محمدعبدالعليم mohamedabdalalim

طالما توجد حياة.. تتولد المشكلات التى ينبغى علينا بذل الجهد فى محاولة حلها والتغلب عليها وتجاوزها ..لنصل الى مانصبو إليه من مجتمع خال من الإرث الطويل لعويل الضعفاء وانين المظلومين ..فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط محمدعبدالعليم

السبت، ديسمبر 17، 2005

لا لتصفية الحسابات فالخندق يضيق والرمال ستردمه

لا لتصفية الحسابات فالخندق يضيق والرمال ستردمه!

فى ظل العدوان الأمريكى الصهيونى نحن لا نملك رفاهية التطاحن الداخلى

والمعسكر الإسلامى مطالب بالتوحد و لم الشمل


بقلم: محمدعبدالعليم

mohamedabdalalim@hotmail.com

mohamedabdalalim@yahoo.com
شهد العصر الإسلامي الأول خلال فترة زمنية لم تتعد نصف القرن نهضة غير مسبوقة فى التاريخ البشرى هذه النهضة لم تأت من فراغ بل جاءت على أسس لو أتبعناها ربما ننجح فى الوثوب سريعا إلى مصاف الأمم العظمى فى العصر الحالى وخلال سنوات معدودات يمكننا عبور المتاهة التى تهنا داخل عتمتها وظلامها طويلا وأصابت معظمنا بالإحباط بالرغم من أننا لم نبذل جهدا للخروج من تلك المتاهة يؤدى إلى هذا الإحباط !
فلقد كان العرب لا يملكون شيئا من أسباب الحضارة ولا يعلمون شيئا عن علوم الحضارات القريبة منهم كانوا فى تيه من الجهل والعماء لا يهتمون إلا بتجارة لبدو رحل أو بحروب قبلية عصبية لا تنتهى ولا تتوقف مهما سالت دماء الأطراف المتصارعة داخل الجزيرة العربية ولعل وئدهم لبناتهم يبين مدى الإنحطاط الإنسانى الذى عايشوه وعاشوا فى ظله قبل أن يتشرفوا بنعم الإسلام عليهم تلك النعم التى انتشلتهم من واقعهم المتخلف ونقلتهم النقلة الحضارية الكبرى فسادوا العالم وتسيدوا عليه وقادوا الأمم التى كانت تقود الدنيا قبل الإسلام (الفرس والروم )
وهو الأمر الذى يؤكد أنه بأمكاننا إستعادة بعضا من ماضينا المضىء لو سرنا على هدى هؤلاء العرب الأوائل الذين نسوا حروبهم الداخلية وتوحدوا تحت راية الإسلام وتسلحوا بسلاح لا يقهر وهو الإيمان واطاعوا الله ورسوله وعملوا على رفعة شأن الإسلام والمسلمين فحققوا ما حققوه فى سنوات قليلة
نحن يمكننا أن نفعل مثلما فعلوا
ولكن مشكاتنا الأساسية تتمثل فى تمحورنا حول بعض الأنماط الحياتية الموروثة من المستعمرين لبلادنا الذين كرسوا فى عقولنا قيما تخلفية تؤدى إلى دوام الإنحطاط بالأبتعاد عن تعاليم وأخلاق الإسلام ووافقناهم على تغييب عقولنا بتغريب العقل المسلم عن قيم الإسلام تلك القيم النبيلة التى رفعت العرب من حضيض الوحشية إلى وميض الإنسانية فى أعلى وأحلى وأجمل و أكمل معانيها الجليلة النبيلة
فقد غرس المستعمرون فى عقول البعض منا النعرات العربية القديمة التى كانت سائدة قبل الإسلام ولكنهم طوروها واطلقوا عليها مسميات جديدة بدت للبعض جميلة فأخذ بها وسار على هديها وما هى إلا صورة جديدة لمعتقدات قديمة عانى منها العرب فى العصور الجاهلية كالقومية والعروبة وغيرها من النعرات التخلفية التى لا أساس لها ولا قيمة والأحداث التى مرت بنا أكدت وبرهنت على أن تلك النعرات لاحاضر لها ولا مستقبل وكل الذى تبقى منها الحسرة والندم !
فهل نعود إلى تلك العصور التى كنا فيها قادة العالم وسادته؟

هل سنبدأ ونصبر ونستمر على الدرب الموصل للرقى والتقدم والتحرر والسلام ؟
هل سنتخلص من عهود التخلف والإنحطاط والهوان والإستسلام؟
لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلمحن قال:( الخير فى وفى أمتى إلى يوم القيامة)
صدقت يا رسول الله
وعلينا كمسلمين أن نعمل عمل من سبقونا من المسلمين الذين نصروا الله فأنتصروا(وما النصر إلا من عند الله)
هم نصروا الله بتنفيذ أوامره (واعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)
هم أعدوا القوة فخافهم العدو وهابهم
لم يفعلوا ما يفعله حكامنا المطالبين بنزع الأسلحة والمتبرعين بنزعها طوعا وكرها !
هم الذين حققوا اعظم انتصارات الأمة لأنهم اطاعوا الله واطاعوا الرسول ولم يطيعوا بوش وبلير وشارون
ففى تلك العصور الإسلامية الأولى (عصور الأنتصارات) لم يكن هناك فارق أو فرق ما بين مواطن وأخر إذا هدد الوطن الكبير - الممتد من الصين شرقا إلى المغرب غربا -عدو خارجى هب الجميع و أستنفروا للدفاع وجاهدوا واستشهدوا فى سبيل رفع راية الإسلام وتناسوا كل خلاف فوقت الخطر لا تستقيم الأوضاع الإعتيادية ولا يقبل من شخص مهما كانت مكانته ملايين الأعذار لو تخاذل أو تنازل عن حق من حقوق الإسلام
وخلافات المسلمين وقت الحرب تمهد الطريق لإضاعة الحقوق وعلى رأسها حقوق الإسلام!
فبالرغم من التواجد الإحتلالى الأمريكى الصهيونى فى بلادنا العربية الإسلامية نجد البعض يبحثون عن تصفية الحسابات القديمة ما بين التيارات السياسية المختلفة فى العالم العربى ويدعون إلى أستمرار اشتعال نار الخلافات ويصرون على
تأ ججها وهو الأمر الذى يعضد ويقوى ساعد العدو لأمريكى الصهيونى ويشجعه على الإستمرار فى غيه وعدوانه ويوهن فى ذات الوقت الجسد العربى الإسلامى المريض والمعرض للقتل والمحو والفناء
ولقد أعلن الرئيس الأمريكى بوش الحرب على الإسلام
وجاء إعلان الحرب التى وصفها هو نفسه بالحرب الصليبية مصدقا للقرآن الكريم
أولم يقرأ هؤلاء قول الله سبحانه وتعالى:( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)؟!
ولهذا فالعدو الأمريكى لن يتوقف عن ممارساته العدوانية ضد المسلمين إلا إذا ذاق طعم الهزيمة وهزيمة الأمريكان قريبة- وسيخربون بيوتهم بأيديهم إن شاء الله- لكن إلى أن يحدث ذلك ستظل الأوضاع على ما هى عليه أم سنحاول تغييرها ؟
لابد من المحاولات الداعية للمقاومة والداعمة لها والرافضة للوجود الأمريكى الصهيونى الإستعمارى فى العالم الإسلامى
فلنحذر من جرنا إلى مقاتلة بعضنا بعضا لينهش العدوالصهيونى الصليبى من يتبقى منا !
فالحرب مستمرة ولن تتوقف ما بين الحق والباطل ولهذا علينا أن نتكتل ونتجمع وننسى خلافاتنا ونقف صفا واحدا كما أمرنا الله سبحانه وتعالى لندحر الباطل ونهزمه (إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص)
فهل نستمر فى التفرق والتحزب بينما الأعداء مجتمعون كلهم جميعا علينا؟
وإن كان بعض هؤلاء الداعين إلى تصفية الحسابات فى المرحلة الحالية من أصحاب النوايا الحسنة فبفعلهم هذا وبدعوتهم إلى ذلك إنما يساعدون المستعمر ويكرسون إحتلاله لبلادنا ويقوون شوكته فى ذات الوقت الذى يضعفون إنفسهم ويكسرون شوكتهم ويضيعون أمالهم فى تعضيد قوة المقاومة المواجهة للهيمنة الأمريكيةالصهيونية على البلاد الإسلامية ....فلا تضعفوا تلك المقاومة التى هى فى أشد الحاجة للأستعانة بكل قوة مهما كانت صغيرة ومهما بدت ضعيفة فى حربها الشرعية ضد القوى الصهيونية المستاسدة على المسلمين والعرب وحكامهم المستسلمين الخائفين والخائنين لأمانة الحكم والمتعاونين مع القوى الإستعمارية الصهيونة التى يظنون أنها ستحميهم من غضبة شعوبهم إذا تفجرت ثورتها لتطهير الوطن من الخونة والجواسيس والعملاء
وإن كنت أدعوا للمصالحة ونسيان الخلافات فلا أعول على الحكومات والأنظمة العربية القائمة فكلها صنيعة الإستعمار ولا فائدة منها ترتجى ولا أمل فى إصلاحها بل ستقف هذه الأنظمة العميلة فى وجه أية محاولة للتصحيح والإصلاح!
فالتصحيح والإصلاح يعنى بكل بساطة زوال هذه الأنظمة والقضاء عليها!
أيضا الداعين إلى تصفية الحسابات الماضية فى الوقت الحالى يعاونون بدعوتهم الخونة والعملاء دون أن يشعرون......
فمهما كانت الأفعال الماضية لبعض القوى الداخلية الشاردة والتى تصادمت مع الحركة أو الصحوة الإسلامية فى فترة من الفترات فإن هذه القوى اليوم باتت فى الخندق المتخندقة فيه القوى الإسلامية لمواجهة الهجوم الصهيونى
ولذلك بات من الضرورى القبول بها بعد توبتها وعودتها لحضن الأمة الرحب الرحيم للمشاركة فى واجب الدفاع عن تراب الأمة الإسلامية المقدس
وليس من الصالح العام رفضها ورفض توبتها أو تهميشها واستبعادها من الصف المجيش أو الذى يجب تجييشه للمواجة الكبرى مع العدوالحقيقى و الرئيسى خاصة تلك القوى التى لم تتعاون مع المستعمر الأمريكى الصهيونى ضد الأمة فى الماضى أو الحاضر
وإن كانت هذه القوى الشاردة قد أصابت القوى الإسلامية بشيىء من الأذى خلال المسيرة النضالية للأمة فلنؤجل حسابها اليوم حيث أن خطورة هذه القوى الشاردة عن المسار السليم والصحيح واللازم والضرورى لا تمثل شيئا بالمقارنة بالخطر الأكبر المهدد لوجود الأمة ذاتها فى الوقت الحالى وطالما عادت ورجعت إلى الحضن الفسيح للأمة فلابد من قبولها والعبرة بمن يقاتل العدو الغريب القادم لإجتثاث الإسلام والمسلمين والإستعانة بهؤلاءلاجريمة و لا حرمة فيه فالضرورة أحيانا تبيح المحظورات بالإضافة إلى أ نهم أيضا من أبناء الأمة وإن ضلوا الطريق بعض الوقت فلهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات المفروضة على الجميع ولذلك لا يمكن خصم قوتهم -على ضعفها- من رصيد القوة الإجمالية للأمة فى الحرب الشاملة ضد الإسلام
فلنتصالح معهم ونضمهم إلى الصف
المقاتل دفاعا عن الشرف الإسلامى فى مواجهة قوى العهر الصهيونى
ولا ينبغى الدخول فى متاهات الجدل حول هذا الأمر الذى سوف يؤدى بالبعض إلى الإبتعاد عن الجهاد المفروض علينا فرضا والمجبرين على إعلانه جبرا رغم الضعف والوهن الذى نحن عليه !
فلا تضيعوا الفرصة لتفعيل الوحدة الحتمية بين الجميع الشارد والملتزم والقريب والبعيد لتعضيد القوة وتشييد البناء الجديد للمقاومة طويلة المدى والتى سوف تستمر لسنوات وسنوات وبدون ذلك فلا تلوموا سوى أنفسكم وقت أن لا ينفع اللوم ولا يفيدالعتاب بعد قطع الرقاب !
وأتمنى إلا نفعل ما فعله أهل الأندلس حكاما ومحكومين فليس الحكام فقط الملومين فهناك كان بعض المجرمين فى حق دينهم وحق أمتهم من المحكومين الذين بأفعالهم وخلافاتهم وتطاحنهم مهدوا الطريق للقضاء على الدولة الإسلامية فى الأندلس !
اتمنى ألا نفعل مثلما فعلوا فنضيع كما ضاعوا وذهبت ريحهم!
الذى أخشاه وأرفضه ان يتأجج الخلاف ما بين الغالبيةالمسلمة المتمسكة بإسلامها و ما يسمى بتيارات اليسار واليمين والوسط والشمال والجنوب إلى أخر المسميات الغبية التى سببت لأمتنا ولبلادنا معظم إن لم يكن كل المصائب والبلايا بدعوى تصفية
الحسابات القديمة والصاق الهزائم بفريق دون أخر فى الوقت الذى أصابت نكبة الهزائم عموم الأمة من أقصاها إلى أقصاها !
الم نتعلم من درس الصراع - العربى العربى - المواكب للحروب العربية الدفاعية فى مواجهة العدو الصهيونى وإتهام البعض للبعض الأخر بتهم لم يتم حسمها إلى اليوم حول أيهما المخطىء وأيهما المصيب؟
ألم نتعلم من دروس النكبات التى حلت بالأمة والأنتصارات التى حققتها ؟
لم نتعلم ولم نستفد شيئا ونكرر نفس الأخطاء الجسيمة بتطاحنا وقتالنا لبعضنا البعض!
ثم نعود لأول نقطة ونتساءل من المخطىء ومن المصيب ؟ ويتمسك كل منا بمواقفه المتعنتة ضد الأخر ويصر اصرارا على وجوب المحاسبة وتوقيع العقاب ونرفض المصالحة ونرفض العفو ونرفض المغفرة بينما نتقبل من العدو ما لا نتقبله من الأخ الشقيق !
ومن المؤسف أن يتزعم هذه الدعوة إلى المحاسبة من يجب عليهم الدعوة للتأزر ونبذ الخلافات خاصة والجميع فى خندق واحد وليسوا فى مركب واحد يجوب الدنيا فى حرية وسهولة ويسر فالكل متخندق داخل حفرة واحدة ليست فسيحة بل إنها تضيق يوميا وتقل مساحتها وإن زاد عمقها بمرور الوقت فسوف تردمها الرمال وتدوسها النعال المعادية!
والمأساة أن كل فرد فى الخندق يتوهم إنه لن يصيبه القصف المعادى بل سيصيب زميله فى الوطن المتخندق وهو الأمر الذى يمثل مأساة أمة تكاد تضيع والعدو على مشارف الخندق !
ثم لا تتناسوا أن القوى الإسلامية فى مجملها تعاونت فى فترة قريبة مع العدو الأمريكى لمقاومة الإحتلال السوفيتى لأفغانستان وكان تعاونها مع الأمريكان ضروريا وقتئذ بالرغم من أن السوفيت والأمريكان يعاديان الإسلام!
واليوم وبعد النصر على السوفيت وزوال دولتهم يأتى الدورعلى العدو الأمريكى الذى بينت فى المقال السابق أنه يعادى العالم الإسلامى منذ 200عام لم يتخللها فترة مصالحة أو تراجع أو مهادنة أو هدوء بل عداء دائم ومستمر
هذا العدو لم ولن يفرق ما بين مسلم سلفى ومسلم عصرى أو مودرن أو مسلم قال فقط لا إله إلا الله
ولن يفرق مابين هؤلاء و بعثى أو ناصرى أو شيوعى أو حلزونى لن يدعهم فالجميع يمثلون له هدفا سيذبحه وينحره فى سبيل تحقيق
الهدف الصهيونى الحالم بتدمير الأمة الإسلامية!
ولذلك أدعو إلى وقف المحاسبة الأن فالوقت لا يسمح بترف المحاسبة ومن غير المعقول ان نتقاتل ويقتل بعضنا بعضا ولو معنويا والعدو أمامنا ومدافعه وصواريخه مصوبة نحونا ولن تفرق بينناأبدا
ولذلك فدعوتى إلى انخراط كل الفصائل المتناحرة والمتفقة وكل التيارات السياسية المختلفة فى العالم العربى والإسلامى فى كتيبة واحدة يتزعمها التيار العقائدى والسياسى الأقوى والأشد عودا والأصلب مقاومة الجامع للجيع لم تأت من فراغ بل تأتى هذه الدعوة لأن ذلك التيار العقائدى يمثل التوجه الوحيد والملجأ الوحيد
والأمل الأخير وخط الدفاع الصلب المتين الذى يمكن ان ينخرط فيه الجميع ولا يختلف أحد حوله والجميع مؤمنون به وبقوته وقدرتهعلى المواجهة وعلى القيادة فى أحلك الظروف واسوأ الحالات إلا وهو الإسلام
أما أن يرفض بعض المنتمين إلى ذلك التيارالأعظم والصحيح من أصحاب النوايا الحسنة إنخراط الأمة كلها تحت لوائه فهذا هو الخطأ التاريخى الذى لو أرتكب أضاع الأمة كلها !
وكذلك هؤلاء المنتمين إلى التيارات السياسية الوضعية الغبية إن هم رفضوا العودة والتوبة وأستمروا فى ضلالهم المبين فسوف تهرسهم اقدام الصهيونية الزاحفة على الأرض العربية والإسلامية وعليهم الأقتراب والإلتحام باصحاب النضال الحقيقى من المجاهدين المسلمين الرافعين راية لا إله إلا الله قبل فوات الأوان ولينصهر الجميع فى بوتقة واحدة نارها تحرق أعداء الأمة مهما كانت قوتهم
فالوقت ليس وقت الحساب ولا وقت الخلاف والتطاحن وتصفية الحسابات يجب تأجيل كل ذلك فلا جدوى منه ولا فائدة سوى المزيد من التفرق والتشرزم والمزيد من الهزائم
والذين يروون أن هذه الدعوة ليست فى محلها ولابد من المحاسبة سوف يخسرون كثيرا وسوف يخسرهم الوطن إن لم يتقدموا الصفوف الداعية إلى الأعتصام بدين الله فى هذه الظروف الصعبة وقبول جميع الأطراف الأقل تمسكا أو المبتعدة والمخطئة بكل المقاييس فى حق الأمة للإنخراط تحت لواء الإسلام لمواجة الصهيونية العالمية التى باتت تهيمن على العالم شرقه وغربه فى ظل غياب فعالية المسلمين!
أيضا فلينتهى الخلاف الهامشى بين السنة والشيعة وبين المذاهب الإسلامية كلها فلن ينجو فريق منهم إذا نحر الفريق الأخر !
والحرب العقائدية التى أعلن عن شنها الرئيس الأمريكى الصهيونى ليست لعبة يمكن الإنتهاء منها أو الألتفاف حولها او الهروب منها بالتخاذل أو الإستسلام لمطالب الصهاينة فالحرب طويلة وستستمر كما ذكرت سنوات وسنوات إلى أن ينصر الله خير أمة أخرجت للناس
لكن ان يظل البعض على رفضه للبعض الأخر مطالبا بضرورة المحاسبة او ضرورة الإعتذار الذى لا قيمة له ولن يغير من الواقع شيئا فهذا هو الطريق إلى الضياع !
وقد ضاعت العراق لتعنت بعض الأخوة العرب المسلمين ومطالبتهم من العراقيين المسلمين بالإعتذار عن غزو الكويت ورفضهم المصالحة التى كانت ضرورية لراب الصدع الذى حدث وخاصة بعد خروج القوات العراقية من الكويت
وبالطبع رفض العراق الإعتذار وهو المهزوم والمنكسر والمحاصر ورفضت
الكويت المصالحة وشجعها الأ مريكان على ذلك لتنفيذ المخطط الأمريكى لإحتلال العراق وتقسيمه كبداية لأفتراس البلدان الإسلامية الأخرى!
ألم نتعلم الدرس بعد إحتلال العراق؟
أما زال البعض يرفض المصالحة مع الأطراف الأخرى المتمثلة فى الأشقاء والشركاء فى المصير الواحد ؟
أصحاب الرؤى المخالفة والمطالبة بضرورة المحاسبة ولزوم توقيع العقاب على المخالفين الذين كانوا يدعون إلى القومية وإلى العروبة وغيرها من الدعوات
الأقليمية أتفق معهم ولا أخالفهم فمعهم الحق ولكن الإصرار على ذلك الأن ونحن نواجه أعتى أنواع الإستعمار خطأ كبير بل خطأ جسيم وخطير
وتمسكهم بهذه النظرة الأحادية ا لضيقة الأفق سوف تدفع بالأمة كلها إلى الهزيمة الكاملة وليس الإنكسار فى معركة مرحلية من معارك الحياة
وكم أتعجب من بعض العرب المسلمين الذين فرحوا بإحتلال العراق و أسعدهم سقوط صدام حسين فى الأسر ! إذ يرون ان سقوط ما يسمى بحزب البعث العراقى وهزيمته أنتصارا لهم لأن ذلك الحزب كان يدعو أو من دعاة القومية العربية بالرغم من أن الهزيمة جاءت على يد قوات إحتلال صهيونية صليبية تمثل الخطر الأكبر
كيف يفرح هؤلاء بسقوط بغداد عاصمة الرشيد؟
كيف تسعدهم هزيمة المسلمين وتدمير بلادهم ؟
هم يفرحون لسقوط دعاة القومية العربية فى الوقت الذى تضيع فيه الأرض العربية الإسلامية ويحتلها الصهاينة !
كيف بالله يستقيم هذا الأمر العجيب؟
يقولون إنه العقاب المناسب للبعثيين الذين ضربوا إيران واحتلوا الكويت !
والثمن ضياع العراق !
أو هذا الثمن زهيد؟
أى جهل هذا وأى غباء؟
هل يعقل إذا ضربنى أخى أن يسعدنى قيام الصهاينه بقتله؟
دينهم فخسروا دنيتهم!
فلقد مرت عصور مختلفة على العالم العربى والإسلامى شهدت خلالها الأمة الكثير من الأنظمة الحاكمة بعضها أساء والبعض الأخر لم يكن متمسكا تمام التمسك بما كان عليه السلف الصالح
ومع ذلك لم يحدث ما يحدث اليوم من سرور بعض المسلمين لإحتلال دولة مسلمة وإن كان نظام الحكم فيها يخالف الإسلام فى بعض الأحيان مثل معظم النظم الحاكمة فى العالم العربى والإسلامى
أقول ذلك وأعلم أنه فى الإسلام لا وطنية ولا عربية ولا أي رابطة اخرى سوى الإسلام والإسلام فقط ومع ذلك وفى ظل الظروف التى تمر بها الأمة الإسلامية يجب ان نتوحد جميعا ولو مرحليا للضرورة التى يمليها علينا الموقف الصعب الذى نواجهه فعدو عدوى صديقى
فدعاة القومية العربية وإن أخطأوا بدعوتهم وقيادتهم وتسلطهم وغبائهم الذى أفقد العالم العربى الدعم القوى للعالم الإسلامى وباعد بين حلم المسلمين فى الوحدة الإسلامية وتحقيق الحلم
بالرغم من ذلك الجرم ليسوا أخطر بحال من الأحوال من العدو الأمريكى الصهيونى ولايمثلون اليوم خطورة بعد سقوطهم هم ودعواهم وخاصة بعد تراجعهم ولجوئهم إلى الفيلق الإسلامى
وفى النهاية هم فصيل من أبناء الأمة كان شاردا يجب أن نقبل عودته وعفى الله عما سلف فاليوم يوم الجهاد وليس يوم العناد واللدد فى الخصومة ما بين أفراد وأعضاء الأسرة الواحدة والإسلام يجُب ما قبله والمستفيد الوحيد من التطاحن هو
العدو الأساسى والرئيسى المتمثل فى الأمريكان المتصهينين
ثم ايهما اقرب إلينا الأمريكان الصهاينة أم المسلمين الذين غرتهم الحركات السياسية العبثية فى وقت من الأوقات؟
ولنذكر أن العراق بالرغم من حكم البعث أو حكم العبث وقف ضد العدوان الأمريكى والعراق أيضا النظام الوحيد فى العالم الذى ضرب العمق الصهيونى بالصواريخ!
سيرد على أحدهم قائلا: كانت صواريخا ضعيفة أو لم تحدث تاثيرا ضخما أوكانت مثل بمب العيد كما وصفها حاكم عربى مقرب من إسرائيل !
ليكن كل ذلك صحيحا ولكن هل فعلها أى نظام أخر فى العالم؟
عموما لسنا الأن فى وقت المحاسبة فقط أرجو أن نتنبه إلى أن الإحتلال الأمريكى للعراق والصهيونى فى فلسطين لم يفرق بين التيارات العربية المختلفة إسلامية أو
حتى ماركسية قتل الجميع وسيقتل الجميع لأنه يعرف أن هؤلاء وهؤلاء يرفضون وجوده حتى وإن كانت الدوافع مختلفة فهى متفقة فى رفض الإحتلال ومتفقة فى مقاومتة بكل السبل والوسائل المتاحة وتكفى هذه نقطة اتفاق
فهل ترك الأمريكيون الإسلاميين ويقاتلون ويقتلون فقط البعثيين وغيرهم ؟
لا تندفعوا فى فتح الملفات لتصفية الحسابات فالمرحلة لا تحتمل هذا العبث والعدو يضرب بصواريخه ويحشد كل قواه وجيوشه النجسة تقتحم مقدساتنا وتدوس نعال جنوده ترابنا الطاهر ونحن نقسم أنفسنا ونجزىء قوانا ونرفض الوحدة والإتحاد فى مواجهته!
إتحاد الفصائل الإسلامية ضرورة ، وإنخراط الفصائل السياسية العربية المختلفة (ناصرية بعثية تقدمية تخلفية إنكشارية ....لولبية ...إلخ) تحت لواء الإسلام واجب وضرورة لمواجهة العدو المستفيد من الإنقسام الحادث داخل الأمة
العدو يطلب رأس الجميع !
والأمل أن يتقبل التيار الكبير إنخراط التيارات الشاردة العائدة تحت لواء الإسلام
والأمل أن تتعقل هذه التيارات أو الفصائل الصغيرة وتتقدم وتنسى ما تبحث عنه (إن كانت تبحث عن شيىء أساسا) وتتحد مع الإسلاميين (تقدمين سلفيين إيا ما كان أسمهم) فهم الذين يمثلون التيار الكبير.... التيار الأصيل الذى لا خلاف عليه ولكن الخلاف المستمر هو حول هوية هذه الفصائل الشاردة المضيعة لأمتها سواء العربية أو الإسلامية
ففى هذه المرحلة التى تمر بها الأمة لا نملك رفاهية التطاحن الداخلى والمعسكر الإسلامى مطالب بالتوحد والأصرار على لم الشمل وليبداالمشوار الطويل على طريق الوحدة فالهدف واحد والمصير واحد
وفى هذا الإطارأحذر من خطورةالطابور الخامس فى الإعلام الحكومى العربى
الساقط فهوللأسف يؤجج الخلاف لمصالح ذاتية لأهل الحكم ولبعض المتأمركين الذين أتمنى أن يتوبوا ويرجعوا عن ضلالهم وغيهم
فلا تدعونهم يخدعوننا و يضحكون علينا ويغسلون عقولنا بما يفبركونه من أخبار أو أحداث غير حقيقية ليفرقوننا ويغرقوننا فى متاهات مخطط لها لينقض علينا الأعداء بينما نحن نقاتل بعضنا بعضا
الأمر الأشد قسوة على النفس أن البعض أصبح سعيدا جدا بإستسلام ليبيا المهين وأظهر شماتته وفرحته الطاغية لعداء قديم ومستديم مع القذافى متجاهلا ان ليبيا هى التى سقطت وليس القذافى
المؤسف ايضا فرحة البعض بتقسيم السودان إلى شمال وجنوب وتقسيم ثرواته بين الحكومةالسودانية فى الخرطوم وحركة جارانج فى الجنوب تشفيا فى البشير ونظامه متناسيا ان السودان ليس البشير ورفاقه
والبعض صار مسرورا من سوريا التى صرح رئيسها بأن من حق بلاده أن تمتلك السلاح الازم لردع العدوان الإسرائيلى
سعادة هذا البعض تأتى متوافقة مع السعادة والفرح الصهيونى لأنه يعنى ضرب سوريا ونحن لا نفرح لهذا ويؤسفنا ذلك ولكنها الحرب وتداعياتها فالعراق هى سوريا وهى ليبيا وهى مصر والمغرب والجزائروتونس هى السودان ولبنان واليمن وموريتانيا هى الصومال والأردن هى أفغانستان وباكستان وأندونسيا هى الشيشان والبوسنة والهرسك هى تركيا وفلسطين وإيران وكلهم مهددون وجميعهم على الأجندة الأمريكية الصهيونيةالتى تريد محو العالم الإسلامى من خريطة الأرض كلها
ولذلك نحن لا نفرح ولا يسعدنا ما يسعد الصهاينة
ولذلك ندعو للوحدة والإتحاد والإستعداد لمواجهة الغزو الإستعمارى الصهيونى باقصى سرعة فلن يدع الصهاينة بلدا من بلاد العالم الإسلامى إلا وضربوه وقسموه إلى مقاطعات صغيرة متطاحنة لتكون الهيمنة الكاملة على العالم لإسرائيل
ونعلم جميعا أنه لو كان العراق لا يمتلك سلاحا سوى الحصى والحجارة كانت أمريكا ستضربه وتحتله وقد أعلن وزير الخزانة الأمريكى السابق أن الحكومة الأمريكية برئاسة الصهيونى بوش الأب وليس الأبن الحاكم الحالى قد أعدت خطة إحتلال العراق قبل سنوات من تمثيلية 11سبتمبر الصهيونية ولمن لا يعلم فقد أعدت السلطة الأمريكية الصهيونية قبل أن يصل بوش إلى البيت الأسود المسمى بالخطأ(الأبيض )عدتها وخططها لغزو جميع البلدان الإسلامية دون إستثناء فالإسلام هو العدو المعلن منذ بداية تكوين الولايات المتحدة الأمريكية
ولا تتناسوا أن الهجرات الأوروبية إلى القارة الأمريكية المكتشفة مباشرة بعد زوال الدولة الإسلامية فى الأندلس حملت معها العداء للإسلام والمسلمين ليصبح هذا العداء تراثا يورث عبر الأجيال وأستثمرت الصهيونية العالمية ذلك التكوين العدائى لتقوده وتؤجج نيران الحقد فيه بينما المسلمين حكاما ومحكومين لم يهتموا بالأمر حتى أستفحل الخطر وقفز إلى داخل القلب الإسلامى فسقطت الخلافة الإسلامية وضاعت تركيا التى قادت العالم الإسلامى وصانت أقطاره المختلفة ولم تفرط فى قطعة أرض عربية وإسلامية بل فتحت أبواب أوروبا بنور الإسلام
وللأسف فرح بعض العرب المسلمين لسقوط الدولة العثمانية الإسلامية لأسباب خاصة وتناسوا أن ما يدعونه من ظلم وقع عليهم من العثمانيين لا يمكن مقارنته بما وقع عليهم من ظلم وإظلام بعد ذلك من المستعمرين الذين لا يدينون بالإسلام !
وللأسف زيفنا التاريخ الحقيقى للدولة العثمانية التى قاومت حتى الرمق الخير كل
المحاولات الصهيونية لسرقة فلسطين التى ضاعت بعد السقوط بأيدى العرب
المنتمين إلى الإسلام والذين أعانوا العدوالبريطانى والفرنسى فى قتاله لدولة الخلافة الإسلامية !
نفس الأمر تكرر من جديد بمساعدة العرب المنتمين للأمريكان الصهاينة فسقطت أفغانستان وسقط العراق وسوف يستكمل مسلسل الإحتلال لكل المنطقة العربية والإسلامية إذا ظل حالنا هونفس حالنا السيىء المؤسف المزرى نتعاون مع الأعداء تحت غطاء دعاوى مختلفة ضد أخوة لنا فى الوطن والدين والمصير نظير لقيمات مسممة يقذف بها العدو إلينا فنأكلها لتقتلنا كما نقتل أخواننا بأيدينا وبأيدى الأعداء الدائمين
نعرف جميعا المخطط الأمريكى الصهيونى ومع ذلك لا أحد يفعل شيئا!
وقد أعجبنى أحد الذين لاموننى لدعائى بأن يأخذ الله سبحانه وتعالى الحكام العرب أخذ عزيز مقتدر ومعه الحق فيما ذهب إليه لأنها دعوة بدون فعل دعاء تواكلى إستسلامى مثلها مثل الدعاء الذى يردده بعض الأئمة للحكام أو ضدهم !
ولكن ماذا نفعل ونحن لا نملك سوى التنبيه والتحذير ؟
ماذا نفعل ولا نمتلك القدرة أو القوة لأحداث التغيير الكبير ؟
ماذا نفعل ونحن لا نريد فرض ما نصبوا إليه بالقوة لأنه سيدفع بالأمة نحو المزيد من الإنحطاط والإنقسام والتشرزم؟
فنحن لا نتمنى أن تكون هناك إنقلابات عسكرية يؤيدها المستعمرون كالتى أضاعت الأمة ونهبت ثرواتها خلال القرن الماضى
ولا نريد حكومات عسكرية التى يقودها الجهلاء عادة فيقلبون الحق إلى باطل ويحولون الباطل إلى حق بالكذب ليستمروا فوق كراسى الحكم كما هو الحادث فى العالم العربى والإسلامى
فلقد جربنا الإنقلابات وما يسمى بالثورات ولا علاقة لها بالثورات فى شيىء
والوقت أيضا لا يسمح بمثل هذا الهراء الذى يكرس التخلف فى الأمة المتخلفة !
أيضالا نتمنى ولا نريد أستمرار هذه الأنظمة المتعفنة الخائنة فماذا نفعل؟
تساؤلات لها إجابة واحدة لا غيرألا وهى الإتحاد الإتحاد تحت الراية المنصورة والمنتصرة الإسلام
علينا جميعا كمواطنين ننتمى إلى الإسلام أن نحمل لواء الدعوة إلى إتحاد كل الفصائل السياسية الجماهيرية المختلفة حزبية ونقابية ومهنية و طلابية وعمالية فى جميع بلدان العالم الإسلامى لمواجهة الخطر القاتل المهدد للجميع
علينا أن ندعو للإتحاد ونعمل على تأكيده وتفعيله ولا نستهين بقدرة كل فرد منا على الفعل المؤثر فى إحداث التغيير المنشود وتحقيق هدف الوحدة الشاملة
فهل نتحد وننسى خلافاتنا لنواجه الهجمة الصهيونية فى تلك المواجة التى فرضت علينا سواء نتيجة أفعالنا أو نتيجة إهمالنا صناعة الأفعال ؟
بالفعل المشوار طويل والأمل فى البداية التى لا مفر منها ولا بديل عنها وهى حسم جميع الخلافات الداخلية بين أقطارالأمة الإسلامية وكذلك الخلافات داخل القطر الواحد بأقصى ما يمكننا من سرعة وتوجيه كل امكاناتنا الذاتية لمقاومة العدوان القائم وتعضيد قوى المقاومة العراقية والفلسطينية والأفغانية فى نفس الوقت الذى نقوى فيه عالمنا الإسلامى بكل السبل والوسائل المتاحة فالأمر لا يحتمل التأجيل أو التأخير لترتفع راية الله اكبر فى أرض الله ويسود الدين الحق وتشرق بأنواره ظلمات الأرض من جديد .