فى دولة الصفر الكبير ظاهرة لا مثيل لها فى العالم
فى دولة الصفر الكبير ظاهرة لا مثيل لها فى العالم
الشعب يريد تغيير الرئيس.. والرئيس أطرش أصم لا يسمع أبدا صوت الجماهير!
بقلم:محمدعبدالعليم
mohamedabdalalim@gawab.com
mohamedabdalalim@hotmail.com
رغم الظلم والفساد المنتشر والمترعرع طوال حكم اللامبارك..!
رغم اضطهاد الشرفاء في الوطن الطارد للطهارة...!
رغم اكتظاظ السجون بالأبرياء من أبناء الشعب...!
رغم البلاء الذي عم وشاع في بر وجو وبحر مصر...!
رغم كل ذلك مازال البعض يصفقون للحاكم الفرعون فى أيامه الأخيرة خوفا من بطش زبانيته ، ويرتضون المهانة والمذلة والخضوع ، ونسمع حشرجة أصواتهم تؤيد الخنوع ، وتطالب الناس بالانبطاح وبالشذوذ ، و بالرضا بما هو قائم رغم
سوداويته!
هؤلاء يدعون لبقاء الفساد،وتنميته ورعايته والقضاء على كل بارقة أمل فى عودة
النقاء والطهارة لربوع الوطن المنهار فى ظل حكم فاسد يشجع اللصوص ويمجد الخيانة ويروج لكل ماهو سيء.. ودعوتهم لبقاء الفساد لا تنطلق من فراغ .. فهم جزء من منظومة متكاملة تكون التشكيل العصابى الكبير القائم و المُتمم لتنفيذ المؤامرة على الوطن والمواطن وأصابته بأمراض وأوبئة التخلف المتعددة التى تحرص الأنظمة الديكتاتورية على نشرها وعدم علاجها!
ولذلك فالوطن كل الوطن بسكانه مرضى بأوبئة الحكام الخونة الذين يجب استئصالهم
ليشفى الوطن والمواطن، ويتخلص من الوباء الذي تخلصت منه الأمم عدا العرب..
والعرب فقط الذين يحافظون على بقاء الأمراض والأوبئة التخلفية بينهم !
وعملية التخلص من المرض الوبائي الذى كاد يقتل العرب يسميه البعض التغيير
ويطالب به، ويروج له منذ سنوات ، ولكن الأنظمة العربية ترفض التغيير، وتخشى من شفاء الشعب العربى من الوباء السلطوى الحاكم فيحقق التقدم ويلحق بركب الحضارة المعاصرة وهو ما يهدد وجود تلك الأنظمة المتعفنة !
والتغيير هو حلم المصريين الخالص فى السنوات الأخيرة ، إذ تسيطر عليهم أحلام
تغيير السادة العظماء الوزراء، وكذلك تغيير من أتى بهم !
المواطن المصرى البسيط يحلم بزوال الحكومة الفاشلة وبنهاية عصر من أتى بها،
حتى لا تعود مرة أخرى بوجوه جديدة تزيد من تعذيبه والتفنن فى سرقته تحت مسميات قانونية تلفيقية و ضرائبية لا مثيل لها فى دول العالم المتقدم ، و لا تـنـفـذ
إلا على الفقراء والبؤساء من أبناء الشعب أما الأثرياء ولصوص المال العام وكبار
المفسدين وأقاربهم فهم من أركان النظام أو فى حماية النظام فلا تنطبق عليهم
القوانين الموضوعة فقط للبؤساء من المواطنين !
وبالرغم من أن حكايات التغيير أخذت من تفكير ا لمصريين وقتا أطول من الوقت الذى أستغرقه بناء السد العالى إلا أن السلطان الفرعون الإمبراطور الهرم الحاكم منذ ما يقرب من ربع القرن يعلم حقيقة أن المصريين يريدون بالتغيير( قصقصة ريشه هو شخصيا كفرعون مرفوض) تمهيدا للمطالبة بعزله ومحاكمته على ما فعل ويفعل هو وجنده في الشعب المصرى المهان فى بلده وفى خارج بلده !
ولذلك يحرص الديكتاتور الهرم على رفض التغيير .. فهو يعلم معناه، ويعرف ما
يقصده الشعب من مطالبته بتفعيل التغيير ..!
ولم يكتف الديكتاتور الفرعون برفضه المستمر للتغيير بل أكد أنه يستخف بشعبه
كعادة كل الفراعنة !
ومن مظاهر الاستخفاف بالشعب المصرى إصرار الفرعون على بقاء وزير الثقافة الشاذ الذى يتفاخر بشذوذه ، والذي فى لعبة الكراسى الموسيقية السلطوية تولى وزارة الإعلام بجانب الثقافة( مؤقتا ) بعدما انتقل وزير الإعلام لكرسي رئاسة مجلس الشورى فى ظل ممارسة نفس اللعبة ولم يعلن عن إلغاء وزارة الإعلام !!
بل الأدهى ما نراه عندما يلتقي الرئيس والوزير فلا نستطيع التفرقة بينهما من
بُعد فهما يرتديان نفس ألوان الملابس فماذا يعنى ذلك؟ و مَن منهُما يَختار
للآخر ملابسه؟!
ثم ما سر تمسك الفرعون بوزير شاذ ..؟ وما سر تمسكه بوزير تشير إليه أصابع
الاتهام بنشر الأمراض الخطيرة بين أفراد الشعب وكأنهم فئران للتجارب المعملية
يضحى بهم لأسباب خيانية غير خافية على أحد؟!
ومن مظاهر الاستخفاف بالشعب المصرى كذلك إصرار الفرعون على بقاء يوسف والى وزيرا للزراعة بالرغم مما جرى للزراعة المصرية فى عصره اللامبارك والتى لم تتخط الصفر المربع أو الصفر المكعب!
فالأصفار تنهال وتنهمر على المصريين كالأمطار سواء فى الرياضة أو فى السياسة والإقتصاد والسياحة فى عصر اللامبارك الذى منذ توليه حكم مصر وبدأت الأزمات، وكثرت السرقات، وارتفعت الأسعار، وعرفت مصر البطالة غير المسبوقة فى تاريخها الممتد لعشرات الألوف من السنين.. فبعض المصريين الذين أضحوا على مشارف الستين من العمر لم يلتحقوا بعمل منذ تخرجهم من الجامعات المصرية عام 1984 أى منذ 20عاما كاملة يبحثون عن عمل فلا يجدون سوى السراب والكذب سواء من السادة الوزراء الكذبة الذين يختارهم الديكتاتور الفرعون اللا مبارك بعناية فائقة لغرض فى نفسه يقوم بتنفيذه ولا يتنازل عنه.. ضد المصريين ومصالحهم.. وضد مصلحة البلاد التى يحلو له ولفريقه المفسد فى البلاد بتسميتها بالمصلحة العليا ..والحقيقة أنها المصالح الشخصية للحاكم وأهله وبطانته من المنافقين الذين باعوا ضمائرهم لإرضاء الشواذ والأجانب الذين يتحكمون ويحكمون الدولة التى كانت توفر الطعام وخاصة القمح لسكانها وللإمبراطورية الرومانية المترامية الأطراف!
اليوم.... لا قمح ولا فول ولا بصل ولا ثوم .. اليوم سموم مزروعة بأمر الفرعون
الخائن لأمانة الحكم الذى اقسم على أن يصون مصالح الشعب .. ولكن أى شعب؟
انه أقسم أن يصون مصالح الشعب ويبدو أنه كان يقصد مصالح الشعب الأمريكي
والإسرائيلي أما المصرى فلا علاقة له به سوى حُكمه والعمل على البقاء فى الحكم
، وتوريثه للأبن الذى لا نعرف كشعب من أين جاء به على قمة هرم السلطة فى مصر فى ظاهرة ممقوتة ومرفوضة وغير مسبوقة فى تاريخ الجمهورية المصرية فلا الرئيس محمد نجيب جاء بأبنه ولا الرئيس جمال عبد الناصر ولا الرئيس محمد أنور السادات فرض أولاده أو أخوته وأبناء عمومته وأقاربه على الشعب ووزعهم فى كافة القطاعات المهمة كما فعل الديكتاتور الحالي فلماذا لا يعلنها مملكة تورث فيها المناصب وتحتكر فيها الوزارات لعائلات معينة لا يسمح للآخرين بالدخول إليها
مهما كانت قدراتهم وعلمهم ومكانتهم ؟!
عصر موبوء برئيس فاسد هو وأسرته وأقاربه يسيطرون على مقدرات البلاد فى كافة المجالات حتى الرياضية لم يتركوها لأبناء الشعب تجدهم فى الاتحادات الرياضية واللجان الأولمبية والأندية !
هذا الفاسد لم يعد صالحا لحكم مصر ، وكذلك أبنه لا يجوز له أن يحكم مصر ولا
هؤلاء الذين يحيطون به من اللصوص والمجرمين والشواذ ،ولن تنصلح مصر بوجود الشيخ الكبير الذى باع كل شيء من اجل المنصب ، ولن تنصلح مصر بوجود الرئيس اللا مبارك الذى لم يستح ففعل ما فعل فى بور سعيد فأفقر أهلها وأذل شعبها بدون ذنب جنوه !
وفعل ما فعله بسبب الخلافات الشخصية بينه وبين نظام الحكم فى السودان فشجع
العدوان الأمريكى على الخرطوم وضرب مستشفى الشفاء بالصواريخ بل طالب بتكرار الضربة الجوية الصاروخية ،ثم افتعل مشكلة حلايب هل هى مصرية أم سودانية؟! ، وساءت العلاقات المصرية السودانية فى عهده كما لم تسوء من قبل وكانت السبب فى الانتصارات التى حققها الإنفصالى جون جارا نج فى الجنوب تمهيدا لتحقيق الانفصال عن السودان العربى !وما فعله للتمهيد للعدوان الأمريكي البريطاني على العراق وتقديمه لكافة التسهيلات للقوات الأمريكية من عبور الأراضى والأجواء المصرية بينما تركيا العضو فى حلف الأطلنطي رفضت مرور القوات الأمريكية فى أراضيها ، وما فعله فى توشكي وضياع المليارات من الجنيهات على مشروعات فاشلة ، وما فعله ويفعله فى الشعب المصرى وطظ فى الشعب الذى لا يجد الشاب فيه عملا ويظل يبحث عنه حتى يتخطى الخمسين من عمره ويقع فريسة لأمراض الشيخوخة فلا يجد العلاج سوى فى التسول بينما السادة اللصوص يعالجون فى الخارج على نفقة المواطن المصرى الفقير الذى تطحنه الضرائب وتصعقه القرارات التى تصدرها السلطة الغاشمة بالمخالفة للدستور المتعطلفى ظل الطوارئ المعلنة !
وإذا كانت الغالبية العظمى من الناس تطالب بالتغيير منذ سنوات، فالمشكلة أن
الرئيس يُبين اعتقاده أو يظهر ظنه ــ بالمخالفة للحقيقة والواقع ــ بأن
الجماهير تريد تغيير الوزراء والمحافظين وكبار المسئولين فقط وهو اعتقاد وظن
مغلوط وغير سليم !
فهو لا يريد أن يسمع صوت الجماهير التى تطالب بتغييره هو نفسه..!
الشعب يريد تغييرا للرئيس.. والرئيس أطرش أصم لا يسمع .. ولن يسمع أبدا صوت الجماهير؛ فلقد جُبل على سماع التصفيق وصوت النفاق ووجوه المنافقين الضاحكة عليه !
الشعب يريد تغيير الرئيس فلقد زهق وطهق وكاد يطق وينفجر كالقنابل الموقوتة
..فقد تحمل 24سنة من حكم فاسد متواصل بدون شفقه فى ظل إعلان حالة الطوارئ
(الأحكام العرفية).. !
الجماهير تطالب بعزل الرئيس اللا مبارك البارك على أكباد الجماهير بالقوة .. !
فالجماهير تعرف أن الرئيس هو سر وسبب البلاء الذى تعانى منه فى كافة مناحى
الحياة اليومية وما تواجهه من مشكلات لا يتم حلها وفق التعليمات الفرعون فهو
رئيس الجمهورية وهو رئيس الوزراء وهو رئيس الشرطة ورئيس الجيش وهو رئيس القضاء وهو رئيس كل الرؤساء ... الفرعون هو الوزراء وهو العسكرى الذى ينظم المرور فى الشارع ويمد يده لركاب السيارات !
الفرعون هو المستولى والمسيطر على كل المناصب والوظائف الكبرى فى البلاد!
فالتغيير لن يحدث إلا بتغيير الرئيس الفرعون .. فمع تغييره تـتـغيـر كل الأوضاع
وكل السياسات.. أما بقاء رئيس الدولة الفرعون فمعناه انه لا جديد ولا تجديد ..
فمصر منذ عام 1981 وهى هى لم تتغير إلى الأفضل بل تتردى أحوالها وتهبط إلى الدرك الأسفل من التخلف وتتهاوى إلى التبعية التامة لإرادة الأعداء وذيولهم !
وبالرغم من طول فترة حكم الفرعون اللا مبارك فلم يتحقق فى عهده طوال 23 سنة
نجاحا يذكر حتى فى استقرار البلد كما يدعى فهو قد فشل فشلا ذريعا والدليل على
ذلك حالة الطوارئ المعلنة والمستمرة ــ منذ تولى اللامبارك ــ تؤكد أن مصر لا
و لم تعرف الاستقرار !
والسلطة الفرعونية الديكتاتورية المتمسكة بحالة الطوارئ هى التى تؤكد للعالم
الخارجى أن مصر بالفعل غير مستقرة ومهتزة ولا يمكنها تنظيم مجرد بطولة رياضية (كأس العالم لكرة القدم )، ولا تستطيع استقبال وحماية ملايين السياح من
المشاهدين للمباريات (الطوارئ طاردة للسياحة فهى الإرهاب الحقيقي للسائحين) ..
كما تعنى حالة الطوارئ حماية الفساد والمفسدين، وتكريم لصوص المال العام، وحبس من يتجرأ ويقول الحقيقة فى بلاد الحقائق فيها دامية، ولولا تفشى الأمية فى مصر لكانت المقصلة والمشنقة نهاية لكل فرعون سواء لخيانته لما أقسم عليه،أ
ولسرقته أموال الشعب،أ وحمايته للصوص التابعين له .. فإعلان حالة الطوارئ التى
لا تعلن إلا فى الظروف الاستثنائية تعنى فى الواقع إعلان الإرهاب الحكومي ضد
الجماهير وحماية اللصوص والمفسدين من الملاحقة القضائية !
ولقد صارت الظروف الاستثنائية هى الأصل وهى أساس الحكم فى مصر وذلك للخلل الأمنى الرهيب الذى دفع النظام المصرى الديكتاتوري إلى فرض حالة الطوارئ المستمرة التى يصفونها باسم مغلوط هو قانون الطوارئ للضحك على الشعب وخداعه
فالقانون فى مصر تم إيقاف العمل به منذ السادس من أكتوبر 1981!
ولكن لماذا لا يستجيب النظام المصرى لنداء شعبه بإلغاء حالة الطوارئ أو بأحداث
التغيير الحقيقى وليس الصوري الذى اعتادت عليه الجماهير طوال الحكم الديكتاتورى ؟
والإجابة .. لأن جموع الشعب لا فضل لها فى الإتيان بالنظام الحاكم ؛ والفضل كل
الفضل للرئيس السابق الذى يدين بالفضل أيضا للرئيس الأسبق وهكذا .. فلم تكن
للجماهير أفضال على الحاكم ؛ ولذلك ليست لها الأفضلية.. والأفضلية عند الحاكم
للقوى الخارجية المؤيدة للنظام والحامية له والمعضدة له!
ولذلك فالنظام المصرى الديكتاتورى سيظل يدمر فى الإقتصاد، وينشر الفساد، ويعذب فى سجونه العباد فى إطار تنفيذ مسلسل صهيوني مستمر يخرب فى البلاد و لا يستجيب ولن يستجيب لنداء وتوسل الشعب !
فالرئيس الفرعون هو رئيس كل السلطات.. السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية و
السلطة القضائية وأى سلطات أخرى تستجد !
ولذلك ومن منطلق الفرعونية قال الفرعون منذ سنوات :أنا لا أجد فى السبعين
مليون مصري من يصلح ليكون نائبا للرئيس! وإلى اليوم لم يجد من يصلح لذلك المنصب الذى يمكن أن يشغله أى مواطن مصرى مهما صغر شأنه أو علا فالمنصب لا يحتاج إلى علم الذرة ، ولكن الفرعون قال وما يقوله هو الحق !!!
وكأنه هو أخر الصالحين من البشر لهذا المنصب الذى عينه فيه الرئيس الراحل محمد أنور السادات.. والذي لم يـُشغل بعده لمدة تدنو من 24سنة سوداء !
الفرعون الذى قال :أنا لا أجد فى السبعين مليون مصري من يصلح ليكون نائبا
للرئيس هو نفس الفرعون الذى وجد فى أبنه من يصلح ليحكم مصر فى الوقت الذى ترفض فيه جموع الشعب المصرى الأسرة الفاسدة وعلى رأسها مبارك نفسه الذى لم يكن مباركا على مصر منذ اليوم الأول لتوليه الحكم بعد مؤامرة قتل السادات !
والحالمون بالتغيير واهمون ففى مصر التغيير لا يحدث بالأحلام والأمنيات الجميلة
وكذلكلا يمكن إحداث التغيير بتغيير الوزراء والمحافظين ورؤساء مجالس الإدارات الحكومية فكلها تغييرات فى ماسكات الوجوه ولكن الأجساد أو الأجسام والعقول هى هى !
ففى بلدنا لا يحدث التغيير ولا يتم تفعيله إلا بتغيير رأس النظام القائم !
فمنذ استيلاء الضباط على الحكم فى مصر وتلاشى دور الوزير، واختفى دور رئيس
الوزراء وانعدم ، وأضحت المناصب أو الوظائف العليا فى الدولة مجرد سكرتارية
للحاكم الفرعون العسكري .. ولذلك لا يجب أن يخدعنا التغيير الذى يخرج به علينا
النظام الفاسد الذى هبط بمصر إلى الدرجة التى أصبحت لا تساوى سوى صفر بينما هى تحت الصفر بمسافات كثيرة !
فقد أكد من قبل رأس النظام قبيل تغيير رئيس الوزراء كمال الجنزورى أنه سيقدم
على تغيير كبير، وظلت الصحف الحكومية بأبواقها النفاقية تهلل للتغيير الكبير
الذى أكده اللامبارك بنفسه، وفرح الشعب بتغيير الوزراء الذين يكرههم كما يكره
الصهاينة، وكانت الصدمة القاتلة فالتغيير الكبير هو تغيير رئيس الوزراء فقط
كمال الجنزورى، والإتيان بأسوأ من يمكن أن يتولى مسؤولية الحكم فى مصر.. فاغرق
البلاد فى طوفان جارف من الفساد والسرقة والنهب والسلب العلني ، والمعترض يختفي
أو يقتل فى حادث مروري أو داخل السجن يعلن عن انتحاره أو لا تعيره السلطة
الفرعونية الانتباه فهو مجنون !
النظام العسكري المصرى لم يعد يصلح للبقاء ولابد من دفنه بعد أن تعفن ،
وانتشرت جراثيمه فى أرجاء البلاد المنكوبة بمثل هذه النظم الأبليسية القادمة من
أعماق التاريخ المظلم!
والتغيير يبدأ بالإصلاح والإصلاح مرفوض كفكرة مجرد فكرة !!
فمن الذى يعطل أو يؤخر أو يؤجل الإصلاح السياسي فى مصر ؟!
يرى البعض أنهم مجموعة من رعاة الفساد والانحراف وهواة النهب والسلب والسرقة ،
ولكن إذا كان هؤلاء يعطلون أو يؤخرون أو يؤجلون الإصلاح السياسي فالحقيقة أن
الذى يرفض الإصلاح السياسي تماما هو رئيس الدولة الفرعون الذى لن يستطيع أن
يحكم شعبا يرفضه و لا يريده حاكما وقد كان واضحا فى رفض الإصلاح السياسي الذى
يأتي من الخارج أو من الداخل !
عموما الإصلاح والحديث عنه من المحرمات فى البلاد العربية بقيادة مصر والسعودية
!
ومن عجب أن الإصلاح السياسي أو الإقتصادى أو أى إصلاح أصبح مرفوضا سواء جاء من
الداخل أ و من الخارج أومن الشمال أومن الجنوب فى مسلسل تهريج عربي رسمي مؤسف
!
ورفض الإصلاح معناه تأييد الفساد ورعايته وتنميته وإفقار الشعب وتعذيبه وإذلاله
بحكومات عميلة وخائنة..!
ولا يستطيع الشعب المطالبة بالتغيير وهو الصورة المرادفة للإصلاح فى ظل الفساد
والسيطرة العسكرية الأمنية الفاشية والتى يمثلها فى مصر الحزب الوراثي الفاشي
المسمى بالوطني الديمقراطي !
فهل تريدون الإصلاح أم تريدون الإبقاء على الفساد والتخلف والتردي والحفاظ على
مجموعة الأصفار التى تحكم وتتحكم فى العالم العربى المتخلف وعلى رأسه مصرنا
الصفرية ؟!
لقد أعلن اللا مبارك رفضه للإصلاح من الداخل ومن الخارج منذ اليوم الأول لتوليه
الحكم وجلوسه على عرش فرعون!!
فالإصلاح من الداخل مرفوض .. لأنه يعنى زوال حكمه الفاسد وتعرضه للمحاكمة نتيجة
الخيانات المتعددة التى يقترفها هو وعصابته المتحكمة فى رقاب العباد الذين
تحولوا فى عهد الديكتاتور الطاغية إلى عبيد وأسرى !
فالتخلف الحاد الذى تعانى منه مصر فى كافة مناحي الحياة السياسية و الإقتصادية
و الاجتماعية مرجعه الرئيس الحاكم الفرد الذى لا يليق بمصر ومكانتها وتاريخها
أن يتبوأ حكمها مثل ذلك النظام المهيمن عليه مجموعات من أحط البشر فمنهم
القواد ومنهم الشاذ وهم لا ينكرون بل يتيهون بما يفعلون ويفتخروا ، ومنهم الذى
يحمل الجنسية الأجنبية التى فضلها على الجنسية المصرية تماما كفريق الخونة من
حكومة الأمريكان فى العراق المحتل !
لابد من الإصلاح الشامل وفى أولوياته الإصلاح السياسي وبدون الإصلاح السياسي لن
تنصلح أحوال مصر أبدا وسيظل اللصوص يسيطرون على مقدرات البلاد وخزائنها، وسيظل
بعض أبناء الشعب المصرى فى العاصمة القاهرة يسكنون المقابر فى ظاهرة لا مثيل
لها فى العالم !
ومن البجاحة أن يخرج الفرعون الهرم ليقول: إن ما تحقق فى عهده لم يتم إنجازه
أو تحقيقه منذ أكثر من 80 سنة ..وإن ما تحقق ليس انجاز بل إعجاز!
يقول ذلك فى الوقت الذى فيه معدل البطالة يتزايد دون ظهور أى مؤشرات تدعو
للتفاؤل أو تدل على وجود بصيص من ضوء فى نهاية النفق المظلم الذى وضع
اللامبارك وبطانته الفاسدة مصرنا فيه! !
يقول ذلك فى الوقت الذى فيه الأوضاع السياسية و الإقتصادية السائدة فى مصر
متجمدة تماما منذ 6اكتوبر 1981.. مما يعد أمرا مأساويا بكل المقاييس... النمو
الإقتصادى فى ظل الفساد الرسمي يساوى الصفر ولا يزيد !
يقول ذلك فى الوقت الذى فيه الفساد الحكومي بلغ الحد الأقصى الممكن للفساد
وربما تخطى أل 100%مثلما هو الحادث فى نتائج بعض الامتحانات المصرية التى يقال
أن التلميذ حصل فيها على أكثر من 100% فساد فى فساد فى فساد حتى فى التعليم!
و الرأس الفاسدة والنظام الفاسد يحمى الفساد ويصون المفسدين ويحرص على رعايتهم
وحمايتهم ويعمل على تنمية الفساد وتعميمه فى ربوع مصر ويضرب بيد من حديد على
أيدي الشرفاء من المصريين ويزج بهم فى السجون والمعتقلات ، ويقتل المختلفين معه
فى الرأي أو يخفيهم فى باطن الأرض !
فإذا كان التغيير قادما.. فلن يأتي من تلقاء نفسه.. ولن يأتي برضاء النظام
الديكتاتوري الفاسد ، ولكن سوف يأتي التغيير إذا اجبر النظام الفرعونى على
ذلك !
ولقد تمردت الشعوب الأوروبية والأفريقية أيضا والأسيوية على حكوماتها سواء
الديمقراطية أو الديكتاتورية التى لم تفعل ما يرضى طموح تلك الشعوب ويحقق
تطلعاتها ويستجيب لمطالبها وأظهرت الانتخابات التى جرت فى معظم الدول الأوروبية
ـ مؤخرا ـ كيف رفضت تلك الشعوب الواعية حكوماتها التى عملت ضد إرادة الجماهير
فى الحرب العدوانية الأمريكية البريطانية ضد العراق !
فهل يمكن للشعوب العربية أن تتمرد على حكوماتها المؤيدة للحرب وللعدوان على
العراق ومباركة احتلاله وتعذيب شعبه؟
معظم الشعوب العربية لا تريد الحكومات القائمة، وتتمنى إزالة الأنظمة الحاكمة
الخائنة !
ولكن ما السبيل إلى ذلك ؟ ما السبيل إلى التغيير؟
ما السبيل إلى التغيير وقد عادت ريما لعادتها القديمة، وعاد الحاكم الفرعون
لممارسة دوره المرسوم بدقة في أوراق الصهيونية و الماسونية العالمية .. ؟
عاد لتكملة دور الخائن للأمانة التي سلمها له الشعب أو أغتصبها في ظل غفلة من
الشعب، وآه من طول الغفلة الشعبية!
ما السبيل إلى التغيير و تحرص الحكومة التي لا قيمة لها ولا جدوى منها للشعب
على خلود الفرعون القائد، وبقاء السلطة في أسرته المقدسة ؛ الحاملة للألقاب
المقدسة مابين صاحب الجلالة و صاحب السمو وصاحب الفخامة وينعمون على بعض
الخدم بألقاب دنيا منها صاحب المعالي وصاحب السعادة ... هؤلاء هم السادة
وغيرهم العبيد !
ومن مظاهر الحرص الشديد على راحة القائد أن توفر له الرعية من العبيد كل وسائل
الرفاهية بأبعاده عما قد يتسبب في ضيقه أو تعكير مزاجه العالي، وعليها أن تتحمل
كل البلاء والشقاء ،وترضى بالفقر وبالجوع ؛ و بالتشرد ؛ و بالحياة بلا مأوى ؛
والنوم على الأرصفة في الحارات وفى الطرقات ..!
ولعل سكن (المصريين الأحياء ) للمقابر هو أروع دليل على ظاهرة مصرية تبين
مدى حب وعشق الشعب المصري وتلاحمه مع حكومته الثرية .. الشعب يسكن المقابر
والقصور للوزراء واللصوص الأكابر !
([مع ملاحظة أن السيد المبجل وزير الإسكان المصري الكندي الجنسية يخوض
الانتخابات ليحتمي بمجلس الشعب عن الدائرة التي يسكن أهلها المقابر مع الموتى
!])
والسؤال هل توجد دولة في العالم كله شرقه وغربه يسكن نصف سكان عاصمتها في
المقابر ؟
ويكذب الوزراء على الشعب المصري كل يوم عشرات المرات بناء على توجيهات الفرعون
صاحب الفضل عليهم وليس الشعب المكون من مجموعات من العبيد الذين يصفقون كلما
ازدادت الضربات الموجعة الموجهة لهم سواء اقتصاديا أو سياسيا !
ولا اعرف لماذا يحتمي الوزراء بمجلس الشعب أو الشورى وممن يحتمون وهم بمواقعهم
الحكومية أقوى وأشد بأسا من جميع أعضاء مجلس الشعب لو اجتمعوا كلهم ضد السيد
معالي الوزير.. فمعظم أعضاء المجلس لا يجيدون القراءة ولا الكتابة فماذا يمكن
لهؤلاء أن يمثلونه من تهديد لوزير مصري ؟
ثم الوزراء في مصر في حماية الفرعون الرئيس، وفى حماية أنه لا يوجد في مصر
قانون لمحاكمة الوزراء ، ولا يوجد فى مصر سوى الطوارئ والأحكام العرفية !
البعض يؤكد أن السادة الوزراء في مصر يصرون على عضوية مجلس الشعب فقط في
محاولة للعمل على زيادة رواتبهم القليلة التي لا تتجاوز عدة ملايين من
الجنيهات شهريا بالحصول على البدلات المخصصة لجلسات مجلس الشعب .. بالإضافة إلى
أن السادة الوزراء أولى بأموال الشعب من الشعب !
سينبري احد السادة العظماء الوزراء ليدعى انه لا يحصل على مثل هذا المبلغ من
مرتبه الذي لا يتجاوز بضعة ألاف من الجنيهات.. ولكنه يخفى حقيقة أن السادة
الوزراء يحصلون على عمولات وعلى أرباح من جميع الشركات التابعة لوزاراتهم !
فجميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة تخصص ــ على سبيل المثال ــ للسيد
الوزير نسبة مما تحققه من أرباح ، وفى وزارة التعليم للسيد الهمام الوزير نسبة
في مكافآت الامتحانات التي يحصل عليها المدرس في كافة مدارس مصر... ووزير
الأوقاف يحصل على نسبة مما في صناديق النذور في المساجد الكبرى، ووزير الصناعة
له نسب مخصصة في أرباح الشركات التابعة لوزارته ... كما انه لا يوجد وزير في
مصر لا يترأس عدة مجالس إدارات وشركات ومصالح وهيئات عليا وغير عليها يحصل منها
على مرتبات أو حوافز أو مسميات أخرى في النهاية هى حصيلة تصب في حافظته ..!
والوزير الذي يدعى انه لا يحصل على مرتبه ويتبرع به للدولة هو وزير يهين الدولة
كلها شعبا وحكومة ينتمي إليها..!!
فهل السيد رئيس الدولة لا يحصل على مرتبه ؟
وهل رئيس الحكومة المصرية لا يحصل على مرتبه؟
ثم هل هذا الوزير لا يحصل على العمولات والمرتبات والمخصصات الأخرى غير
المرتب الذي يقال أنه لا يحصل عليه منذ 22سنه في الوزارة؟ ثم إذا كان ذلك صحيحا
والوزير لا يحصل على مقابل عمله، ويتبرع بمرتبه للدولة، ولا يحصل على عمولات،
ولا يعين في الوزارة اللصوص؛ الذين تنشر فضائحهم الصحف الحكومية المصرية... إذا
كان ذلك صحيحا .. فالأمر لا يخلو من سر.. ولابد من البحث والتحري والتقصي
للتأكد من شفافية ظاهرة ذلك الوزير فهو بالفعل بات يمثل ظاهرة محيرة في الحياة
السياسية المصرية في نصف القرن الأخير.. بل إن شئت الدقة منذ تأسيس مصر القديمة
على يد نارمر ، ومصر الحديثة على يد محمد على باشا!!!
لماذا هو الوزير الوحيد في تاريخ مصر الذي يعمل بدون أجر؟أم أن أجره سيأتيه من
جهة أخرى غير مصر؟
عموما مرتبات السادة الوزراء في مصر من الأسرار العليا !
وعاشت الحكومة وعاش القائد الفرعون الحكيم المغوار !
دولة الصفر المقدس
عندما تجد في دولة وزيرا ووزارة للإعلام فأعلم أنها دولة بوليسية غير ديمقراطية
تمارس الإرهاب السلطوي وشعبها يُحكم بالحديد والنار !
عندما تجد في دولة وزيرا ووزارة للتموين فأعلم أنها دولة متخلفة لا تزرع
ماتأكله وتعيش على الصدقات والهبات من الدول الأخرى .. فلا توجد وزارة للتموين
سوى في جمهورية الصفر المبارك التي تتمتع بحكم ديكتاتوري فج لا مثيل له في جميع
دول القارة الإفريقية التي تنتسب إليها جمهورية الصفر !
عندما تعلم جماهير الشعب لماذا تم تعيين هذا الشخص وزيرا، ولماذا تم طرد ذلك
الوزير من الوزارة، ولماذا اختفى ذلك المسئول.. فأعلم أن الحاكم ديمقراطيا
يحترم الشعب.. ولكن الشعب لابد أن يثبت أولا بالبراهين والأدلة أنه بالفعل
يستحق الاحترام !!!
عندما يحصل المواطن المصري البسيط على رغيف الخبز بسهولة فأعلم أن لصوص قوت
الشعب ولصوص المال العام من كبار السادة المسئولين أنخفض عددهم سواء بالهروب من
البلاد إلى الخارج أو بالموت أو بالسجن !
يوم يحاكم أبن أو شقيق الملك أو الرئيس العربي الحالي فأعلم أن هناك سيادة
للقانون في البلد!
ويوم يقف وزير في السلطة أمام القاضي في المحكمة، و يدخل السجن ليقضى فترة
العقوبة المقررة نتيجة الجرائم التي يرتكبها معظم السادة الوزراء في الدول
العربية فأعلم أن هناك سيادة للقانون !
فى ظل لعبة الكراسى الموسيقية التى تلعبها النظم العربية الفاشية حيث يتنقل
السادة العظماء الوزراء من وزارة إلى وزارة أخرى ومن منصب إلى منصب أخر فلا
جدوى من التغيير الذى يخدعون به الجماهير ... فالتغير فى جميع دويلات العالم
العربى لن تتم إلا بتغيير الحاكم نفسه !
ألم يتضح بعد سر إصرار النظام الفرعونى الحاكم فى مصر على الدفع بالبلاد إلى
طريق مظلمة حالكة السواد؟
اعتقد أنه أتضح!
*ملحوظة: بدأ الرئيس مبارك حكمه بخطاب إلى الشعب طالب فيه بنظافة اليد والطهارة
والحرص على المصلحة العامة....و تأكدت الجماهير من صدق أو كذب قائل المقولة
بعد23سنة كبيسة! !
geovisit();
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home