كما فعل مع العراق مبارك يعتبر إيران عدوا وإسرائيل صديقا مأمون الجانب
مبارك يعتبر إيران عدوا وإسرائيل صديقا مأمون الجانب
بقلم: محمد عبد العليم *
mohamedabdalalim@hotmail.com
إصرار البارك ونظامه على التصريح المتكرر بوجوب خلو الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.. أصبح ممجوجا خاصة وانه لم يتوجه أو يتطرق بجدية .. ولو لمرة واحدة.. إلى وجوب تخلى إسرائيل عن ترسانتها النووية..فهو يتعامل مع إسرائيل كصديق مأمون الجانب ومع إيران كعدو خطير ..تماما كما فعل مع العراق من قبل واعتبره عدوا
فقد دعا أبو الغيط وزير خارجية مصر الأسبوع الماضي إلى التوصل إلى حل دبلوماسي لأزمة البرنامج النووي الإيراني ، ولم يتطرق كالعادة إلى أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية .. فهو يتحدث وفقما ترى أمريكا ..فقال : إن مصر تعارض بروز أي قوة نووية في المنطقة ، وتعتقد أن تطورا من هذا القبيل من شأنه أن يعقد الوضع الأمني في الشرق الأوسط. .. ولا أجد مبررا واحدا لذلك التصريح .. إلا أن النظام الفرعوني يعتبر إيران عدوا له.. بينما الواقع على غير ذلك .. فإيران لا يمكن أن تمثل إلا إضافة للأمة العربية والإسلامية المتواضعة القوة ..في ظل وجود البارك على قمة السلطة في مصر و أمثاله من الضعفاء في العواصم العربية المنبطحة
تصريح أبو الغيط جاء بعد لقائه بمسئول نزع السلاح الأمريكي روبرت جوزيف في القاهرة الذي استكمل تصريح أبو الغيط ووضحه إذ قال : إن التهديد الذي تشكله إيران على المنطقة أكبر بكثير من تهديد إسرائيل وإن الولايات المتحدة لن تسمح بأن تحصل على سلاح نووي .. ولم يرفض ذلك الوزير المصري بل حمل كلامه نفس المعنى !
ولحفظ ما ء الوجه لنظام البارك الانبطاحي الخائن .. انتقد أبو الغيط إسرائيل لرفضها الانضمام إلى المعاهدة الدولية لحظر انتشار الأسلحة النووية .. وهو نفس الانتقاد الهادئ المتكرر الذي لا معنى ولا قيمة له ولا تأثير إذ قيل من قبل مئات المرات .. سواء على لسان البارك أو لسان وزراء خارجيته الحالي والسابقين فقط لامتصاص الغضب الشعبى من العلاقات الخاصة بين الكيان الإسرائيلي والنظام
الفرعوني .. الذي بات واضحا تبنيه لوجهات النظر الإسرائيلية .. فيمارس ضغوطه في كل مجال لتحقيق المطالب الصهيونية على حساب المصالح العليا للشعوب العربية !
فلم يتخذ النظام الفرعوني أي موقف جاد لمواجهة امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية .. مجرد تصريحات داخلية لا تتخطى الحدود المسموح بها .. بينما وقف ضد امتلاك العراق لمثل تلك الأسلحة .. بل شارك في تدمير العراق بدعوى تفريغ منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل كما كانت تقول أمريكا.. والملاحظة الجديرة بالتوقف أمامها أن ما يردده نظام البارك عن إيران هو نفسه ما كان يردده عن العراق قبل الغزو الأمريكي .. فقد اعتبر النظام الفرعوني أن القوة العراقية تشكل تهديدا للأمن القومي المصري (هذا ما كان يقوله البارك وقتها) .. بل ذهب إلى ما هو اكثر من ذلك كما ذكر الأستاذ فهمي هويدي رئيس المخابرات المصرية الأسبق ونشرته جريدة الأهرام الحكومية عن الزيارة السرية لابن البارك المتطلع لوراثة رئاسة الجمهورية .. للبيت الأسود في واشنطن قبل غزو العراق .. للتأكيد على وجود أسلحة دمار شامل في العراق ..ويستحثهم على سرعة تنفيذ العدوان الصهيو صليبي عليه.. ليتأكد الجميع انه نظام غارق في وحل العمالة للأمريكان ، و أتتصور أن زيارة ابن البارك السرية توضح حقيقة أمر الأسرة الحاكمة بكامل أفرادها
وتتضح خيانات النظام الفرعوني الانبطاحي وتوجهه المعادى للامتين العربية والإسلامية أيضا بحديث البارك على أنفاس الناس لقناة العربية المشبوهة التابعة
للأمريكان والذي لم يكن بريئا ..واتهامه للاخوة الشيعة في البلدان العربية وغيرها.. بعدم الانتماء لبلدانهم مؤكدا أن انتماءاتهم وولائهم لإيران .. وهو اتهام خطير بغير دليل ..ولكنه يمضى في نفس الإطار المعادى للمسلمين أيا كان مذهبهم شيعي أو سني وهو ما يتبعه النظام الفرعوني بقيادة البارك على أنفاس الناس منذ اليوم الأول لبروكه على عرش الفرعون متبعا طريقة فرق تسد
فإذا كان البارك لا يقصد ما قاله ..كما أكد المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية .. فهو غير جدير بالبقاء حاكما لمصر .. ويجب عزله .. فالحاكم يجب أن يقول ما يقصده تماما دون نقص أو زيادة .. وإلا فما الفارق بينه ورجل الشارع الذي لا تؤثر كلماته على الجميع مثلما تؤثر كلمات الحاكم؟
وإذا كان البارك يقصد ما قاله فهو أيضا غير جدير بحكم مصر .. لأنه في تلك الحالة يتأكد أن هناك خللا جسيما في قواه النفسية و العقلية .. أو على الأقل يكشف لنا أن البارك يعانى من النقص الخطير في معلوماته الدينية والسياسية أيضا .. وهو الأمر الحقيقي الذى يلمسه الجميع .. إضافة إلى أن حديثه المشبوه يؤكد عمالته بالوكالة عن الصهيو صليبية العالمية العاملة على تفتيت البلاد العربية والإسلامية إلى كيانات هزيلة وفقا للهوية المذهبية الضيقة للدين الواحد بإشعال الفتنة بينهم
والتهمة التي أطلقها البارك طالت الشيعة في لبنان والسعودية والكويت والبحرين وسوريا ومصر أيضا .. وبلدانهم بالطبع لن تلتفت إلى كلامه غير المسئول والمتوافق مع الأمريكان .. ولكنه مع ذلك لن يمر بسهوله وسيجلب الكثير من المتاعب للمصريين السنة الذين لا يهتم بهم البارك .. ولعل قتل أحدهم في العراق أول أمس ينبئ بذلك!
الأمر مفزع إذ أن البارك سيدفع الشيعة إلى الدفاع عن أنفسهم .. ويتهمون السًنة أيضا بعدم الولاء لبلدانهم ..فالسنة في إيران قد يواجهون بعض الصعاب من الأغلبية الشيعية .. إذا عاملوهم بكلام البارك غير المسئول ..واعتقد أن إيران الرسمية لن تفعل ذلك ..
أيضا البلدان الأوروبية والولايات المتحدة وغيرها من بلدان العالم التي يشكل المسلمين فيها الأقلية طالتهم التهمة الكاذبة بأن المسلمين يدينون بالولاء لبلدانهم الأصلية أو لبلدان إسلامية غير بلادهم الأوروبية أو الأمريكية وهو ما ينافى الحقيقة .. ولكنه سيسبب لهم الكثير من المشكلات.. فالاتهام جاء على لسان رئيس دولة يفترض أنها من دول العالم الإسلامي ..ولكن مبارك يرى نفس ما يراه أعداء الإسلام ويفعل مثلهم ، وحديثه لقناة العربية المشبوهة يؤكد ذلك بدون لف أو دوران
فما الداعي لذلك لحديث في ذلك التوقيت بالذات الذي تشن فيه الولايات المتحدة الإرهابية حملة ظالمة ضد إيران
من المؤكد انه نفذ الأوامر التي جاءت من الأمريكان ليشن هجوما على الشيعة وإيران في إطار الضغوط الصهيونية التي تحاول إيقاف التقدم العلمي الإيراني .. وعلى وجه الخصوص في الكيمياء الذرية للحيلولة دون وصول إيران إلى صناعة القنبلة النووية
الحديث تم بتوجيهات أمريكية لمهاجمة إيران عن طريق الهجوم على الشيعة .. ولو طلبوا منه مهاجمة السنة لفعل أيضا
لماذا لم يقل البارك أن اليهود في كل مكان في العالم يدينون بالولاء لإسرائيل .. وليس إلى البلدان التي يعيشون فيها..بالطبع لا يستطيع ...فهم الأصدقاء الذين يدعمونه ويحمونه ويتمسكون به كنموذج للانبطاح والاستسلام والخيانة ..يحتذي به باقي الأمراء الملوك والرؤساء العرب.. هو يفعل ما يملى عليه .. و يردد ما يردده الأمريكان و الصهاينة ولا جديد في ذلك
البارك بحكم تكوينه الثقافي والمعرفي الضحل.. لا يعرف من هم الشيعة تماما .. كما لا يعرف من هم السنة .. فهو قد تولى رئاسة مصر في الخمسين من عمره ولم يكن قد ركع لله وفقا لأقوال المحيطين به.. وواقعة الالتفات إلى الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر أثناء الصلاة ..واقعة شهيرة وقال البارك مبررا ما فعله بعدها انه كان ينظر لشيخ الأزهر في الصلاة ليفعل مثله .. مجرد تقليد كطفل صغير يذهب أول مرة إلى المسجد.. مثل ذلك الرجل لا أمل فيه ولا رجاء منه ولا يمكن أن ينتج عنه سوى الشر والتربص بالمسلمين .. وما جرى مع وفاء التي أشهرت إسلامها وسلمها البارك إلى الكنيسة لتفعل بها ما تشاء .. يوضح أيضا من هو البارك وما الذي يضمره للمسلمين سواء كانوا شيعة أو سنة ..
وإذا كان البارك يرى أن الشيعة غير منتمين لبلادهم .. فلماذا لم يقف مع السنة العراقيين لمواجهة العدوان الصهيو صليبي ؟
هو يقف في الصف الذي تختاره له أمريكا .. تأمره فيطيع .. ويمكنه أن يخرج علينا غدا .. بأن السنة مثل الشيعة ليس لديهم ولاء ولا انتماء .. وإذا رضت أمريكا عن فريق خرج يمجده وأمتدح المنضمين إليه
المؤسف أننا في ظل الهجمات المتواصلة ضد الإسلام والمسلمين والطعنة الخلفية دائما تأتى من نظام فرعون مصر الفاسد بعمالته وخيانته .. فالشيعة حاليا هم الذين يقودون الحرب ضد الصهيو صليبية .. وهم راس الرمح المرعب لأعداء الإسلام في المرحلة الحالية على الأقل .. وهى المرحلة التي وهن فيها السنة بحكم ظروف الحكم ببلدانهم وطبيعته الديكتاتورية ..
.. وإذا كان عدو عدوى .. صديقي .. وصديق عدوى.. عدوى .. فما بالك بإيران المسلمة وحزب الله البطل في لبنان و أبطال العراق المجاهدين شيعة وسنة و أبطال حماس في فلسطين .. هل كل هؤلاء لا ينتمون لبلادهم ..؟
المؤسف أن القائل لا ينتمي لبلاده أو للإسلام بقدر ما ينتمي للصهيونية ..!
فليخسأ الذين خانوا بلادهم وجردوها من قوتها و أذلوا شعبها ، وسرقوه، ويتهمون غيرهم بالخيانة .. التي يتمرغون هم في وحلها
نتمنى أن تنجح إيران في صناعة القنبلة النووية لتكون درعا يحمى إيران أو غيرها من البلدان الإسلامية الموبوءة بحكام من نوعية الفرعون البارك على الأنفاس
ونتمنى ألا يكون الفتيل الذي حاول البارك إشعاله ذو جدوى وان يخبو ويخيب فالشيعة والسنة في معسكر واحد هو المعسكر الإسلامي الذي لن يتفتت مهما كان الضعف والوهن الرسمي ..فكل تقدم لبلد مسلم يصب في النهاية لصالح كل البلاد الإسلامية.
ولكن فرعون مصر البارك عميل الصهيونية الذي اتهم الشيعة ليشعل الخلافات الطائفية هو نفسه الذي يحذر من انسحاب القوات الأمريكية من العراق .. ويطالب ببقاء قوات الاحتلال .. و يعمل كل جهده لتدعيم الاحتلال في العراق وأفغانستان وفى فلسطين أيضا
وهنا أتذكر قول الرئيس السادات موجها حديثه لمبارك : ( في إسرائيل بيحبوك يا مبارك )
وبعد ربع قرن يمكن أن نقول نحن أيضا ما قاله السادات !
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home