بدون هزار 203 أغلبية الباطل وباطل الاغلبية

بدون هزار 203 أغلبية الباطل وباطل الاغلبية
بدون هزار 203
======
أغلبية الباطل وباطل الأغلبية
=======
بقلم : محمد عبد العليم
نعم نحن في غاية التخلف ..لا خجل من الاعتراف بذلك .. ولكن ما الذي جرى للناس؟
أخلاق انحدرت وقيم تلاشت ..
الفقر ليس السبب الوحيد ..فقد كنا أكثر فقرا ..ونواجه صعوبات ضخمة ومع ذلك كانت أخلاقنا حسنة وقيمنا شامخة ..نحترم الأخر ..نجل الكبير ونرحم الصغير ونبجل المنصب المحترم
وفقدنا ذلك ..فظنت الأغلبية أنها على حق والأقلية على باطل .. ويتهمون الحكومة ..ولا جديد في ذلك – وكنت معهم – بأنها سبب كل البلايا والمصائب والنكسات والهزائم .. أما نحن الأغلبية فقد أخلينا مسئوليتنا عن ومن كل شيء ..وأصبحنا غير مسئولين أو مشغولين إلا بالشكوى والأنين ..ولعن الملعونين .. وهم غيرنا بالطبع ..
فنحن لا نفعل شيئا نستحق عليه اللعنة أو الشكر
ومع ذلك انظر حولك ..ترى طوابير البطالة والخبز وبطاقة التموين وشهادة الميلاد ..والغلاء
لن تجد وجها يسر العين ويسعد القلب
الكل يشكو الجميع
شيء كئيب .. مقرف ومقزز .. الحقد يكاد يخرج من مسام البعض ... والسفالة وقلة الأدب عنوان أو وظيفة مسجلة بالبطاقة الذكية ...فلا احترام لكبير أو منصب أو مكانة
وانقلب الحابل بالنابل ..فظنت الكلاب أنها ثعالب ..واعتقدت الثعالب أنها اسود تسود وتقود ..فاختلط الحق بالباطل ..فترى أغلبية الجماهير فى ستاد كرة القدم تهاجم الحكم وتلعن أبوه وتسب أمه ..لأنه لا ينتصر لفريقها المهكع المهزوم
وأغلبية الركاب في أتوبيسات النقل العام المزدحمة تلعن المحصل والسائق أو القائد ..
والأغلبية في المدارس من التلاميذ والأقلية من المعلمين .. والتلاميذ ومعهم أولياء أمورهم يلعنون المعلم والناظر والوزارة
فالتلاميذ يمثلون الأغلبية ومن حقهم تولي القيادة وعلى إدارة المدرسة او الجامعة الانصياع لرغبات الأغلبية العددية ..وفقا لمفاهيم الديمقراطية الفوضوية الهدامة
الأغلبية في المجالس المنتخبة وغيرها تصفق وتوافق ..وأحيانا تعترض على ما سبق أن وافقت عليه ..فهل هم على حق أم على باطل ؟
الإجابة عندك
أغلبية دول العالم متخلفة وقليل المتقدم ونفس الأمر مع الشعوب التي تسير بلا هدى خلف أمم سبقتها بالعلم.. وغلبتها واستعمرتها وحلبتها لجهلها.. ولذلك يرى العلماء أن الأغلبية عادة على باطل وهو ماسجله التاريخ البشري وأكدته الأديان السماوية
فالقدرات العلمية والبدنية والإمكانات والملكات الفكرية والمعتقدات تختلف من فرد الى اخر ..ومن شعب الى شعب ..ولذلك تتكون الحكومات من الأقلية المثقفة في مجالها القادرة على تسيير دفة القيادة
فإذا سارت الحكومات وراء رغبات شعوبهم المتخلفة ازداد الفقر وصار المجتمع قطيعا من المنافقين المضللين
الركاب كثيرون والسائق واحد .. والشعوب بالمليارات والحكام عشرات الأفراد
400 أو أكثر يمثلون 76مليون مواطن ..هكذا يكون النظام فرد يمثل امة ..لكن لم نسمع أن امة كاملة تقود احد أفرادها
إذا نزلنا على مطالب الأغلبية ورغباتهم المتنافرة ..تناثرت الجهود وضاعت الانجازات وتراجعت الحضارة إلى فوضى هدامة

=========
كلام هزار
========
قال لي : أسود الكاميرون وافيال كوت ديفوار لكل فريق لقب.. فما لقب فريق مصر؟
قلت له : تماسيح النيل لأنهم أكلوا الأسود والأفيال