بدون هزار 247مصر والسودان
بدون هزار 247مصر والسودان
بدون هزار 247
=======
مصر والسودان
=========
بقلم محمد عبد العليم
-------------------
الاسم القديم لشارع رمسيس بالقاهرة هو الملكة نازلي ثم نهضة مصر وبعد الثورة أطلق عليه اسم فرعون موسى ووضع تمثاله في ميدان باب الحديد ..ومازال الاسم الفرعوني كما هو دون تغيير رغم طرد رمسيس بتمثاله من الميدان.. فنحن كالعادة لا نتمم شيئا نفعله ..نفسنا مقطوع تأتينا فكرة طارئة نبدأ في تنفيذها ..ثم تأتي فكرة أخرى فنترك الأولى وننساها ..وهكذا كل مشاريعنا لا تكتمل
وشارع مصر والسودان هو شارع ملك مصر والسودان بعد حذف الملك ..فقد كانت مصر والسودان دولة واحدة وشعب واحد وعلم واحد وقيادة واحدة متمثلة في الملك فاروق ملك مصر والسودان
ومن المقولات الشهيرة للزعيم الوطني مصطفى باشا النحاس تقطع يدي ولا تنفصل السودان عن مصر ... واختلط المصري بالسوداني ولم يعد هناك فارق بينهما ..لكن ثوار يوليو كان لهم رأي آخر وأهداف ومغانم أخرى ..فخلع احدهم ملابسه كما ولدته أمه ورقص عاريا ( عن جهل ) مظنة انه بهذا الفعل يتقرب من القبائل السودانية
فمن الأخطاء التي لا تغتفر لثوار يوليو تسهيل انفصال السودان عنة مصر مقابل جلاء الانجليز عن قناة السويس والقفز إلى الوحدة العاطفية غير المدروسة مع سوريا ثم اليمن دون تمهيد او استعداد بالاعتماد فقط على روابط غير يقينية مابين الدويلات المتحدة على الورق فقط رغم الاختلافات الكثيرة بين عادات وتقاليد ومفاهيم واقتصاديات هذه البلدان وهو ما كان يحدث فجأة وعلى عجل وبدون مناسبة يعلن عن قيام الوحدة وكان الفشل نتيجة طبيعية حتمية لمشروعات الوحدة العاطفية
العلماء يقولون مصر تموت إذا قتلت السودان ..ومشاكل مصر حلها عند السودان ومشاكل السودان مصر تحلها ..والتكامل المصري السوداني لا بديل عنه للتغلب على الصعاب التي تواجه البلدين ..ولكننا أهملنا السودان – عمدا وجهلا – وابتعد عنا وهربنا منه ..فأنكرنا وأنكرناه وتركناه يواجه متاعب مساحته الضخمة ومشاكله الأكثر ضخامة واتجهنا لعلاج مشاكل الطائفية في قبرص وعضدنا الأسقف مكاريوس وساعدنا الانقلابات في اليمن وليبيا والكونغو..وكان الأولى أن نتجه جنوبا حيث الامتداد الطبيعي للثروة المائية متمثلة في نهر النيل التي لولاها لماتت الحياة في مصر تماما
تركنا إفريقيا وقفزنا إلى آسيا في إطار الفهلوة والتخبط ونفذنا ما أراده الاستعمار الذي أوهمنا وتوهمنا رحيله وهجرنا السودان وبلغنا معه مراحل القطيعة بل اندفعنا للاستعداد للحرب تنفيذا لأوامر أو مشاركة في مؤامرات نلتزم بتنفيذها عبر معاهدات أو بدونها
السودان مقبل على أيام صعبة جدا..بسبب الأطماع الاستعمارية باعتباره أغنى دول المنطقة العربية بثرواته البترولية التى تفوق الأوبك وثرواته المائية غير المحدودة وبأراضيه الزراعية التي تزيد عن 200مليون فدان لا تحتاج سوى قذف البذور لجني الثمار
الأمر الصادر من المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس البشير في إطار سلسلة الهجمات الإرهابية الأمريكية على الأمة الإسلامية التي يسبقها الضغط على الرؤساء والملوك العرب المضغوطين عادة لتقديم المزيد من التنازلات وتمهيد بلادهم للغزو الأمريكي العسكري والغزو الإسرائيلي الاقتصادي والسياسي.. فبعد ما فعلوه بالعراق ..تحولت الدفة للسودان اكبر الدول العربية مساحة وأكثرها ثراء بمواردها التي يمكن أن تحول القارة الإفريقية إلى قارة غنية بتشغيل العمالة الزائدة عن احتياجات البلاد المجاورة للعمل فى أراضيها الزراعية وفى الصناعات البترولية المستقبلية ..لكن تنفيذ مؤامرة إعادة تقسيم البلدان العربية المقسمة من قبل تحول دون انتشال السودان من عثرته
الأطماع الأمريكية معلنة وخرائط التقسيم منشورة واتخاذ السودان خطوة تالية بعد تدمير العراق والإتيان بعملاء وبمساعدة خونة لحكم بلاد الرشيد..هو نفس سيناريو غزو السودان وتدمير وحدته والخطوة الثالثة معروفة للجميع ..وهي مصر
المصيبة إننا ننتظر ونتفرج ونتصارع على لاعب ذهب للأهلي أو الزمالك والنيل رابط القاهرة بالخرطوم
الشكوى من زيادة السكان في مصر حلها في السودان والهجرة إلى بلدان الأوربية يمكن أن تتحول وتتجه إلى دارفور وأم درمان
==========
كلام هزار
=========
قال لي : لماذا يصطدم العالم المتقدم بنا ويعتبرنا من المتخلفين ؟
قلت له : لسنا متخلفين ولكننا نسير بخطى سريعة للوراء
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home