محمدعبدالعليم mohamedabdalalim

طالما توجد حياة.. تتولد المشكلات التى ينبغى علينا بذل الجهد فى محاولة حلها والتغلب عليها وتجاوزها ..لنصل الى مانصبو إليه من مجتمع خال من الإرث الطويل لعويل الضعفاء وانين المظلومين ..فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط محمدعبدالعليم

الجمعة، مارس 17، 2006

إستراتيجية بوش الجديدة تؤكد أمريكا تنشر الإرهاب في العالم و تدعى محاربته


إيران لن ترضخ .. بعدما تعلمت وفهمت من درس العراق و كوريا
إستراتيجية بوش الجديدة تؤكد
أمريكا تنشر الإرهاب في العالم و تدعى محاربته

*والتخطيط للانسحاب من العراق يمد أذيال العار الأمريكي من بغداد إلى واشنطن*
* بقلم: محمد عبد العليم

الأوضاع المأساوية في العراق منذ العدوان الصهيو صليبي تنبئ بأن الاحتلال زائل .. ومصير الخونة المحتم ..هو نفس مصير الاستعمار الصهيو صليبي .. ومهما طال الزمن على البعض.. فانه قصير جدا .. فغدا يتحرر العراق .. ويعود له مجده التليد بشعبه الأبي القوى العنيد ..الذي يبرهن كل لحظة على بطولة أبناء العراق وبسالتهم ورفضهم للخونة والعملاء وتمسكهم بقائد عز على العرب وليس العراق أن يجدوا مثله ألا وهو صدام حسين الرئيس الشرعي لبلاد الرافدين الذي تجرى محاكمة هزلية له وكان يجب أن يكون جورج بوش و تونى بلير والخونة من الحكام العرب وحكومة الأمريكان في العراق في قفص الاتهام يحاكمهم قاض شريف على جرائمهم ضد الإنسانية .. وإن كان صدام حسين ممثلا لشعب العراق البطل في قفص الاتهام من قبل الصهيونية العالمية فهو وسام شرف لرئيس شريف عفيف جسور ولشعب بطل يقاوم قدر طاقته قوى البغي والعدوان ويصون شرف الأمة العربية بالكامل ..في ظل تخاذل وانبطاح أنظمة عربية عميلة وخائنة لشعوبها .. فاستمرار المقاومة العراقية الباسلة هي التي دفعت الولايات المتحدة الأمريكية للتفكير الجاد في الانسحاب من العراق تجر أذيال الخيبة والعار وهربا من ويلات القتال الضاري الذي لم يتوقف يوما منذ بداية الغزو الصهيو صليبي للعراق والذي تكبدت فيه القوات الأمريكية عشرات الآلاف من القتلى والجرحى .. !
وتمهيدا للانسحاب الأمريكي المذل خرج علينا الجنرال جون أبو زيد قائد قوات المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي ليقول أمام لجنة المخصصات في مجلس النواب الأمريكي مؤخرا : إنه لا يستبعد إبقاء الولايات المتحدة على قواعد عسكرية أمريكية في العراق بعد سحب قواتها منه.
وقال مبررا الإبقاء على القواعد العسكرية بعد الانسحاب للحاجة إلى دعم المعتدلين (يقصد الخونة العرب ) ضد المتطرفين( يقصد الأبطال الرافضين للاحتلال وللخيانة ) في المنطقة، ولحماية تدفق النفط..
وأكد أبي زيد أن هذه السياسة ستوضع بالتنسيق مع حكومة عراقية وطنية ( يقصد بالطبع موالية للاستعمار والصهيونية ).
المهم انهم يخططون للانسحاب من العراق بعدما فشلوا في مواجهة الشعب المقاوم الرافض للخونة والعملاء الجبناء .. وغدا نرى فلول الصهيوصليبية تجر أذيال الخيبة والعار لتفر من بلاد الرافدين الحرة والغد قريب.. واقرب مما يتصورون !
وقد بدأ منذ فترة ليست بالقصيرة التخطيط للانسحاب من العراق .. وتحاول الصهيو صليبية التعتيم على تلك المخططات الهادفة للهروب بعد فشل المشروع الأمريكي للسيطرة على الشعب العراقي الرافض للاحتلال ، والمصمم على الانتصار ودحر العدوان بكل ما أوتى من قوة وعزم .. ولأنه لابد من التغطية والتعمية على هذا الانسحاب حتى لا تجر الولايات المتحدة الفشل و تمتد أذيال العار الأمريكي من بغداد إلى واشنطن..كما حدث في فيتنام من قبل .. توجهت الأجهزة الإعلامية الصهيو صليبية إلى اتهام سوريا حينا بأنها السبب المباشر في الهزائم التي تلاحق قوات الاحتلال على أيدي المقاومة الشعبية العراقية.. والى اتهام بن لادن ثم الزرقاوى وغيرهما.. بالرغم من الوضوح الكامل والمؤكد بأن العراقيين هم وحدهم الذين يمثلون ويشكلون كافة القوى في جميع فصائل المقاومة العراقية .. ولكن الهزائم تدفع بالمهزوم لاختراع الأكاذيب لتبرير الهزيمة وهو ما فعلته وتفعله الولايات المتحدة الأمريكية
فلما فشلت تلك الادعاءات ظهرت في الصورة إيران بما تمثله من ثقل ضخم يقود أخر معاقل المقاومة للحلف الصهيو صليبي برفضها الاعتراف بإسرائيل ، وإعلانها عن تقديم المعونات المالية لحركة حماس الجهادية .. والتي زلزلت الأرض تحت أقدام النظم العربية العميلة بفوزها بالانتخابات الفلسطينية على غير هوى الولايات المتحدة وإسرائيل ومساعدتها غير المنكورة والمشكورة لحزب الله .. الذي يشكل راس حربة في جنوب لبنان تقود المقاومة الإسلامية في مواجهة العصابات الصهيونية ..علاوة على إصرارها على استكمال البرنامج النووي السلمي الخاص بها .. وهو حقها الطبيعي الذي لا شان لغير إيران به.. إلا أن هذا البرنامج السلمي ترفضه أمريكا وتخشاه إسرائيل ..ويرى فيه النظام العربي الانبطاحي الرسمي تهديدا مباشرا لوجوده الرامي إلى حماية إسرائيل ..
ولهذا ازداد في الفترة الأخيرة حرص الأنظمة العربية على كبت المشاعر الشعبية العربية الرافضة للعدوان المحتمل على إيران سواء بإغلاق الأحزاب السياسية والصحف وحبس الصحفيين وتهديد القضاة وإرهابهم وتعذيب المعارضين ..
كما ارتفعت حدة التصريحات العربية الرسمية المفزوعة من وصول حركة حماس إلى الحكم عبر الانتخابات التشريعية وتحركت الأنظمة العربية في الخفاء وفى العلن لتدعو حماس للتخلي عن النضال والكفاح المسلح .. واللجوء للخيار العربي الرسمي الانبطاحي المستسلم لكل ما هو إسرائيلي أو أمريكي ..
فالأنظمة العربية العميلة تعمل جهدها لاسترضاء إسرائيل بالحيلولة دون تفعيل العمل الشعبي لتحرير فلسطين و إقامة الدولة الفلسطينية التي ترى فيها أنظمة الخونة العرب بداية النهاية لتلك الأنظمة الموالية للاستعمار الصهيوني
ولم يتوقف ضلال تلك الأنظمة على دعوة حماس لنبذ الكفاح المسلح المرعب لإسرائيل بل انطلقت الأنظمة المنبطحة لتعلن تأييدها للخطوات الأمريكية ضد إيران خوفا من احتمال - ولو واحد في المليون - أن يتحول النشاط النووي الإيراني السلمي إلى إنتاج السلاح النووي المحتكر للعالم الغربي والذي تمتلكه إسرائيل وحدها في منطقة الشرق الأوسط .. ولو لم تكن إيران تمثل ما تمثله من أهمية في المنطقة ..ولو لم يكن نظامها وطنيا شجاعا يقف موقفا صلبا قويا ضد الحلف الصهيو صليبي ما كان الهجوم المحموم المتواصل من قبل أمريكا وإسرائيل والنظم العربية المنبطحة ضد إيران
ولذلك لم يكن غريبا أو غير متوقعا أن يقرر مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بضغوط أمريكية إحالة تقرير الأمم المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني إلي مجلس الأمن للنظر في إمكانية اتخاذ إجراء عقابي ضد إيران !و بدأت أمريكا وإسرائيل تهددان باستخدام القوة واللجوء للخيار العسكري ضد إيران لتدمير برنامجها النووي في إطار سلسلة الاعتداءات المتواصلة ضد العالم الإسلامي لتكون إيران الهدف التالي بعد العراق .. وفى هذا الخصوص قال روبرت جوزيف وكيل وزارة الخارجية الأمريكي والمشرف علي شئون الحد من الانتشار النووي : إن احتمال استخدام أمريكا للقوة بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية قد يزيد إذا اعتقدت إيران أن قدرتها النووية تحميها من أي رد.
و قال شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي :إنه لن يكون أمام إسرائيل من خيار سوي الدفاع عن نفسها إذا عجز مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء لمنع إيران من الحصول علي أسلحة نووية.. وأن لإسرائيل الحق في أن توفر كل الأمن الذي يحتاجه الشعب في إسرائيل وعلينا أن ندافع عن أنفسنا.
وقال موفاز أيضا نحتاج إلي عمليات تفتيش شديدة التغلغل والاتساع في كل المواقع النووية في إيران لأن إيران لديها برنامجان نوويان أحدهما سري والثاني معلن.
وبهذا التصريح يتضح أمامنا الموقف تماما فالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لن يقدمان على شن الحرب ضد إيران إلا بعد عمليات التفتيش التي يحاول الحلف الصهيو صليبي القيام بها عن طريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بجواسيسها مثلما تم مع العراق .. ومن ثم يبدأ الهجوم الاستعماري عليها واحتلالها إذا أيقنوا أنها لا تملك السلاح الرادع لقوى العدوان المحتمل !
وإذا توقفنا قليلا أمام تصريحات بعض المسئولين في العالم الغربي .. يمكننا استنباط بعض السيناريوهات المزمع القيام بها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران .. فقد قال وزير الدفاع الألماني لابد من عمل كل شيء لضمان عدم حصول إيران علي أسلحة نووية !
ونلاحظ هنا انه نفس القول الذي قيل قبيل العدوان على العراق! وكذلك ما صرح به سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي الذي استبعد الحل العسكري للأزمة .. فهو نفس التصريح الذي خرج من روسيا قبيل العدوان على العراق !
أيضا محمد البر ادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية حث الزعماء الغربيين والإيرانيين علي تخفيف حدة التصريحات في الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني...
وهو نفس ما كان يقوله قبل العدوان على العراق ..! والمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك قال :إن الولايات المتحدة ستعمل بداية علي استصدار بيان رئاسي من مجلس الأمن يدين موقف إيران. مؤكدا أن واشنطن لا تتحدث حاليا عن توقيع عقوبات إلا أن جميع الخيارات مطروحة.
إذن نحن أمام نفس الموقف الذي كان قبل العدوان الصهيوصليبي بقيادة الولايات المتحدة على العراق .. ولكن هل ترضخ إيران للضغوط وتسمح بعمليات التفتيش المهينة التي تقود إلى سلسلة متواصلة من التنازلات تبدأ بتدمير أسلحتها حتى الكلاسيكية منها وصواريخها .. ثم تنتهي باحتلال إيران والقضاء على القوة الإسلامية الباقية في المنطقة ومن ثم تسقط سوريا وتتهاوى قوى المقاومة تماما وتزداد إسرائيل قوة وبطشا وتفعل ما تريد في المنطقة العربية أتصور أن إيران لن ترضخ .. بعدما تعلمت من درس العراق وفهمت من درس كوريا !
ولقد جن جنون الإرهابي الأمريكي جورج بوش فأعلن بالأمس عن وثيقة تحمل استراتيجية جديدة للأمن القومي للولايات المتحدة اعتبر فيها أن إيران تشكّل اكبر خطر محتمل على المصالح الأمريكية نظرا إلى برنامج إيران النووي وإلى الدعم الإيراني لفصائل المقاومة المسلحة وقال بوش : إن ذلك هو سبب الإصرار الأمريكي على معارضة البرنامج النووي الإيراني
وقال :أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتردد في مهاجمة الأنظمة التي تراها معادية لها أو المجموعات التي تعتقد أمريكا أنها تمتلك أسلحة نووية أو كيميائية وبالطبع هو يقصد جميع الدول الإسلامية
ولم ينس بوش مطالبة منظمة حماس الفلسطينية بالاعتراف بإسرائيل ونبذ الكفاح المسلح والتخلي عن أسلحتها !
الأمور واضحة ولا لبس فيها الولايات المتحدة تعلن الحرب وتؤكد من جديد أنها دولة إرهابية بكل المقاييس فالاستراتيجية التي أعلنها الرئيس الأمريكي تكرس العدوان وتدعو له وتتماشى مع سياسة الحرب الاستباقية أو ما يسمى بـعقيدة بوش الخاصة بالحرب الاستباقية التي أعلنتها أمريكا عام 2002
وحدد بوش في الوثيقة الاستراتيجية الدول التي تاعتبرهاأعداء محتملين للولايات المتحدة، وهي كوريا الشمالية وإيران وسورية وروسيا البيضاء وبورما وزيمبابوي !!!
حتى زيمبابوى أصبحت من أعداء الولايات المتحدة
الغريب ان الولايات المتحدة لا تبحث عن سبب العداء لها وكراهية الشعوب لسياساتها ولكنها وفق أهواء قادتها تفعل ما تريد من منطق القوة الغاشمة فتنشر الإرهاب في العالم ثم تدعى محاربته !!!
الوثيقة تقول انه عندما تكون العواقب المحتملة لهجمات بأسلحة الدمار الشامل علينا مدمرة لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي إلى أن تصبح المخاطر جدية و في حال الضرورة و بناء على المبادئ الراسخة في الدفاع عن الذات فإننا لا نستبعد إمكانية اللجوء إلى استعمال القوة قبل تعرضنا للهجوم حتى لو كانت هناك شكوك حول مكان وزمان الهجوم علينا
هل يوجد إعلان إرهابي يكرس العدوان ويدعو ويحض على الإرهاب يفوق الذي أعلن عنه جورج بوش ؟
بالتأكيد لا يوجد ..ولكن الذي جاء بالوثيقة الاستراتيجية الأمريكية لا جديد فيه .. فالولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الأولى الراعية للإرهاب والداعمة والصانعة له ..!
ولعل الهزائم الكبرى التي نالتها القوات الأمريكية في العراق هي الدافع الرئيسي وراء إعادة بوش لنفس الكلام الذي قاله قبل العدوان الهمجي على العراق أعاده في تلك الوثيقة التي قيل أنها الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة .. رغم أنها قديمة وقديمة جدا ولا جديد فيها بالمرة
حتى تلك الوثيقة تشير إلى نفس الكلام المكرر الذي قيل أثناء الإعداد للعدوان على العراق .. الفارق الوحيد انه هذه المرة أصبح مكتوبا !
ولكن لن يتكرر الخطأ الذي وقعت فيه العراق بسماحها بالتفتيش الدولي لمواقعها التي صارت نهبها للجواسيس أضحت مكشوفة تماما أمام قوى البغي والعدوان فكانت الحرب وكان الاحتلال .. وطالما أن إيران لم تسمح بذلك ولم تتنازل عن حق من حقوقها فلن تجروء أمريكا على شن العدوان الذي سيكلفهم الكثير والكثير .. والأيام القادمة كافية لنرى إلى أي حد يمكن أن تصل المواجهة بين قوى الشر وقوى الحق والعدل
مرة أخرى .. أتصور أن إيران تعلمت وفهمت الدرس العراقي والكوري..!
فهل يمكن أن تفهم ذلك الدرس الأنظمة العربية المفضوحة التي تطالب إيران وحماس وحزب الله بالاستسلام التام ؟
لا أظن ذلك !