محمدعبدالعليم mohamedabdalalim

طالما توجد حياة.. تتولد المشكلات التى ينبغى علينا بذل الجهد فى محاولة حلها والتغلب عليها وتجاوزها ..لنصل الى مانصبو إليه من مجتمع خال من الإرث الطويل لعويل الضعفاء وانين المظلومين ..فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط محمدعبدالعليم

السبت، يونيو 09، 2007

بدون هزار 134 مهموم




بدون هزار134
==========
مهموم
==========
بقلم : محمد عبد العليم
مطرود من شقة وفقير ( دُقة ) ومريض لا يملك ثمن الكشف الطبي والدواء وصاحب معاش او موظف لا يكفيه مرتبة لشراء أرغفة الخبز وخريج لا يجد عمل ولا يملك وساطة تتيح له فرصة عمل ، وفتاة جميلة لا تستطيع شراء فستانا جديدا أو حذاء ..وأخرى تجرى بحثا عن وظيفة فتجرى خلفها الذئاب والكلاب والذباب ..وسكان عقار أيل للسقوط ويسكنون الشارع وينامون على الرصيف .. وأرملة تبحث عن جنيهات معدودة لتقيم أودها وتطعم أولادها فلا تجد من يمد يده إليها ..ومياه مقطوعة أو ملوثة يشربها الناس فيصابون بالفشل الكلوي وآخرون يعرضون أجزاء من أجسادهم للبيع بأثمان زهيدة ..ومظلوم مهددا بالسجن أو مسجون ..وطالب لا يستطيع سداد المصروفات الدراسية ..وشاب قعيد يحتاج لكرسي متحرك ويتيم أو لقيط ينام تحت الكباري وأسرة تحلم بكشك
مجرد عينة بسيطة من رسائل القراء ومطلوب منك أن تقرا وتتفاعل وتتحمل أرتال الهموم ..وفي النهاية لا تجد من يحل مشكلتك أنت ..
فرسائل القراء تتحول إلى رسائل خاصة للمشرفين على أبواب البريد في الصحف والمجلات ..يؤرقهم ما يقرأونه من مشكلات ..فالسعداء لا يراسلون الصحف ولا يقرأون المشكلات ولا يحبون سماعها ..فكما يعدي المرض الميكروبي أو الفيروسي وينتقل من إنسان إلى أخر ..تنتقل المشاعر الحزينة أو السعيدة من البعض إلى البعض الأخر ..فأفراح الناس تفرح المعازيم ويتناسون في ليالي الاحتفال همومهم وبهجة العروسين تنتقل إلى الحضور فيبتهجون ..وجراح وأتراح البعض وعبوسهم تقفز إلى من يقابلونهم فتتأثر نفوسهم بما يرونه ويسمعونه من يأس وإحباط وحزن غيرهم فيكتئبون ..فالمشاعر تمر من خلالنا في طرق غير مرئية إلى غيرنا لتدخل عقولهم ونفوسهم فيصيبهم بعض ما أصابنا من سعادة أو حزن ..وربما تأثروا أكثر منا
والتفاعل مع مشاكل القراء تنسينا أنفسنا فنشعر بأننا أصحاب المشكلة التي نتمنى حلها ولكن ما باليد حيلة ..فالحلول نظريا ممكنة ..ولكنها تصطدم بالواقع فتتحول إلى أزمة مستعصية الحل .. والناس يشكون ولن تنتهي شكاياهم ... والدكتورمحمد شعلان أستاذ الطب النفسي كان صريحا عندما قال في حوار قديم انه يذهب إلى طبيب نفسي لعلاجه من النتائج التأثيرية لما يعرض عليه ويلاقيه ويواجهه من مشاكل المرضى الذين يترددون على عيادته
======
كلام هزار
=======

قال لي : من يفوز بالكأس الأهلي أم الزمالك أم الإسماعيلي أم بترول أسيوط؟
قلت له : يفوز بكاس المُر ..الجمهور
!

بدون هزار 134 مهموم


بدون هزار134
==========
مهموم
==========
بقلم : محمد عبد العليم
مطرود من شقة وفقير ( دُقة ) ومريض لا يملك ثمن الكشف الطبي والدواء وصاحب معاش او موظف لا يكفيه مرتبة لشراء أرغفة الخبز وخريج لا يجد عمل ولا يملك وساطة تتيح له فرصة عمل ، وفتاة جميلة لا تستطيع شراء فستانا جديدا أو حذاء ..وأخرى تجرى بحثا عن وظيفة فتجرى خلفها الذئاب والكلاب والذباب ..وسكان عقار أيل للسقوط ويسكنون الشارع وينامون على الرصيف .. وأرملة تبحث عن جنيهات معدودة لتقيم أودها وتطعم أولادها فلا تجد من يمد يده إليها ..ومياه مقطوعة أو ملوثة يشربها الناس فيصابون بالفشل الكلوي وآخرون يعرضون أجزاء من أجسادهم للبيع بأثمان زهيدة ..ومظلوم مهددا بالسجن أو مسجون ..وطالب لا يستطيع سداد المصروفات الدراسية ..وشاب قعيد يحتاج لكرسي متحرك ويتيم أو لقيط ينام تحت الكباري وأسرة تحلم بكشك
مجرد عينة بسيطة من رسائل القراء ومطلوب منك أن تقرا وتتفاعل وتتحمل أرتال الهموم ..وفي النهاية لا تجد من يحل مشكلتك أنت ..
فرسائل القراء تتحول إلى رسائل خاصة للمشرفين على أبواب البريد في الصحف والمجلات ..يؤرقهم ما يقرأونه من مشكلات ..فالسعداء لا يراسلون الصحف ولا يقرأون المشكلات ولا يحبون سماعها ..فكما يعدي المرض الميكروبي أو الفيروسي وينتقل من إنسان إلى أخر ..تنتقل المشاعر الحزينة أو السعيدة من البعض إلى البعض الأخر ..فأفراح الناس تفرح المعازيم ويتناسون في ليالي الاحتفال همومهم وبهجة العروسين تنتقل إلى الحضور فيبتهجون ..وجراح وأتراح البعض وعبوسهم تقفز إلى من يقابلونهم فتتأثر نفوسهم بما يرونه ويسمعونه من يأس وإحباط وحزن غيرهم فيكتئبون ..فالمشاعر تمر من خلالنا في طرق غير مرئية إلى غيرنا لتدخل عقولهم ونفوسهم فيصيبهم بعض ما أصابنا من سعادة أو حزن ..وربما تأثروا أكثر منا
والتفاعل مع مشاكل القراء تنسينا أنفسنا فنشعر بأننا أصحاب المشكلة التي نتمنى حلها ولكن ما باليد حيلة ..فالحلول نظريا ممكنة ..ولكنها تصطدم بالواقع فتتحول إلى أزمة مستعصية الحل .. والناس يشكون ولن تنتهي شكاياهم ... والدكتورمحمد شعلان أستاذ الطب النفسي كان صريحا عندما قال في حوار قديم انه يذهب إلى طبيب نفسي لعلاجه من النتائج التأثيرية لما يعرض عليه ويلاقيه ويواجهه من مشاكل المرضى الذين يترددون على عيادته
======
كلام هزار
=======

قال لي : من يفوز بالكأس الأهلي أم الزمالك أم الإسماعيلي أم بترول أسيوط؟
قلت له : يفوز بكاس المُر ..الجمهور
!

بدون هزار 133 على رأسنا ريشة



بدون هزار 133 على رأسنا ريشة
بدون هزار133
==========
على رأسنا ريشة
==========

بقلم : محمد عبد العليم
أحلامنا دائما اكبر من إمكاناتنا ، ولذلك هي مجرد أحلام ..ومع ذلك إذا لم تتحقق على ارض الواقع نغضب ونثور ونحزن ..ولذلك قامت القيامة ولم تقعد وانقلبت الأوضاع فجأة وحزنت الجماهير ..كان نكسة يونيو عادت من جديد ..فالمنتخب الوطني الكروي تعادل في مباراة من مبارياته بعد عدد من الانتصارات
فنحن لا نعترف بان الرياضة فائز ومهزوم ..بالرغم من عدم وجود المنتخب أو الفريق الذي يفوز على طول الخط ولا يتعادل أو يهزم سواء من فريق كبير أو صغير ..فلكل مباراة أو بطولة ظروفها الخاصة جدا ..ولكن ثقافتنا ثقافة غريبة لا تقبل الهزيمة في جهة وتستسلم للهزائم وتنحني وتنكمش وتتقوقع في جهات كثيرة أهم بكثير
عدم اهتمام الناس بالتنافس الرياضي الشريف وحب الرياضة المجرد وليس من اجل الانتقام من الغير ورد الإهانات أو التحجج بالمعاملة بالمثل هو سر الانفعالات الغاضبة والرافضة لنتائج غير متوقعة ..ودائما النتائج غير متوقعة ..وإلا مالزوم التنافس أصلا .. إذا عرفنا النتيجة قبل المباراة ..ولماذا يذهبون إلى الإستاد لتشجيع الأهلي والزمالك في مباراة مع فريق الأسد المرعب إلا لان النتيجة في علم الغيب ..ولو تأكدنا من نتيجة مباراة قبل انطلاق صفارة الحكم ..فلن نهتم بها ولن نحرص على مشاهدتها أبدا ، ولن نجد الاحتجاجات على ضربة جزاء لم تحتسب ولن نرى لاعبا يضرب الحكم ولا الجمهور الذي يقذف الطوب فوق اللاعبين بدلا من تشجيعهم
لابد أن نعترف بأننا لم نحسن استقبال بعثة الفريق البوروندي جيدا ..وأنزلناهم في احد الفنادق فاعترضوا عليه فنقلناهم إلى فندق أخر ..وهم فعلوا معنا ما فعلناه نحن ...وانزلوا فريقنا في فندق حليمة أو كريمة ..سيان ..فهو فندق يوافق الفنادق التي حددها ألفيفا ..واعترضنا فنقلونا إلى فندق أخر ..فرفضنا لأنه بعيد عن الملعب
عاملوا الناس بما تحبون أن يعاملونكم به فغيرنا مثلنا لا يحب الهزيمة فليس على رأسنا ريشة .
======
كلام هزار
=======

قال لي : ما تنفقه الولايات المتحدة الأمريكية على أكياس القمامة يفوق ميزانية أكثر من 90 دولة مجتمعة
قلت له : هذه أكياس القمامة ..فما بالك بأسعار القمامة نفسها التي توزعها على دول العالم

صور للمسجد الأقصى المبارك

بدون هزار 132 ملاليم وملايين



ملاليم وملايين
==========

إذا لم تجد فيما تقرأ جديدا أو نافعا مفيدا أو حتى مضرا.. فلن تكمل هذه السطور وستبحث عما يشدك إليه وتجد نفسك فيه ..وقد تقذف بالجريدة من يدك ..فأنت تتناول الصحيفة التي ترى فيها ذاتك وتجد بها ما يرضيك ويغنيك عن الكلام فهي تحتوى على ما تريد قوله فتكتفي به ..فإذا انصرفت عن هذه السطور ولم تكملها إلى كلام هزار ..فذلك ليس عيبا فيك ..ولكن العيب فيما اكتبه ..فلم أخاطبك بما تريده وتحبه وتبحث عنه
وبعض الكتاب –ربما أنا منهم –ينفرون القراء من كتاباتهم ربما لصعوبتها وكعبلتها من أولها إلى أخرها أو لهيافتها أو لان كاتبها لا يقول شيئا جديدا لا نعرفه ..فأنت وأنا نبحث عن المجهول والمجهول هو أخبار غيرنا ..مصائبهم وفضائحهم الشخصية والعائلية والمالية والجنسية ..ولكن أفراحهم ونجاحاتهم هي أخر ما نبحث عنه
نحن لا نبحث عن الخبر الجديد ..فالخبر معروف في ظل تقدم وسائل الاتصال من فضائيات وانترنت وموبايل ولا جديد تحت الشمس أو في ضوء القمر .نحن نبحث عما يحدث في الظلام ..أما تصريحات الحكومة فهي مكررة منذ اختراع الحكومات ..قنابل هناك وانفجارات واعتداءات متنوعة
المحروم من الضحك يبحث عن النكتة والابتسامة .. والعاقل لا تشده كتابات تقرف أو فتاوى مُسخرة أو مًسخرة
العاقل لا يقرأ إلا ما يكتبه لنفسه ..والمجنون يفعل ذلك أيضا
فإذا أردت الراحة من عناء القراءة ..فاقلب الجريدة لتعرف أخر أخبار الصفقات الجديدة للأهلي والزمالك ..فهذه هي الدنيا وأحوالها ..ناس هنا تشكو رسائلهم من المتاعب والمصاعب والبحث عن القروش والملاليم ..وناس هناك تبحث عن المغلوب والغالب وحجم المقالب التي يشربها الأهلي والزمالك في شراء اللاعبين بالملايين
========
كلام هزار
====

قال لي : من هم أصحاب العقول المستنيرة والعقول المظلمة؟
قلت له : أصحاب العقول المستنيرة هم الذين يسهرون تحت المصباح الكهربي ..وأصحاب العقول المظلمة هم أهل القرى التي لم تدخلها الكهرباء

بدون هزار 132 ملاليم وملايين


ملاليم وملايين
==========

إذا لم تجد فيما تقرأ جديدا أو نافعا مفيدا أو حتى مضرا.. فلن تكمل هذه السطور وستبحث عما يشدك إليه وتجد نفسك فيه ..وقد تقذف بالجريدة من يدك ..فأنت تتناول الصحيفة التي ترى فيها ذاتك وتجد بها ما يرضيك ويغنيك عن الكلام فهي تحتوى على ما تريد قوله فتكتفي به ..فإذا انصرفت عن هذه السطور ولم تكملها إلى كلام هزار ..فذلك ليس عيبا فيك ..ولكن العيب فيما اكتبه ..فلم أخاطبك بما تريده وتحبه وتبحث عنه
وبعض الكتاب –ربما أنا منهم –ينفرون القراء من كتاباتهم ربما لصعوبتها وكعبلتها من أولها إلى أخرها أو لهيافتها أو لان كاتبها لا يقول شيئا جديدا لا نعرفه ..فأنت وأنا نبحث عن المجهول والمجهول هو أخبار غيرنا ..مصائبهم وفضائحهم الشخصية والعائلية والمالية والجنسية ..ولكن أفراحهم ونجاحاتهم هي أخر ما نبحث عنه
نحن لا نبحث عن الخبر الجديد ..فالخبر معروف في ظل تقدم وسائل الاتصال من فضائيات وانترنت وموبايل ولا جديد تحت الشمس أو في ضوء القمر .نحن نبحث عما يحدث في الظلام ..أما تصريحات الحكومة فهي مكررة منذ اختراع الحكومات ..قنابل هناك وانفجارات واعتداءات متنوعة
المحروم من الضحك يبحث عن النكتة والابتسامة .. والعاقل لا تشده كتابات تقرف أو فتاوى مُسخرة أو مًسخرة
العاقل لا يقرأ إلا ما يكتبه لنفسه ..والمجنون يفعل ذلك أيضا
فإذا أردت الراحة من عناء القراءة ..فاقلب الجريدة لتعرف أخر أخبار الصفقات الجديدة للأهلي والزمالك ..فهذه هي الدنيا وأحوالها ..ناس هنا تشكو رسائلهم من المتاعب والمصاعب والبحث عن القروش والملاليم ..وناس هناك تبحث عن المغلوب والغالب وحجم المقالب التي يشربها الأهلي والزمالك في شراء اللاعبين بالملايين
========
كلام هزار
====

قال لي : من هم أصحاب العقول المستنيرة والعقول المظلمة؟
قلت له : أصحاب العقول المستنيرة هم الذين يسهرون تحت المصباح الكهربي ..وأصحاب العقول المظلمة هم أهل القرى التي لم تدخلها الكهرباء

بدون هزار 131( 5يونيو.. رمضان واحزان حزيران)

يونيو

رمضان و أحزان حزيران
==========

تسألني عن أسوأ يوم في تاريخ مصر المعاصر.. أقول لك الاثنين 5يونيو 1967.. مات البطل جمال عبد الناصر..كما كان يقول السادات..لكن روحه صعدت للسماء في 28سبتمبر1970..
فعلا مات جمال عبد الناصر في قلوب العشاق الصغار الباحثين عن البطولة والبطل ..لذا كانت مظاهرات عام1968 التي قادها الطلبة إحدى مظاهر موت الحب اللاواعي للبطل المهزوم الذي تهاوت هيبته وتقلصت محبته في القلوب الصغيرة ..ومازلت اشعر بضربة العصا على ذراعي من جندي الأمن المركزي وتناثرت كتبي أمام كلية الهندسة جامعة عين شمس رغم أنني لم أكن من المتظاهرين.. ولكنه كان يؤدى واجبه
في 5يونيو سقطت ورقة من تاريخ مصر بهزيمة مروعة لم تكن متوقعة...
أخذونا - يومها - طلبة صغار لتعلم ضرب النار .. ولأول مرة امسك بالبندقية حكيم ..على اسم المشير عبد الحكيم عامر.. فناصر وحكيم كل شيء في مصر يسمى باسمهما ، وان اكتفى حكيم بالبندقية الروسي فقط ليطلق عليها اسمه لنظن أنها صناعة مصرية
ما كنا نسمعه - في بداية المراهقة - عن عبد الحكيم عامر جعلنا نعجب به ونتمنى أن نفعل مثله ..لكنه مات .. قتلوه وقالوا انتحر ..ودائما رفاق الدرب الثوري يتقاتلون على كرسي السلطة ..فالسلطة مغنم أو كنز يستحق قتل الآخرين من المتطلعين إليه.. أخوة أو أصدقاء.. مثلما تتقاتل حماس وفتح
ربما كانت هزيمة يونيو ضرورية لنصحو من أوهامنا وكذب ونفاق إعلامنا لكي نصحح المسار الخطأ الذي أتاح للناس تناول بعض الطعام ومنعهم من حق الكلام ولو خلف الجدران – فالحيطان لها ودان - ووضع أهل الثقة ولو جهلاء في كل مواقع السلطة وطرد اهل الخبرة والعلم ..فرأينا وزراء بالإعدادية صنعوا لنا الصواريخ الخشب قاهر وظافر.. فظفر بنا العدو .. وقهرنا
واجتهد السادات وانتصر وافتتح قناة السويس في 5يونيو 1975 محاولا محو ذكرى الهزيمة ..لكن أحداث التاريخ لا تمحى ومرارة الانكسار وذل الهزيمة مازالت عالقة في الأذهان ..وأحزان حزيران لم تمحها انتصارات رمضان أكتوبر 1973 التي حررت سيناء فخسائر العرب من حرب يونيو1967 لم نستردها فمازالت خسارة الضفة الغربية لنهر الأردن والقدس والجولان واتفاقيات السلام أيضا .. هزيمة يونيو أكدت أن الريادة والقيادة نغمة قديمة لا معنى لها ولا تطرب إلا النائمين والمغفلين
=========
كلام هزار
=======

قال لي : أهلا ..يا قيادة
قلت له : أهلا يا بيادة !

محسن خضر أخى و صديق عمري


محسن خضر أخى و صديق عمري
الدكتور محسن خضر صديق العمر ورفيق الفكر
هذه قصة كتبها ونشرتها جريدة الاهرام القاهرية يوم الجمعة الموافق 1/6/2007
فاسمحوا لي ان انشرها..
هنا
فقد كانت لنا وقفات متعددة صارت ذكريات متجددة
واليكم القصة الرائعة
=================

لم يعد شيء يبهجنا

**************************بقلم: محسن خضر

****************
تماما‏,‏ تماما‏,‏ كأنني أراها للمرة الأولي‏.‏ عشت عمرا انتظر هذه اللحظة‏,‏ أن يكتسي الطيف لحما وعظاما‏.‏ أن أمد يدي فأصافحها‏,‏ وعيني فأحتويها‏,‏ وأنفي ليشمها‏.‏كانت المناسبة مرور ربع قرن علي تخرج دفعتنا الجامعية‏.‏ أرقتني تلك اللحظة طويلا‏:‏ أن تقفز ذكري من رحم الماضي لتضحي حقيقة‏,‏ أن يستيقظ الأموات وما كانت ميتة‏,‏ ولكنني كطفل صغير كان ينتظر لعبته المفضلة التي وعدوه بها‏.‏ أثمرت الشجرة أحجارا أو حنظلا؟مدت يديها بلهجة محايدة وعين أقرب الي النعاس‏:‏ ياه‏,‏ إزيك‏.‏هكذا ببساطة هويت الي أسفل‏.‏ جلمود الصخر‏,‏ وما هوبصخر ـ تدحرج حتي سفح الجبل‏.‏ أطالع العينين الصافيتين المدهشتين فإذ بالنظرة رمادية‏.‏ الشعر القصير اللامع الغافي اختفي تحت حجاب ارتدته علي عجل‏.‏ الحاجبان الرفيعان المستقيمان صبغا‏,‏ وسقطت شعيراتهما‏.‏ التجاعيد سحبت معها التماعة الوجه وحيوية اللحاظ‏.‏ كرش صغير لم يفلح ثوبها الواسع في إخفائه‏.‏ أصباغ وضعت علي عجل فبدا الوجه فجا‏,‏ اللغة بدت سوقية فقدت جاذبيتها‏.‏ في زمن مولي عندما كنا نتنفس المظاهرات‏,‏ ونتعاطي المنشورات السياسية كحبوب مخدرة‏,‏ كان عصفوري يزقزق لا تلامس اصابعه الأرض بل يطير‏,‏ وكانت خطواتها تتفجر حيوية‏,‏ ورأسها مليئا بالثورة والحب‏.‏هل عشقت سرابا؟ وهل الصورة التي خبأتها بعناية في كتاب قديم ولت مع أيامها‏!‏فقدت ايقاع الترقب‏,‏ وبدا خمر الائتناس والتلاقي مغشوشا‏.‏ لم تفلح جلبة زملاء الدفعة ـ المصحوبين بأبنائهم ـ في أن تمتص خيبتي‏.‏ وعندما كان حضن يسلمك الي حضن‏,‏ ووجنات الي غيرها‏,‏ والضحكات تتقافز كفقاعات ملونة ينفخها طفل‏,‏ كنت أرمق ساعتي بضجر وأتمني لو ينتهي المشهد كله فجأة‏.‏هل انسحبت قبل الموعد‏,‏ أم هربت من حقيقة صادمة؟أشفقت علي سنين ضاعت وأنا أحاور فتاتي‏,‏ أو بالأحري أحاور طيفها بدا تحول المدينة مفضيا الي خيبات أشد‏.‏لماذا أخرجتني يا أفلاطون من كهف الأوهام‏.‏ مثلما لايطيق البعض الظلام لا يحتمل البعض الآخر ضوء الشمس والحقيقة الساطعة‏.‏ لو اعدتني يا أفلاطون الي الكهف مرة أخري فهل سأفضي للآخرين بمرارة الحقيقة أم أتركهم في غيهم يعمهون‏!‏تتكاثر وجوه المدينة‏:‏ وجه الغواية‏,‏ ووجه الزيف‏,‏ ووجه المراوغة‏.‏تبحث عن صوت أم كلثوم في سهرة الأول من الشهر من المذياع أو التلفاز‏,‏ فتفتقده‏.‏ وعندما يسمع محدثك اصداء أغنيتها المنطلقة عندك وهو يحدثك في الهاتف يعلق بسخرية‏.‏وعندما يعرض التلفاز فيلما لحليم أو لليلي مراد مأخوذا لتشاهده‏,‏ ولكن زمن الأبيض والأسود يتلاشي مسلما إياك الي زمن ملون فقد النكهة والطعم‏.‏تحاول تحديد توقيت تكون خيط الشرنقة الأول‏.‏ وفاة صلاح جاهين أم وفاة أبيك‏!‏ حالة التقزز التي انتابتك والمرأة الخصم تجلس بجوارك في مطعم فلفلة‏,‏ وسط فج زاحف من الحدود المجاورة‏.‏ ربما كان خيط شرنقة الأسي بدأ مع وفاة عبد الوهاب البياتي أو كمال الطويل‏.‏ ربما ابعد قليلا عندما اكتشفوا مكان رفات جيفارا فنقلوه ليدفن في كوبا في احتفال مهيب لست متأكدا‏.‏ اهتدي الي توقيت آخر عندما لاحظت أن محلات الأطعمة حوطت فيلاعبد الناصر بمنشية البكري في تخطيط يفتقد المصادفة‏.‏يستدعي توقيتا آخر عندما شاهد السياسي المخضرم بجسده الضخم وصوته الأجش يملأ شاشة التلفاز في بث لجلسة برلمانية‏.‏تصهرك دائرة الارتباط في محاولتك استدعاء التوقيت المحدد لتلبسك حالة السأم قراءة خبر وفاة علي محسن لاعبك اليمني المفضل في فريق الزمالك القديم‏.‏ تتذكر ايضا عندما هاتفك صديقك القديم محمود بعد سنوات من الصمت ليوصيك علي ابنة شقيقه‏,‏ التي عينت حديثا في قسمك‏.‏يشظيك شك الحسم‏.‏ ذات يوم أمسكت بلوحة رسمتها في الصف الخامس بمدرستك الابتدائية‏.‏ كنت ترسم معركة حربية بين جيشنا وجيش الأعداء‏.‏ ربما التبس الأمر عليك بعد هذه السنين فلم تميز نحن من هم‏.‏تبذل جهدا هائلا في التركيز والاطباق علي ذاكرتك‏.‏تراوغك الذاكرة الخؤون فتسلمك الي مشهد فارق‏.‏ سلمك صديقك الحميم مصطفي مذكراته التي أسماها قبل الزهايمر وأوصاك أن تنشرها بعد رحيله‏,‏ ألا تنتابك الآن حالة زهايمر مشابهة في محاولتك اليائسة للإمساك بطائر التحول‏.‏تسأل الموظفة الجديدة في قسمك سؤالا عابرا‏:‏ أين تقطنين؟تلقي اليك بكرة ملتهبة تتفاداها فتقفز الي فمك وتسده‏.‏أجابت‏,‏ فتكتشف انها تقيم في بناية شيدت مكان منزلك الذي ولدت فيه‏.‏ لايترك لك الزمن الخادع حتي سعادة الذكري فيسلبك اياها‏.‏تود أن تسألها عن التوءم الذي كانت يقطن البناية المقابلة لبنايتها‏.‏ عاطفة المراهقة ووجيب الفؤاد وحلاوة العشق‏.‏ تخفي سرك في سرك فتلوذ بصمت السلامة ولا تزيد‏.‏واقعة أخري بإمكانها أن تريحك‏.‏ عندما قرأت في صفحة الحوادث عن مصرع صديق طفولتك عبد الفتاح‏.‏ كان عائدا من صلاة الفجر بميدان الجيش عندما وضع قدمه في ماء مكهرب‏.‏ ترك عمال الكهرباء الحفرة مفتوحة وانفجرت ماسورة المياه فجأة فحولت المكان الي مصيدة قاتلة‏.‏ هكذا نموت في مدينتنا ميتات مجانية‏.‏الصديق الذي كان يعدو اسرع منا جميعا مثل نحلة أو نمر خانته عضلاته فاستسلم للصدمة الصاعقة‏.‏تراقب منحني الاسعار المختل‏,‏ ويبدو ناسك يصارعون وحشا خفيا أطبق علي الجميع‏.‏ تتعلمون فن الرقص والمشي علي الحبال لعلكم تدركون نقطة التوازن‏,‏ بلا فائدة‏.‏ ذات يوم اكتشف في الشارع الهادئ الذي يقطن فيه حقنة للتعاطي ملقاة علي الأرض‏.‏ راقب الأمر فلاحظ أن العدد يزيد‏.‏ ينظر في وجوه الشباب الذين يعترضون طريق محاولا التخمين‏,‏ ومعرفة اصحاب تلك الحقن‏.‏ وفي شوارع أخري‏.‏ وأحياء قريبة وبعيدة زادت الاعداد فبدا وباء يحصد الشباب‏.‏يجيئك أبوك في المنام مرتديا جلباب الصلاة النظيف‏.‏ـ تكلم يا أبي‏.‏ـ‏..............‏ـ هل قصرت معك في مرضك؟ـ‏..............‏ـ هل تمنحني رضاك أم عقوقي؟ـ‏.............‏صحبني أبي قبل أربعين عاما فوق كوبري قصر النيل رائحين غادين حتي نكل‏.‏ تكرر الأمر في ايام الجمعة‏.‏ نصحني معالجي الطبيب الشهير د‏.‏ مصطفي الجنزوري أن أشم هواء نقيا‏.‏؟ بدا الأمر ترفيا‏,‏ وكيف يتغيب عن عمله ليصطحبني الي اقاربنا بالمدينة الشمالية يحوطني بذراعيه الحنونتين‏.‏ كان اشعث الصدر‏.‏ لعله السعال الديكي أو النزلة الشعابية أقفز كضفدعة من الألم‏.‏ أبصق دما‏.‏ الرجل العابس دوما كاد يتداعي اثناء مرضي عندما دفناه‏,‏ لاحظنا قبرا خاليا بجوار قبره‏.‏ حفرة فارغة تنتظر صاحبها‏.‏ ينظر أخي رءوف وكأنه يسألني عمن يصيبه الدور‏.‏ تبدو الحفرة أقصر من طول أخي الفارع‏,‏ تبدو ملاءمة لي‏.‏يشكو أخي الأصغر هشام من أن أباينا لا يأتيه في أحلامه‏.‏ يحسدني‏.‏يعذبني صمت الوجه الخاشع‏.‏ آه‏,‏ لو نطق بكلمة واحدة لأراح البال المكدود‏.‏وعندما تصل أم كلثوم في أغنية ولد الهدي الي مقطع‏(‏ فإذا رحمت فأنت أم أو أب‏,‏ هذان في الدنيا هما الرحماء‏),‏ يخونني تجلدي فأنتحب نم قرير العين يارجل‏,‏ فليس زمنك‏.‏وجوه تفد من الشرق الي منتجع شرم الشيخ تتأمل الوجه المكتنز لكبيرهم فتشتاق أنت ورئتاك الي هواء نقي حتي لا تختنقا‏.‏تقطع كوبري قصر النيل مرارا‏.‏ خطواتك اصبحت أبطأ تحدق في الماء‏,‏ وتتشمم الهواء باحثا عن أنفاس أبيك في المكان‏.‏شقيقك الأكبر الذي عاد من الحرب بجسد مرشق بالطلقات‏,‏ لم ينل منه العدو بل نال منه تحول المجتمع واستدارة شمسه‏.‏ سئم الجميع وجوههم ورفعوا أقنعة تناسب المرحلة‏.‏ بحث لنفسه عن موطئ قدم فلم يجد‏.‏ لم يشفع له جسده المثخن بالجراح‏.‏اليوم تحول الي تاجر عملة يعرف الوان الأسواق‏:‏ البيضاء والسوداء والحمراء‏.‏لكن نبوته‏:‏ المال‏,‏ والنفوذ‏,‏ والواسطة‏,‏ وسوق النخاسة‏.‏ غيرت مدينة المعز ثوبها‏:‏ مدينة الأحلام‏,‏ ومدينة الجولف‏,‏ ومدينة الروابي الخضر‏.‏هجر الكبار المدينة الي مدن جيدة لا يخالطون فيها الحرافيش‏.‏ مساكن اشبه بالقصور‏,‏ عظيمة الأبواب والأسوار‏.‏ حمامات سباحة‏,‏ وملاعب للجولف‏,‏ كلاب للحراسة‏.‏زحفت مدارس ابناء الكبار خارج المدينة ايضا‏.‏ تكتب اللغة في فصولها من الشمال الي اليمين‏,‏ ملاعب الفروسية‏,‏ وحمامات سباحة‏,‏ وحدائق أندلسية عملاقة‏.‏لاحظ أن الكثيرين من معارفه مؤخرا توقفوا عن شراء الصحف والاستماع الي نشرة الأخبار‏.‏سأل نفسه‏:‏ هل يكفي تغريد عصفور واحد للإيذان بقدوم الربيع‏.‏يكثر غناء العصافير في مدينته‏:‏ أغان وطنية كالمطر‏,‏ وأغاني كليب عارية لراقصين لا مطربين‏.‏ يبحث عن العلاقة بين هزيمة منتخب الكرة القومي وزيادة الأغاني العارية‏,‏ وانتشار محلات السيراميك الفاخر‏.‏ لا تزال أشياء صغيرة تبهجه في المدينة‏:‏ صوت فاروق شوشه في لغتنا الجميلة من الإذاعة‏.‏ تواشيح النقشبندي ومسحراتي فؤاد حداد في رمضان‏.‏ برنامج عالم الحيوان في تلفاز الجمعة‏.‏أفلام اسماعيل ياسين بسذاجتها الساحرة‏.‏اجتاح المدينة هوس أجهزة المحمول‏.‏ تقاسمت اعباء الدروس الخصوصية‏,‏ ونفقات المحمول الإجهاز علي عافية الدخل‏.‏لماذا يستثني الأمس من التحول الذي عصف بالجميع؟يحاول الامساك بنقطة التحول التي أسكنته الكآبة والشجن‏.‏منذ أيام انتبهوا فجرا علي صوت ارتطام ثقيل بالشراع‏.‏ عثروا علي جثة لواء بالمعاش يسكن بالبناية المقابلة‏.‏ ادركته كآبة علي مايبدو بعد وفاة زوجته وزواج ابنيه وابتعادهما‏.‏ لاح طيف سؤال محلق‏:‏ هل سيدركه مصير مماثل‏.‏يحاول الإمساك بلحظة التمنصل‏.‏ أكانت قراءة خبر رحيل المطرب الشعبي محمد رشدي بالصحيفة‏.‏ لم يثمن غيره أن يغني في حفل زفافه‏,‏ وبدا صوته طالعا من طمي الأرض وزلعة المش وطرح النهر‏.‏