محمدعبدالعليم mohamedabdalalim

طالما توجد حياة.. تتولد المشكلات التى ينبغى علينا بذل الجهد فى محاولة حلها والتغلب عليها وتجاوزها ..لنصل الى مانصبو إليه من مجتمع خال من الإرث الطويل لعويل الضعفاء وانين المظلومين ..فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط محمدعبدالعليم

الخميس، ديسمبر 15، 2005

علماء امتى اين هم؟


هل لا يوجد غير يوسف والى لزراعة مصر ؟
المؤامرات واضحة ومعلنة ولم تعد مستترة!
علماء أمتى أين هم؟ و ماذا فعلنا لمواجة المؤامرات؟وما جدوى الجامعة العربية البريطانية؟
القرآن الكريم والسنة النبوية العلاج الشافى للخروج من المأزق
قمة التهريج السياسى الحكومة تشكو من الشعب !


بقلم: محمدعبدالعليم

كلما قرأت شيئا من تاريخ الأمة الإسلامية وقارنت الماضى السعيد المجيد بالحاضر البليد ملأ جوانحى الأسى والأسف ووجدت صدرى يتفجر غيظا من الألم حزنا على واقع أمتى وتتحول نبضات قلبى إلى ضيق وحنق ومن ثم إلى ثورة مكبوتة مكتومة ترفض هذا الواقع المؤلم فأصرخ وأثورفتنطلق صرختى وثورتى أحيانا فى نخاشيش الضلوع فتتهشم وترتدالثورة الى القلب الموجوع والعقل المفجوع والحزين المتأثر بما أصاب أمتى العربية والإسلامية من بلايا وكوارث ومصائب جمة ناجمة عن الجهل والكسل والخنوع والإستسلام المصاحب للدعة والعيش على الأوهام بلا أفعال جادة تنتشلنا من مذلة الحياة الخاملة المستقرة و المستمرة باعتمادنا الكامل على ما يجود به علينا غيرنا وخاصة من الأعداء الذين لا يريدون لنا الخير طالما نتمسك بالإسلام الداعى إلى التخلص من الخمول والكسل والرافض للذل والخنوع و المطالب المؤمنين بالعمل و بالتسلح بالعلم و بأسباب الرفعة و العزة والقوة والمنادى بالثورة على الظلم والقسوة فى مواجة الطغاة القساة المعتدين
ولذلك فالمسلمين بفضل نعمة الإسلام عليهم لا يستسلمون لعدو مهما كانت ضخامة قوته وحجم جبروته وتسلطه ولا يبتهجون بالوهم مهما كان جميلا ولايرتضون ذل العيش فالمسلم لا يعيش ذليلا ويرحب بالشهادة ترحيبه بالحياة لنصرة الدين القيم
و لكننا للأسف نسينا كل التعاليم الإسلامية و أرتضينا أن نعيش عبيدا للأعداء فى ظل مباهج التكنولوجيا الغربية والشرقية المتاحة للأمة العربية والإسلامية بالإستيراد والتسول للمعونات المشروطة التى تعنى التحكم فى إرادتنا،وتقتضى التبعية لمن لاينبغى أبدا أن نكون تابعين لهم ، وتكرس فى وجدان الأمة الجهل والكسل والخنوع والرضا بالواقع المؤلم
فإذا أفقنا ونادرا ما نفيق و حاولنا الخروج من قاع هذا المستنقع سرعان ما نتراجع عن المحاولة ونستسلم للواقع الذى نعيشه بالرغم من سوء واقعنا كنموذج حى للتخلف
وأن كان البعض يرجع ذلك ( أستخفافا بالعقول أحيانا أو أستسهالا للقول المغلوط فقط ) إلى المخططات الإستعمارية والمؤامرات الأجنبية وهى جد صحيح فالمؤامرات واضحة ومعلنة ولم تعد مستترة!
ومع ذلك فأن كان للمؤامرات جزءا من الدور المسبب للبلايا التخلفية إلا أنة ليس الجزء الوحيد المسئول عما تعانى منه الأمة فنحن شاركنا فى المؤامرات على أنفسنا عندما تخلينا (سواء بأرادتنا أو تحت تأثير الضغوط الخارجية التى كان يجب أن نرفضها ونقاومها) عما يجب علينا القيام به كمسلمين و كمؤمنين وكبشر حبانا الله عقولا ،وطالبنا بأن نستخدمها لا أن ننساها ونهملها مثلما أهملنا الإعداد للمستقبل،والاستفادة من تجارب الماضى التاريخية التى لم نتعلم منها بالرغم من التيه والفخر الدائم بتاريخ أمتنا ووصفه بالمجيد قبل أن تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية الصهيونية فى صناعة ووضع المناهج الدراسية العربية لتزييف الوعى بهذا التاريخ فى ظل رعاية المستسلمين من قادتنا الخانعين لأوامرالصهيونية ونواهييها !
وماأكثر الكتب والدواوين المطبوعة والندوات والمحاضرات المذاعة والمنشورة والمؤتمرات الشهرية والسنوية المشيدة بهذا التاريخ المجيد والتى نكتفى بها ولا نستفيد من مدلولها التاريخى فى حياتنا المعاصرة
ذلك التاريخ الذى لا فضل للعرب المعاصرين فيه
فهم لم يصنعوه ولم يشاركوا فى خلود ه بل لم يحافظواعليه وعلى سجلات أمجاده
والأدهى والأمرأنهم يبذلون جهودهم لتشويهه ومحوه أرضاء لإسرائيل وأمريكا وإن سمحوا لأنفسهم بحق الأحتفاء به بالحق أوبالباطل فما أقل ما يصنعونه اليوم وما أصغر ما يشاركون فيه!
فاذا كان المداد المراق على الأوراق والدماء التى تسال أحيانا لتأكيد مساهمة الأمة العربية والإسلامية فى الحضارة العالمية قد فاق حد التصور وهى مساهمات صحيحة غير كاذبة ولا يمكن انكارها بحال من الأحوال مهما حاول البعض تزيف تاريخ الأمة الراسخ المجيد فما الذى دفع هذه الأمة إلى حضيض الحضارات،وأوقع بها فى فخ الهزائم والنكسات والنكبات وقهقرها الى موقعها الحالى فى ذيل الأمم وأصابها بالكثير من الأمراض والعلل؟
بالتأكيد ليس الإستعمار وحده ولا المؤامرات أيا كان نوعها فقط هما السبب. .!
فهل هناك خصائص ما هى المسئولة عن ذلك أو صفات خاصة أو افعال معينة داخل أمتى هى المسببة والمتسببة فيما هى فيه من بلاء؟
بالتأكيد فى داخل جسد الأمة الكثير من الأمراض المتوطنة والميكروبات والجراثيم المتمكنة والكامنة داخل خلايا الجسد المتداعى تحت ضربات نوبات المرض الذى فعل بنا ما فعل دون محاولة جادة منا لبذل الجهد مجرد الجهد المطلوب من المريض لتلقى العلاج الموصوف للقضاء على المرض
والعلاج الموصوف يعرفه كل مسلم ومسلمة منذ أن شرف الله سبحانه وتعالى الأمة الأسلامية بشرف الأنتساب للإسلام
ففى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العلاج الشافى من كل داء يصيب المسلمين ولكننا نسينا وما أكثر حالات النسيان الملازمة للأمة التى يجب عليها ألا تصاب بالنسيان
وكيف تصاب بالنسيان وهى الأمة المكلفة بتذكير الأمم والشعوب وهى الأمة المسئولة عما يعانية الإنسان فى كل مكان على الأرض من مشقة وعنف وعدوان بتقاعسها عن تقديم الترياق الوافى الشافى وتبيين حقيقة التركيبة الدوائية العلاجية التى جاء بها الإسلام لعموم بنى البشر المتمثلة فى القرآن الكريم والواضحة والموضحة فى سنة أشرف الخلق كلهم محمد رسول الله وخاتم النبين ليعم الخير العالم وينعم البشر بالأمن والسلام
نعم أمتى العربية الإسلامية هى المسئولة فهى التى فرطت وهى التى تهاونت وهى التى أستسلمت للمرض العضال فأضحت على ما هى عليه اليوم من هوان وبؤس وانحطاط !
فالمؤامرات وحدها لا يمكن ان تفعل بنا ما نفعله نحن فى أنفسنا !
فهل الإستعمار والمؤامرات هما المسئولان عن أرتفاع نسبة الأمية بين أبناء أمتى وهى أمة الشعر والخطابة،وحاملة مسئولية توصيل رسالة السماء الخالدة الى عموم الناس ؟
هل الإستعماروالمؤامرات يمنعان أمتى من الاهتمام بالعقول التى تحملها الأبدان وتحول دون التفكرو التدبر؟
بالطبع لا
فالإسلام يدعوا ويحث كل مسلم على التفكر والتدبر
ولاتوجد قوة مخلوقة على الأرض تستطيع منع الناس من إعمال الفكر والتدبرسوى الجنون أ و الموت
فقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بنعمة العقل الحر الذى يهيمن تماما على حركته فى الحياة ولا سبيل للسيطرة عليه إلا بموافقته ورضاه التام ففكره حردائماإلا إذا أرادهو تغييبه!
ولم يحدث عبر التاريخ الإنسانى أن أستطاع إنسان مهما أوتى من قدرة السيطرة على فكر إنسان أخر والتحكم فيه إلا فى روايات الخيال العلمى
وإن كان البعض أحيانا يحاول السيطرة على أفكار الأخرين بطرق مختلفة لعل أبرزها الإعلام بوسائله المتعددة إلا أن هذه المحاولات مهما تملكت من وسائل لا يمكنها منع الإنسان من التفكر والتدبرالحروتبادل الأفكار مع الآخرين بل أن محاولة المنع أو السيطرة على التفكرالتى تبذل فيها الأنظمة المستبدة والديكتاتورية الوطنية منها أو الإستعمارية معظم جهدها تؤدى فى النهاية إلى المزيد من النشاط الفكرى عند المواطنين وتدفع بهم إ لى إعمال الفكرلمواجهة التحدى ومن ثم صدق العزيمة التى تؤدى إلى العمل الدءوب ،والكفاح المتواصل الموصل دائما لنتائج باهرة لم تكن متوقعة ممن ظن أنه تم السيطرة عليهم وغسل عقولهم!
ولقد برهن الشعب العربى بالرغم من تفشى الأمية بوقفته ضد العدوان على العراق الذى تم إحتلاله على أن محاولات غسل الأدمغة بواسطة الإعلام الموجه لم تفلح ولم تنجح فى تحويل العقول إلى آلات صماء لا تفكر و تستجيب لضغوط الإعلام السلطوى المؤيد لأحتلال العراق وغير العراق!
هذه الوقفة من الشعوب العربية وتظاهراتهافى المدارس والجامعات والمصانع والشوارع والميادين هى التى أجبرت الحكومات وأجهزة الإعلام على التراجع فى بعض مواقفها المخزية لتتوافق على استحياء مع الفكر الشعبى وهذه الوقفة التى فوجئت بها الأجهزة الحكومية العربية المتواطئة مع المستعمر الأمريكى هى التى تؤكد أنه من المستحيل السيطرة على فكر الإنسان الطبيعى
فما بالك بالإنسان المسلم المتمسك بإسلامه ذلك
الإنسان لا يمكن السيطرة على عقله إلا بالأقتناع!
ولذلك فتحرر العرب والمسلمين من كل مثالب التخلف سيتحقق رويدا رويدا بالفكر والعمل القائم على الإيمان وسيعود العرب بالإسلام خلال سنوات معدودات كما كانوا يحملون مشاعل النور والحكمة من جديد إن شاء الله سبحانه وتعالى
ولنا فى التاريخ الذى كنا نتيه به ونفتخر آلاف الأدلة والبراهين على إن إعمال الفكر المتبوع بالعمل الذى دعانا إليه الله وحثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى فى أسوأ المواقف الحياتية التى تواجه الإنسان كانت نتائجه مبهرة فى تقدم الأمة الإسلامية وعلو كعبها على باقى الأمم سواء فى مجال الأكتشافات العلمية التى أضافت الكثير من المعارف الإنسانية فأفادت جموع البشر وأنارت دجى لياليهم أوفى حركات التحرر التى قادتها الأمة عبر العصور وماتخللها من حروب دفاعية أو هجومية ،ومعارك قانونية ودبلوماسية شحذت خلالها أمتى العربية والإسلامية عقولها كل عقولها النخبوية والعمومية وعضلاتها عملت بعقولها فتحقق لأقطارهاالمجد وتمتعت بالرفعة و الإستقلال والحرية التى لم تدم طويلا عندما تهاونت فى التمسك بتعاليم الإسلام الذى رفعها من حضيض الظلام إلى جنات النور!
ومن أسف أنها بعد ذلك توقفت عن الفكرالسديد وعن الفعل الرشيد،وأكتفت بردود الافعال البليدة الغبية البطيئة فلم تسهم فى مد البشرية باسهامات ذات معنى أوجدوى
أو فائدة تصلح لحل المشكلات التى تواجه الإنسان المعاصر فى النواحى العلمية والعملية ،وركنت الى خمول طويل معتمدة على ما يمدها به العالم الغربى الإمبريالىالإستعمارى الذى يوصف بالعالم المتمدين( وما هو كذلك ) من تكنولوجيا حديثة مقابل دفع ثمنها من خيرات الأرض العربية الإسلامية... كالبترول الذى لافضل للعرب المعاصرين فى تواجده فى باطن أرضهم.!
والمصيبة الكارثةأن العرب لا يستطيعون إستخراجه وحدهم ولابد من اللجوء إلى المستعمر القديم والجديد ليستخرج لنا ماهو تحت أقدامنا(أمر مؤسف ومحزن ومخزى)
ومع ذلك نتحجج بالمؤامرة فقط وكأننا لا نشارك فى تفعيلها بأصرارنا على التمسك بنفس الأوضاع ونفس الشخوص التى أوصلتنا إلى ما نحن فيه من تخلف وتراجع وهوان ومذلة وإنكسار وتبعية كاملة للعدو الظاهروالذى لا يخفى العداء ويجاهر به
و لذلك أصابنا الفشل يتلوه الفشل بأبتعادنا عن الدواء الأكيد المفعول والمجرب وهو القرآن والسنة النبوية المشرفة
حتى فى الزراعة التى هى حرفة معظم أبناء الأمة تراجعنا فى مضمارها وتستعين مصر (على سبيل المثال) بالإسرائيليين ليزرعوا الطعام للمصريين!
فهل توجد بلوى حدثت أكبر من ذلك فى التاريخ المصرى منذ عصور الفراعنة أو حتى قبل عصورهم؟
وخرج علينا مؤخرا يوسف والى وزيرالزراعة المصرى(أخبار اليوم الحكومية المصرية يوم15/11/2003) ليقول مطمئنا المصريين على غذائهم الرئيسى من القمح: بأن الإنتاج الأمريكى من القمح أرتفع إلى 63.6 مليون طن خلال الموسم الحالى بدلا من 44.1 مليون طن الموسم الماضى بزيادة قدرها19.5 مليون طن
سيقول قائل: ومالنا بزيادة أو نقصان الإنتاج الأمريكى من القمح؟
والحقيقة المفجعة تؤكد أن مصر تعتمد تماما فى غذاء شعبها على القمح الأمريكى الذى يزرع بجوار المفاعلات النووية الأمريكية ليمتص التسربات الإشعاعية من التربة الأمريكية ويمنع وصولها للمدن والمناطق السكانيةالأمريكية لحماية المواطن الأمريكى من خطر الإشعاع الذرى
هذا القمح يخصص لدول العالم الثالث ومصر تنتمى إليه ولا أهمية لصحة المصريين ولا أهتمام بهم من السادة الوجهاء الحكام الوزراء والكبراء فصحتهم تزيد قلق الحكومة حيث تشكو السلطة المصرية فى تبجح غريب وعجيب من زيادة عدد أفرادالشعب المصرى !
والسؤال الذى يجب توجيهه لهؤلاء: هل أحد من المصريين جاء بكم لتحكموه؟
أم أنكم كلكم جميعاولا نستثنى منكم أحدا قد جثمتم بليل على الشعب فورثتموه عنوة وبدون حق وحكمتموه غصبا بالحديد والنار والرعب بأسم الثورة والثوارفأصبح الشعب عبيدا وأنتم فقط الأحرار؟!
أتركوا شعب مصر ليحكم نفسه بنفسه ودعوه ليختار حكومته ودستوره وقوانينه الإسلامية التى عاش فى خيرها سنوات عزه وعزته وكرامته متمتعا بحريته كأنسان طالما أنكم لستم بقادرين على تلبية إحتياجاته بدستوركم وقوانينكم المستمدة من قوانين الغاب الإستثنائية المسماة بالطوارىء !
ثم هناك سؤال أريد الإجابة عليه من أحد السادة الأجلاء الأفاضل من خدام الحكام الذين جاءوا من الفضاء الخارجى وتفضلوا وتنازلوا وأرتضوا حكم مصر وشعب مصر الذى يتزايد كما يدعون مليون مواطن سنويا
والسؤال هو أيهما يحق له الشكوى من الآخر الأغلبية وهم الشعب كله أم الأقلية وهم الحكومة وبطانة الحكم الذين يأكلون ويلبسون ويفعلون مايفعلونه بأموال الأغلبية التى يشتكون من وجودها ويسومونها سوء العذاب ببطالة الأبناءإلى ما بعد سن الأربعين وحرمانهم من الحصول على فرصة للعمل فى بلادهم فيتشردون ويتسكعون فى الشوارع والحارات بينما جميع أبناء العظماء الوزراء والمسئولين والأقارب والمقربين من السلطة يعملون ويحتلون كل الوظائف التى لاحق لهم فيها تحت أى معيار علمى أو قانونى أو أخلاقى
وتفتح لهم ابواب وخزائن البنوك ليغترفوا منها ما يشاءون دون حاسب أو رقيب
ويكفى فضيحة أن العام الماضى فقط سرق المحاسيب وأعضاء ما يسمى بالحزب الوطنى 22مليار جنيه من البنوك هذا ما أعلنت عنه البنوك
فكم سرق من الوزارات والمؤسسات والهيئات المختلفة غير البنوك؟!
وليقل لى أى مسئول من المسئولين الذين أبتلانا الله بهم هل أبنه أو أبن أى أحد من أقاربه لم يتم توظيفه فى وظيفة راقية تدر عليه أكثر مما يستحق بكثير؟
فالوطن المصرى فى العصر الحالى الذى سيؤرخ له المؤرخون بأنه عصر الفساد والإفساد بعد أن أصبح عزبة فاسدة مفسدة يملكها كل مسئول هو وعائلته وأقاربه وأقارب أقاربه ومعارفه ومعارفهم يفعلون فيها ما يروق لهم تحت شعار الطهارة المعكوس!
أما أفراد الشعب البسطاء فمهما تعلموا ومهما حصلوا على شهادات علمية ومهما أكتسبوا من معارف ومهارات فلا قيمة لهم
وليشكروا أهل الحكم من الجبابرة الطغاة لأنهم يتكرمون و يسمحون بترك الشعب يسير فى الشوارع والحارات على غير هدى أو بحثا عن عمل أى عمل أويقف فى طوابير الخبز المصنوع من بقايا ونفايا القمح الأمريكى المشع والذى خلطه المسئولون بأعلاف الحيوانات المستوردة أيضا!
فليشكروا أهل الحكم الذى لا يلقى بأفرادالشعب فى غياهب السجون والمعتقلات ولا يطلقون عليه رصاصات الرحمة التى تطلق ظلما على الخيول المسنة.
أشكروا أهل الحكم الذى يصبر على أفراد الشعب الذين يعكرون صفو حياة السادة الأجلاء أحفاد و أبناء السادة العظماء الحكام فأفراد الشعب بأشكالهم ووجوههم المكفهرة والمصفرة بسبب اصابتهم بفقر الدم من سوء التغذية ونقص الفيتامينات يعكرون صفو أهل الحكم
أفراد الشعب يفسدون بهجة السادة الحكام لأن أفراد الشعب من غير اللصوص لا يأكلون الكفيار ولحم النعام وفقط يتناولون الفول ومنتجات الفول ولا يستحمون فى بلاجات فرنسا ولا يعرفون ماهى الساونا ولايغيرون ملابسهم الرثة فى اليوم خمس مرات أو أكثر كأولاد الوزراء والكبراءالمتجبرين المفسدين فى الأرض
أبناء الشعب الذين يعكرون صفو حياة الكبراء وجوههم كئيبة ولاتعرف شفاههم الأبتسام ولا القهقهة فليس لديهم أفراح أو أمال أو أحلام !
وكيف يفرحون أو يأملون أو يحلمون أو حتى يتوهمون وأهل الحكم يكتمون على أنفاسهم وينهبون ثرواتهم ؟
أبناء الشعب الفقراءالعاطلين الشرفاء هؤلاء يمثلون الكابوس المرعب للحكام الظالمين ولذلك يطالبونهم بالكف عن الإنجاب تماما كمطالبة الإسرائيليين من الأسر الفلسطينية بالكف عن الإنجاب!
وهل وجد الشعب المصرى شيئا آخر غيرممارسة الإنجاب ليفعله ؟
شعب ممنوع من ممارسة الكلام فى السياسة سواء فى المدرسة أو الجامعة أو المصنع المعروض للبيع أو الشركة التى فى طريقها للخصخصة!
شعب محرم عليه المطالبة بأبسط حقوقه الإنسانية
شعب مسلوبة منه إرادته بالقوة والقهر والتسلط
شعب ممنوع عليه أختيار حكامه ماذا يفعل؟
حتى الفعل الوحيد الذى يمارسه المصرى بحريةأحيانا تحاول الحكومة منعه وحرمانه من حريته!
والسؤال الذى يجب ان يوجه لمن يطالبون بخفض أعداد السكان فى مصر ويصرون على ذلك وينفقون من الأموال التى لو وجهت إلى تشغيل العاطلين من شباب الخرجين منذ عام1985لأختفت جيوش البطالة ولتقدمت مصر بعض الشىء بدلا من تخلفها فى كل الأشياء ما عدا المساخر التليفزيونية التى ينفق عليها هى وحدهاأكثر من 4 اربعة مليارات جنيه سنويا أضافة إلى المسروق سنويا وشهريا ويوميا(مرة أخرى أذكركم بأنه خلال العام المنصرم عام 2003 سرق الصوص الكبار 22مليار جنيه) فى الوقت الذى تخصص فيه الحكومةالتى ترعى مصالح الشعب المسروق والمنهوب مبلغ لا يتجاوزعادة 8 مليارات جنيه سنويا فقط لوزارة الصحة تشمل مرتبات العاملين فى الوزارة والمستشفيات من اطباء وعمال وموظفين وما يتبقى من المبلغ فيصرف بعضه لعلاج المرضى من أفراد الشعب المصاب غالبيته العظمى بأمراض سببتها الحكومة عن طريق الأغذية النباتية والحيوانية الفاسدة المهندسة وراثيا والمهرمنة والمسرطنة التى تسمح بتداولها فى الأسواق
أى سفه هذا الذى تعيش فيه مصرناالمنكوبة بحكومات غير صالحة لحكم مطعم من مطاعم الكشرى؟!
لماذا تطالبون الشعب بالكف عن الإنجاب ؟
هل أفراد الشعب البسطاء هم الذين يسرقون فتخشون أن ينجب هؤلاء من يتعتول فى السرقة والسطو ؟
هل هم اللصوص الذين سرقوا و يسرقون خيرات مصر وأموالها وذهبوا ويذهبون بسرقاتهم إلى بنوك سويسرا وفرنسا وأمريكا وبريطانيا لذلك تطالبونهم بعدم الإنجاب ؟
هل هم الذين خربوا ودمروا الزراعة والصناعة المصرية فتدعونهم للكف عن الإنجاب ؟
هل هم الذين خانوا العهود والمواثيق التى أقسمتم أمامهم وأمام الله بالحفاظ عليها فيجب عليهم الإمتناع عن الإنجاب؟
ألم تشاهدون الهول الذى يواجه أسيادكم الأمريكان فى العراق بسبب تعداد شعبه؟
فلنفترض أن عدد الشعب العراقى مثل عدد الشعب الكويتى أو البحرينى أو الإماراتى
هل كنا سنرى كثافة حجم المقاومة التى نراها فى العراق ؟
أنا لا أقلل من قيمة الشعب الكويتى أو البحرينى أو الإماراتى ولكن فقط أدلل على حجم المقاومة لخطر الغزو الأجنبى العسكرى لبلد من البلدان فتعداد الشعب تتيح للأمة فرصة أكبر للمقاومة وزيادة السكان مهما كانت مصاعبها فلها من الفوائد التى لا يمكن حصرها فى هذا المقال ونكتفى بأشارة إلى أن مصر من البلدان المستهدفة من الإستعمار الأمريكى الإنجليزى الصهيونى ويهمهم فى المقام الأول إنخفاض عدد المصريين قدر الإمكان بكافة السبل والوسائل والمؤامرات أيضا على صحة وخصوبة المصريين!
وللتأكيد على أننا نتأمر على أنفسنا بأكثر مما يتأمر علينا الأعداء!
نتساءل معاعما فعله المفكر الذى تصنعه الأجهزة الحكومية العربية إذا كان فى هؤلاء المصنوعين بالكذب الإعلامى مفكرين؟
والجواب يؤكد
إنة مازال يفكر ويفكرلصالح الحكومات حتى نسى إنه يفكر ويفكرلصالح الحكومات (مع الإعتذار للمسرحية الهزلية) !
والمفكرون الحقيقيين فممنوع عليهم الظهور ومحرم عليهم الكلام لأنهم يمثلون الخطر على الحكومات العميلة للعدوفأفكارهم تفضح العملاء والخونة وتكشف مخططاتهم ضد الأمة.
الأنظمة الخائنة تريد فقط المفكر التابع المتعاون والمتهاون الذى لا يتبع الفكر بالعمل ولا يطالب أبناء أمته بالعمل فالكل يفكرويفكر والجميع أيضا ينتظرون العمل والإنجاز من الغير وهنا المصيبة الكبرى الملازمة للعرب والمسلمين الذين تناسوا قول الله سبحانه وتعالى (وقل أعملوافسيرى الله عملكم ورسوله والممؤمنون....)
العرب ينتظرون أن يعمل غيرهم ويتسولون هم الناتج فصاروا عالة على غيرهم وباتوا كما مهملا مذموما مكروها من معظم أهل الأرض لأنهم أهملوا أوامر رب الأرض ووضعوا خلف ظهورهم رسالة السماء!
ثم ماذا قدم الكتاب الذين صنعتهم الأجهزة الحكومية والإستعمارية الصهيونية ليكونوا كتابا بالكذب للعرب والمسلمين؟
هم يكتبون ما يملى عليهم من اسيادهم ليثيروا بعض القضايا التى تتعمد تغييب عقل الجماهير وتصرفهم وتبعد أنظارهم عن واقعهم المؤلم المصنوع بعناية ورعاية الحكام التابعين المستسلمين لعنهم الله
كتاب السلطة يكتبون بالأمر ويتكلمون بالأمر ولا يهتمون إلا بمناقشات عقيمة حسمها الإسلام ولم يتركها لمثل هؤلاء الذين يفجرون النقاش حولها بالأمرأيضابما يخالف الإسلام وكلهاتدور حول الجهاد( المتوقف) فيصفونه بالإرهاب
والربا الذى( يتعاملون به)ويصفونه بالفوائد ،والزكاة التى( لا يؤدونها ) ويكتفون بالضرائب التى يتهربون منها ،وحقوق الرجل التى( أضاعوها) ،وغبن المرأة التى( هيمنت وتحكمت وتجبرت ففجرت)،والطلاق وتعدد الزوجات (والشاب العربى لا يمكنه الزواج فهو لا يملك شيئا ) ،والخلع ( ليتهم يجدون قانونا يتمكن من خلاله الشعب العربى من خلع حكوماته المتسلطة عليه)
ويناقشون فى مؤتمراتهم الموسمية التى تجهز لها الأجهزة الحكومية موضوعات عقيمة كالإيمان أو عدم الإيمان بفكر بعض الفرق وغيرها من النحل التى أندثرت ولم يعد لها وجود ويتناقشون ويتحاورون دون فائدة تذكر والناس فى واد وهم فى آخر!
ويزايدون فى التسطير فى كيفية الدعوة (لصالح الحكومة) وشروط الداعيةالملتزم( بتعاليم الحكومة) و يختلفون حول الأمر بالمعروف والنهى عن المنكرالذى لا يجب أن نختلف حوله (فالحلال بين والحرام بين). .
واصبح الواقع سيئا ومؤسفا فبينما الحكومات مستسلمة تماما لأعداء الأمة نجد ايضا بعض الغيورين على بلادهم والملتزمين بدينهم يندفعون لمواجهة كتاب السلطة وعلماء السلطة الفاسدين
مع أنهم مجرد الذيل الحقيرويتركون السلطة نفسهاوهى الرأس الخطير التى بقطعها يموت الذيل
ويتناسون أن ما يفعلونه هو المنكر بإسهامهم السلبى فى صنع الحاضر والإعداد للمستقبل فى ظل ما يدعونه من المؤامرات التى تحاك ضدنا بالحق أو بالباطل
فلنعترف بتقصيرنا الشديد وأفراطنا فى أمرنا وتضييعنا لوقتنا الذى نحياه عالة على العالم شرقه وغربه ولا نعول حتى أنفسنا نحن يا أمتى إذا ذكر التاريخ فلنا الغلبة والنصرعادة ولكن إذا ذكرت المعاصرة فلنا الغُلب والكسر والانزواء.والتسول وفقد الكبرياء دائما!
فما دورنا فى غزو الفضاء وبحوث الهندسة الوراثية وحروب النجوم وصناعة السلاح والتقدم العلمى؟
أين مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا وماذا قدمت لنهضة الأمة؟
وما دورنا فى نزع أسلحة الدمار الشامل الذى تطالبناالولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الحضارة الإرهابية بنزعه ونحن لا نملكه لأن غيرنا هو الذى يصنعه أويملك رفاهية صناعته بعلوم هو مكتشفها ومحتكرأسرارها؟!
و ما دورنا فى حل مشكلات العالم المعاصر من مجاعات وثورات وانقلابات وانفجارات سكانية أو انفجارات دموية أوأى نوع من الإنفجارات؟
حتى التفجيرات التى يتهموننا كعرب ومسلمين بفعلها فى الواقع ليس لنا أى يد فيها لسبب بسيط وهو أننا نسالم من يسالمنا ونستسلم لمن يعادينا !
فقد هُنا على أنفسنا وضاعت هيبتنا من عيون الغير! واصبحنا مطية تمططى وتتراكم فوق ظهرها التهم الحقيرة كلما واجت الصهاينة مشكلة أو أزمة
فإذا أصابت رئيس أمريكا الإنفلوانزا أ والصداع خرجت البيانات ونشرات الأخبار لتعلن أن سبب الصداع المسلمين والأنفلونزا ايضا المسلمين هم الذين نشروها فهم سر البلاء وسببه!
وتردد إذاعاتنا وصحفنا ما يقال وكأنها إذاعات وصحف أمريكية صهيونية!
************
فما هو دورنا؟ دورنا هو التسلية بهذه الأخبار وطرائفها فنزين بها الصحف والمجلات العربية لندلل بها على أننا نعيش أو نتعايش فقط فى العصر الأمريكى المبهر ولانتصدى لحملات التشويه المتعمدة ونتقبل التهم فلا حيلة لنا فنحن أمة تركت الأفعال للغيروأكتفت بمصمصة الشفاه ولاحول ولاقوة إلا بالله.
أمتى العربية والإسلامية تكتب عن الجهاد ولاتجاهد ولا تهتم بقضايا الشعوب المستغلة لصالح حكامها المستبدين ،ولا يؤثر فيها أو يستثيرها قضايا حقوق الإنسان المهدرة في العالم العربى أو فى أى مكان من العالم المفتقد لحقوق الإنسان
علماء أمتى العربية والإسلامية يخطبون كل آذان دفاعا عن الحكام ولا يتكلمون عن الظلم المبين الواقع على الشعوب بفعل الحاكم الذى يدافعون عنه ويدعون له من فوق المنابر نفاقاورياء نظير مكاسب دنيوية رديئة و زائلة.
علماء أمتى لا يدرسون شيئا عن نظم العدالة الضريبية أو الخدمات العامة التى تقدمها الأمم الغربية لمواطنيها وتطورها وتبسطها لهم بالمجان فى معظم الأحيان بينما المواطن العربى المسلم يعانى الظلم والطغيان والحرمان من أبسط حقوق الإنسان فى وطنه تلك الحقوق التى كفلها الإسلام لكل الرعية والمسئول عنها الحاكم الذى يخلع عليه هؤلاء العلماء من الصفات والأوصاف التى تجعل منه ملاكا يمشى على الأرض بالنفاق
بينما الحكام المسلمين لا يحملون من الصفات الحميدة شيئا سوى أسمائهم الإسلامية.!
علماء أمتى يتهيبون الكلام عن التأمينات الاجتماعية التى كفلها الإسلام لكل إنسان و التى لم تظلل الى الساعة فى الأمة العربية والإسلامية كل الرعايا وان تمتع البعض القليل بقليل من رعايتها فالنسبة ضئيلة ومن العيب والعار أن تذكرتلك النسبة ونحن أمة التكافل والتراحم ولنا فى الخليفة عمر بن العزيز أسوة حسنة
ولكن حكامنا مثلنا وعلماء الأمة مثلنا وكلنا فى النهاية نستحق ما نحن فيه من شدائد ومصاعب!
فمن منا يقول مقولة الحق لحاكم أنزلق إلى الفساد أوتمادى فى الظلم ؟
معظمنا أصابه الوهن وأرتضى المذلة وتعايش مع الإذلال وينتظر غيره لينقذه من واقعه المظلم!
إذن الأغلبية شركاء فى الظلم وفى الفساد ولكن ذنب العلماء أشد وأفظع. فعلماء أمتى العربية والإسلامية يملأون الدنيا ضجيجا وصخبا ويتكلمون عن الربا( وبعضهم يفتى بجوازه أرضاء للحاكم) ويصمتون تماما فى أزمات النقد العالمية ومشكلات الديون الدولية ،ويخرسون أمام فوائض النفط وعوائدها طمعا فى عطية من ملك أو أمير. . . ويولولون فى خطبهم وكتاباتهم عن المرأة والطلاق وتعدد الزوجات ولكنهم لايساهمون فى حل القضايا الحياتية المعاصرة للمرأة والطفل والشباب و يجعلون جل أو كل أهتماماتهم تنصب فى الدعوة والداعية داخل بلاد المسلمين وهو أمر محمود..
ولكن الدعوة و الدعاية الخارجية والإعلام الخارجى وفنونهما الحديثة ووسائل الاتصال الجديدة كالإنترنت وغيره من مستجدات فلا دخل لهم فيها .. . فلا يبحثون إمكانية شراء أو حتى تأجير محطات تليفزيونية أو أذاعية(طالما لا نصنع شيئا منها).لتوجه إلى شعوب العالم- بلغاته المختلفة الذى لا يعرف عنا إلا كل ما هو كاذب ومسييء و مشين!
والأدهى أن بعضهم يحارب ذلك بدعاوى مختلفة . . ما أنزل الله بها من سلطانهذا حال العلماء الاجلاء الذين يتكلمون بلسان السلطة ويفتون الناس بما يريده الحاكم الذى أنعم عليهم بالمناصب الحكوميةالزائفة وأغدق عليهم بالمكاسب المادية الهزيلة فصاروا علماء سلطة لا علماء دين ودعاة باطل لادعاة حق!
علماءأمتى أين هم من أجهزة الإعلام العالمية،ومن المستجدات العلمية ومن الأحداث الإقتصادية أوالحوادث السياسية ؟
إن دورهم تقوقع فى الإسهام بالتخلف والتراجع فى هذا الميادين الحيوية المؤثرة فى إنسان هذا العصر.!
فهم فقط أسهموا مثلهم مثل العامة من أبناء الأمة التى تخلفت كثيرا بالمشاهدة والاستمتاع بما يقدمه العالم الغربى المتقدم . . فغيرهم ينتج ويخترع ويصنع وهم يشترون ويستهلكون ويضحكونولايبكون !
هذا حال العلماء فما بال الأثرياء المترفين الذين يمثلهم تجارنا من الشرفاء وغير الشرفاء الذين أطلقوا على أنفسهم رجال أعمال و لاهم برعوا فى فنون التجارة ولافى علوم الصناعة (كلهم وسطاء ووكلاء يروجون بهمة ونشاط لمنتجات الأخرين من الأجانب ) وبذلك نظل نحن المستهلكين وغيرنا المنتجين
فهنيئا لك يا أمتى العربية والإسلامية بهذا الدور العظيم لتشجيع الصناعات الأمريكية والأوروبية والشرقية والغربية أو ليس هذا هو العدل ؟
أم أنها على الأصح معادلة رياضية جبرية صحيحة نستحقها؟
وأن كان البعض يراها معادلة ظالمة فهى المعادلة الوحيدة الظالمة العادلة التى نستحقها بأفعالنا المتردية وبأنغماسنا فى الرفاهية المستوردة التى لا نستحقها لأننا لم نصنعها ولم نساهم فى ابتكار تقنياتهاولم نحاول فهمهاودراستها ومعرفة تكوينهاوصناعة ما يشابهها أوحتى ما هو أقل منها لنساير العلم والتقدم!
فليست المؤامرة التى ينفذها العدو الصهيونى أوالأمريكى أوالبريطانى أو الروسى وحدهاالسبب فيما نحن فيه من بلاء
ففى معظم الأحيان نتأمر على أنفسنا بأكثر مما يتأمر الأعداء علينا وبأسنا للأسف على بعضنا شديد وظلمنا لأهلنا أشد
ولعل ما حدث للعراق بإحتلاله ومساعدة العرب للأمريكان ومدهم بكل ماطلبوه من الحكام ما يؤكد هذا البأس الشديد بيننا كعرب وهو ما وصف الله به المغضوب عليهم والضالين فهل أصبحنا مثلهم ؟
عموما لابد ان نتيقن من أن أعداء الأمة لن يتوقفواعن المؤامرات التى تحاك ضدنا فهى من الأمور الطبيعية التى لابد منها فطاما يوجد عدوتوجد مؤامرة
ومن المستحيل أن تتوقف هذه المؤامرات ولكن يمكن أن نقلل أو نحد من الأثارالناجمة عنها والطريق واضحة والمشكلة تتمثل فى البداية والبداية أن نتحرر من الجهل ونتسلح قدر الإمكان بالعلم ونشجع العلماء فلا نطردهم ونطاردهم ليهاجروا إلى أحضان بلاد الأعداء الذين يعرفون قدرهم فيستفيدون من علمهم ونحرم من عقولهم المتقدة !
************
فهل نبدأ العمل لتصبح أوطاننا جاذبة للعلماء لا طاردة لهم مثلما كانت بلادنا فى الماضى الذى نفتخر به فقط ثم ننام ونصحوا على إذاعة خطاب الحاكم المتكرر فى جميع المناسبات المشجع على تكريس الجهل بين أفراد الأمة ؟!
دراسة التاريخ!
إن إعادة النظر فى المناهج الدراسية بجميع معاهد ومدارس وكليات وأكاديميات الأمة بات ضرورة حياتية وعلى وجه الخصوص المناهج العلمية كالكيمياء والفيزياء والرياضيات وغيرها( ماعدا التاريخ فالتاريخ لا يجوز الأقتراب منه بالحذف والتعديل والإلغاء) فمن غير المعقول ان تظل تدرس فى هذه المجالات نفس المناهج التى كانت تدرس فى عشرينات القرن العشرين بالرغم من التغييرات التى أضافها العلماء باكتشافاتهم خلال قرن كامل وتخطوا معظم ما يدرسه طلابنا بل أثبتوا الكثير من الأخطاء التى كان يعتقد فى الماضى صوابها
ولكن المصيبة التى حدثت أن المسئولين على التعليم وبناء على أوامر الصهاينة لم يطوروا شيئا من هذه المناهج لتلاحق العصر وأقدموا على تفعيل التدمير المعنوى لأبناء الأمة بإلغاء تدريس مادة التاريخ كمادة إجبارية لطلاب الثانوية العامة فى مصر وأصبحت مادة أختيارية يمكن للطالب المصرى إلا يدرسها لعدم أهميتها فى رأى السادة المسئولين عن التعليم المصرى وهى المادة التى عن طريق دراستها يعرف الطالب وغير الطالب تاريخ بلاده وأصوله التاريخية ومواقف البطولة والفداء والتضحيات العملاقة التى قدمتها الأجيال السابقة للمحافظة على الإستقلال الوطنى وحرية العالم الإسلامى وماالذى كان عليه الأسلاف العظام من تقدم بينما كان العالم شرقه وغربه يحيا فى الظلمات مابين الجهل والإستعباد والإستبداد والرق والعبودية وكيف أن الإسلام بحضارته أنار دجى الدنيا بالعلم والعدل والحرية والأخاء والمساواة بين جميع البشر حكاما ومحكومين فى كافة الحقوق والواجبات
ثم لماذا لا ندرس تجارب الأعداء الذين يتحكمون فى العالم حاليا ويسيطرون على مقدرات الدول شرقية وغربية؟
ولننظر إلى أمريكا التى تجذب إليها العلماء وغيرهم من أبناء كل الشعوب وبهم وبعلمهم أصبحت الدولة الأولى علميا و صناعيا وزراعيا وعسكريا..إلخ
لماذا لا ندرس تجربتها فى التقدم ونطبق منها ما يتوافق مع مجتمعاتنا ومعتقداتنا لنتقدم مثلما تقدمت الأمم؟
فنحن أولى بالتقدم بل نحن اولى بقيادة تلك الأمم إن كنا حقا مسلمين!
ولقد كان العالم الإسلامى فى مثل مكانة أمريكا العلمية اليوم لأنه كان يفتح أبوابه لكل عالم بصرف النظر عن جنسيته يضيف لبنة فى صرح التقدم العلمى الذى من خلاله قادت الأمة الإسلامية العالم.
ومشكلتنا الأساسية أننا أغلقنا بلادنا فى وجه الجميع لدرجة ان دخول بعض الدول العربية والإسلامية فيه من الصعوبة الشىء الكثير بالنسبة للمواطن العربى نفسه فى الوقت الذى تفتح أبواب هذه الدول العربية لغير العرب ولغير المسلمين فيدخلونها أمنين مطمئنين
أما العربى المسلم فمرفوض دخوله فى بلاده إلا بعد لأى ومشقة فهو من الخطرين( كما تقول أمريكا) على الأمن العربى الهش بينماالأمريكى والإسرائيلى فى عرف الأنظمة العربية هو الأمين والحامى للأمن العربى
ودائما فى العالم العربى المقصود بالأمن هو أمن الحاكم السلطان الملك الأميرالرئيس وحاشيته!
أما أمن البلاد وأمن العباد فذلك الأمر متروك ومهمل ولايستحق الأهتمام به فى العصر الحالى فالعصر عصر سكان القصرالذين يحققون النصر تلو النصر على شعوبهم لا على أعدائهم.!
لقد أرتضى سكان القصر العرب أرضاء للإنجليز والفرنسين وغيرهم من المستعمرين بتكوين الدويلات العربية بعد الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية وبدأت هذه الدويلات فى التباعد بعضها عن البعض بما أسموه جنسية المواطن هذا مصرى وذلك سودانى أو سورى وعراقى وهذه كانت بالفعل مؤامرة إستعمارية لاجدال فى ذلك ولكن نحن الذين كرسناها ورحبنا بها فأصبحا على ما نحن فيه ونشكوا حالنا الذى صنعناه بأيدينا!
الجامعة العربية!
بل الأمر الأكثر غرابة اننا وافقنا على أقامة ما يسمى بجامعة الدول العربية التى صنعها المستعمر وصاغ لائحتها أوقانونها الذى يؤكد الفرقة والتباعد ولايزيد التقارب بين الدويلات العربية الهزيلة التكوين.!
ولم نحاول تطويرها وتحويلها إلى جامعة عربية حقيقية تفيد العرب وتصون وجودهم وتساعدهم على تحقيق أمالهم بل أستمرت الجامعة كما أرادها الإنجليز لنا!
ولقد كانت النتيجة الاجمالية للجامعة العربية المصنوعة على عين الإنجليزالضعف والتخلف والتراجع العربى وأشتعال الخلافات و المنازعات العربية العربية التى وصلت الى حد التقاتل والإعتداء العسكرى ما بين الدويلات العربية وبعضها و ضياع فلسطين وإحتلال العراق وعودة المحميات العربية والقواعد العسكرية الأجنبية والبقية ستأتى إن لم نغير هذه الجامعة التى لاتؤخذ قراراتها إلا بالإجماع وليس بالأغلبية!
فنجد دويلة لايزيد عدد سكانها على250الف مواطن تتحكم فى مصير 300مليون عربى وقد رأينا ذلك أثناء اجتماع الجامعة قبيل العدوان الأمريكى على العراق بل لقد رحبت بعض الدويلات العربية بغزو العراق وإحتلاله وعجزت الجامعة عن فعل أى شىء وهى أصلا لم تفعل شيئا منذ أقامتها سوى أصدار بيانات وتوصيات كالتى يكتبها الأطفال فى موضوعات الإنشاء والتعبير لا قيمة لها فى دنيا الواقع.
أوليس هذا من فعل التأمر ؟
نعم ولكن ماذا فعلنا لمواجة المؤامرة ؟
لاشىء بل شاركنا فى تفعيلها ببقاء الوضع على ما هو عليه طوال أكثر من نصف ا لقرن من الزمان!
كنت أنتظر من علماء أمتى المتفقهين فقط فى خدمة الحكام أن يقولوا مقولة الحق فى أمر الجامعة العربية التى باتت وفقا للائحتها شوكة تدمى الجسد العربى المنهك بالأمراض والعلل !
أو ليس تحكم الأقلية فى الأغلبية من الأمور المرفوضة عرفيا وقانونيا وشرعيا أيضا؟
فلماذا يوافقون على تحكم الكويت مثلا فى قرارات الجامعة التى قد توافق عليها جميع الدول العربية ما عدا الكويت وبناء عليه لا يصدر القرار ؟!
هل هذه هى الديمقراطية أو الشورى؟
نحن نشكوا لطوب الأرض من التعنت الأمريكى فى مجلس الأمن غير الديمقراطى بالفيتو الذى يحول دون الوصول للحقوق العربية والإسلامية فى فلسطين وتحكم الأقلية الأمريكية (300مليون) فى قرارات العالم(أكثر من 6 مليارات نسمة)بسبب قانون الأمم المتحدة وفى نفس الوقت لكل دويلة عربية حق الفيتو داخل الجامعة العربية فإلى متى هذا التناقض؟
لماذا نتعامل بأزدواجية فى كل قضايانا؟
والمصيبة القادمة ستبدأقريبا بدخول مايسمى بدول الجوار الى الجامعة العربية.فى البداية كمراقبين وستبدأ ببعض الدول كتركيا وإيران وغيرهما كالدول الأفريقية المجاورة وفى النهاية تنضم إسرائيل ليكون لها حق التصويت على قرارات الجامعة العربية فهل نتنبه لذلك ؟ أتمنى
ياعلماء الأمة ألم يحن الوقت بعد لتطهير البدن العربى من الأدران التى تفتك به وأنتم تنظرون ؟
فإلى متى صمتكم المريب والعجيب؟
أخشى ما أخشاه ان تكونوا أنتم علماء آخر الزمان الذين حذرنا منهم الرسول عليه الصلاة وأزكى السلام .... فهل انتم كذلك؟
وانتم يا فقهاء السلطان أى سلطان أما حان أوان الرجوع عن أتباع الشيطان الذى تسيرون خلفه حينا وحينا تسابقونه فتسبقوه بفتاواكم أو بصمتكم أو بتبريركم للركوع والأنبطاح لبوش أوشارون أو بلير؟
أما حان أوان العودة الى الحق أم أنكم تمثلون الفيلق المعادى للأمة من أبنائها لتتم المؤامرة فان كنتم لا تعلمون فقد علمتم فماذا ستفعلون؟
وأن كنتم تعلمون وتعملون وفقا لما يراد بنا من أعداء الأمة العربية والإسلامية وتشاركونهم فى تنفيذ المؤامرةالصهيونية فلنا الله وحده هو المولى وهو النصير.
فقد أقترب للناس حسابهم وحسابكم أنتم وأنتم بالذات عسيرلأنكم خنتم أنفسكم قبل أن تخونوا أمتكم العربية والإسلامية وتنضموا لطواغيت العصر الأمريكى الصهيونى المتمثل فى الحكام المنبطحيين دائما وإلى الأبد للأعداء !
أتمنى وادعو الله سبحانه وتعالى ألا تكونوا كذلك ولنبدأ فى تصحيح المسيرة الخاطئة لتعود أمتنا من جديد أمة الخير والدين الحميد
أمة تواجه المؤامرات التى تحاك ضدها بالإيمان والعلم الرشيد والفكر السديد والعمل المجيد فلا تؤثر فيها مؤامرات ولا يوقف مسيرتها النورانية شياطين الأنس من الصهاينة وأتباعهم المفضوحين الهالكين بأذن الله بأيدى المسلمين المؤمنين بأن النصر من عند الله.
وحتما ستنتصر هذه الأمة ليظل الإسلام منيراً للكون كله شرقه وغربه حتى ولو لم تكن تلك الإنارة بالمسلمين المعاصرين فالمسلمين القادمين من بعدنا إن شاء الله سيحملون مشاعل الحضارة الإسلامية لكل بيت ولكل إنسان فى العالم ليتبين للجميع الرشد من الغى والحق من الباطل والنور من الظلام
ولنذكر أن التتار الذين دمروا بغداد جاء من أصلابهم من أسلموا وأمنوا وعملوا و قادوا المسيرة الإسلامية ودافعوا عن العقيدة دفاع المؤمنين الصادقين عهدهم مع الله
.فمن وسط الظلمة يشقشق الفجر الجديد بإذن الله الذى سيأتى بشمس تطهر الأمة التى كانت خير أمة أخرجت للناس من كل الجراثيم والأوبئة التى أصابتها وعلقت بها من عصور الإنحطاط الحاليةأو السابقة
اللهم عجل بالفجر الجديد وأنقذنا من المعادلة الظالمة العادلة .... أمين ... يارب العالمين
***************************منشورةعلى موقع
الأربعاء
15 من ذي القعدة 1424 هـ - 7 من يناير 2004 مhttp://www.alshaab.com/