،و تنتحر النسور العجوز والهرمة بإلقاء نفسها من ارتفاع شاهق
لتسقط على قمم وسفوح الجبال والوديان لتتحطم ولا نعرف السبب
وينتحر المصريون أيضا بالهجرة إلى القاهرة المختنقة بأهلها وبالزائرين
ليختنقوا فيها ويموتوا سعداء أو تعساء ..سيان
فقد مرضت القاهرة وتورمت واتسع الورم ..
وخوفا من الاعتراف بالمرض ومواجهته وتزييفا للحقائق أطلقوا عليها القاهرة الكبرى بدلا من القاهرة المتورمة ..
والتصقت نتيجة التورم المرضى المسمى بالتوسع الأفقي الذي يأكل الأخضر واليابس بغيرها من المحافظات فازداد الاختناق القاتل وغطت العاصمة سحب الدخان الأسود والتراب المتساقط عليها من عواصف الصحراء ومن تل المقطم الذي كان يحميها من هجوم الغزاة ..فماتت ونحاول أن نخفي موتها بالكذب وبالوهم وبالحفر وبالأنفاق والكباري الإسمنتية والمباني الخرسانية الشاهقة التي تحولت إلى جبال بلا جمال
وأنا اهرب من جبال الاسمنت والخرسانة المسلحة التي يدعي البعض أنها دليل التمدن وفخر الانجاز والتقدم والإعجاز
واعشق التجوال في أحياء وشوارع وحواري وأزقة القاهرة القديمة بأسوارها المتكسرة وبيوتها الحجرية المتآكلة التي تؤكد أن العاصمة كلها القديمة والمتورمة عجوزا متهالكة مكسورة العكاز موضوعة على جهاز التنفس الاصطناعي بعدما انتهى عمرها الافتراضي من زمان ..
ولم يحافظ سكانها على حياتها وحياتهم فقتلوها أو نحروها لينتحروا معها ..
وربما تشير إلى ذلك حارة القتيلة إحدى الحارات الداخلية بمنطقة باب الشعرية إحدى اكبر المناطق ازدحاما بالسكان على مستوى العالم
سكان القاهرة القتيلة بفعل فاعل ..خائفون ..صامتون ..لا يبلغون عن القاتل المحترف للعاصمة
قاتل القاهرة هو الحكومة الحالية والسابقة
وكل حكومات مصر شاركت وشاركناها نحن أيضا في جريمة القتل ..
ومع ذلك لا نريد الاعتراف بالقتيلة لدفن الجثة ونهيل عليها التراب
القاهرة كلها ..هي حارة القتيلة ونحن القتلة المنتحرون
========
كلام هزار
========
قال لي : هل يمكن عودة قاهرة المعز جميلة وشابة كما كانت ؟
قلت له : القاهرة مثل الفنانة الشهيرة العجوز
التي لا جدوى من جراحات التجميل
التي تجريها كل عام .
.فكل ما فيها تآكل وفسد ..ثم ماذا تفعل الماشطة في الوجه العكر ؟
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home