*الديمقراطية فى أبهى صورها وضع المسلمون أسسها الصحيحة ومارسوها منذ فجر الإسلام
*الديمقراطية فى أبهى صورها وضع المسلمون أسسها الصحيحة ومارسوها منذ فجر الإسلام!
*لماذا هاجم إبراهيم سعدة تصريحات مبارك؟
و أ ين تصريحات وزير أزهى عصور الديمقراطية ليواجه المشروع الأمريكى؟
*الجزائر تحطم قلاع الديكتاتورية فتغضب الحكام العرب!
*الشواذ سيشكلون حائط الصد والحماية لكل ما هو صهيونى بما يفرطون فيه من قيم وبما يعادونه من أديان !
* توحدت أجهزة الأمن والعصابات الأجرامية لحفظ الأمن السياسى!
بقلم:محمدعبد العليم
mohamedabdalalim@gawab.com
mohamedabdalalim@yahoo.com
يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)) [المائدة].
ولكن الواقع العربى وليس الإسلامى يؤكد اننا كعرب لا نحفل بالآيات، ونسلم فقط بدعايات أجهزة الإعلام الصهيونى ..التى صار ما ينشر ويذاع عبر هذه الأجهزة هو الميثاق والعهد بل هو الدين الجديد للبعض... وعلى وجه الخصوص الحكام .!
أما القرآن الكريم فقد صار مهجورا بفعل العرب أنفسهم الذين يخونون كل ما يمكن خيانته من دين وتاريخ وتراث...! ثم يلقون بالتهمة على الإستعمار ومافعله الإستعمار !
لقد رحل الإستعمار...، ولم نجد تغييرا...، وظل نفس الأمر الذى يتردد الأن...قبل و بعد عودة المستعمر من جديد !
وكأن العرب يريدون فقط تأكيد أنهم بلا عيوب، وليست لهم مثالب من أى نوع لولا الإستعمار ....كل شيىء لولا الإستعمار!!!!فالعرب ليسوا بشرا ككل البشر فهم نوع آخر لا أخطاء له ... وكيف يخطىء العربى الأبى الغبى !
بالرغم من أن الأعتراف بالأخطاء هو أول خطوة فى الطريق للخلاص من المثالب... إلا أن العرب لا يعترفون بالمرض حتى أنهم ظلوا لا يعترفون بضياع فلسطين إلى أن كانت الصاعقة المفاجئة التى انزلها الرئيس السادات على رؤوس العرب بزيارته للقدس أو بمبادرته (طالما ونحن فى عصر المبادرات) فافاق بعضهم وما زال البعض الآخر فى حالة من السُكرالبين، والتوهان، وإفاقته تحتاج إلى سنوات طويلة !
والحقيقة التى يجب أن نعيها جيدا أنه لولا العيوب الكبرى ، والفضائح العظمى ،والمثالب المتفاقمة والزائدة عن الحد .... ما فكر المستعمر فى العودة من جديد ليؤدب قوما تاهوا ، وضلوا طريق الحضارة ، وصاروا عالة على العالم المتقدم !
فكفى تهريجا وتعمية وتضليلا للجماهير العربية الجاهلة... فبالفعل العالم العربى فى مجمله لا يستحق الحياة ، ولن يستحقها إذا ظل على ماهو عليه ، وإذا ظلت أنظمة الحكم القائمة قائمة !
...فإذا رأى البعض غير ماأرى فليقل لى ماذا يقدم العرب للعالم ؟ وما فائدة العرب الحقيقية للبشرية ؟
فمنذ تكوين العالم العربى و بعد زوال الأمبراطورية العثمانية.... و هم يحتلون مساحات شاسعة من الأرض... يسيحون فيها ...على غير هدى دون أن يتقدموا ولو خطوة واحدة للأمام !فهم يتسولون الطعام ويتسولون العلم ويتسولون السلاح الذى يستغنون عنه بأرادتهم أحيانا وعصب عنهم فى معظم الأحيان ، بل هم الأمة الوحيدة التى تعلن عن تخليها عن أسلحتها ، وتريد تسول الحماية من أعدى اعدائها ! فهل مثل هذه الأمة تستحق الحياة أم من الواجب الشرعى إعدامها وسرعة دفنها حتى يرتاح العالم من همها ومشاكلها المزمنة ؟!
ثم هناك مقولة مغلوطة تقول أن العالم العربى من العوالم القديمة بالرغم من حداثته التكوينية.... فالعالم العربى ليس قديما كما قد يعتقد البعض .... فهو أحدث من معظم العوالم الأخرى... إذا كان هناك عوالما آخرى غير العالم العربى!! ولكن المشكلة العربية الكارثية أن العرب لا يرون سوى أنفسهم فقط ولذلك لا يفعلون شيئا جديدا طالما لا يوجد سواهم على الأرض !
فإذا اصابتهم مصيبة قالوا :إن الإستعمار السبب فى المصيبة !
أما العرب فلا ذنب لهم ولا جريرة!
والحقيقة أن الإستحمارهو السبب ، والإستعمار برىء مما ينسبه إليه العرب ومن الواجب ان ينسبونه إلى انفسهم!
فإلى متى التهريج العربى المستمر ؟ ألم يحن الموعد النهائى للتوقف عن الإستهبال الذى تمارسه الأنظمة العربية المغتصبة للحكم على الشعوب حينما تنسب كل مصائب هذه الأنظمة على المستعمر القديم ؟
ساقنى لما سبق هوجة المبادرات التى هطلت على العرب سواء المبادرة الأمريكية أو تلك المبادرات العربية الصبيانية التى لا معنى لها بالرغم من الدعايات المصاحبة لها....!
مبادرات عربية سلطوية تعمل على الحفاظ على التراث الديكتاتورى الذى خلفه المستعمر ! ثم يعودالقادة العظام فى أجتماعاتهم الختامية للمؤتمرات العربية التى ينفق عليها العرب منذ تكوين الإنجليز للجامعة العربية الملايين من الريالات والدينارات والجنيهات؛ لأعاشة وحراسة... الحكام الشاوس علينا لا على الغيرمن اعداء الأمة... المسلوبة الإرادة ليقولوا لنا: إن الإستعمار السبب فيما نحن عليه ! فما الجديد ؟هل جاءوا بما لم يأت به غيرهم ؟
مؤتمرات تتلوها مؤتمرات، ولقاءات قمة، ولقاءات قاع، والشعوب العربية فى الضياع ؛ بفضل الحكام الذين يضيعون الوقت ويبيعون للشعوب الوهم... ثم يلقون بالتهم الباطلة على الإستعمار، وهم اذياله، وأنجاله، ورجاله المخلصين، والمحافظين على وعودهم معه ، .... على حساب الجماهير العربية المصفقة دون وعى بما يفعل بها !!
ولقد ظل العرب 50سنة واكثر حكاما ومحكومين يهرجون ويهرجون فقط ، حتى صارواعلى ماهم عليه، كما نرى أحوالهم ونسمع تصريحات قوادهم اليومية ! فكل يوم يؤكدالحكام العرب البيعة تلو البيعة للحاكم الأمريكى ويجددونها فى اليوم التالى للحاكم الأمريكى المحبوب الذى يقود الحرب الصليبية ضد العرب والمسلمين فى كل انحاء العالم !
لكن الجديد والذى يمثل المفاجأة المضحكة ما أعلنه القادة العرب مؤخرا بعد أكثر من نصف قرن من العدوان الصهيونى، وبعد الحروب العدوانية.... التى شنتها الجحافل الصليبية الصهيونية على ديار المسلمين،و بعد طرد الشعب الفلسطينى من بلاده واغتصاب الأراضى العربية الإسلامية، وتدنيس المقدسات وعلى راسها المسجد الأقصى ...كل ذلك ولم يعلن الحكام العرب ما أعلنوه مؤخرا إلا بعدما أصبحت عروشهم على مقربة من الأحذية الامريكية القادمة عبر الحملة الجديدة المسماة بمشروع الشرق الأوسط الكبير !
فما الذى أعلنه الحكام العرب ؟
الحكام العرب أعلنوا :إن النزاع الفلسطينى الإسرائيلى يمثل العامل الأساسى وراء عدم الإستقرار فى الشرق الأوسط ــ لاحظ مايقولونه الصراع الفلسطينى الإسرائيلى ــ تحول النزاع العربى الإسرائيلى إلى فلسطينى إسرائيلى....!
وكأن الحكام العرب المتوارثين للسلطة العربية الديكتاتورية التى صنعها المستعمر ليس لهم علاقة بما يجرى على الأراضى الفلسطينية التى أضاعوها منذ عام 1948وخلال 1967وبعد 1973 والتى يستكملون أضاعتها هى وغيرها فى بدايات الألفية الثالثة ..!
فلم تعد فلسطين فقط التى ضاعت ... فهناك العراق وهناك السودان ، وغدا الحجاز ومصر.... فمخطط التقسيم الجديد بدأ وبمباركة ومشاركة الأنظمة العربية !
المصيبةأن المضحات المبكيات فى العالم العربى كثيرة، فهاهم السادة الحكام العرب يطالبون بعودة السيادة إلى العراقيين ...ثم يقلبون القول بسرعة ، ويلحقون به ماهو أسوأ منه، بالدعوة إلى تكاتف الجهود الدولية للخروج من دوامة العنف بالعراق !!
أ ى عنف يقصدون ؟ أهو عنف المقاومة العراقية ... أم عنف الأمريكان الذين أحتلوا بلادناالعربية الإسلامية بمعونةهؤلاء الحكام العرب ؟
يطالبون بتكاتف الجهود الدولية وهو نفس ما تدعو إليه أمريكا التى لم تتحمل عنف المقاومة العراقية التى لن تتوقف مهما فعل العرب الخونة ومهما فعل الأمريكان!
فأى عنف يقصده هؤلاء الحكام الذين يكررون أفعال الخيانة لشعوبهم دون أستحياء ؟
هؤلاء الحكام الذين تكتلوا اليوم وتوحدوا ، وهم الذين أكدوا أكثر من مرة أستحالة تحقيق الوحدة العربية لكنهم يؤكدون كل يوم إمكانية وحدة حكام الشعوب العربية !!!
فكيف توحدت كلمتهم اليوم ؟ كيف توحدت وبمثل هذه السرعة أمام مشروع الشرق الأوسط الكبير ؟؟؟!
قال الزعماء العرب كلهم تقريبا (ماعدازعماء لبنان والجزائر) فى تعليقاتهم على المشروع الأمريكى : نحن لا نرفض المساعدة ولكننا نرفض الوصفات الجاهزة لتحقيق هذه الإصلاحات التى لا تراعى قيم وعادات وتقاليد وتاريخ المجتمعات العربية !!
أمر مضحك أيضا ذلك الذى يخرج من أفواة الحكام العرب... فهل هم الذين يخشون على القيم والعادات والتقاليد؟
أوليسوا هم الذين داسوا على قيم وعادات وتقاليد وتاريخ المجتمعات العربية من أجل أرضاء أمريكا ... التى لن ترضى عنهم أبدا ؟
ولكن لماذا يحاولون الأن ( الفلفصة) والهروب من فخ المشروع الأمريكى خاصة وأن هذه المحاولة ليست من عاداتهم التى نعرفها عنهم منذ توليهم مسؤلية الحكم ؟
مشروع الشرق الأوسط الكبير... يمثل فيما يبدو خطرا على عروشهم ... لذلك كثر اللغط من حولة، وظهر التخبط فى التصريحات السلطويةالعربية !
الغريب أن المشروع الأمريكى نوقش فى إجتماعات وزراء الخارجية العرب الأخير بجامعة الدول العربية، ولكنهم قرروا تحويل الأمر برمته إلى قمة تونس ... حيث قالوا فى تصريحاتهم إن الأمر يتعلق بالسيادة ومستقبل المنطقة .... !
إذن المشروع معلن ومعروف محتواه ، ويمس السيادة، ويشكل مستقبل المنطقة العربية ، والأمريكان يلعبون على المكشوف، ولا يخفون شيئا ... ولكن المسؤلين العرب يحاولون إيهامنا بأن لهم رؤية مختلفة عن الرؤية الأمريكية الصهيونية.... وهم كاذبون !
فمنذ متى وهؤلاء لهم رؤية مختلفة عما تراه أمريكا ؟
الأن فقط ..أصبحت لهم رؤية مختلفة.! الأن فقط لماذا ؟ لأن الموضوع يخصهم شخصيا ، ولا يخص شعوبهم !
لذلك تبارت الأنظمة العربية فى طرح مبادرات مختلفة فى الظاهر ، ولكنها كلها متفقة حول معنى واحد هو بقاء الحال على ماهو عليه ...أو بمعنى آخر أن يظل زيد وعبيد فى السلطة يحكم ، ويتحكم ، ولا يغادر الحكم مهما حدث !
فكل المبادرات العربية السلطوية التى طرحت فى أجتماع وزراء الخارجية فى الجامعة العربية تدور حول امر واحد هنا أتفقوا بعد أكثر من50سنة من الأختلاف والتطاحن !
أتفقوا على ماذا ؟
اتفقوا على عدم السماح بتطبيق النظام الديمقراطى فى العالم العربى ، ورفض تداول السلطة مابين افراد الشعب العربى ، والعمل على تكريس أحتكار المُلك والرئاسة والإمارة فى أسرة الحاكم الحالى فى كل دويلة عربية !
الغريب أن الجزائر رغم ما شهدته من أحداث عنيفة خلال السنوات الماضية خرجت من هذا الإجماع الديكتاتورى العربى... لتفجر المفاجاة العربية المُثلى والمحترمة... والتى اغضبت جميع الحكام العرب من الرئيس الجزائرى بوتفليقة الذى سمح بالديمقراطية فى الجزائر ، وسمح بوجود مرشحين لرئاسة الجمهورية الجزائرية غيره ، ويتنافسون معه... على المنصب الرئاسى المقدس فى العالم العربى، والمصنوع بالتفصيل وبالمقاس للحكام الحاليين الكافرين بالديمقراطية و الرافضين لحرية شعوبهم... بل والمحرضين للقوى الإستعمارية على التدخل فى شئون الأمة العربية والإسلامية بل أنهم يطالبون ويرحبون بعودة المستعمرين لإحتلال أوطانهم بشرط أن يظلوا فى الحكم إلى ما لا نهاية !
ولعل ما جرى بعد تصريحات الرئيس المصرى فى إيطاليا عن التجربة الجزائرية الماضية والتى حذر فيها من تطبيق الديمقراطية فى العالم العربى ، ورفض السلطات الجزائرية لهذه التصريحات الديكتاتورية... يبين لنا إلى أين نحن نمضى فى ظل الحكام الذين لا يبحثون إلا عما ينفعهم شخصيا لا ما ينفع شعوبهم !
عموما فى نفس الأطارالمتمم لهوجة المشروعات المهتمة بتحديث وتطوير العالم العربى ... شاع الحديث عن مبادرة مصرية، وأخرى ليبية، وثالثة يمنية، ورابعة سعودية، وخامسة قطرية، وسادسة سودانية.... لإصلاح العالم العربى قدمتها الحكومات المتوترة فى تلك الدويلات ... لمؤتمر وزراء الخارجية العرب فى الإجتماع الأخيرلهم با لجامعة العربية ــ المبادرات كلها ستعرض على قمة تونس ــ وبالطبع سيرفضها العرب، وسيقولون لصاحبها أصلح بيتك أولا....! إلا أذا كانت هى نفسها الترجمة الحرفية للمبادرة الأمريكية التى يوافق عليها العرب فسيرحبون بها على أنها عربية ! وهى ليست كذلك فالعرب لا يوافقون على الأطروحات العربية الخالصة ! ولكنها تتيح الفرصة للحكومات المنبطحة لتصرخ بالكذب بأنها وافقت على مبادرة عربية خالصة !
والسؤال لماذا المبادرات الأن فقط ؟
الأمريكان فعلوا الكثير ونجحوا فى فعلهم بتحويل الأنظار عما يجرى فى فلسطين من إبادة للشعب الفلسطينى بمباركة عربية جماعية ، وتحويل العدوان الهمجى الصهيونى اليومى على الفلسطينيين العزل إلى مسلسل تليفزيونى.... يشاهده العرب فى اليوم الواحد عشرات المرات عبر النشرات الأخبارية ... حتى صارالقتل المتعمد للفلسطينيين أمرا معتادا لا جديد فيه ولا غرابة ، وتعايشوا معه كما يتعايشون مع المسلسلات التليفزيونية العربية الداعية إلى الإستسلام الكامل والشامل للعصابات الأسرائيلية ...التى باتت تهيمن على المنطقة العربية من العالم الإسلامى الذى تطلق عليه الولايات المتحدة الأمريكية أسم الشرق الأوسط الكبير!
والمسلسل الإجرامى ينفذ ، ويخرج علينا بأشكال متعددة... منذ تمثيلية 11سبتمبر الصهيونية ... منها إحتلال العراق ،وطرح خريطة الطريق، والسلام فى السودان... كما يستكمل بالتدخل فى المناهج التعليميةالعربية بالحذف والإضافة والتعديل ، وتغيير المناهج الدراسية الدينية فى المعاهد والجامعات الإسلامية ... ثم بإعلان مشروع الشرق الأوسط الكبير …..ربما تقصد الولايات المتحدة بالكبير( الشايخ ) !
وكل ذلك لا جديد فيه ..الجديد هو تلك التصريحات التى يطلقها السادة الحكام العرب ولا معنى لها ، وغدا سوف يغير القادة اقوالهم وتصريحاتهم ؛ لتتوافق تماما مع المنهج المقرر أو النهج الأمريكى الأمر لهؤلاء القادة العرب !
وأعجب ما فى الأمر ذلك الذى خرج به علينا السادة وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم بالقاهرة بما يسمى وثيقة العهد …… !
وزراء الخارجية العرب كان الله فى عونهم .... أعلنوا انهم توصلوا إلى تصور عملى حول إصلاح جامعة الدول العربية والعالم العربى !
فما هو ذلك التصور الذى توصلوا إليه ؟
قالوا: وثيقة العهد ...أى عهد ذلك الذى يتحدثون عنه؟ ومع من؟ و هل نصدق أن لهؤلاء العملاء عهد ووعد ؟
لهم بالطبع عهود ووعود... ولكن مع الأمريكان لا مع شعوبهم!
لم يعلنوا كيف توصلوا إلى وثيقة العهد ، ولكنهم قالوا أنهم احالوا المقترحات المتعلقة بالإصلاح التى حوته وثيقتهم إلى قمة تونس القادمة !
الذى لم يكن غريبا وكان متوقعا منهم ... هوأدانتهم للتفجيرات التى وقعت فى بغداد وكربلاء ...أى انهم يدينون المقاومة ... ولكنهم لم يدينوا الإحتلال الأمريكى الإرهابى للعراق!!!
وكيف يدينوه وانظمتهم كانت ومازالت من المرحبين بالإحتلال والداعية له !
ومن المبكيات المضحكات أيضا ما خرج به علينا السادة المسئولين فى إمارات وممالك الخليج العربي التى صارت تابعة للصهيونية دون مواربة ودون خجل أو حياء من تصريحات غريبة واقوال عجيبة تؤكد موقف تلك الأنظمة الساجدة للصهيونية ، ومثال ذلك ما جاء فى تصريحات بعضهم للأستاذ ابراهيم نافع رئيس تحرير الأهرام الحكومية المصرية.. الذى كتب عما وجده فى زيارته لأمارات الخليج العربية.من تغيير فى الرؤية الخليجية الرسمية .... فماذا قالوا؟
قالوا : (عوامل التشابه فى اللغة والدين والثقافة لا تكفى لبناء عمل مشترك …وأن هذه العوامل تساعد على تطوير المصالح المشتركة ..وهو الأمر الذى يشترط أن تكون
هناك مصالح مشتركة يمكن تطويرها !!
وقالوا: (لا جدوى فى كل ما هو قومى قائم على اللغة والدين والعرق هى عوامل تقرب بين الشعوب ولكن لا تكفى لبناء تجارب مشتركة !)
قادة دول الخليج يقولون :(إنه رغم ان جيبوتى والصومال عربية إلا أن مصالح الإمارة
أو المملكة أكبر واهم مع إستراليا وأمريكا )
وقالوا:هل نهتم بشئون قطرنا الصغير فقط أم يتعدى أهتمامنا بالأقطار الإسلامية ؟
هذا ماقاله الحكام العرب فى الخليج ! فماذا ننتظر منهم ؟
ثم أن ما اقدم عليه وزير الخارجية القطرى فى اثناء تواجده فى الجامعة العربية يؤكد بلا جدال ما سبق فالشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية القطرى الذى انسحب عقب الجلسة الأفتتاحية لأجتماع وزراء الخارجية العرب( وقبل مناقشة الورقة المصرية لأصلاح العالم العربى أو ما يسمى المبادرة المصرية حول الديمقراطية فى الشرق الأوسط ) وزير خارجية قطر أستنكر الموقف العربى الرافض للمبادرة الأمريكية قائلا : إذا كان هناك من يريد مساعدتنا على الإصلاح فلماذا نعتبر ذلك تدخلا؟
بالفعل ما يفعله الأمريكان ليس تدخلا فهم يرتعون فى مزرعة الحيوانات التابعة لهم والموروثة من المالك البريطانى القديم !
فاليوم أضحت الأنظمة العربية عارية تماما أمام الذئب الأمريكى المفترس والجائع الذى لن يترك تلك الفرائس السهلة الناعمة الملمس اللينة البلع .. سينهشها الذئب مهما أرتدت من ملابس الديمقراطية المزيفة فأمريكا وغيرها من الأمم التى تهيمن على حكام المنطقة العربية بما فعلته من أجلهم لا من أجل شعوبهم تعرفهم من الداخل فمهما تغطوا فهم عرايا !
ولذلك ستتمم الولايات المتحدة الأمريكية مهمتها فى تنفيذ المخطط الصهيونى بدمقرطة العالم الإسلامى رغما عن أنفه !
ولكن هل تريد الصهيونية العالمية بالفعل لشعوب العالم الإسلامى ممارسة الديمقراطية الغربية التى تؤدى إلى مشاركة الجماهير فى صنع القرار ؟
هل تريد بالفعل للمسلمين فى العالم الإسلامى (الذين يعيشون فى الدول المسماة بالإسلامية )التمتع بقيم الديمقراطية الحقيقية الباعثة للتقدم ؟
بالطبع لا ....فلماذا تتبنى الولايات المتحدة مشروع الشرق الأوسط الكبير الذى تدعى أنه يدعو أول مايدعو إلى تطبيق النهج الديمقراطى فى المنطقة العربية الديكتاتورية التى يقول حكامها: إن شعوبها لا
تصلح لممارسة الديمقراطية ؟
الحكام العرب يعرفون الحقيقة فالولايات المتحدة أستنفذت أغراضها منهم، ولم يعد لهم فائدة بعدما حققت من خلالهم كل ما تريد فى المرحلة السابقة ، ولذلك فقد أعدت غيرهم وجهزتهم لتولى المسئولية فى المنطقة العربية .
وهؤلاء على أتم الإستعداد لتولى السلطة بعد عزل أو طرد الرؤساء والملوك العرب غير المأسوف عليهم... فشعوبهم أيضا تريد التخلص منهم !
ولهذا يتعلل بعض الحكام العرب الرافضين للديمقراطية بالمشكلة الفلسطينية، ويقولون أن الديمقراطية لن تفرز سوى الإرهابيين !!
ويدعون بالكذب أن الشعوب العربية لن تتحمل الجرعات الزائدة من الديمقراطية !!
لماذا ؟
لأن العرب شبوا فى حضن الأنظمة الديكتاتورية الظالمة ، وتربوا فى السجون والمعتقلات المظلمة... لذلك فلن يتمكن العرب من تحمل الجرعة الديمقراطية كاملة ، بل سيموتون كلهم جميعا ، ويندثر العرب ... إذا تعرضوا للجرعة الديمقراطية..... وكأنها جرعة من الإشعاع الذرى المميت !!
فهل الديمقراطية قاتلة ؟
بالفعل الديمقراطية قاتلة للفساد ، وقاتلة للحكومات الفاشلة ؛ التى لا يهما سوى الحاكم فقط ، وأمنه ، وسلامته ...أما الشعب فلا فائدة منه... فهو عالة على الأسرة الحاكمة،بالرغم من ان هذه الأسر هى التى تمتص دماء شعبها ، وتستبيح حق المواطن فى الحياة كإنسان حر !
للأسف أصبح العرب بسبب حكامهم كمن خرج من كهوف ما قبل التاريخ .... حيث الديناصورات التى لا تعرف ما هى الديمقراطية !
والحقيقة أن العرب المسلمين هم أول من مارس الديمقراطية ، وتمتعوا بكل جرعاتها بشموليتها الكاملة ... بل بما هوأكثر من الديقراطية الغربية الحالية !!
والجميع يعرف النموذج الديمقراطى الذى كان العرب فى صدر الإسلام الأول يمارسونه على أ وسع نطاق عرفته البشرية إلى اليوم !
فلقد قال خليفة المسلمين العادل بعد إنتخابه ليكون الحاكم عليهم :وليت عليكم ولست بخيركم ...فان أحسنت فأعينونى ، وأن أسأت فقومونى ؛
فقال رجل من الرعية المسلمين: والله لو أسأت لقومناك بحد سيوفنا !
هكذا الديمقراطية فى أبهى صورها... تلك الديمقراطية ...التى وضع المسلمون أسُُُسها الصحيحة ، ومارسوها ، وليس الغرب الذين يدعون أنهم اخترعوها كنظام الحكم الصالح للبشر !
عموما حكامنا الجهلاء( عن عمد ) يقولون بعكس ذلك !
بل يدعون كذبا أن الشعوب العربية المسلمة بطبيعتها ليست ديمقراطية !
هم يقصدون أن الأنظمة العميلة لا يمكن أن تكون ديمقراطية ، ويولولون خوفا من نورالديمقراطية ... التى وإن جاءت من الولايات المتحدة فهى مقبولة ، وإن جاءت من العرب أنفسهم فمصير من يطالب بذلك فى العالم العربى السجن ! وما أكثر من هم فى السجون من الذين طالبوا بحق المواطن العربى فى العيش فى ظل الديمقراطية، وماأكثر ممن تضم رفاتهم الصحارى العربية من المعارضين للديكتاتورية !
ولكن اليوم غير الأمس الذى ولى ، و قد حانت ساعة الحساب ، وهاهى الولايات المتحدة تطالب ..... لا بل تأمر فتطاع !
والحكام العرب يقولون ما لايفعلون ! فها هو الرئيس مبارك يقول : لكل بلد خصائصه وما يصلح لبلد قد لا يصلح للآخر والديمقراطية خطر ولابد من حل المشكلة الفلسطينية أولا .........إلخ
فيأتى الرفض لما قاله مبارك من الأستاذ إبراهيم سعدة رئيس تحرير اخبار اليوم الحكومية المصرية وليس فقط من بعض المعارضين
يقول الأستاذ إبراهيم سعدة فى مقاله بتاريخ6 مارس الحالى : ومن متابعة ما تنشره الصحف العربية نجد أن الهم الأول لشعوبها هو ضرورة الأخذ بالإصلاحات الشاملة وهو ما بدأته بالفعل بعض تلك الدول ،والأمل كبير فى ان يلحق بها البعض الآخر. فالإصلاح الشامل لم يعد ترفا يمنح للشعوب ،وإنما يجب ان يكون حقا لها ، ويحظى بأولوية اهتمامات الحكومة ..كل حكومة . ورغم هذه الحقيقة فاننى ادهش من حكومات عربية ترفض أى نصح لها باحداث إصلاحات تنتظرها شعوبها ، والسبب الوحيد لهذا الرفض أنه لابد اولا من التوصل إلى الحل الشامل والعادل والدائم للقضية الفلسطينية !
ولا أعرف العلاقة التى تربط القضية الفلسطينية بالشروع فى الأخذ بالإصلاحات السياسية والإقتصادية والتعليمية ، وغيرها
من المؤكد ان هذا الربط لا يهدف إلا لتأخير الإصلاحات ، وتأجيل التغيرات إلى اجل غير مسمى ، فالقضية الفلسطينية تخطى عمرها نصف القرن ، فهل المطلوب تاجيل الإصلاحات الداخلية إلى نصف قرن قادم؟
نفس الدهشة تنتابنى عندما اسمع من يرفض البدء فى الإصلاحات الداخلية بحجة ان النصح بها جاء من امريكا واوروبا وهوامر مرفوض تماما وينسى اصحاب هذا المنطق ان الشعوب العربية هى التى طالبت وتطالب باصلاحات شاملة وقبل سنوات طويلة من طرح المبادرات الخارجية ....امريكية كانت او اوروبية او حتى أسيوية!
هذا ما قاله إبراهيم سعده !!!
فما الذى سيقوله بعد ذلك؟؟
بالمناسبة وفى ظل الهجوم الأمريكى المحموم الداعى لتطبيق الديمقراطية فى العالم العربى ....أين تصريحات وزير أزهى عصور الديمقراطية ؟
لم يعد يقولها منذ قالت أمريكا لا توجد ديمقراطية فى مصر !!!
بالفعل الإستبداد السلطوى العربى هو الذى أ وجد حالات العنف الداخلى هذا هو ماتقوله أمريكا !
وكذلك الفقر الذى يتولد عن الديكتاتورية اللصوصية التى تخشى أن تثرى الجماهير العربية الفقيرة ، فتستغنى عن الحكومات الديكتاتورية العميلة فتسقط تلك الحكومات وتزول !
ولكن الحكام العرب يكذبون فيقولون :إن الديمقراطية لا تستورد ... ولابد ان تنبع من الداخل فلماذا لا تستورد الديمقراطية إذا كانت لا تزرع فى الداخل ....يامن تصرون على إستيراد القمح وغير القمح؟!
وتتعللون بالمشكلة الفلسطنية وكأن فلسطين وعودتها لا تتم سوى بالديكتاتورية !
فهل الديمقراطية لا تصلح للعربلما يؤكد ذلك الملوك والمراء والرؤساءالعرب، والحكم الديكتاتورى المطلق الفاسد هو الصالح ؟!
لماذا لا يقدم حكامنا المرعوبين من المشروع الأمريكى إستقالاتهم إذا كانوا بالفعل جادين فيما يقولونه عن رفضهم للمشروع الأمريكى ؟
لماذا لا يغادرون مواقعهم فى شرف وإباء بدلا من إرغامهم على المغادرة بواسطة الأمريكان ؟
لماذا يصرون على البقاء فى الحكم ،ويرفضون مجرد فكرة إقامة حياة ديمقراطية ؟
لماذا يهددون بانه فى حالة تطبيق الديمقراطية فى العالم العربى فسوف يستولى الإرهابين على الحكم وتعم الفوضى ....، وكأن الديمقراطية تولد الإرهاب !
يتضح الأمر أكثر.... حينما يحذرون من تكرار التجربة الجزائرية الرائدة التى فاز فيها الشعب الجزائرى بالديمقراطية .... حيث تنافس على الرئاسة عدة اشخاص لأول مرة فى التاريخ العربى الحديث !!
لأول مرة يتنافس عدة اشخاص بدون أجراء مايسمى أستفتاء على شخص الرئيس الحاكم الحالى الذى لابد من فوزه بنسبة تتجاوز99% ..!
تلك الإستفتاءات التى تتم على منصب الرئيس والشعب مُجبر، وبدون حضور أحد ــ للمشاركة فى الإستفتاءات المزيفة ــ على قبول نتائج الإستفتاء التى تؤكد فوز المستفتى عليه ...فى عملية شمولية لا رأى لأحد فيها سوى الحاكم الذى يظل فى الحكم إلى أن ينتهى أجلة !
الحكام العرب يدعون ان الشعوب العربية لا تستطيع الحياة مع الديمقراطية !!
من الذى يقول ذلك؟
الحكام الذين لا يمكنهم البقاء يوما واحدا بل ساعة واحدة لو طبقت
الديمقراطية فى العالم العربى بنسبة 1% فقط ، ولكنها منعدمة وممنوعة تماما بل هى مجرمة ومحرمة على الشعوب العربية فقط دون شعوب العالم ... رغم كل ما يمكن أن يقال عن حرية الكلام غير المسموع من الجماهير، وغير المؤثر فى إتخاذ القرارات الماسة لخصوصياتها التى يتعلل بها الحكام وهم ابعد الناس عن تلك الخصوصيات العربية!
الحكام العرب يقولون إن لكل شعب من الشعوب العربية خصوصيته !
فماذا يقصدون ؟ هل هى خصوصية الفساد، ونهب المال العام،والخيانة ، وتنصيب اللصوص فى كل المناصب المؤثرة على حياة هذه الشعوب ؟
للأسف نحن منذ الفجر الأول لنعمة الإسلام علينا ... الذين أخترعنا الديمقراطية، ونحن الذين مارسنا الديمقراطية ، ونحن الذين تقدمنا بشاعلها صفوف الأمم ،ونحن الذين علمناها لشعوب الأرض كلها ...ولكن حكامنا ينفون ذلك !!
والمشكلة الفلسطينية التى لا يريدون حلها صارت بعد المشروع الأمريكى حجة البعض من عشاق الدكتاتورية و اللصوص... فيطالبون بحل القضية الفلسطينية أولا قبل تطبيق الديمقراطية !!
ومالكم انتم يا حكام العرب بالمشكلة الفلسطينية ؟
لقد هربتم منها ، وسلمتم الأخوة الفلسطينيين لإسرائيل تفعل بهم ما تشاء، وأسميتم الصراع العربى الإسرائيلى بالصراع الفلسطينى الإسرائيلى !!!
ولقد جاء الرد الأمريكى على الحكام العرب ــ الرافضين للديمقراطية ـــ سريعا... إذ قال مارك جروسمان وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية : إن المشروع الأمريكى للشرق الأوسط الكبير يجب ألا ينتظر تسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى ، ويجب ألا يعتمد على تحقيق السلام فى المنطقة !
ولكن لماذا تهتم الولايات المتحدة الأمريكية بالديمقراطية فى العالم العربى؟
وماذا سيعود على الولايات المتحدة الأمريكية من تعميم الديمقراطية فى العالم العربى والإسلامى ؟
هى بالطبع تبحث عمن يؤيد سياساتها الصهيونية الإستعمارية من العرب والمسلمين فى الداخل عن اقتناع .. فإن لم تجد فى الداخل من يقوم بهذا الدور...... فسوف ترسل ببعض الأمريكان العرب إلى البلدان العربية مثلما فعلت فى العراق.... ليكونوا من انفسهم تشكيلات مؤيدة للسياسات الأمريكية على طول الخط بأعتبار أن هؤلاء أمريكان النزعة، ولا علاقة لهم بالمنطقة العربية سوى برابطة الجنسية القديمة تماما مثل جلبى العراق ! وربما كانت الولايات المتحدة المريكية تعتمد ايضا على هؤلاء الذين يحملون الجنسية الأمريكية من المندسين فى الداخل وهم على استعداد لممارسة ما يطلب منهم !
أيضا يرى البعض أن هؤلاء سوف يشكلون أحزابا على الطريقة الأ مريكية فتدعو إلى ما تراه متفقا مع المصالح الإسرائيلية.... بصرف النظر عما قد تواجهه هذه الأحزاب من مواجهات... ربما تكون دموية بما ستطالب به من حقوق للشواذ .... بالرغم من تغلغلهم فى مواقع السلطة العليا فى بعض الدول العربية التى رأت أنظمتهاالحاكمة أن الإستعانة بهؤلاء بتوليهم بعض المناصب العليا قد يعزز مكانتها(مكانة تلك الأنظمة ) عند الأمريكان ! ولكن لم يفلح هذا الخيار التنازلى فى الفوز بالرضا الأمريكى عن الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة!
ومع ذلك ستعمل الولايات المتحدة على الدفع بهؤلاءالشواذ عبر ممارسات إستخباراتية، وضغوط سياسية وإقتصادية... إلى السيطرة على نظم الحكم فى المنطقة العربية من العالم الإسلامى !
فهؤلاء الشواذ سيشكلون حائط الصد والحماية.... لكل ما هو صهيونى .... بما يفرطون فيه من قيم ، وبما يعادونه من أديان !
ماحمله المشروع الأمريكى للشرق الأوسط الكبير ــ الذى وصل للقادة العرب الأمر بتنفيذه .. رغم ما يبديه بعضهم من رفض للمشروع أمام شعبه فقط ـــ المشروع يحمل فى عباراته الجميلة المعسولة كل ما تطالب به الشعوب العربية !
فهل اصبحت الولايات المتحدة الأمريكية فجأة ممن يدافعون عن حقوق الشعوب ؟
أوما يفعلونه فى العراق وفى افغانستان وفى فلسطين وما فعلوه فى الصومال... أهو فى صالح تلك الشعوب ؟
المشكلة الحقيقية بعيدا عن المشروعات والمبادرات التى نتوه فى مناقشاتها ونضيع كما ضعنا من قبل ... هل الحكام العرب المتواجدين حاليا فى السلطة يصلحون للحكم فى العصر الحالى ؟
هذا السؤال هو الأجدى بالإجابة !
أما حكاية الديمقراطية فتلك حكاية طويلة لم يعد العرب فى حاجة لها بعدما صاروا عبيدا للحكوماتالديكتاتورية السادية الجمهورية والملكية سيان !
الحكام العرب يقولون حل المشكلة الفلسطينية اولا (...... ) كنت ساكتب كلمة لاتقرأ !
الأنظمة العربية كلها أبتعدت عن القضية الفلسطينية، وتركتها لأهلها ،وأدارت ظهرها لكل ما له علاقة بفلسطين،... ولعل العلقة التى نالها الوزيرالمشهور فى ساحة المسجد الأقصى عبرت بالفعل عن المشاعر الفلسطينية الحقيقية تجاه الأنظمة العربية كلها.. وليس نظام الوزير المضروب فقط !
ومع ذلك يردد الحكام العرب اليوم نفس الكلام الذى رفضوه من قبل وقالوا لمن نسى: إن القضاء على أسلحة الدمار الشامل العراقية ...سيفتح الباب أمام حل المشكلة الفلسطينية!
والأن بعدما تم القضاء على العراق كدولة عربية كبرى ولم يجدوا أسلحة الدمار الشامل!
ماذا قال الحكام العرب ؟
قالوا : لا يمكن أن تترك الولايات المتحدة الأمريكية العراق ويرحل الإحتلال بل يجب ان يبقى ! لماذا ؟ حتى يمكن للعراقيين ان يحكموا انفسهم بأنفسهم !
ماهذا الهراء ؟ يرحبون بالإستعمار لأنه هو الذى جاء بهم ، ووضعهم فى قمة السلطة ، ودفعهم إلى التسلط علينا !
فكيف يمكنهم رفض الوجود الإستعمارى الذى صنعهم ، والذى يحميهم ، ويصون عروشهم ؟
أو ليس الحكام العرب هم الذين قالوا فى أول الأمرـــ بعدما هرب أمير الكويت من بلاده ولم يقاوم الغزو العراقى ــــ دفاعا عن خياناتهم عبر السؤال الذى طرحوه وظل مطروحا فترة طويلة ثم أختفى بعد إحتلال العراق .... وكلنا يذكر السؤال .... وهو من الذى أتى بالقوات الأجنبية إلى المنطقة ؟
وأرادوا الإجابة عبر الذين يقبضون الأموال الحرام ويتسولونها على موائد البترول الملطخ بالدم العربى المسلم فقالوا: إن الذى جاء بالقوات الأجنبية هو صدام حسين !
واليوم هم أنفسهم يقولون إن القوات البريطانية والأمريكية موجودة فى الدول الخليجية العربية منذ الحرب العالمية الثانية وهو ما أكده تصريح لوزير الخارجية الكويتى الذى قال : نحن دول صغيرة تحتاج لحماية الدول الكبرى دائما !
ألم يكن هؤلاء هم الذين سمحوا للقوات الأحنبية أن تغزو العراق ، وهم الذين فتحوا كل أبوابهم وشرفهم لأستقبال هذه القوات ؟
اليوم يقولون لا لزوال الإحتلال الأمريكى !! ويدعون أمريكا للبقاء فى العراق أطول فترة ممكنة حتى يقوى العراق !!
وهل كان العراق قبل الغزو ضعيفا ؟ وهل هم اليوم صاروا أوصياء على الشعب العراقى ؟
هؤلاء هم الذين يهللون لمجلس الحكم الأمريكى فى العراق، ويستقبلون ما سمى بوزير خارجية العراق الذى يدعو فى كل مكان يحل به لتقسيم العراق وبقاء امريكا ....
هؤلاء الذين يرحبون به هم قلة من نفس الطابور البائع المستسلم !
هؤلاء هم الذين يرددون قول الرئيس الأمريكى بوش من أن العراق دولة تحررت كجزء من المبادرة الأمريكية لنشر الحريات فى العالم العربى !
وقد تعهدالرئيس الأمريكى جورج بوش بمحاربة المسئولين عن العنف فى العراق ووصفهم بأئتلاف القتلة!! فهل كان العراق قبل الإحتلال بمثل ما هو عليه اليوم ؟
هم فقط يؤيدون ما يقوله سيدهم بوش وسيؤيدون من ياتى بعده طالما يسكن البيت الأسود فى واشنطن !
و البيت الأسود يمارس معهم هوايته المحببة يستدعى رؤساء وملوك العرب وكلهم يُلبى طائعا خائفا فربما فعلوا به ما فعلوة مع غيره ومثالهم صدام ..... فإذا كان الإحتلال الأمريكى يهدف إلى تقسيم العراق … فما الذى يهدف إليه الحكام العرب الذين انبطحوا خوفا من ان يتكرر معهم ما فعله الأمريكان مع الرئيس العراقى الشرعى صدام حسين …أو ليس من الأشرف لهم أن يكونوا مع هذا الرجل من أن يظلوا فى مواقعهم على غير رغبة شعوبهم التى تنتظر يوم الخلاص من عارهم !
ولكنهم الحكام العرب كانوا يكذبون على الشعوب العربية المريضة بالجهل والمصابة بالعمى تجاه ما يحاك لها، ولن تشفى هذه الشعوب... طالما ظلت الأسر الحاكمة الحالية حاكمة، وطالما ظل الميراث الغبى للإنقلابات العسكرية مهيمنا على الحياة السياسية العربية ، وطالما قبل العرب بحكم العسكر سواء المحتلين أو الوطنيين..... فحكم العسكر فى العالم يعنى التخلف والتخلف فقط لا غيرفى ظل الديكتاتورية الحاكمة !
العالم العربى لن يتقدم أنملة وهؤلاء الحكام فى الحكم ، والوضع سيظل على ما هو عليه ....... متجها إلى أسفل... إلى حيث التقزم والتقسيم !
لماذا لم نجد منهم نفس الموقف مع العراق التى سمحوا منبطحين ،و وافقوا خانعين على تدميره ، وقتل المواطنين العراقيين... بالصواريخ ؛ التى انطلقت من العواصم العربية بمباركة جميع الحكام ..!
فلم نجد سلطانا من سلاطين المهانة يرفض أن تضرب العراق من أرضه ، وكذلك كلهم وافقوا على المطالب الأمريكية الإسرائيلية بنسيان القضية الفلسطينية تماما، وعدم التدخل فيما لا يعنيهم، ولذلك وجدناهم كلهم دون أستثناء يطالبون الفلسطينيين بوقف العنف ضد الإسرائيليين ، ولم نجد من أحدهم رفضا أو تعليقا على الممارسات الإسرائيلية اليومية لتنفيذ مخطط الإبادة للشعب الفلسطينى
فلماذا اليوم لايخرجون علينا ويقولون : لا للديمقراطية ...، ولا للحرية...، ولا للإصلاح السياسى إلا بعد تحرير فلسطين واستعادة الأندلس أيضا !
وسنقول معهم مثلما قالوا وسنزيد عليه لا ديمقراطية ولا حرية ولا حياة سياسية ولا إصلاح فى ظل وجود الأنظمة العربية الحالية من المحيط إلى الخليج !
المشروع الأمريكى هو مشروع كما ذكرت اكثر من مرة صهيونى لصهينة العرب والمسلمين والمقصود بالشرق الأوسط العالم الإسلامى بقيادة إسرائيل!
عموما بالرغم مما يواجهه العالم الإسلامى من هجوم محموم على بلاده من الصهيونية واذيالها وبالرغم من الحرب المعلنة ضد الإسلام وثوابته وقيمه سيظل النشاط الجهادى المعادى للأمريكان والصهاينة إلى أن ينتهى العدوان الأمريكى الصهيونى على العالم الإسلامى ولن يتوقف المجاهدون طالما و القوات الأمريكية يعاونها الموساد الإسرائيلى تقتل المسلمين الذين يحرصون على رحيل قوات الإحتلال ولن يتوقف الجهاد ضد الحكام الفاسدين الخائنين وسيبقى الإسلام عزيزا منتصرا ألى يوم قيام الساعة إن شاء الله !
ا لشرعية الملغاة فى مصر!
وزير الداخليةالمصرى أعلن رفضه لمبادرة الإخوان المسلمين (مبادرة الإصلاح فى مصر) وقال :إن مثل هذه القضايا تطرح من جانب احزاب شرعية لا من كيانات غير شرعية !!
كيف والأحزاب الشرعية الحقيقية ممنوعة وموقوفة؟!
والسؤال هل حكومة الحزب الوطنى الذى هو وزيرا فيها شرعية؟
وهل نظام الحكم المصرى الحالى شرعى؟
كلها امور مغتصبة ألبسوها ثوب الشرعية الملغاة فى مصر منذ الإنقلاب العسكرى الذى أرتدى ثوب الثورة على غير اساس سوى الدعم الأمريكى !
ثم بفرض أن جماعة الأخوان المسلمين غير شرعية كما ترى الحكومة الثورية الشرعية فليتعاملوا معها مثلما يتعاملون مع المبادرات الأمريكية والإسرائيلية وقبل أن نرفضها ندرسها ونطلع عليها ثم نقول رأينا !!
ثم ماهو دور وزير الداخلية بالضبط ؟!
دوره هو حفظ الأمن والنظام وتطبيق الأحكام القضائية ، وليس إصدار الأحكام النهائية والتدخل فيما لا يعنيه من قريب أو بعيد فلا هو بالسياسى الذى يجيد لغة الساسة ولا هو بالأمنى الذى يجيد عمله، ويكفى ما جرى فى النخيلة، وأعترافه بالتعاون الذى يتم بين المجرمين وتجار المخدرات وضباط الشرطة وأجهزة الأمن فى الوزارة !
فكيف يحدث ذلك؟
و هل يمكن تخيل أن وزارة الداخلية المصرية تتعاون مع اللصوص والمجرمين وقطاع الطرق لحفظ الأمن ؟
أى أمن بعد ذلك يا وزير الأمن الذى تتحدث عنه ؟
لقد أساء الوزير الذى هاجم نقابة الصحفيين لأستضافتها للمرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين للأمن المصرى بتركه ما يجرى فى النخيلة تحت سمعه وبصره وسمع وبصر العاملين معه طوال السنوات الماضية ولم تسيىء نقابة الصحفيين المصرية لأحد فهى منبر الحريات العامة فى مصر ولذلك فهى مفتوحة لجميع من يريد التحاور لا السب ...ووصف النقابة بالسقوط عيب لمن يستخدم قانون الطوارىء (الأحكام العرفية ) ويتعاون رجاله مع المجرمين واللصوص والقتلة ويعلن ذلك فى براءة الأطفال !
لقد حققت الشرطة المصرية مافشلت فيه الأنظمة الشرطية فى العالم كله إذ توحدت أجهزة الأمن والعصابات الأجرامية لحفظ الأمن السياسى!
كنت اتمنى ان يقول السيد الوزير انه يرفض المبادرات الأمريكية لأنها غير شرعية ولأن مصر دولة ذات سيادة وقبل ذلك ألم يفكر فى تقديم استقالته بعد الفضيحة المدوية فى النخيلة !!!!!
ماحدث من وزارة الداخلية المصرية فى عهد العادلى سقطة بل مصيبة وفضيحة يجب أن يُحاسب عليها ولا يمكن أن تمر مرور الكرام !
ولا يجب أن تتوقف نقابة الصحفيين عن دورها التنويرى الإصلاحى ولا تلتفت إلى تصريحات اللواء العادلى التى أراد بها تغييب وعى الصحافة المصرية وأبعادها عما أرتكبه هو ورجاله من جريمة كبرى فى حق الوطن وفى حق المواطنين الذين راحوا ضحية لتهريج رجال الأمن المتعاونين مع المجرمين لزراعة المخدرات وترويجها باسعار رخيصة !!!
فهل يحدث ذلك فى أى بلد فى العالم ؟ إن ماجرى جريمة بكل المقاييس ولكن كم من الجرائم ارتكبها النظام فى حق المصريين؟
ولكن هذه المرة لن تسلم الجرة وواجب على الجميع فتح ملف وزارة الداخلية الذى تضحم واصبح ملفا يحوى من الفضائح الكثير مما يسيىء إلى مصر والمصريين فليس من المقبول أن نظل نوجه الشكر فى خطابات السادة كبار المسؤلين السياسيين لرجال الشرطة دون أن نحاسب المخطئين منهم وخاصة هؤلاء الذين يدوسون على كل القوانين حتى قانون الطوارىء الذى قالوا انه يطبق فقط على تجار المخدرات فهل يطبق على المنحرفين من رجال الشرطة الذين تعاونوا مع زراع المخدرات ووفروا لهم الحماية الكاملة ؟
السؤال المطروح أيضا متى يتقدم اللواء العادلى بأستقالته بعد سقطة الوزارة فى الدخيلة؟والسؤال الذى يجب ان يتم تفعيله وبسرعة هو متى يتم تطهير اجهزة الشرطة من الفساد الذى يعرفه كل مواطن وتتعامى عنه الحكومة ويداريه مجلس الشعب الأتى بالتزوير للدفاع عن اهل الفساد ولحماية المفسدين فما يجرى فى الشارع المصرى من رجال الشرطة لم يعد ممكنا السكوت عليه فهو يمثل قاع الإنحدار والتردى والسقوط مما يهدد الحياة الإجتماعية المصرية ويهدد المجتمع كله ....أفتحوا البواب المغلقة ولا تدعوا أنه ليس فى الإمكان ابدع مما كان فالمر جد خطير ..وخطير جدا وكلنا فى مركب واحد وأن لم نواجه الفساد فى وزارة الداخلية لن ينصلح حال هذاالبلد أبدا ...فهل نبدأ فى ترميم الشرطة بعدما فسدت بقياداتها ؟
وكل ما اصاب المجتمع من خلل راجع فى الأساس إلى الخلل فى وزارة الداخلية ،ولعل من أبرز مظاهر الخلل والتسيب أن يمد بعض الضباط وليس الجنود كما كان فى الماضى أيديهم ليفرضوا اتاوات على سائقى التاكسى والسرفيس والباعة الجائلين حتى ماسح الأحذية لم يسلم من ذلك.....
عيب علينا إن تركنا الأمور تستفحل ، وحرام علينا إن لم نتصارح بالحقيقة المؤسفة فالعلاج ممكن والمسؤلية مسئولية الجميع من أصغر مواطن إلى أكبر مسئول ...إنقذوا رجال الشرطة من الفساد والمفسدين ..... اللهم أنى أبلغت اللهم فاشهد !
geovisit();
الأحد 23 من المحرم 1425 هـ - 14 من مارس 2004 مhttp://www.alshaab.com/
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home