بدون هزار 215 الفوطة الصفراء
الفوطة الصفراء
بقلم : محمد عبد العليم
----------------------
كل مهمته ..حمل الفوطة الصفراء ، وتنظيف السيارات الفارهة الواقفة في داخل الجراج أو أمام البرج الكبير الذي يقطنه بعض الكبار
لم يتورع أو يتأفف من الانحناء لينظف أحذيتهم مما لعق بها من أتربة حتى ينال رضاهم
صعد السلالم.. درجة درجة حتى انتقل مع احدهم إلى شركة من الشركات الخاصة الكبيرة الشهيرة ..فأصبح بعد فترة قصيرة رئيسا لقسم .. وبسرعة ارتقى فصار مديرا مرموقا لقطاع ضخم .. خصصت له سيارة وشقة في عمارة تابعة للشركة
لم يعد أمامه سوى قفزة واحدة لأعلى ..ويجلس بعدها على كرسي الرجل الأول في الشركة ..لولا أنها خاصة
نسى الماضي وكلنا ننسى ..ولم يتواضع لله ويشكره ..فصار يصدر القرارات المتعسفة الظالمة ضد صغار العاملين ..خاصة الذين يحملون نفس الفوطة الصفراء التي كان يحملها
يوقع الجزاءات بسرعة البرق ..أما المكافآت فممنوعة منعا باتا لصغار العاملين أما لنفسه وللكبار فالخزانة مفتوحة للراغبين والقادرين على الحمل
كان ينتشي كلما تذلل له صغار العاملين الذين خصم من مرتباتهم الضعيفة ..رغم الغلاء الفاحش الذي تعاني منه الأغلبية منذ سنوات ..ولا يتراجع عن التنكيل بهم
فجأة .. سقط ..مصابا بالمرض ..أنتقل إلى المستشفى
كثيرون كانوا يزورونه في الأيام الأولى ..وانخفض عددهم رويدا رويدا بطول مدة مكوثه في المستشفى ..ولم يعد يزوره أحد سوى صغار العمال الذين ذاقوا على يديه الأمرين ..ربما تشفيا فيه أو إشفاقا عليه
بكى قائلا : لو عدت إلى العمل ..سأكفر عما فعلته معهم
لكنه لم يعد أبدا ..جاء غيره ليجلس على الكرسي ..ليكمل المسيرة التي ربما تكون امتدادا للظلم أو بداية للتصحيح وتحقيق العدل المفقود لأصحاب الفوطة الصفراء
=======
كلام هزار
========
قال لي : كيف نواجه الارتفاع المستمر في الأسعار ؟
قلت له : البعض يرى أن ارتفاع الأسعار يواجه بارتفاع المرتبات وارتفاع رؤوس الجشعين من التجار أيضا ... لقطعها
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home