بدون هزار 245فيضان النهر الراكد
بدون هزار 245فيضان النهر الراكد
بدون هزار 245
===========
فيضان النهر الراكد
===========
بقلم : محمد عبد العليم
------------------
توقف فيضان نهر النيل ..بعد بناء السد العالي ..وتوقف أيضا جريان النهر السياسي المصري بعد ثورة يوليو 1952
وإذا كان توقف فيضان النهر قد أنقذ البلاد من طوفان الغرق أحيانا وحماها من الجفاف الذي امسك بالقارة الإفريقية وبحوض النيل لمدة طالت أكثر من 7سنوات ولم نشعر به... فأن توقف جريان النهر السياسي أدى إلى ركود الحياة السياسية كما ركدت مياه الترع وانحصرت في بحيرات آسنة تكاد تجف تحت ضغوط سلطوية مستمرة .. رافضة لحق العودة للجماهير لممارسة العادة القبيحة المسماة بالسياسة ..وقصرها على النخبة المختارة بعناية أمنية غالبا ..لا الصفوة الواعية المدركة بحكم تحصيلها العلمي والثقافي
ولأن الحياة السياسية راكدة في المجتمع ورقادها طال بامتداد أكثر من 56سنة من الزمن ..لجأت الجماهير المنقادة .أو اندفعت وربما دفعت إلى تنفيس كبتها السياسي الانتمائي فى ملاعب كرة القدم عظيمة الاتساع ..التي تحولت إلى برلمانات شعبية تضم أصحاب المشارب المتباينة المختلفة ..والمصالح المتضاربة والمتفقة ..فجمعت الفاهم المدرك واللاواعي واليساري واليميني والوسطي والغاوي فرجة والمدمن... كلهم انصهروا وتوحدوا خلال عملية إجبارية في بوتقة الأهلي والزمالك ...فصار البعض حمرا والبعض بيضا ..وغير الأحمر والأبيض لا يوجد سوى الأسود في لون الشوارع الإسفلتية التي يسير عليها المنتمون للحمر والبيض
فلما ظهر الإسماعيلي خرجا عليه كعدو مبين لهما والتهموا أفراخه وحاولا تحديد نسله بخطف لاعبيه بحجة قوانين الاحتراف
ولذلك نرى ونسمع عن لاعب بثلاثة ملاليم في سوق الجمعة او الخميس الأهلاوي الزما لكاوي يرتفع سعره إلى نحو عشرة ملايين جنيه وأكثر ..والمبلغ لو انفق على شراء القمح سيكفي قرى متعددة لسنوات من الخبز والجاتوه
ونتيجة طبيعية للحرمان الدائم من ممارسة الحقوق السياسية الطبيعية بدأ التعصب في تشجيع الفرق الرياضية بطريقة إرهابية وبدأنا نسمع عن دخول الرياضيين إلى أقسام البوليس وقاعات المحاكم والسجون كما يدخلها السياسيون ..وبات بعض الرياضيين يتحولون إلى بلطجية وفتوات ويظهرون قلة الأدب وسوء الخلق والسلوك ..وكل شيء سيء ..يجد من يدافع عنه تحت شعارات التحرر وحقوق اللاعب وانتماء الإعلام الصريح
والحكاية من أولها إلى أخرها تهريج في تهريج... لكن تشجيع النادي الأهلي ونادي الزمالك اضمن وأكثر آمنا وأمانا من أن يتحول كل مشجع لكرة القدم إلى غاوي سياسة ..ومن ثم الانضمام إلى النادي السياسي وممارسة الساسة ..والتفكير .-أعوذ بالله منه -.الذي يعيد الجريان للنهر الراكد
===========
كلام هزار
=========
قال لي : أيهما تتوقع فوزه الأهلي أم الزمالك ؟
قلت له : إذا فاز الزمالك فاز الإسماعيلي..
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home