال يحيى: مصر الحديثة (1517 – 1805 م)، منشأة المعارف، الإسكندرية، 1980م. 3. حسن الضيقة: دولة محمد علي والغرب (الاستحواذ والاستقلال)، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى، 2002م. 4. الشيخ خليل بن أحمد الرجبي: تاريخ الوزير محمد علي باشا، تحقيق وتعليق ودراسة د. دانيال كريسيليوس، ود. حمزة عبد العزيز بدر، ود. محمد حسام الدين إسماعيل، دار الآفاق العربية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1997م. 5. زكي فهمي: صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر، مكتبة مدبولي، القاهرة، 1995م. 6. دكتور محمود عباس أحمد عبد الرحمن: معالم مصر الحديثة والمعاصرة، الدار العالمية للنشر والتوزيع، القاهرة، 2006 م. 7. نوفل نعمة الله نوفل: كشف اللثام عن محيّا الحكومة والحكّام في إقليمي مصر وبرّ الشام أوجزه جرجي ينّي، تحقيق ميشال أبي فاضل، د. جان نخول، جروس برس، طرابلس، لبنان، 1990م. 8. يوسف الملواني: تحفة الأحباب بمن ملك مصر من الملوك والنوّاب، دراسة وتحقيق عماد أحمد هلال وعبد الرزاق عبد الرزاق عيسى، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 2
000م. .