محمدعبدالعليم mohamedabdalalim

طالما توجد حياة.. تتولد المشكلات التى ينبغى علينا بذل الجهد فى محاولة حلها والتغلب عليها وتجاوزها ..لنصل الى مانصبو إليه من مجتمع خال من الإرث الطويل لعويل الضعفاء وانين المظلومين ..فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط محمدعبدالعليم

الخميس، ديسمبر 15، 2005

وثيقة العهد هل تمزقت ؟

الأحد 14 من صفر 1425 هـ - 4 من ابريل2004 مhttp://www.alshaab.com/

وثيقة العهد هل تمزقت ؟
=================================
ما حدث فى تونس تمثيلية عربية بتأليف وإخراج أمريكى
!
=================================
بقلم:محمدعبد العليم
mohamedabdalalim@gawab.com
mohamedabdalalim@yahoo.com

بالفعل كانت مظاهرة ميدان التحرير بالقاهرة للتضامن مع الشعب العراقى والمقاومة البطولية للشعب العراقى يوم السبت 20مارس الماضى معبرة عن أمال الجماهير العربية !
فقد حمل المتظاهرون نعشا للجامعة العربية، وطافوا به الميدان ليعلنوا للعالم موتها ...!
وهاهو قد جاء اليوم لدفنها .. بعد أن طال عليها الأمد فى غرفة التحنيط !
فشكرا لتونس... شكرا للرئيس على زين العابدين .... ولا شكر لكل وزراء الخارجية العرب... ولا شكرلأمين عام الجامعة العربية إلا إذا سار فى جنازتها، ومشى خلف نعشها إلى مثواه الأخير!
فشكرا لتونس .. فأكرام الميت دفنه وبسرعة ؛ حتى لا يتعفن ، وينفر الناس منه ، وتنتشر الأوبئة فى المحيطين بجثتة.. خاصة وأن الصيف العربى قد أقبلت بشائره !
لقد ظهرت الحقيقة لكل من كان ينكرها ، والحقيقة هى أن الجامعة العربية هى جامعة تبرير خيانات الحكام العرب الكثيرة ، وتمرير مخططات الضحك والنصب على الشعوب العربية وتخديرها ، و بقاء الجامعة أمام أعيننا ، وإعلان إنها على قيد الحياة رغم موتها.. يؤكد أن ما يحـدث هو عبارة عن تنفيذ مؤامرة رسمية عربية أمريكية بريطانية مُتحدة على شيىء واحد هو المحافظة على الأوضاع العربية المشينة، و من أجل بقاء الحكام التابعين ؛ وأولادهم ،واحفادهم؛ وخدمهم فى السلطة المنهوبة ...أطول فترة ممكنة إن لم يكن طول الدهر ..!
فبعد ما جرى فى تونس يجب أن نطرح العديد من التساؤلات .. ولا نصدق ما يقال لنا من تبريرات .. كلها كاذبة ولا علاقة لها بالحقيقة !
فماجدوى هذه الجامعة؟! ماذا قدمت للعرب ؟ ماهو كشف حسابها ؟ ماحجم الخسائر الحقيقية التى خسرتها الأمة العربية من وراء بقاء هذه الجامعة الفاشلة ؟ كم دفعت الشعوب العربية الفقيرة من أموالها لفسحة وتسوق السادة وزراء الخارجية العرب.. الذين يأكلوا ،ويشربوا ، وتكبر كروشهم ، وتـنتـفخ ، ولا يفعلوا شيئا مفيدا للشعوب العربية المنهوبة ؟
وكم تتكلف الأمة للإنفاق على اجتماعات التهريج العربى المستمر؟ وكم تكلفت طوال الفترة ما بين تكوين هذه الجامعة عام1945 وإلى اليوم ؟ نريد أن نعرف ماتتكلفة الحراسات المخصصة لكل اجتماع قمة لا لزوم له ولا ضرورة ؟ وما هى قيمة تكاليف السفروالإقامة.. الخاصة بالسادة الروساء والملوك الذين يعشقون الأجتماعات فى دولة المقر أ و فى دولة الإستضافة ؟ نريد أن نعرف ، ومن حقنا أن نعرف لأنهم ينفقون الأموال العربية على تنزهاتهم، وعلى حفلات الإستقبال وحفلات التوديع ، فلا يعملون شيئا جادا خلال هذه الأجتماعات التى سموها أجتماعات قمة سوى تفعيل التقبيل.. فيقبلون بعضهم وتتحول القمة إلى مهرجان كبير للقبلات والأحضان ، وكأنما القمم العربية لا تصلح ولا تنجح إلا بالقبلات والأحضان ، بينما نرى القمم الأسيوية والأوروبية والأفريقية تفتقد القبلات والأحضان فتنجح، ونفشل بقبلاتنا فى كل مؤتمرات للقمة!

ولا نعرف لماذا هى القمة ؟ ولماذا ليست القاع ؟ فنحن لا نعرف شيئا سوى ما يدعونه كلما أجتمعوا ، وقالوا أنهم يبذلون كل الجهد للتغلب على الخلافات العربية العربية ! ولم يقل لنا أحدهم ما هى تلك الخلافات ، وعلى ماذا يختلفون .؟! وكأن الأمر لا يعنينا من بعيد أو قريب.. وإذا كانوا كما قالوا قبل ذهابهم إلى تونس قد بذلوا جهدا فيما سمى بوثيقة العهد .. فما الذى أضاع ذلك الجهد ؟ وهل تمزقت وثيقة العهد ؟ أم أنهم تعاهدوا على تفعيل العادة القديمة قدم الجاهليةالعربية الأولى ــ وربما قبلها ــ عادة الكذب، والإستمرار فى الكذب على الشعوب المستعبدة ؟ نحن لا نعرف عنهم شيئا، وهم يخفون كل الأشياء ، ويعلنون ما يريدون على غير الحقيقة!
فهم يعاملوننا وكأننا قطعانا من الماشية.. كلما جاعوا أو عطشوا حلبوها أو ذبحوها ..!
ونحن نصمت ، ولا نتكلم بعدما أصابنا الخوف.. من بطشهم بالخرس والصمم والعمى، وتعايشنا مع أمراضنا ، ورضينا بواقعنا المهين بين الأمم ، أو أجبرنا على الرضا بذلك الواقع المذل ... سيان فالنتيجة واحدة!
سنوات طوال... وهم أو هى نفس الوجوه التى تخرج علينا بالبيانات الدعائية الكاذبة ، والمضللة.. والفاعلة فينا مفعول البنج أو المخدرات ، ونحن أدمنا سماعهم ، و تصديقهم فيما يخرجون به علينا من خطب وبيانات الكذب ، وقد آن أوان الإفاقة والعلاج ، وحان وقت التخلص من المرض الإدمانى.. لتصريحاتهم المتكررة والمحفوظة ... منذ الإعلان عن تكوين هذه الجامعة الفاسدة ، و المعضددة لأستمرار الأوضاع الشائنة فى العالم العربى !
وبالتاكيد الأسر العربية الحاكمة سعيدة هذه الأيام، ومن المؤكد أنها مبتهجة غاية الإبـتـهاج .. على عكس ما يدعـونه فى وسائل الإعلام التى يمتلكونها عن دهشتهم من تأجيل القمة العربية ... فهم كاذبون، ولا يجب تصديقهم .. فقد جربناهم وعرفناهم، ومن يكذب مرة يكذب ملايين المرات ، وابتهاجهم وفرحهم يتجدد كلما أصاب الشعوب العربية القلق ... فالقلق التى تصدره الأسر الحاكمة للشعوب.. يدفع بتلك الشعوب للتعلق بأذيال الحكام .. على أمل أن يتم الإصلاح الذى تحلم به الشعوب وهو الحلم الوهم الذى لن يتحقق وهم فى مناصبهم العليا علينا ، والمتدنية على الأمريكان!
فحكام العرب لن يصلحوا شيئاعلى الأطلاق مهما مر الزمن ، ومهما حدث من مصائب كبرى فى العالم العربى .!
لماذا ؟ والأجابة يعرفها كل مواطن عربى ، ولكنه أحيانا وعلى الطريقة العربية يتناسى العرب التاريخ الطويل لهؤلاء الحكام مع الشعوب المنكوبة بهم !
فكل الحكام العرب يعرفون ، ويعلمون تمام العلم أنهم لا يصلحون لتولى مسؤليات الحكم فى العصر الحالى الداعى للإصلاح .. فهم غير مؤهلين للتعامل مع تلك المستجدات العالمية والإقليمية ( وقل ماتشاء فى هذا الأمر) فالإصلاح يعنى طرد هؤلاء الحكام من مناصبهم ، ومغادرتهم للقصورالضخمة الفخمة ، وتحولهم من حكام إلى محكومين ، ومن سُجان إلى مسجونين !!
ولذلك لم يكن غريبا أن يظهر فى تونس الفشل العربى .. حتى فى اتفاقهم على خداعنا كما كانوا يفعلون بعد كل اجتماع ... فشلوا هذه المرة فى إصدار البيان الخداعى المعتاد !
فلماذا فشلوا ؟ الفشل حدث فقط لتضارب المصالح بين الأسر الحاكمة المتباينة فى مدى علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، وخاصة بعدما أعلنت واشنطن عن مشروعها المسمى بالشرق الأوسط الكبير، والذى يعنى فى النهاية إنهاء حكم الأسر الحاكمة فى العالم العربى ، والإتيان بأسر جديدة تحكم العالم العربى ، و تكمل المهمة الخيانية المتممة للمصالح الإسرائيلية !
كما أن جريمة شارون باغتيال الشيخ أحمد ياسين بالطائرات والصواريخ ، وضعهم فى الركن البارد ، والفاضح الكاشف لما حاولوا طمسه .. والمتمثل فى موافقتهم الصامتة على الجريمة ، بالإضافة إلى تقبلهم لما يرتكبه اليهود فى فلسطين وفى العراق ، ورضاهم التام بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية عما يخطط للعرب من مجازر قادمة .. فقط هم يخشون أن يتم الإستغناء عنهم فى المرحلة القادمة ؛ التى سيتم فيها تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير أو المكبر .. فيتركون (الميغة والمكاسب) ، وربما فعلت بهم الولايات المتحدة الأمريكية ما فعلته بشاه إيران ، ونميرى السودان .. لهذا فقط هم يخشون من تفعيل المشروع بالنسبة لموضوع الديمقراطية وتداول السلطة فقط وليس لأى شيىء أخر .. لكن لو حصلوا على ضمانات أمريكية ببقاء كل منهم فى الحكم .. لهللوا وطبلوا للمشروع الأمريكى الإستعمارى ، ودعونا لقبوله والترحيب به !
ولهذا فما حدث فى تونس مجرد تمثيلية من التمثيليات العربية.. التى تتم بتأليف وإخراج أمريكى ، وقد أرتضى الحكام العرب أن يقال عنهم أنهم فشلوا فى توفير أى مكان لكى يجتمعوا فيه، وانهم فشلوا فى الأتفاق على صيغة مشتركة ... بعد مباركتهم لأستشهاد الشيخ أحمد ياسين ، ولولا أن تونس لم تقبل أن ياتوا إليها ، بعدما أرسلوا بوزراء خارجياتهم إليها ، لفعلوا المستحيل ، ولقهروا العدو ببيان عظيم الشجب ، ممهد لمزيد من النـدب ، والولولة العربية !
ماجرى فى تونس تمثيلية فاسدة .. لتسهيل هروب السلاطين العرب من مسئوليتهم المباشرة عما تفعله إسرائيل فى الشعب الفلسطينى الذى باعوه بخيار السلام الإستراتيجى مع العدو اليهودى الصهيونى !
بالمناسبه هل يعرف الحاكم العربى الذى لا يعرف القراءة والكتابة معنى الخيار الإستراتيجى ؟ ! بالتأكيد يعرف الخيار !
مهزلة عربية كل لحظة ... وتريدون أن يحترمنا العالم .. هل يعقل أن يكون ملكا أو أميرا أو رئيسا لا يعرف القراءة ولا الكتابة .. هذا الأمر الكارثى لا يوجد سوى فى العالم العربى فقط المحكوم بالجهلة والأميين!
فابحثوا عن العلم والدراسة التى حصلها حكام دولة دولة من الدول العربية من المحيط إلى الخليج ، وقارنوا بينهم وبين حكام الدول الأخرى التى تهزمنا وتقهرنا وتحتل بلادنا .. أبحثوا فى أى مكان فى العالم عن دولة يحكمها الجهلة.. لن تجدوا ذلك سوى فى أمتنا العربية فقط .. ومبررهم أنهم من الأسرة المعظمة المنسبة والمقدسة ، ورغم جهلهم يحق لهم حكم البلاد وتسيير أمور العباد !
أبحثوا عن حقيقة هؤلاء الذين يخرجون علينا بكلام ووعود.. يتم تحفيظها لهم قبل أن يتحدثوا بها ، ومع ذلك يتلعثمون ويتعثرون وتتعثر معهم الأمة العربية كلها !
الفارق جد مهول ومفزع .. بين حكامنا وحكام الدول المتقدمة.. ولذلك لن نتقدم أبدا وهؤلاء يحكموننا ، ولن ينصلح شأننا.. وهم بيننا ينشرون فى عقولنا جهلهم وتخلفهم وخلافاتهم الكاذبة، ناهيك عن خياناتهم وتبعيتهم للمستعمرين دائما !
الحكام فى العالم العربى من نوع واحد.. وان كان بعضهم يرتدى الزى العربى ، والبعض يرتدى الزى الغربى ... فكلهم واحد نفس الشخص !
الحكام نفس الحكام ... هم من أسرة واحدة متحدة علينا ، وضدنا كشعوب على طول الخط.. وكأننا من أعداء البلاد التى يمتلكونها بالوراثة هى ومن عليها من مخلوقات الله .!
ولنتحدث بصراحة فلم يعد هناك ما يدفع اى إنسان من غير المنتفعين بعصور الظلام والظلم العربى.. للنفاق أو للتهوين من الأمر المُر الذى نعيش سوءاته فى عصر الخنوع الرسمى العربى ، ولم يعد أمامنا سوى طريق واحد لا يوجد غيره ... الصراحة والوضوح والمحاسبة السريعة ، والسريعة جدا .. لنلحق بما يجب أن نلحق به قبل أن يدهسنا قطار الزمن المسرع .. فلنتحدث ، وبكل صراحة فى البيت وفى الشارع ..فى المدرسة والجامعة.. فى المزرعة وفى المصنع.. و فى مساجدالله ـــ التى يغلقونها فى بعض دول العالم العربى قبل وبعد كل صلاة خوفا من حديث الجماهير فى أمورحياتهم الدينية فتتحول إلى مناقشات سياسية ــ أفتحوا أبواب الحوار والحديث الحر ، وأرفعوا أصواتكم ، وتحدثوا عما أصابنا من بلايا ونكبات ونكسات ووكسات ، وما تحقق من خيبة وعار فى كل الدول العربية دون أن نخفى شيئاودون أن نخشى شيئا، وندفن رؤوسنا فى الرمال.. التى سندفن فيها بصمتنا وسكوتنا ..عما هو ظاهر، وواضح للجميع ...فبعد أستشهاد الشيخ احمد ياسين وبعد أحداث تونس .. لم يعد من المنطقى أن نستمر كما نحن .. مجرد تابعين لحكام خانعين صاغرين منفذين للتعليمات الإسرائيلية والتوجيهات الأمريكية .. فنحن أصحاب المصلحة ، ونحن الذين ندفع الثمن ، ونحن الذين نتحمل كل التبعات ، فعلينا أن نتكلم، ونرفع أصواتنا فوق أ صوات الكذبة والخونة والمطبعين .. المرحبين بعدو الله وعدوالأمة !
فكفانا صمتا، وكفانا جبنا ونفاقا ، ونحن أصحاب القضية ، ونحن الذين نقرر مصيرنا .. فلم يعد من حق الحكام أن يقرروا لنا ما نتكلم به، فليسوا هم أصحاب المصلحة الحقيقية فى نهوض الأمة من كبوتها المأساوية .. لأنهم وبكل صراحة هم الذين يصنعونها، ويحافظون عليها ؛ ليظلوا إلى الأبد يتحكمون فينا، ويبيعون فينا، ويسلموننا لأعدائنا ؛ ليظلوا فى مناصبهم و للمحافظة على مكاسبهم .. ونحن ندفع الثمن فى البداية والنهاية وهم لا يشعرون ، ولا يهتمون !
فلقد برهنت الأحداث بما لا مجال للشك فيه إن حكام ما يسمى بدول الخليج كانوا وبالا على الأمة العربية والإسلامية ، ولا يستثنى من ذلك سوى الملك فيصل ملك السعودية الشهيد رحمه الله سبحانه وتعالى ! فأنظروا إلى الأسرة الحاكمة فى الكويت .. وما تفعله، وما فعلته طوال تاريخها ، وما يخرج من أفرادها من تصريحات ، وكيف تفسد كل التجمعات العربية لتنال الرضا السامى الأمريكى ، وكيف دمرت العراق ، وأفقرت شعبه ، وفتحت أرض وبحر وجو الكويت للقوات الصهيونية ... تحت غطاء ما يسمى بالقوات الأمريكية أو قوات التحالف الصليبى لغزو العراق ، ولن يتوانوا فى فعل نفس الأمر لو طلب منهم ذلك.. لغزو أى دولة عربية أو إسلامية ، ودورهم فى الحرب العراقية الإيرانية لا يُنسى بمدهم للدولتين بالأموال.. للقضاء على قوتيهما من أجل العيون الأمريكية الصهيونية ، ودورهم فيما سمى بقمة تونس التى نحرت الجامعة العربية.. الكويت ترفض ان تكون قرارات العرب بالأغلبية، وتريدها كما هى بالإجماع لتظل أسرة الصُباح متحكمة فى العالم العربى كله !
الكويت دويلة تعدادها لا يزيد بل يقل عن سكان مدينة غزة الفلسطينية، ونصف سكانها بدون جنسية( البدون) الذين يمثلون مأساة عربية إسلامية كارثية فى الألفية الثالثة وتتعامى عنها الأنظمة العربية التى تدافع عن خياناتها لشعب العراق بأن النظام العراقى فى عهد صدام حسين كان يعذب الشعب العراقى ، ولم يعترف بحقوق الأكراد وغيرهم .. فماذا أنتم فاعلون فى عذاب وتعذيب( البدون ) الذى تمارسه أسرة الصُباح؟ إذ ترفض الأسرة الحاكمة منح هؤلاء الكويتيين جنسيتهم الكويتية، وتتبرأ منهم فى الوقت الذى تدعى أنها جادة فيما تذيعه عن الأسرى الكويتيين فى العراق ...{ ياسلام على الكلام الكاذب }.. فالكويت كلها فى الأسر.. بعدما أصبحت قاعدة أمريكية.. لا يملك الشعب الكويتى التخلص منها ! ثم ما معنى إصرار الأسرة الحاكمة للكويت كلما أجتمع العرب على أصدار بيانا يدين العراق لغزوه الكويت .. حتى فى تونس فعلوها ، وأصروا على ذلك ؟ لماذا وقد مرت أكثر من 13سنةعلى ذلك .. ولكن كل أجتماع عربى لابد ان يصدر عنه أدانه للعراق ، وإلا فلن يمر المؤتمر أو الإجتماع على خير.. حتى ترتاح الأسرة الحاكمة فى الكويت !
هم يفعلون تماما كما يفعل اليهود بالمطالبة بأدانة النازية ، وإدانة من يتكلم عنهم بالحق ! لقد عبرنا نحن العرب هذا الحادث وأنتهى ، ويجب أن ينتهى الكلام المبرر للتواجد الأمريكى فى الكويت ، وغير الكويت من الدول الخليجية العربية.. ثم لماذا لا يصر الحكام العرب فى أجتماعاتهم على اصدار بيانات تدين الإستعمار الذى مضى فى الستينات والإستعمار الذى أتى فى التسعينات.. كما يصرون على إدانة العراق فى كل المناسبات؟هل لديهم الشجاعة لفعل ذلك؟
فإن لم تكن لديهم الشجاعة فعليهم جميعا أن يصمتوا تماما عن الحديث الممل عما يسمى بالأمة العربية الحرة .. فالتواجد الأمريكى فى المنطقة ينفى ذلك تماما بل يؤكد انها أمة ترحب بالمحتل، وتعمل بأمره ، ولا يمكن لدولة محتلة أن تصدر قرارا حرا ... ولابد أن نعى كشعوب عربية أن وجود القواعد الأمريكية والقوات الأجنبية على أرض أى دولة فى العالم يعنى أن هذه الدولة محتلة وواقعة تحت ظروف الإحتلال تماما كالعراق وفلسطين، ولذلك فقرارها لا يصدر من عاصمتها الوطنية ، ولكن من عاصمة القوى الإحتلالية .. ولا يخدعنا حكامنا بقولهم إنهم منا وهم الذين يحكمون.. فلا معنى لوجود حاكم ينتسب لأمة، والمتحكم فيه هو الذى يحميه من شعبه بقواته المسلحة وبأجهزة استخباراته ؛ التى تبرطع كيفما تشاء فى ربوع الدولة التى يدعى أنه يحكمها !
فالدول التى تتواجد بها قوات أمريكية أو غيرأمريكية ــ طالما هى قوات عسكرية غير وطنية ـــ فهى دول تحت الإحتلال مهما قيل من مبررات لهذا التواجد العسكرى.. فكم دولة عربية مُحتلة ومطلوب تحريرها ؟ سؤال متروك للعرب أنفسهم الإجابة عليه !
و العراق اليوم مُحتل ، وشعبه يئن ، و لكنه يقاوم ، ويناضل من أجل التحرر ، وأنتهى النظام العراقى السابق ، ولكن الأمريكان لا يريدون سوى ذلك الدور الكويتى الذى فعلوه أيضا فى الأمم المتحدة عندما أيدت الكويت غزو العراق .. بل تطاولت على الدول التى رفضت الحرب ضد العراق ... والأدهى والآمر أن تخرج تصريحات كويتية.. تدعو لتقسيم العراق إلى دويلات صغيرة مثل الكويت، وإمارات الخليج ! لماذا ؟ حتى تأمن الأسرة الحاكمة فى الكويت على وجودها... !
وما تفعله الكويت فى العلن .. تفعله معظم الأنظمة العربية فى الخفاء .. ولذلك نريد كشف الحساب ... حساب جميع الأنظمة العربية دون أستثناء.... وبدون ذلك سنظل نلف وندور حول دائرة الفساد العربى الكبير!
فأفتحوا الملفات ، واقرأوا التاريخ الحقيقى لهؤلاء الحكام ، وكذلك الأسرة الحاكمة فى السعودية وقطر وعُمان وفى تونس والمغرب والأردن والسودان ومصر ... ستجدونها كلها عائلة واحدة متحدة فى كل شيىء ، ولا يختلفون إلا حول المكاسب الشخصية!
الأسرة الحاكمة فى العالم العربى ... تفعل كل شيىء فى سبيل تسهيل مهمة العدو الأمريكى وهوما يبدو من إصرارهم على إفشال كل مايمكن أن يوحد كلمة العرب ـــ وأرجو من الذين يحبون النبش فى التاريخ ان ينبشوا فى تاريخ المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج ــــ
فمن المحيط الأطلنطى إلى الخليج العربى ... البوم ينعق ، والغربان تحوم ، و نقيق الضفادع فى الظلام الدامس يعلو ، والحمير تنهق ، والكلاب تنبح ، والثعالب والذئاب تنهش فى الجيفة المقتولة بليل بهيم ، وبقاياالأمة العربية العرجاء تسير على عكازها المكسور، ومع ذلك حكامها يخرجون فى أبهى زينتهم فرحين .. فعلام فرحتهم ؟ أهى فرحة الأبله ــــ ياترى ــــ أم فرحة الخائـنـيـن هى أم الخائبين ؟
***************
إسرائيل نبت شيطانى لم نجد مثيلا له فى التاريخ سوى فى هؤلاء القتلة من اللصوص الأوربيين الذين استولوا على القارة الأمريكية فابادوا اهلها ... وهكذا اعلنوا الحرب ضد العرب والمسلمين لماذا؟ لأن العرب متوحشين ومازالوا يعيشون فى عصور ما قبل التاريخ! فمن الذى فعل بالعرب ذلك ؟ الحكام والمرتزقة من الكتبة الكذبة سيقولون إنه الإستعمار ! ولكن الحقيقة أن خطر الحكام العرب على الأمة العربية أشد هولا من أخطار الإستعمار !!
ثم بفرض أن الإستعمار هو السبب كما يدعون فلماذا يرحبون بقوات الإستعمار، ويفتحون لها اراضيهم ومطاراتهم ومياههم الأقليمية ويرحبون بالقواعد العسكرية الإستعمارية فى بلادهم ؟ لماذا يفعلون ذلك ؟ يفعلونه لأنهم لايمكنهم التواجد فى سلطة الحكم سوى بوجود القوات العسكرية الأجنبية.. التى تحميهم وتصون عروشهم المغتصبة .. من أصحابها الحقيقيين سواء كانوا أفراد الشعب أو كانوا حكاما سابقين .. فالعالم العربى المنهوب من الإستعمار القديم والجديد.. منهوب أيضا من حكامه المستبدين السارقين لحقوق الأمة فى الحياة الحرة الكريمة
حكام يقولون أنهم منا .. فكيف وهم يسومون الشعوب العربية سوء العذاب ؟
فمثلما كان يفعل فرعون هم يفعلون، ومثلما يفعل شارون فى الفلسطينيين هم يفعلون بشعوبهم، بل يفعلون ما هو افظع .. فكل الحكام العرب طوال اكثر من 60سنة من عمر الأمة العربية وأياديهم ملطخة بدماء أفراد الشعب العربى .. فلا فارق بين أى حاكم عربى ثورى أو رجعى جمهورى أو ملكى .. كلهم شارون فى صور مختلفة !
ولكن أين نجد القائدالعربى المسلم الذ ى يقودنا إلى الطريق طريق الإنقاذ من الغرق ومن خطر الإبادة ؟!
فما يحدث فى فلسطين وفى العراق سيحدث فى طرابلس والقاهرة والرياض وصنعاء ومسقطوالجزائر والرباط وتونس فى ظل بقاء حكامنا من أسرة وسلالة أو قبيلة الأباطرة والقياصرة والفراعنة الرافضين لخير الشعوب العربية .. فحكامنا أخطر علينا من شارون وبوش وبلير .. ولذلك علينا ان نبحث عن غيرهم عن القائد.. فهل لن نجد من يقود الأمة العربية الإسلامية فى فترة من أحلك فترات الزمن العربى والإسلامى ..؟ أم سيخرج علينا من بيننا من يقود الأمة للنصر المبين ؟!
فلقد صار من الصعوبة بمكان أوأصبح من المستحيلات أن تجد قائدا عربيا غيورا بحق على شعبة وبلاده!
فأين نجد القائدالعربى المسلم الذ ى يقودنا إلى الطريق طريق الإنقاذ من الغرق ومن خطر الإبادة ؟!
بالتاكيد لن يكون من تلك الأسرة الحاكمة الديكتاتورية .. ولكن هل يسمح السلاطين العرب بميلاد قائد للأمة العربية من غيرهم ، وعلى غير هواهم؟
بالطبع لن يسمح قادتنا بميلاد ذلك الأمل.. وسيفعلون ما فعله فرعون حتى يحول دون أن يأتى من يخلفه ، وينهى حكمه وتسلطه.. فالرفاهية التى يرفهون بها تمنعهم من الحديث عمن يخلفهم . . فالخلود لهم .. والموت لغيرهم من أبناء شعبهم المصفق قائما وقاعدا ونائما ... حكامنا خالدون هذا ما يعتقدونه، ولذلك يخشون أن يأتى غيرهم فيحكم البلاد، ويحكمهم هم ، ويحاكمهم عما أرتكبوه من جرائم عظمى .. أرتكبوها عن عمد فى حق شعوبهم و فى حق أمتهم التى أضاعوها ، وباعوها رخيصة ، وسلموها لأعدائها !
حكامنا أدمنوا الخضوع والخنوع .. خضوع للعدو .. وركوع للعدو .. وخنوع ومذلة وأستكانة وانبطاح .. لا شيىء يفعلونه سوى الأنبطاح بكل أشكاله وألوانه .. وماحدث فى تونس هو ما كان يجب أن يحدث .. فلقد راح البطل الذى لم نعرف قيمته الحقيقية إلا بعدما فقدناه، وراح زمن البطولة والفروسية وتلاشت الشجاعة واستوطن الخوف والذعر والرعب فى القلوب العربية.. وأضحى العرب كهاموش العالم الذى يجب التخلص منه بالقضاء عليه!
الحكام العرب الأشاوس الصناديد الأبطال صمتوا تماما أمام ما يفعله شارون وغير شارون .. لم نسمع لهم كلمة غير مصمصة الشفاه !
ثم منذ متى كانت للحكام العرب كلمة إلا إذا أرادوا أن يلبسوا ثوب الحق بالباطل ... ؟ يكذبون علينا ويخدعوننا بانهم يفكرون فى مصالحنا ، بينما هم يفكرون فى كيفية التخلص منا ، ويكذبون فيدعون أنهم يصنعون كل ما فى وسعهم لنصرة القضايا العربية .... ففضحوا أنفسهم... وفضحهم الله !
أو لم نر مؤتمراتهم ؟ لقد رأيناهم مرات ومرات ، وعرفناهم، كما نعرف أهدافهم الحقيقية .. فلماذا نصمت ولا نتكلم ونحن ندعى أننا أمة الكلام ؟ ... فلنتكلم عما رأيناه مؤخرا فى تونس ..ألم يتم إعلان بيان القمة الختامية ونشرته الصحف العربية والأجنبية .. قبل حضور الملوك والأمراء و الرؤساء العرب ـــ بالمناسبة الرؤساء العرب ملوك أيضا بما يملكونه من سلطات وثروات منهوبة تكفى لأن تعيش شعوبهم معيشة الدول الإسكندنافية ـــ .ألم يتم إعلان بيان القمة الختامية ونشرته الصحف العربية فى اليوم الأول لأجتماع وزراء الخارجية قبل طردهم من تونس ...
أو ليس نشر البيان الختامى للقمة قبل إنعقادها مهزلة مضحكة ويستحق الوقوف أمامه طويلا ؟ وقد سبق أن غضب الحكام العرب من زميلهم الذى أعلن قبيل عقد مؤتمر سابق من مؤتمرات الجامعة البيان الختامى للمؤتمر. .فلماذا لم يعلنوا عن غضبهم هذه المرة؟ !
. .ثم أليس ألغاء القمة أو تأجيلها مسخرة عربية أمام العالم الذى يشاهد على مسرح الأمة العربية دراما هزلية من نوع غير مألوف !
ولكن مثلما يحرص العدو على إفساد المجتمعات بنشر المسكرات والمخدرات وغيرها من المدمرات للإنسان المسلم .. يحرص الرؤساء والملوك العرب على نشر المسكرات والمخدرات السياسية، لتخدير الشعوب العربية .. كلما ألمت بهم ملمة، أو وقعت بهم كارثة ... فيجتمعون فيما يسمونه لقاءات القمة وهى قاع مظلم للشعوب ليخرجوا ببيانات ... لا معنى لها سوى التخدير، ولكن المشكلة التى تواجه الحكام أن الشعوب العربية أدمنت مخدراتهم ، ولم تعد تؤثر فيهم بفعل الإدمان ، فالشعوب العربية فى حاجة إلى مخدرات سياسية من نوع جديد أشد وأقوى مفعولا من المخدرات القديمة المتمثلة فى تصريحات وبيانات وشجب وإستنكار ..... فلم تعد تؤثر فى المدمنين ..!
وإذا كان السادة العظماء وزراء الخارجية العرب صاغوا قرارات القمة العربية ـــ التى تأجلت بقرار بن على ــــ قبل انعقادها بعدة أيام أو أسابيع ، ولم يكن تواجدهم فى الإجتماع الوزارى الذى ضمهم بتونس .. سوى للتصوير ، ولتذوق الطعام التونسى ، والفسحة والتسوق ... فما الذى يدفع الشعوب العربية الفقيرة لسداد نفقات سفر الملوك والرؤساء العرب لحضور ما يسمى بالقمة العربية التى صدرت قراراتها المضحكة وبيانها الختامى الهزيل قبل أجتماع القمة بزمن طويل ... كم تتكلف الحراسة الخاصة لكل حاكم عربى وما مجموع المبالغ العربية المهدرة على اجتماعات لمجموعة من الحكام لا قيمة لهم فى العالم الكبير وليس فى الشرق الأوسط الكبير!
البعض يؤكد أن قرارات القمم العربية تكتب فى واشنطن وتعرض على إسرائيل لتوافق عليها أو تعدلها .. فإذا كان ذلك صحيحا .. نرجوا من السادة العظماء الحكام العرب أختصار الطريق .. ولا داعى للف والدوران للأمام والخلف .. فأنبطاحكم أرضا شاهده كل مواطن فى المعمورة كلها وليس العرب وحدهم الذين شاهدوا الإنبطاح الجماعى العربى !
تمنيت فى مقال سابق ، وحلمت بأن القادة العظام ــ الملوك والرؤساء العرب ـــ سوف يفجرون المفاجاة التى ينتظرها الشعب العربى منذ سنوات طويلة ويعلنون فى تونس إستقالاتهم كلهم جميعا ، ولا يعودون من تونس مرة اخرى لقصورهم لتتحرر البلاد العربية من كابوسهم الثقيل وتتنفس شعوبهم هواء نقيا خاليا من ميكروبات وجراثيم مرض الإنبطاح الرسمى الذى انتشر انتشار النار فى الهشيم بعد غزو
العراق وقبل غزو العراق، وبعد استشهادالشيخ أحمد ياسين... ولكن تونس أضاعت الحلم العربى الكبير .. ومع ذلك فالأمل قد يتحقق ويعلنوها فى الإجتماع القادم الذى يصرون عليه بالرغم من دفن جثة الجامعة العربية ، وعندئذ تفرح الشعوب العربية !
geovisit();