بدون هزار
----------
مرحلة المراهقة
------------------
بقلم :محمد عبدالعليم
مازلنا نتخبط في السير نحو أول طريق
للديمقراطية ..فبداية عهد الحرية لم نألفه بعد ..ونختلف ونتظاهر ويسقط الجرحى والقتلى
..بعدما خرجنا من عتمة الديكتاتورية التي ظلت
تلتهم حق الجماهير في الحرية طوال أكثر من ستة عقود , ومازال بعضنا يدعو للانقضاض على
الثورة , وهدم بعض انجازاتها
الضئيلة نسبيا , والارتداد إلى ما قبل
ظهور السلطة المدنية الأولى في التاريخ
المصري ..فيدعون إلى الرفض المستمر لكل شيء والإلحاح عليه واستنزاف طاقات الشباب الثوري
النقي في مظاهرات واعتصامات مستمرة دون أن يستفيد الوطن من طاقات الشباب المهدرة ...ولا نشجعه وندفعه لزرع شجرة وتنظيف شارع وحماية
ممتلكاته العامة والخاصة ولا يتحول الإنفاق العلني والخفي على اشتعال الموقف
واستمرار الاحتقان الشعبي إلى إنفاق جاد ومثمر ببناء المستشفيات والمدارس والمصانع وتشغيل الشباب وإنقاذهم من كوارث البطالة واستغلال
واستهلاك وقتهم فيما يفيد الوطن ويفيدهم
..
الوطن يمر بمرحلة حرجة لولادة متعثرة لديمقراطية نرجو أن تكون .. إلا أن بعض ساستنا ونجومنا
مازالوا في طور المراهقة السياسية .. فنراهم يطالبون الرئيس المنتخب بالابتعاد
عن حزبه والتنصل منه بل والانحياز ضده ..بعدما وصل للمنصب وحصل عليه عن طريق هذا الحزب الذي رشحه
...فإن تولى المنصب مرشح لحزب الوفد أو الناصري سنطالبه بالإجهاز على حزبه الذي
قدمه وطرحه للمنافسة على المنصب ودعمه واختارته
الجماهير على هذا الأساس ..هل يهرب من حزبه إلى حزب آخر وينضم له ؟
البعض يرى ان عضو مجلس النواب المرشح
بقوائم حزب ما عليه الانسلاخ من حزبه ومن دائرته نزولا على رغبة من لم ينتخبوه ووقفوا
ضده وساندوا المرشح المنافس الذي لم يحصل على أصوات الأغلبية فسقط
مطالب غير واقعية لا أساس لها من الصحة ولا تحدث في العالم كله ..إلا أن بعض
أفراد وقيادات المعارضة الواهنة تطالب بذلك
وتدعو الشباب إلى الاحتجاج والاستشهاد بلا
هدف سوى بقاء الزعامات في الفضائيات وبرامجها
والصحف وأخبارها
نريد أن نتخطى مرحلة المراهقة السياسية وبسرعة ..فالشعب يدفع الثمن والأمم لا
تنهض هكذا
محمدعبدالعليم
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home