محمدعبدالعليم mohamedabdalalim

طالما توجد حياة.. تتولد المشكلات التى ينبغى علينا بذل الجهد فى محاولة حلها والتغلب عليها وتجاوزها ..لنصل الى مانصبو إليه من مجتمع خال من الإرث الطويل لعويل الضعفاء وانين المظلومين ..فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط محمدعبدالعليم

الخميس، مارس 19، 2009

أول فيلم وثائقى عن البطل المنسى أحمد عبدالعزيز


أول فيلم وثائقى عن البطل المنسى أحمد عبدالعزيز
كتبهاmohamedabdalalim محمدعبدالعليم ، في 13 مارس 2009 الساعة: 09:52 ص
أول فيلم وثائقى عن البطل المنسى أحمد عبدالعزيز




لم تكن المرة الأولى التى يحاول فيها سائق التاكسى أن يمزح وهو يتجه إلى شارع «البطل أحمد عبدالعزيز» فى المهندسين، فيتساءل مستنكرا أنه لا أحد يعرف فى أى رياضة كان ذلك البطل! ولكن مجرد ذكر شىء من تاريخ البطل الراحل قائد كتائب المتطوعين فى حرب فلسطين عام 1948، يعيد الجدية إلى الحوار، ومعها أحيانا بعضا من الآسى.
بالتأكيد كانت الجدية ستزيد وسيخفت الأسى مؤقتا ليحل محله بعض الاعتذاز، لو أن هؤلاء الذين لا يعرفون البطل، رأوا صورته النادرة وهو يتفاوض مع موشى ديان ــ قائد قوات قطاع القدس آنذاك- من الوضع واقفا، رافضا أن تجمعهما طاولة واحدة. وذلك بعد أن تكبدت القوت الإسرائيلية خسائر كبيرة فى معركة «جبل المكبر» قرب القدس أمام قوات المتطوعين، فكانت الهدنة التى دعت إليها هيئة الأمم، وقالت مصادر عسكرية: إنها بطلب من الجانب الإسرائيلى.
الصورة هى إحدى الوثائق النادرة التى يكشف عنها الفيلم الوثائقى «الطريق إلى القدس» الذى أنتجته قناة «الجزيرة» الوثائقية ونفذته شركة «إيمدج باور» المصرية وأعده وأخرجه رضا فايز. الفيلم الذى يعد الأول من نوعه عن البطل، تم الانتهاء منه فى مناسبة مرور 60 عاما على نكبة فلسطين ومقتل أحمد عبدالعزيز.
يلقى الفيلم الضوء على جوانب مهمة من حياة البطل الراحل، منذ ولادته عام 1907 فى الخرطوم لأب عسكرى كان فى مهمة للجيش المصرى هناك، ثم اعتقاله شابا بتهمة قتل ضابط إنجليزى انتقاما لمقتل أخيه عمر أمام عينيه برصاص الإنجليز أثناء اشتراكهما فى مظاهرات 1919، ثم الإفراج عنه بعد عفو عام عن المعتقلين السياسيين. وكونه أول ضابط فى الجيش المصرى يطلب إحالته إلى الاستيداع ليصبح قائدا للقوات الخفيفية الكوماندوز التى تضم متطوعين وتتبع جامعة الدول العربية، والمتجهة إلى فلسطين بعد قرار التقسيم عام 1947.
من خلال وثائق ودراسات متخصصين وشهادات أفراد من أسرته ومتطوعين كانوا ضمن قواته ومعاصرين له أهمهم الفريق سعدالدين الشاذلى، يسجل الفيلم جوانب من يوميات معاركه ضد العصابات الصهيونية التى أصبحت فيما بعد قوات دولة إسرائيل. ويكشف عن الوثيقة التى يأمره فيها قائد الجيش المصرى النظامى بوقف التقدم نحو القدس الغربية قبل يوم من قبول الحكومات العربية للهدنة الثانية، بعد أن كانت قواته تكبد القوات الإسرائيلة خسائر كبيرة وتقطع خطوط اتصالاتهم، وبعد أن طلب عبدالعزيز أن يمهلوه يوما واحدا لكى يستولى على كل المستعمرات الصهيونية وتصبح كل القدس فى أيدى القوات العربية.
تظل قوات المتطوعين مرابطة ما بين بيت لحم وصور باهر قرب القدس، إلى حين الحادث الغامض الذى قتل فيه أحمد عبدالعزيز فى أغسطس 1948، بعد ساعات من اجتماعه مع موشى ديان، وأثناء توجهه فى سيارة جيب مع صلاح سالم إلى مقر قيادة الجيش المصرى فى غزة لينقل لهم ما دار فى الاجتماع، وكان صلاح سالم موفدا من الجيش المصرى لكن عبدالعزيز أصر على العودة معه ليبلغ القيادة بنفسه ما حدث.
تتعدد الروايات حول مقتله، وما نشر فى «الأهرام» من روايات رسمية ومنها رواية صلاح سالم أن السبب نيران صدرت بالخطأ من كتيبة مصرية كانت تعسكر فى منطقة «عراق المنشية» واشتبهت فى السيارة. بينما تشير رواية أخرى أنها مجموعة فلسطينية مقاتلة تقوم بعمليات عشوائية واشتبهت أيضا فى السيارة. ويلمح البعض إلى دور قيادة الجيش المصرى الغاضبة من أحمد عبدالعزيز وحماسه وعدم التزامه التام بالأوامر، وهناك روايات عديدة تلمح إلى أنها عملية اغتيال وراءها الملك فاروق الذى خشى من تصاعد نجم أحمد عبدالعزيز الذى بدأت الصحافة تصفه بـ«البطل» متابعة لمحمد حسنين هيكل الذى نشر بعضا من يومياته وصوره فى الجبهة فى «أخبار اليوم»، وبدأت الناس تنتظر أخباره. هناك رواية أخرى تلمح إليها بعض المصادر من مؤرخى الإخوان المسلمين عندما تنقل إشارة حسن التهامى إلى أن كتيبة «عراق المنشية» كانت فى ذلك الوقت تحت قيادة جمال عبدالناصر.
يشير الفيلم إلى بعض الروايات ويلمح إلى أخرى، وبعض الروايات توفر تفسيرات مبدئية لحالة النسيان والتجاهل لسيرة البطل الراحل. يضاف إليها أن قسما كبيرا من قوات المتطوعين كان من جماعة الإخوان المسلمين، وأن البطل لم يكن ضمن تنظيم الضباط الأحرار رغم أن كمال الدين حسين ــ عضو مجلس قيادة الثورة لاحقا ــ كان من بين قواته ورغم اعتراف أغلبهم بأستاذيته والإشارة لمكانته فيما بعد.
مما يسجله الفيلم نقلا عن مذكرات كمال الدين حسين أن أحمد عبدالعزيز قال له ذات مرة، بعد تعرضه للإحباطات، أن الجهاد الحقيقى يبدأ من مصر، وتحديدا من قصر عابدين. الفيلم الذى استغرق إعداده عشرة أشهر مرشح للاشتراك فى مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية ومن المنتظر عرضه بعد انتهاء المهرجان الشهر القادم. وتبلغ مدة الفيلم 100 دقيقة تنتهى بمشهد النصب التذكارى المشيد عند قبر البطل الراحل فى قبة راحيل شمال بيت لحم بفلسطين، قبل أن يتم نقل جثمانه إلى القاهرة لاحقا. ويبدو أن الإسرائيليين لم ينسوا بعد البطل الراحل، فشاهد قبره القديم لا يزال محاطا بأسوار عالية وأسلاك شائكة تظهر من ورائها أبراج مراقبة يقف فيها حراس مسلحون ويرفرف فوقها العلم الإسرائيلى.
منقول عن جريدة الشروقhttp://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=14110