بدون هزار 263زمان الراديو التليفزيون والصحف واختفاء العمالقة
=================
بقلم : محمد عبد العليم
---------------------
لولا الراديو ..ما عرف الناس قيام ثورة يوليو 1952 وان الملك فاروق غادر مصر .. فالثورات والانقلابات كانت تعلن عبر الراديو الذي انتهى زمنه وراح لكن قلائل جدا غالبا من كبار السن مازالوا يستمعون إلى البرامج الإذاعية ..فالتليفزيون والانترنت والتليفون المحمول بإمكانياته المتعددة ..أخذوا الناس من الإذاعة ..فلا نرى شخصا يحمل الراديو كما كان يفعل المصريون في الستينات من القرن الماضي و بداية سنوات الانفتاح والعودة من ليبيا والعراق بأجهزة التسجيل والراديو كبيرة الحجم التي كان يحملها البسطاء ويمشون بها في خيلاء بشوارع القاهرة والمدن والقرى راح زمن الراديو ..واختفى من المقاهي ..واكتسحت الفاتنات بجمالهن التليفزيون ..ومع ذلك إذا لم يعجبك المسلسل التليفزيوني أو نشرة الأخبار ..تحولت إلى قناة أخرى لترى ما يعجبك ..فان لم تبهرك أي قناة من القنوات الأرضية والفضائية ..أغلقت التليفزيون .. ومعك حق ..ولا أحد يستطيع لومك ..أنت حر ..تفعل ما تشاء ..وهو نفس ما تفعله مع الصحيفة أو المجلة التي لا تعجبك ..فلا شيء فيها يشدك ويربطك بها ومعظم الصحف والمجلات رغم المنافسة الحامية .. تحارب نفسها بنفسها .. دون أن تدري .. وتنفر القراء منها ..فالخطوط صغيرة والأسعار كبيرة ..ولا علم ولا ثقافة ولا تاريخ ولا فن ..فقط كلام في كلام ..لا أول له ولا أخر ..كالطحن بدون دقيق ..أي بلا فائدة اختفى العمالقة ، وظهرت الفسافس ، ونمت وتجرأت الصغار على احتلال أماكن الكبار ..والكتب القيمة لم تعد تجد من يشتريها الدنيا تغيرت وتبدلت احوالها ..ولم تعد كما كانت زمان في عصر المليم والقرش والجنيه الذهب الذي كان ارخص من الجنية المصري الورق كانت الجريدة بعشرة مليمات ..يعني تشتري مائة صحيفة بجنيه واحد ..ولم يكن بمصر سوى ثلاث جرائد يومية فقط ..ومدير التحرير كان اسمه يوضع فوق أسماء رؤساء التحرير .فهو المهم والاهم .
.هكذا كان الأستاذ محمد التابعي مدير التحرير في الأخبار اسمه فوق أسماء الأساتذة جلال الدين الحما مصي ، وعلي أمين ، وكامل الشناوي ، ومحمد زكي عبد القادر ، ومصطفى أمين ..خمسة من فطاحل الصحافة المصرية عبر تاريخها ..كانوا كلهم رؤساء لتحرير صحيفة واحدة في وقت واحد
هل نجد شجعانا يعملونها اليوم ؟
=========
كلام هزار
========
قال لي : لماذا اختفى العمالقة من حياتنا ؟
قلت له : بالعكس فالعمالقة ازدادوا ..فالأسعار عملاقة ، والمباني عملاقة ، والمصائب والكوارث عملاقة ، والمزروعات تعملقت وكبر حجم الخوخ والمشمش والخيار ..فقط الذي أصبح صغيرا وضئيلا هو الإنسان
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home