لقبوه بـالمخبر والجاسوس..مفكرون وسياسيون يعارضون ترشيح (حسني) لمنصب اليونسكو لضلوعه في عمليات استخباراتيه أثناء عمله بفرنسا
كتبهاmohamedabdalalim محمدعبدالعليم ، في 23 يوليو 2009 الساعة: 07:23 ص
لقبوه بـ(المخبر) و(الجاسوس)..مفكرون وسياسيون يعارضون ترشيح (حسني) لمنصب اليونسكو لضلوعه في عمليات استخباراتيه أثناء عمله بفرنسا
أثار ترشح وزير الثقافة المصري فاروق حسني لمنصب مدير عام "اليونسكو" احتجاج مثقفين مصريين يعتزمون رفع مذكرة وثائقية إلى المنظمة الدولية ومنظمات حقوقية دولية وهيئات تابعة للأمم المتحدة، مستندين إلى أن ملف عمله لحساب أجهزة أمنية ضد المثقفين والطلاب المصريين المبتعثين بالخارج يتعارض مع ترشحه لدور جديد كراع للجهود الدولية للثقافة والتربية وحماية الحقوق الأساسية المتعلقة بحماية الطلاب والمثقفين من تعرضهم لأي انتهاكات على خلفية موقفهم السياسي.
حيث اعتبر مفكرون ومثقفون وسياسيون مصريون أن ضلوع وزير الثقافة في أنشطة أمنية واستخباراتية خلال عمله بالمركز الثقافي المصري بباريس في سبعينيات القرن الماضي ضد العشرات من الطلاب والمبعوثين المصريين والفارين من حكم الرئيس الراحل أنور السادات يقدح في أهلية ترشح الوزير لمنصب مدير عام "اليونسكو"؛ المؤسسة المنوط بها الحفاظ على حرية التعبير في المجالات الثقافية والتربوية والعلمية.
وبرروا اعتراضهم على ترشح حسني للمنصب الدولي الرفيع بأن تاريخه السياسي والمهني لا يؤهلانه للوصول إليه، في ضوء ما تم الكشف عنه منذ سنوات حول "تورطه" في مهام استخباراتية، خلال فترة عمله بالعاصمة الفرنسية، مبدين تأييدهم لاعتزام مجموعة من المثقفين المصريين إرسال مذكرة لـ "اليونسكو" يطالبون فيها عدم قبول توليه هذا المنصب شديد الاحترام.
كما عزوا رفضهم إلى الواقعة التي أثارت جدلاً قبل أكثر من عشر سنوات، عندما خطط للاحتفال بذكرى مرور مائتي عام على دخول الحملة الفرنسية على مصر، فيما رؤوا فيه احتفاء بالغزو الاستعماري الفرنسي الذي اقتحم الأزهر الشريف والذي ديست تحت أقدام خيوله كتب التراث، وهي جريمة في حق الحرية والثقافة لا يمكن أن تسقط من الذاكرة المصرية.
ومن هؤلاء الذين عبروا عن تنديدهم لترشح وزير الثقافة، الدكتور حسام عيسى الأكاديمي المعروف ونائب رئيس الحزب "الناصري"، مرجعا ذلك إلى مواقفه المثيرة للجدل، ومن ذلك نشاطه بـ "التجسس" على المصريين بفرنسا، ورأى أن التورط في أنشطة أمنية ضد المثقفين المعارضين لنظام حكم، يحوله بشكل مباشر لمخبر، ويطعن في أهليته وشرعيته لمثل هذا المنصب المرموق.
وتابع: بكل المقاييس حسني لا يصلح مرشحا لهذا المنصب، واستدرك قائلا: كيف لشخص احتفى بغزو نابليون لمصر أن يترشح لمنصب مدير عام "اليونسكو" وهي المنظمة التي شكلت لسنوات طويلة ملاذا للعالم الثالث في وجه الغزوات الاستعمارية، وتساءل: كيف يؤيد الأفارقة مثل هذا الشخص الذي يحتفي بالاستعمار المسئول عن تخلفهم وفقرهم ومقتل الملايين منهم غداة نقلهم لطرق استخبارية لتعمير العالم؟.
وأبدى عيسى مخاوفه من أن يأتي اليوم الذي يحتفل فيه حسني عند وصوله لرئاسة "اليونسكو" بمثل هذه الأحداث التي تشكل عارا على الإنسانية.
وشاطره الرأي الدكتور عبد الله الأشعل أستاذ القانون الدولي بالجامعة الأمريكية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، مؤكدا أن حسني يفتقد إلى المؤهلات تجعله جديرا بهذا المنصب الدولي، متسائلا: كيف لشخص عمل مخبرا لأجهزة الأمن الاستخبارتية وقدم تقريرا عن مثقفين ومبعوثين وسياسيين أن يكون مؤتمنا على منصب رفيع لهذا، وهل لا يوجد شخصيات أخرى في مصر جديرة برئاسة "اليونسكو"؟.
واعتبر الأشعل أن ترشيح حسني لمثل هذا المنصب في وقت أقر فيه بممارسة عمل أمني يعكس تراجع دور الدولة المصرية و"إفلاس" النظام المصري، لكنه رأى أن ذلك ينسج مع سياسة النظام في إسناد المناصب الرفيعة لمن وصفهم بـ "عملاء الأمن في الداخل، لدرجة أن اغلب المسئولين المصريين الحاليين والسابقين تورطوا في مثل هذه الأعمال وحصلوا على مناصبهم مكافأة لهم على مثل هذه الأعمال".
وأثنى المفكر المعروف الدكتور رفيق حبيب على مسعى المثقفين المصريين، ووصف بأنه مسعى محمود ينم عن ضمير وطني لهؤلاء الذين لا يقبلون الإساءة لبلدهم بترشيح شخص قدم تقارير أمنية عن المبتعثين والمعارضين للنظام، فيما وصفه بالعمل لخدمة النظام وأنه سعى تلقي الجزاء على هذا الفعل ولم يكن يفعله ذلك بدافع وطني مطلقا.
وأضاف: التاريخ المهني لأي شخص هو المحدد الرئيس للترشيح لمثل هذه المناصب المرموقة، فكيف لشخص اُتهم بالتورط في ممارسات أمنية ضد مثقفين أن يحمل شرف ترشيح بلده لهذا المنصب؟، واستدرك: العمل الأمني يشكل شبهة في حياة أي شخص يجب أن يحول دون ارتقائه لشعل هذه المناصب الدولية المرموقة، لاسيما وأن لوائح "اليونسكو" نفسها تمنع شغل مثل هؤلاء لمنصب مديرها العام.
في حين أكد المفكر الإسلامي الكبير الدكتور عبد الحليم عويس أن تورط الوزير في نشاط أمني في مرحلة ما من حياته أمر منبوذ لا يليق بترشيحه لشغل منصب مدير عام "اليونسكو"، فضلا عن تورطه في تمجيد "الغزوة البونابرتية" لمصر وإفسادها وتدميرها للتراث الإسلامي، ودفاعه عن حقوق الشواذ جنسيا، كما اتهمه العديد من السياسيين والقانونيين.
ووصف عويس ترشح حسني لهذا المنصب الدولي بأنه يمثل فضيحة؛ فهو لا يمثل الثقافة العربية والإسلامية ولا يحمل تاريخا مهنيا، ولم يقدم خدمات للإنسانية فكيف يكون جديرا لهذا المنصب؟.
———————
نقلا عن: http://www.alshaab.com/news.php?i=18067
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home