محمدعبدالعليم mohamedabdalalim

طالما توجد حياة.. تتولد المشكلات التى ينبغى علينا بذل الجهد فى محاولة حلها والتغلب عليها وتجاوزها ..لنصل الى مانصبو إليه من مجتمع خال من الإرث الطويل لعويل الضعفاء وانين المظلومين ..فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط محمدعبدالعليم

الخميس، أكتوبر 16، 2008

وجدي متولي صاحب قُبلة جيهان السادات:أقبّل يد أمي «جيهان» كل عام أمام قبر السادات عرفاناً بالجميل

حوار مها البهنساوي ١٠/ ١٠/ ٢٠٠٨
35
عاماً مرت علي حرب ٦ أكتوبر.. لم يتكاسل خلالها «وجدي متولي» ضابط المدرعات يوماً عن الذهاب بـ«كرسيه المتحرك» إلي المنصة لزيارة قبر والده ـ علي حد قوله ـ الرئيس الراحل أنور السادات.. وقراءة الفاتحة لزملائه الشهداء.. الإصابة في الحرب أفقدته الحركة إثر شظية في عموده الفقري، لكنها لم تمنعه من عادة حرص عليها منذ عام ١٩٨٢ يبدؤها باستقبال السيدة جيهان السادات أمام المنصة وينهيها بقبلة علي يدها.
«متولي» صاحب الصورة التي نشرتها «المصري اليوم» أمام قبر الرئيس السادات قبل أيام وهو يقبل يد السيدة «جيهان السادات» وتردها بقبلة علي جبينه، تحدث إلينا عن قبلة السيدة «جيهان السادات» وعلاقتها به وكيف تابعت علاجه منذ إصابته قبل ٣٥ عاماً فإلي الحوار..
* انحنت السيدة جيهان السادات لتقبل جبينك ورددت بتقبيل يدها.. (قطع حديثي فجأة وقال: «من فضلك اسمها السيدة الجليلة») وحرص علي أن يعيد هذا اللقب في كل مرة يذكر فيها اسمها ثم أجاب:
ليس غريباً علي «أم الأبطال» أن تقبل أولادها.. فمثلما كان الرئيس الراحل أنور السادات والدنا فهي أمنا جميعاً.
* من لقبها بـ«أم الأبطال»؟
ـ أنا وكل من أصيب في الحرب.
* لماذا؟
ـ لأنها أمنا بالفعل.. فإذا كان الناس أطلقوا علينا «أبطال أكتوبر» فلا يوجد من يستحق هذا اللقب سواها، فعندما جئت إلي المستشفي بعد إصابتي كانت أول من جاء لزيارتي وجميع المصابين، وكانت تحرص علي رؤيتنا يومياً، ولم تتوان في أن تطعمنا بيدها دون أن تستخدم «الشوكة والسكين».
* هل اعتادت علي تقبيل كل المصابين كلما رأتهم في ذكري السادس من أكتوبر؟
ـ بالطبع نعم، فكلنا علي السواء لا تنادينا إلا بـ«أبطالنا»، وهذا يحدث منذ ٣٥ عاماً فمنذ أن أصبت في الحرب وجئت إلي مستشفي القوات المسلحة يوم ١٧ أكتوبر ١٩٧٣.. جاءت إلينا، وارتدت «البالطو» الأبيض مثل الأطباء، ومرت علي المصابين جميعاً وقبلتني في جبيني.. مثلما فعلت مع الجميع.
* صف لنا شعورك وسيدة مصر الأولي في ذلك الوقت تقبل جبينك؟
ـ شعرت وكأن أمي الحنون تشكرني علي ما قدمت لبلدي، وهي بالفعل أم لنا وليس لقباً فقط.
* ما المشهد الذي تتذكره كلما قابلت السيدة جيهان؟
ـ أتذكر الرئيس الراحل أنور السادات عندما قبَّل جبيني بعد إصابتي، ومواقفه الإنسانية معنا التي استكملتها من بعده زوجته.
* احك لنا بعض المواقف التي بدأها السادات واستكملتها زوجته؟
ـ في الذكري الأولي للحرب حرص الرئيس السادات علي تنظيم احتفالية خاصة بنا في حديقة المستشفي، وطلب مني الحضور، ولظروفي الصحية نزلت بالسرير الخاص بي، وبعد اغتيال السادات، أقام لي العاملون بالمستشفي عيد ميلادي فكانت السيدة جيهان أول من حضر وشارك فيه.
* بعد زيارة السيدة جيهان للمصابين في المستشفي وقت الحرب.. هل قابلتها قبل اغتيال السادات؟
ـ نعم.. لأنها صاحبة الفضل في سفري إلي فرنسا لاستكمال علاجي مع مجموعة من الزملاء، بالإضافة إلي أنها لم تتوقف عن زيارتنا بالمستشفي.
* هل تحرص علي الذهاب إلي المنصة كل عام؟
ـ بالطبع، منذ اغتيال السادات لم نجد طريقة للاحتفال بذكري انتصارنا سوي الذهاب إلي المنصة لمشاركة أمنا جيهان في هذا اليوم.
* لماذا تحرص علي تلك العادة التي قد ترهقك صحياً؟
ـ السادات والدنا، وزيارته أقل واجب يستحقه، بالإضافة إلي أننا لابد أن نكون في استقبال السيدة جيهان السادات هناك، لنقبل يدها عرفاناً بالجميل الذي فعلته معنا.
* ماذا تقصد بـ«جميلها الذي فعلته»؟
ـ الجميل ليس فقط زيارتها لنا في المستشفي، وإنما مواقفها الإنسانية معنا، ومنها حرصها الدائم علي الاتصال بنا، ومثال ذلك أنها تدعونا لحضور أفراح أولادها وأحفادها وتستقبلني بنفسها وتصر علي أن تدفع مقعدي المتحرك بيدها.
* من وجهة نظرك.. هل أبطال الحرب حصلوا علي حقوقهم؟
ـ (وهنا فكر كثيراً ثم أجاب بهدوء شديد) اللي بيحب لا ينتظر عطاء من أحد.. وإحنا حبينا مصر وحافظنا علي كرامتها، وحاربنا من أجلها.
* هل لك أمنية تسعي إليها ولم تتحقق بعد؟
ـ كل ما أتمناه أنتظر الحصول عليه في جنة ربي بجوار شهدائنا
الأبرار
=======================
نقلا عن المصري اليوم
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=181718&IssueID=1189منشور