محمدعبدالعليم mohamedabdalalim

طالما توجد حياة.. تتولد المشكلات التى ينبغى علينا بذل الجهد فى محاولة حلها والتغلب عليها وتجاوزها ..لنصل الى مانصبو إليه من مجتمع خال من الإرث الطويل لعويل الضعفاء وانين المظلومين ..فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط محمدعبدالعليم

الاثنين، سبتمبر 15، 2008

حريق مجلس الشوري واحتراق الوطن

حريق مجلس الشوري واحتراق الوطن
الجمعة,آب 22, 2008
هذه مقالة بقلم الكاتب الصحفي الكبير
عامر عبد المنعم
أتشرف بنشرها لما لها من أهمية

حريق مجلس الشوري
واحتراق الوطن

بقلم:عامر عبد المنعم

الحريق الذي ضرب مجلس الشوري، ضرب قلب مصر التي لا يبدو أنها تتعافي من كارثة إلا وتتلقي التي بعدها، هذه النيران التي أحرقت أعرق وأهم مبني في مصر زادت من الوجع الذي يكشف حالة التخبط التي تعيشها الحكومة المصرية.كشف الحريق الذي تابعناه لحظة بلحظة علي شاشات الفضائيات وقلوبنا تدمي عن الحال الذي وصلت إليه الأوضاع في مصر. فالإهمال هو سيد الموقف ورد الفعل قمة في العشوائية، والتراخي وعدم الاستعداد واضح لكل ذي عينين.ليست المشكلة في نشوب الحريق رغم عدم تبرير الإهمال لكن عدم وجود خطة للتأمين والتعامل بسرعة وفاعلية معه يعد فضيحة بكل المقاييس، لا يتحمل مسؤوليتها - فقط- موظفون وعمال، وإنما تتحملها الحكومة التي أدمنت العيش مع الكوارث والمصائب ، بل إن الكوارث أصبحت لازمة من لوازم استمرارهذه الحكومة.
من المعروف أن التجهيزات الخشبية مكون أساسي لمعظم غرف وقاعات مجلس الشوري وهذا يتطلب استعدادا وتأمينا أكثر من غيره من المباني، ويضاف إلي ذلك أهمية هذا المبني الذي يعد رمزا للسلطة التشريعية المصرية وتعد حمايته من المخاطر المتوقعة كالحريق من البديهيات، لذا كان صادما لكل مصري أن ينهار مجلس الشوري بهذه الطريقة في مشهد محزن وفاضح.لقد أتي الحريق علي وثائق لا تقدر بثمن، محفوظة منذ عقود، بها تاريخ مصر و تحوي تسجيلا للحياة السياسية المصرية وأوراق تتعلق بكل الشأن المصري، داخليا وخارجيا.
حريق مجلس الشوري يأتي في إطار مسلسل من الخسائر والفضائح تضر بصورة مصر داخليا وخارجيا وتسييء إلي صورة البلد بشكل غير مسبوق. فقد انكشفت الحكومة وبدت عاجزة وكأنها غرقت في "شبر مية"، وفضح الأداء تجاه الحريق عن حالة من الإهتراء الشديد وعدم وجود خطط طوارئ لجهاز الاطفاء المدني، الأمر الذي دفع القوات المسلحة إلي التدخل وإرسال الطائرات العمودية للمساهمة في إطفاء الحريق ولكن بعد أن خرجت النيران عن السيطرة.
يأتي هذا الحريق في وقت لازال الشعب المصري يكفكف الدموع بسبب المصائب الدامية، ففي الفترة الأخيرة عشنا حرائق القطارات وصدامات السيارات وغرق العبارات وفضائح رجال الأعمال المنحرفين المرتبطين بالسلطة.يأتي هذا الحريق بينما قانون محاكمة المسئولين غائب والفساد منتشر لا يجد من يردعه، والنهب مقنن، وبات المواطن تتعلم فيه الحكومة الملاكمة، وغير قادر علي ملاحقة مطالب المعيشة اليومية ولا أمل في المستقبل في ظل أوضاع لا توحي بالمرة بأن تحسنا يمكن أن يأتي.
لا أعتقد أن هذا الحريق سيمر مرور الكرام، كما مرت الكوارث السابقة، فهذه المرة تجاوز الحريق المبني المحروق وما يرمز له إلي الوطن كله الذي يشعر بأنه يهان وينزف الدم، وصار العالم كله يشاهد المأتم عبر الفضائيات وبكل اللغات.
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=157392&pg=1