بدون هزار
262
========
الهجرة لمصر
========
بقلم : محمدعبد العليم
----------------------
إذا ضاقت الدنيا على احد فى كافة أنحاء العالم وأوصدت أمامه أبواب الرزق أو غضب عليه الحكام لمعارضته للحاكم و لنظام الحكم..حمل رحاله ..أو سار بدون رحال.. مهاجرا من بلاده متوجها إلى أم الدنيا مصر.. الثرية القوية المفتوحة أبوابها وأحضانها لكل الناس من جميع الأجناس والأديان ..فعاش فيها اليهود والمسيحيون والمسلمون أخوة ..وتساوى الغريب .. ابن البلد لا فارق بين احد إلا بالعمل والعطاء والجهد المبذول وأتاح المجتمع المصري المفتوح الفرصة أمام المهاجر القادم لمصر للسمو بمكانته الاجتماعية والعلو لمكانه يصلها عبر الحراك الاجتماعي المسموح به من أوسع الأبواب في ظل روح التسامح السائدة فجاء الشوام والمغاربة والأفغان والعراقيون والتوانسة والأوزباكستانيون واليونانيون والألبان والأتراك والفرنسيون والانجليز أيضا ... جميعهم انتشروا ومعظمهم ذابوا في النسيج المصري المذيب للاختلافات الإنسانية اللغوية والدينية واللونية فمن لم يجد عملا فى بلده وجد عملا ومقاما ومكانه في مصر.. ولم يعد أحد إلى بلاده وانصهر الجميع مع المصريين الشوام ادخلوا لمصر الصحافة والمسرح والسينما ..واليونانيون انشغلوا بالفنادق والمقاهي ومحلات البقاله .. ورغم العداء اليوناني التركي إلا أنهما تصالحا على ارض مصر وتحول التركي إلى مصري واليوناني كذلك والفلاح المصري ظل متمسكا بأرضه حريصا على ملكيته لها واستمر محافظا عليها.. مهما واجهته النكبات والنكسات ..متيقنا بان التخلص من الأرض الزراعية بالذات يجلب العار... الذي يلتصق بشخص البائع لأرضه لسبب أو لأخر.. فلا غفران للبيع..مهما كانت الأسباب فكلها مرفوضة وتغيرت الأحوال وتبدلت المعتقدات والعادات وتنازل المصري عن بعض إن لم يكن معظم إرثه واقبل على البيع بحثا عن الهجرة إلى بلد أخر ..والغريب أن البلدان التي احتضنت مصر القادمين منها فى الماضي ..ترفض غالبا دخول المصريين إليها وبعضها يأبى دخولهم خوفا من العدوى بفيروس سي .. المصريون حتى البحر لا يدعهم يهاجرون !
===========
كلام هزار
========
قال لي : مصر أم الدنيا .. فمن هو أبوها الحقيقي ؟
قلت له : ما زال البحث جاريا عمن فعل تلك الجريمة ..
ويتردد أن أحد المقبوض عليهم نتيجة التعذيب أعترف بأبوته لها .
لكن .المشكلة أن الدنيا نفسها ضاعت
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home