هل نمسك بالكرباج ونلهب ظهر الفرعون ؟
هل نمسك بالكرباج ونلهب ظهر الفرعون ؟
بقلم: محمد عبد العليم
حكم من ؟
حكمنا نحن ..
وهل نحن قطيع من الأغنام يرثه ابن مالكه أو يتصرف فيه بالبيع أو الذبح؟
حكامنا يروننا كذلك مجرد قطيع من النعاج لا كباش فيها لها قرون يمكن أن تطعن بها كروش المعتدين على حق النعاج في الحياة ..فيمسكون بالكرابيج ليلهبون ظهر كل من يتيقن انه ليس نعجة ..فيرفض أن ينضم إلى القطيع
حاكم البلاد ظن انه رب العباد فوكل أمر الشعب إلى جلاد من جلاد يه يؤدب كل من فكر في أمر من أمور الحكم من غير العائلة الأخطبوطية الحاكمة .. وكله باسم القانون .. ونحن نعرف طبيعة القوانين التي وضعت بليل بهيم – لماذا بهيم – ربما لأنهم يرونا كالبهائم عندما يؤلفون القوانين التي تخدمهم فقط ولعل القانون الأسود المسمى بتعديل المادة 76من الدستور الذي زوروا فيه إرادة الشعب أحد تلك القوانين المعيبة والتي تشكل مصيبة وسدا منيعا دون تطلع أحد من غير عائلة الفساد البارك على الأنفاس لكرسي الرئاسة والتي تحطم أمال الجماهير في إحداث التغيير تمهيدا للتخلص من فساد طويل الأمد ممتد المفعول استمر طوال اكثر من ربع القرن ينهش في جسد وطن يئن ولا أحد يستمع لأنينه المتواصل في ظل حاكم لا يهتم إلا بجمع اكبر حصيلة ممكنة من المال عن طريق تسهيله لعمليات السطو لأعوانه من اللصوص الذين باعوا البلد تحت مسمى الخصخصة بالبخس .. ورغم ذلك لم يحصل مواطن مصري واحد على نصيبه من حصيلة البيع فالحصيلة كلها في جيب البائع الذي لا حق له في البيع لأنه لا يملك شيئا سوى سلطة غاشمة مدججة بسلاح البطش دون وازع من أخلاق أو ضمير يرفق بشعب فقير مريض
ولكن كيف يكون لمثل هؤلاء ضمائر حية وهم يحللون الحرام ويحرمون الحلال ولا يتورعون عن فعل كل الموبقات والمحرمات في سبيل تدعيم حكمهم وتسلطهم واستمرارهم على كراسيهم التي يتبادلونها فيما بينهم بحكم الميراث إلى ما شاء الله
وإذا كانت عملية التوريث التي يصر النظام الفرعوني على تمريرها رغم كل المحاذير مرفوضة من الأغلبية العظمى الكاسحة للجماهير ولا تجد من يؤيدها سوى عشرات من الأفراد المحيطين بالديكتاتور الفرعوني .. فان النظام لا يجد أمامه سوى تلك الجريمة النكراء ليخفى جرائمه خلف حاكم جديد من نفس العائلة التي خربت عن عمد كل شيء ودمرت كل شيء.. وحالت دون تحقيق أمل واحد من آمال شعب طاق إلى نيل حريته من اسر تلك العائلة الباركة على أنفاسه فكهنة النظام يعرفون انهم إذا تركوا الحكم دخلوا السجون وإذا تنازلوا عن سلطانهم كانت محاكماتهم هي النتيجة الطبيعية الوحيدة لابتعادهم عن كراسيهم
وفى ظل تلك الجريمة التي تتفعل وتتم رويدا رويدا ..الشعب ينتظر في صمت .. ربما يسبق العاصفة .. ماذا ستسفر عنه الأيام القادمة .. خاصة وان الأخبار المتسربة أو الشائعات الممررة - سيان – تؤكد أن الرئيس الفرعون البارك على أنفاس الناس مريضا وكذلك كبار أعضاء حزب الفساد مرضى ويقال انهم يمضون أيامهم الأخيرة لإصابة معظمهم بالسرطان الذي أصابوا به عن طريق جرائم يوسف والى وزير الزراعة السابق ونائب رئيس الحكم الوطني الحاكم ملايين المصريين .. اللهم اشف كل مؤمن
ولكن هل يطول انتظار الشعب أم يفاجأ بان التوريث يتم أن لم يكن قد تم بالفعل منذ فترة ..فالابن يحكم بالوكالة عن أبيه ويقرر ويصرح وفريق النفاق وكتيبة المرتزقة ينفذون الأوامر الصادرة من الابن فالأب يقال انه في غيبوبة تأتيه على فترات متقاربة ويبذل الأطباء المحيطين به جهدهم للحفاظ على حياته ..ربما هي غيبوبة مصطنعة .. لتدريب الابن على كيفية التعامل مع أهل النفاق ليعلنوا البيعة الفاسدة للابن في حياة أبوه الذي لن يعلن عن موته إلا بعد اعتلاء ابنه المكروه لعرش الفرعون
لقد أكد الفرعون أن ابنه يساعده .. أي انه اصبح مساعدا لرئيس الجمهورية في نفس المكان الذي كان يشغله المشير الجمسي أيام السادات وغيره من المساعدين للرئيس السادات وكانوا بلا صلاحيات .. أما الفرعون البارك فتنازل دون سند من دستور أو قانون عن حكم البلد سرا لأبنه ! .. وهو ليس بحاجة إلى إعلان ليرث الحكم فالإعلان مكلف ولا حاجة إليه فهو يحكم ويتحكم والبعض مازال ينادى لا للتوريث … و أقول معهم لا للتوريث و أخشى ما أخشاه أن يقول الأحفاد من بعدنا نفس قولنا ..لا للتوريث عندما يبلغ جمال مبارك من العمر ارزله ويحكم ابنه أو ابنته أو ربما أبناء شقيقة إذا تنازل وسمح بانتقال الحكم إلى أبناء شقيقة .. وهنا سيقول المنافقون أننا نعيش أزهى عصور الديمقراطية ..!
مأساتنا أننا نتكلم .. ثم نصمت ..ثم نتكلم .. ولا نفعل شيئا ونريد من الآخرين أن يفعلوا لنا ما يجب أن نفعله ..
أرتكن البعض إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية الإرهابية سوف تزيح البارك على الأنفاس وعائلته عن الحكم .. وهللوا لذلك
وروج البعض إلى أن البارك سيعلن مفاجأة ويستقيل ويرتاح الناس منه
وظن البعض انه لن يعود من إحدى رحلاته علاجه المنتظم إلا على ظهره ليدفن ويرتاح الناس
وردد الكثيرون انه مات بالفعل ومن يظهر أمامنا هو البديل .. وقالوا انه شخص في نفس حجمه يرتدى ماسكا مشابها لوجه البارك
ولكن أيا كان الأمر فان الأماني لا تتحقق بدون فعل .. ولن تتحقق دون عمل جاد .. فالطريق طويل أمام الجماهير لتعلن رفضها المطلق للتوريث أيا كان شكله وطريقته و أسبابه .. والبداية دائما هي الأصعب والأخطر ولن ينال شعب حريته إلا بسداد كامل الثمن فالحرية لا تأتى بالتقسيط ولا تأتى بالتدريج .. هي حرية أو لا حرية .. و الشعوب المستحقة للحرية هي الشعوب الحرة المناضلة باستمرار للحفاظ على حريتها .. أما الشعوب المستعبدة فهي الشعوب البليدة فاقدة الذاكرة والمغيبة أو الغائبة عن الوعي والغارقة في خيالات مريضة غير حقيقية .. حيث تتوهم أن ساعة الخلاص آتية بلا فعل جاد للتخلص من فساد طواغيت صنعتها تلك الشعوب بصمتها الطويل وخوفها من الكرباج المرفوع أمامها ..فإذا أردنا التحرر علينا أن نمسك بالكرباج ونلهب به ظهر الديكتاتور المستبد .. عندها ستشرق شمس الحرية على جماهير الأمة وعندها تختار مصيرها و قائدها وطريقها بحرية كاملة غير منقوصة وبلا قيود أو شروط
فهل نمسك بالكرباج لنبرهن أننا لسنا قطيع من الأغنام كما يظن الفرعون وكهانه..؟
هل نمسك بالكرباج ونلهب ظهر الفرعون ؟
منشور على موقع صوت المقاومة بتاريخ11 إبريل 2006
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home