بدون هزار 248 صاحبة الجلالة العجوز
بدون هزار 248صاحبة الجلالة العجوز
بدون هزار 248
=========
صاحبة الجلالة العجوز
=============
بقلم محمد عبد العليم
============
اقتناء الصحف فى المراحل الأولى لظهورها ..اقتصر على طبقة محدودة من الأثرياء والمسئولين ..ثم جذبت معظم المثقفين وعمل بعضهم بها ..فلما ظهر الراديو خشي على الصافة منه ..إذ جذبت الإذاعة جمهورا ضخما واستولت على بعض الكتاب المجيدين الذين تفرغوا لها ..وحرمت الصحف منهم ..لكن الإذاعة لم تسيطر على الساحة الإعلامية بالكامل ..وظل بريق الصحف في تصاعد إلى ظهور التليفزيون ..ليسحب جمهورا ضخما ممن كانوا زبائنا للصحف والمجلات ..وظن البعض أنها نهاية الصحف الورقية التي استمرت بفضل انفراداتها بكتابات متميزة لكتاب عظام ..ظلوا يجذبون جمهور المثقفين حتى رحلوا ولم يأت مثلهم
وكما خطفت الصحافة – في الماضي – معظم الفنانين والرسامين والأدباء والشعراء وخسرهم الأدب والفن..سرقت الفضائيات عددا من الصحفيين والكتاب لتخسرهم الصحافة الورقية ..وتحول بعضها إلى نشرات قديمة وكتابات عقيمة لا تواكب العصر ..ولا تضيف شيئا إلا ما يرضي المسئول الذي لا يشتري الجرائد ..ففقدت بريقها لدى الشباب الجديد غير المولع بالصحف كالأجيال القديمة المولعة بكل مكتوب
الشباب الجديد لا يهمه صورة الكاتب أو المسئول واسمه ومنصبه بقدر اهتمامه -إذا قرأ- بالمحتوى الفكري والعلمي الذي يثري ذهنه ويضيف إليه جديدا
لكن البعض يكتب كما لو يخطب من فوق صخرة ..أو يهتف على باب سور صاحب الجلالة وصاحبة الجلالة الصحافة أصبحت كامرأة عجوز تسير بعكاز مكسور..والقارئ والمعلن اتحدا ضد الصحافة وهرول الجميع إلى الفضائيات وفي طليعة المهرولين الصحفيين أنفسهم ولم يعد بالصحف كاتبا متميزا او نجما لا معا يجذب القراء إلا قليلا في بعض صحف المعارضة التي تتاح لها مساحة كبيرة نسبيا من الحرية والتحرر ومعظم القائمين عليها من نجوم الفضائيات وتستغلهم الصحافة فى محاولة الصمود في معركة فرضت عليها ولم تستعد لها فتكاد تخسرها ..بهبوط توزيعها وانصراف القراء عنها والمعلنين أيضا
الصحافة التي كانت تستحوذ على النصيب الأكبر من الإعلانات أصبحت في حاجة للإعلان عنها فالصحيفة المطبوعة لا قدرة لها على مجاراة ومباراة الفضائيات في الحصول على السبق الخبري ونشره
وأتصور صمودها بعض الوقت باستخدام الصورة ..فصحافة بلا صورة جادة مدروسة ومعبرة مجرد كلام مطبوع لا قيمة
له ..كما أن صورة المسئول لا تزيد التوزيع
العصر القادم ستختفي المقالات والكتابات ، واللت والعجن الذي نفعله حاليا لن يستمر
صحافة الغد صورة واحدة على صفحة كاملة تغني عن آلاف السطور
الفضائيات ستقضي على الصحف الهزيلة والانترنت سيضربها الضربة القاضية
الصحف والمجلات في مأزق كبير إن لم تتخطاه وتطور نفسها وبسرعة ستتحول إلى وثائق متحفية لا يزورها إلا هواة التحف و الانتيكات والمتخلفين أيضا
كلام هزار
======
قال لي : يرى البعض أن الفساد سببه زواج السلطة و رأس المال
قلت له : هو قول يحتاج للتصحيح فالفساد سببه زواج السلطة بالمال .. بدون رأس
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home